أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - لماذا الله؟؟وهل كان الله هو المعتدي















المزيد.....


لماذا الله؟؟وهل كان الله هو المعتدي


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 02:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لماذا الله... سؤال يطرحه العلمانيون على الشعوب المتدينة .. ضمن منهاج اعتقادي إن الدين احد أسباب تخلف الشعوب... والسؤال موجه حضريا إلى الدول الإسلامية .. كأسس مقارنه بينها وبين الغرب..باعتبار إن الغرب تخطى هذه المرحلة .. وتقدم علميا وتكنولوجيا .. عندما تخلى عن الدين .. ولا ادري .. ما هذه الكنائس القائمة والقداس الذي تحتفل به أوربا في أعياد الميلاد سنويا.. فكانت أسئلة العلمانيين لماذا الله .. الله تدخل في حياتنا... الله يفرض عبوديته علينا.. الله سبب تخلفنا.. الله سبب جهلنا.. أسئلة كثيرة دون مبرر .. مجرد اتهام وتهجم على الله دون دليل ... في هذا البحث نقدم دراسة فكريه بين مؤلفي الأديان السياسية .. وبين العلمانيين والملحدين والادينيين.. لنتأكد من هو المعتدي على الله .. الإنسان أم الله.. ولنتأكد أيضا.. من الذي حمل اسمه تزيفا وكفرا ليفتري على الله الكذب.. لم تكن كلمة ظلوما جهولا تأتي عن اعتباط إنما هناك فعلا من يتهجم على الله جهلا وظلما ...لكي يكون كلامنا موثق .. نبتعد عن الأنبياء الذين كانت دعوتهم شفهية ... أي لم يصاحب دعوتهم أي كتاب منزل... ونقتصر فقط على الرسل الذين صاحبت دعوتهم نزول الكتب السماوية في زمانهم...حمل أدام وأبنائه اسم الله أو اسم الرب منذ بداية الخليقة .. وكان مفهم الله عند أبناء أدام الأوائل كقصة حدثت لأبيهم ادم .. رافق اسم الله الخطيئة .. فكان بني أدام يعبرون عنها ببعض الإعمال الصالحة ... للابتعاد عن الخطيئة التي حصلت لأبيهم... فسبب الخطيئة حرم كل شيء افتراء على الله .. وباسم الخطيئة احل كل شيء حتى المعاصي نسبت إلى الله...

{وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف28

من هذا المنطلق بعث الله الأنبياء والرسل لإبطال ما كان ينسب إلى الله من افتراءات .. لان البشرية تجاوزت على الله دون علم ولا هدى ولا كتاب منير... نجد إن معظم الأنبياء الذين أنزلت معهم الكتب السماوية بعثوا في أقوام كانت تفتري على الكذب.. ووصل بهم الكذب إلى تجسيد الإله ... وجعلوا له بنين وبنات افتراء عليه.... نبدأ بهذا البحث في حملة الفكر الوثني الشركي لأهل مكة...

جسدت قريش الإله وجعلت له ثلاث بنات ... الآلة والعزة ومناه .. وقالت إن الله تزوج من الجن ونجبوا له بنين وبنات .. فقتل أبناءه .. واصطفى على بناته

{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ }الصافات158

{وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ }الأنعام100


فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ{149} أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ{150} أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ{151} وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{152} أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ{153} مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ{154} أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{155} أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ{156} فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{157} وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ{158} سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ{159}

هل كان الله هو المعتدي

نموذج أخر من الاعتداء على الله .. المسيحية تحمل معتقد إن الأب قدم ابنه لأعدائه ليصلبوه .. هذا المعتقد حديث التأليف لم يكن مألوفا في ظهور الإسلام .. لان القران لم يذكر أي طائفة لأهل الكتاب كانت تقول إن الأب قدم ابنه لأعدائه .. إنما كان المعتقد السائد هو عيسى ابن الله .. أو المسيح ابن الله.. قال الله

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30
وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً{4} مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً{5}

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً{88} لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً{90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً{91} وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً{92} إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً{93} لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً{94}

هل كان الله هو المعتدي

هذا اعتداء أخر.. وهذا النوع من الاعتداء .. هو اشر الاعتداءات على الله.. لأنه سوف يستخدم الدين للاعتداء على الله... بعد إن نجا الله بني إسرائيل من قهر فرعون إلى الجانب الثاني من البحر .. استغل ألسامري جهل بني إسرائيل واستخدم الأثر الديني للطعن بالدين عندما اقتبس فكرة من اثر رسالة موسى في بني إسرائيل .. وألقاها عليهم.. وجعل لهم الإله مجسد .. فقال لهم هذا إلهكم والإله موسى... قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ{95} قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي{96}

فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي{86} قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ{87} فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ{88}


جميع المرجعيات الدينية التي قامت بتأليف الأديان السياسية سلكت نفس سوك ألسامري .. وصنعت ألاهوت الديني افتراء على الله.. وفرضت من خلاله السيطرة الدينية على الشعوب المتدينة .. واستغلته اشر استغلال ..ووضعت الأغلال والقيود على الناس باسم الدين ... سطر مؤلفي الإسلام السياسي مئات الألوف من الأحاديث النبوية افتراء على الله وعلى رسوله .. وجعلوا الأحاديث القدسية هي الرائدة بين الأحاديث .. ونسبوا قولها إلى الله .. وبلسان جبريل...لتكون أكثر سيطرة .. وأكثر رهبانية

الإسلام السياسي

عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم، تلا قول الله تعالى في إبراهيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ..) الآية، وقال عيسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فرفع يديه ـ وقال: "اللهم أمتي .. أمتي"، فقال الله ـ عز وجل ـ: "يا جبريل، اذهب إلي محمد" وربك أعلم ـ فسله: ما يبكيك؟" فأتاه جبريل ـ عليه السلام ـ فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم؟ فقال الله تعالى: "يا جبريل، اذهب الى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك

صنع هذا الحديث لاهوتا دينيا جعل امة محمد صالحها وفاسدها ذو أفضليه عند الله .. ليكون محمد هو المدافع عن أمته يوم القيامة ..ليصنعوا قولا اتكالي .. يوقع الناس في الضلالة ويشجع على ارتكاب المعاصي ... على أساس هناك من يدافع عنهم يوم القيامة بينما نجد الحقيقية في... قوله تعالى

{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }النحل111

*****************************



عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن عبداً أصاب ذنباً ـ وربما قال: أذنب ذنباً ـ فقال: رب أذنبت ذنباً ـ وربما قال: أصبت ـ فاغفر لي، فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنباً ـ أو قال: أذنب ذنباً ـ فقال: رب، أذنبت أو أصبت ـ آخر، فاغفره، فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم أذنب ذنباً ـ وربما قال: أصاب ذنباً ـ فقال: رب، أصبت ـ او قال: أذنبت ـ آخر، فاغفره لي فقال: أعلم عبدي ان له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثلاثاً، فليعمل ما شاء".

هذا حديث أخر يسمح بارتكاب المعاصي والاستمرار عليها على أساس إن الله غفور رحيم .. ويوحي لمرتكب المعصية إن التوبة قولا وليس عملا .. ويجعل له مبررا على ارتكاب المعاصي دون توقف... علما إن مرتكبها له علم بحدود المعصية دينيا.. ولكن في الحقيقية .. نجد قول الله

{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء17 {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }النساء18


http://www.nourallah.com/ahadeeth_kodsya.asp


هل كان الله هو المعتدي

****************************

الدين السياسي المسيحي.. وصايا المسيح

قد تقف أحياناً أمام وصايا الرب يسوع مُتحيِّراً وكأنك لا تفهمها؛ إذ تبدو للوهلة الأولى أنها تتناقض مع المتعارَف عليه في المجتمع. فكيف تموت لكي تحيا؟ تتعب لكي تستريح؟ تُعطي لكي تأخذ أكثر؟ إن وصايا المسيح تضعك وجهاً لوجه أمام حقيقة أنك لا يمكنك أن تعرف كل أسرار الحياة، ولكنك يجب أن تُصدِّق ذاك الذي صمَّم هذه الحياة، وصمَّم لك كيف تحياها!
إن التأمُّل في تلك المفارقات، أو إذا صحَّ التعبير ”التضادات“ في وصايا الرب يسوع، يجعلك تثق في شخص المسيح ووصاياه أكثر فأكثر، وتختبر السلام الذي يستطيع هو وحده أن يَهبَك إيَّاه. وهنا نعرض لبعض هذه الوصايا التي تحمل مفارقات:
- التعب يؤدِّي إلى الراحة:
+ «احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم. لأن نيري هيِّن وحِمْلي خفيف» (مت 11: 30،29).
والمسيح بهذه الوصية يدعو التعابى وحاملي الأحمال الثقيلة إلى المجيء إليه: «وأنا أُريحكم». وإذا بالراحة عند المسيح هي أن يحملوا ”نيره“. والنير - لمن لا يعرف - هو الخشبة الثقيلة التي يضعونها على رقبة الحيوانين اللذين يُديران الساقية معاً أو يجرَّان المحراث في الريف. هذا النير هو تشبيه للتلمذة للمسيح التي تتطلَّب من الإنسان أن يُعطي حياته كلها للمسيح - مهما كانت دعوته في العالم - وهذا يتطلَّب أن يطيع الإنسان وصايا المسيح كتلميذ يُنفِّذ تعاليم مُعلِّمه.
لكن المسيح يُطمئن تلميذه أن هذا النير ”هيِّن وخفيف“، وهو يقصد أن المسيح نفسه يضع عنقه أي كل قوته مع الذي يحمل نير المسيح، فيكون الثقل كله على المسيح، ولكن الظاهر أن التلميذ هو الذي يحمل النير. لذلك يقول القديس يوحنا، عن اختبار لهذه التلمذة الحقيقية: «ووصاياه ليست ثقيلة» (1يو 5: 3).
وتكون النتيجة: سيجد التلميذ راحةً وسلاماً وفرحاً ونشاطاً وطاقةً، كما يقويك الله ويعطيك. اقضِ وقتاً طويلاً في الصلاة، واعلم أن همومك وأحمالك يشترك معك المسيح في حملها بالنصيب الأكبر (نصيب الأسد). وستختبر صِدق وصية المسيح: «وأنا أُريحكم».
- السلوك بالإيمان وليس بالعيان:
+ «لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان» (2كو 5: 7).
وهنا يجب أن تتحقق من الفرق بين ”العيان“ أي ”الرؤية بالعينين“ وبين ”الرؤية الباطنية“. في العالم يوجد الكثير ما لا يمكن للعينين أن تراه. اسأل الله أن يُعطيك الإيمان حتى ترى وترى الكثير والكثير كما يراه هو.
وبدلاً من أن تجعل ثقتك واتكالك على ما تراه فقط رؤيا العين (وهو وقتي وزائل)، ضَعْ ثقتك فيما تراه بالإيمان ما لا تراه العين (وهو أبدي ودائم ومضمون). ضَعْ أحلامك وآمالك في يدي الله، عارفاً أن الله يرتب لك ما يفوق رؤيتك بالعين، وأنت سائر في طريق الحياة. اخترْ أن تحيا ليس بحسب رؤيتك المحدودة، بل بحسب الإمكانيات التي بلا حدود التي يضعها الله تحت تصرفك. فقط ابدأ بحياة الإيمان وستسلك بعد ذلك في رُحُب الحياة مع الله.
- أعطِ لكي تأخذ أكثر:
+ «أعطوا تُعْطَوْا، كيلاً جيداً ملبَّداً مهزوزاً فائضاً يعطون في أحضانكم» (لو 6: 38).
اعلم جيداً أنك يمكنك أن تختبر جداً غِنَى الله حينما تُعطي بدلاً من أن تحبس ما عندك عن الله في أشخاص المحتاجين والفقراء. إن الله يريدك أن تختبر، من خلال العطاء، أموراً فائقة على ما يفكر فيه الذين ليسوا في صفوف التلمذة للمسيح.
واعلم أن السعادة لا تأتي من الربح المادي (اسأل في هذا كبار الأغنياء)، بل من التشبُّه بالله الذي ”يُعطي بسخاء ولا يُعيِّر“ (انظر يع 1: 5). الله يحميك من الأنانية التي تسرق منك كل فرح. وقِسْ حياتك على ما أنت عليه وليس على ما تمتلكه. واعلم أن اعتزاز الله بك يرجع، لا إلى غِنَى ممتلكاتك، بل إلى أنك عزيز في عيني الله بما لا يُقدَّر بمال، حتى ولو كنت مفلساً مادياً. فكل ما عندك أو ما أنت فيه هو عطية من الله، والكل من الله ولله في النهاية. فاحرص أن تستخدم هذه العطايا بإشراك الآخرين كما يرشدك الله. وفي النهاية ستختبر الفرح الكبير الذي من الله، الذي هو أثمن من كل ما عندك.
- اطلُبْ حكمة الله التي تبدو جهالة عند الناس، لكي تصير حكيماً عند الله:
+ «لا يخدعن أحد نفسه. إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم في هذا الدهر، فلْيَصِرْ جاهلاً لكي يصير حكيماً. لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله، لأنه مكتوب: ”الآخِذ الحكماء بمكرهم“» (1كو 3: 19،18).
من السهل البحث عن الحكمة في الأماكن الخاطئة وعند الأشخاص الخاطئين! وكم من شباب ورجال ونساء هلكوا بعد أن أخذوا الحكمة من غير مصدرها الإلهي المضمون في هذا العالم الملوث بالسقوط والخطية؟
ومصدر الحكمة الوحيد والمضمون هو الله. والاتضاع والإحساس بالرغبة الدائمة في التعلُّم هما الطريق لنوال الحكمة الإلهية الحقيقية. والله أعظم من أن تحتويه عقول الذين يظنون في أنفسهم أنهم حكماء. لكن الروح القدس حينما يسكن في الإنسان المتضع، يسكب في ذهنه مبادئ الحكمة الإلهية التي ترشده في طريق حياته. يتوه الناس في طلب الحكمة حينما يتجاهلون مصدر الحكمة ومانح الحكمة، الله بالروح القدس الذي سكبه فينا. اسأل الله أن يعطيك الحكمة بالروح القدس الذي فيك من خلال الصلاة المستمرة، والتأمُّل العميق في كلمة الله في الكتاب المقدس، وباختبار وصايا المسيح بأمانة وحرص، والإنصات دائماً إلى صوت ضميرك لأنه عن طريقه يُعرِّفك الروح القدس بمشيئة الله.
- اخْدِمْ لكي تملك!
+ «مَن أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً. ومَن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً. لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (مر 10: 43-45).
هذه أصعب المفارقات والتضادات في وصايا الرب يسوع، ولكنها مفارقة وتضادة صادقة وصحيحة. ولابد أن تعرف أن الحياة التي عاشها المسيح هي النموذج الذي يجب أن يعيش عليه كل البشر، حتى إذا عاشوا هكذا عمَّ السلام وانفضَّت الحروب وتكسَّرت كل الأسلحة.
وصايا المسيح هي خلاصة حياته. وقد قالها المسيح لتلاميذه ليلة آلامه بعد أن سلَّم نفسه للموت بإرادته قبل أن يُسلِّمه يهوذا، كخاتمة لخدمته كعبد وسط البشرية، ولكن كبداية لمجد الرئاسة والسلطان على الحياة ليُعطيها لمَن يشاء: «لأن مَن هو أكبر: الذي يتَّكئ أم الذي يخدم. ولكني أنا بينكم كالذي يخدم» (لو 22: 27)، «فإن كنتُ وأنا السيِّد والمعلِّم قد غسلتُ أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض. لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعتُ أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً. الحق الحق أقول لكم: إنه ليس عبدٌ أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مُرسله. إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه» (يو 13: 14-17).
يُحتِّم المسيح أن نفعل كلنا هكذا، لأننا لسنا أعظم من سيدنا ولا من مُرسلنا. فإن لم نفعل ذلك تحت أية حجة أو عذر؛ فها النتيجة أمامنا: العالم المضطرب أمامنا، والحروب تكوينا، والنزاعات تدمِّر البشرية في كل مكان!
فلتسأل المسيح أيها الأب والأُم والمعلِّم ورئيس العمل وكل مَن تحت سلطانه مرؤوسون وتلاميذ وعمال، أن يُعطيك التواضع الذي تحتاجه لتُحوِّل التركيز من على شخصك إليه هو وإلى الآخرين المحتاجين أن يشاركوك في محبتك له.
- أصعب اختبار: تموت لكي تحيا:
+ «لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه، بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً. فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً: الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مُعادِلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً في شِبه الناس. وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب. لذلك رفَّعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم» (في 2: 4-9).
الجميع يطلبون الحياة بأن يهربوا من الموت! والهروب من الموت له أشكال وطرق كثيرة، ولكنها تؤول في النهاية إلى الموت. لكن المسيح وضع هذه التضادة الصعبة لكن المضمونة: «إن أراد أحد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. فإنَّ مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلكها، ومَن يُهلك نفسه من أجلي يجدها» (مت 16: 25،24).
وتطبيق هذه الكلمات سيجدها كل مَن أتى إلى المسيح وثبت فيه، وصار مع المسيح في كل أحوال حياته، حتى أنه يستطيع أن يقول عن إحساس حقيقي: «مع المسيح صُلبت» (غل 2: 20)، و«مدفونين معه» (كو 2: 12)، و«إن كنا نتألم معه لكي نتمجَّد أيضاً معه» (رو 8: 17)، وغير هذه من مقولات إنجيلية ورسولية. لأن اختبار الموت مع المسيح ومن أجل المسيح مضادٌ للطبيعة البشرية، إلاَّ بعد أن تكون قد تقدَّست بمعمودية المسيح واصطبغت معه على الصليب.
أما الهروب من الآلام والضيقات، أو التذمُّر عليها، أو مقاومتها، أو حتى مجرد الخوف منها؛ فهذا كفيل بتعجيل ساعة الموت.
أما الأتقياء والشهداء وكل مَنْ واجه الموت كل يوم، كقول بولس الرسول: «من أجلك نُمات كل النهار» (رو 8: 36)؛ فهولاء يكون موتهم في النهاية بمثابة عبور، والقبر يصير لهم معبراً إلى الحياة.

http://www.stmacariusmonastery.org/st_mark/sm020711.htm

هذا ما قاله عيسى لقومه

قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً{30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً{32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً{33} ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ{34} مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ{35} وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{36} فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ{37} أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{38}


لقد لاحظنا نماذج متعددة من الاعتداءات على الله وأخذت إشكالا مختلفة من التحريف والتضليل حملها أبناء ادم منذ بداية الخليقة إلى يومنا هذا..ولاحظنا أيضا أن اشر المعتدين على الله هم حملة الأديان ... ليدخل علمنا الحديث معتدين جدد أمثال العلمانيين والملحدين والادينيين .. فماذا تستفد شعوبنا إذا استبدلنا معتدين قدامى بمعتدين جدد

هل كان الله هو المعتدي

تحياتي وتقديري .. لجميع الزملاء من العلمانيين والملحدين والادينيين



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ ظهور الأنبياء.. عهد نزول الإنجيل
- رد على مقالة كامل النجار في... المقارنة بين البوذية والإسلام
- تاريخ ظهور الأنبياء ..عهد ما بعد نزول التوراة
- رد على مقالة كامل النجار في ..كيف خلقنا الآلهة والأديان 2-2
- رجال الدين يا ملح البلد!!!!!!
- رد على مقالة سامي لبيب في..نحن نخلق آلهتنا ( 7 ) - الله مُجي ...
- تاريخ ظهور الأنبياء.. عهد ما قبل نزول التوراة
- تاريخ ظهور الأنبياء بين التوراة والتنزيل
- رد على مقالة شامل عبد العزيز في .. أيهما الحل .. الإسلام أم ...
- (لعنة الله على عمي وعلى وابنة عمي)
- اليهودية بين التاريخ والتنزيل
- رد على مقالة سعد علم الدين في أخطاء قرانيه .. إشكالية الشمس
- سفينة نوح بين لأديان السياسية والتنزيل
- رد على مقالة كامل النجار في القران وبنو إسرائيل (4-4)
- رد على مقالة كامل النجار في القران وبنو إسرائيل (3-4)
- رد على مقالة كامل النجار في القران وبنو إسرائيل (2-4)
- رد على مقالة كامل النجار في..القرآن وبنو إسرائيل 1-4
- عندما يكون رجل الدين .. ناقص عقل ودين
- المرأة بين النظام القبلي والدين السياسي والتنزيل
- إسقاط الابن من الثالوث المسيحي


المزيد.....




- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - لماذا الله؟؟وهل كان الله هو المعتدي