أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الفتاح السرورى - الخسارة المستترة للأقباط














المزيد.....

الخسارة المستترة للأقباط


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 15:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الخاسر الأكبر من المعركة الدائرة الآن بين الكنيسة وبين أحكام القضاء هم الأقباط أنفسهم فلقط سقط ورقة التوت التى كانت تستر مطالب كثير من الناشطين الأقباط فى مجال المجتمع المدنى والذين كانو يطالبون بدوله مدنية يحكمها القانون فلقد أثبتت الوقائع فى الأيام الماضية أن معظم هؤلاء الناشطين إنما يؤيدون الدوله الدينية قلبا وقالبا يؤيدونها بالقلب والروح والدم طالما أنها تسير فى إتجاههم وإتجاه لا يخالف النصوص هذه النصوص التى طالما طالب الكثيرين أن يتم التعامل معها بأعتبارها نصوص منزلة فى ظروف معينة ولإسباب خاصة هذه النصوص التى دفع الكثيريين حياتهم دفاعا عن حق الإنسان فى تجاوز معناها النصى الى غايتها الأسمى هذه النصوص التى طالب المثقفين والمفكرين (من أى دين ) أن يتم تفعيل غايتها عند الضرورة والتى طالما بسببها خاضوا المعرك ضد بنى أديانهم أنفسهم حتى يبرهنوا على صدق موقفهم
لقد خذلت الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية أنصار المجتمع المدنى فى فى مصر وخسر الأقباط بسب هذا الموقف حجتهم على (الآخرين ) الذين يطالبون بدورهم بتفعيل النصوص والتى يعرف الاقباط وتعرف الكنيسة المصرية معنى التفعيل الحرفى للنصوص ... لقد خذلت الكنيسة المصريه الأقباط الذين فقدو الحجة عند النقاش والحوار والجدال مع أنصار الدوله الدينية أنصار الدوله التى دستورها النص السماوى وليس القانون الأرضى فبأى حجة يتحاور الآن الناشطين الأقباط فى مجال المجتمع المدنى مع أنصار الدولة الدينية ؟
وليت الامر توقف فقط على خسارة الاقباط إمتدت هذه الخسارة أيضا الى الناشطين فى هذه المضمار حتى من المسلمين والذين كانوا ولا يزالوا يطالبون بالمساواه بين أبناء الوطن الواحد
أعلم ويعلم الجميع أن الأحوال الشخصية لها وضع خاص لأنها تمس الحياة الشخصية بصفة مباشرة وأن لها علاقة بشرعية الأبناء وبناء الأسرة وكان المأمول أن يتم تفعيل نصوص التيسير كما يتم إعلاء شأن نصوص التعسير ونحن نعلم جميعا أن الكتب المقدسة تحتوى من الأيات والأسفار ما يمكن به تجاوز أى أزمة لصالح الواقع المعاش والذى يتغير على مر الأزمان
إن إعلاء الكنيسة المصرية من شأن حرفية النص والتمسك المتزمت به أصبح حجة دامغة فى يد أنصار الدولة الدينية هذه الدولة الدينية التى طالما أشبعنا الناشطين الأقباط حديثا عن خطورتها على المجتمع المصرى وعلى أى مجتمع بصفة عامة فماذا لو دفع أحد (الاخوان أو الأخوات ) بحجية موقف الكنيسة الرافض لمخالفة ظاهر النص ؟ ماذا لو صار الحديث (نص فى مواجهه نص ) وليس نص فى مواجهة واقع كما كان مأمول
لاأعلم إن كان الاقباط ف مص بصفة عامة والكنيسة الأرثوذوكسية بصفة خاصة تعلم أو لا أن هناك من النصوص المقابلة تملك من الوضوح النصى ما لا يقبل النقض نصا ولكن كل الحجة عليها هى نقض المعنى المستتر أو الدفع بتاريخية النص وظروف تنزيلة ولكن للاسف الموقف الأخير للكنيسة المصرية أفقدت هذه الحجة حجيتها
سمعت أحد كبار الأساقفة فى الكنيسة المصرية فى مداخلة تلفزيونية وهو يقول (لا إجتهاد فى نص ) ولم أصدق لبرهه أن قائل هذه العبارة قس مسيحى فهذا المبدأ هو أحد المبادىء التى صاغتها السلفية الإسلامية للدرجة التى صار فيها هذا المبدأ البشرى الصياغة يملك نفس حجية الأيات الإلهية
يا نيافة الأسقف ويا كل أساقفة هذا الوطن إن تمسك الكنيسة المصرية بهذا المبدأ ( لاإجتهاد فى نص ) إنما يعنى الموات الكامل لحلم الدوله المدنية والتمسك بهذا المبدأ من قبل الكنيسة إذا كان اليوم حجة لها فسوف يكون غدا حجة عليا وساعتها لن تملك الكنيسة المصرية ولن يملك أحد من مريديها الدفع ببشريه هذا المبدأ وعدم جواز الأخذ به أخذا مطلقا فلقد إستخدمتة الكنيسة عندما كان هذا المبدأ يخدم إتجاهها ولكن لا أحد يعلم الأحوال غدا وهى أحوال نعيش جميعا متغيراتها
للأسف لقد إستخدمت الأرثوذوكسية المصرية نفس مصطلحات ومحددات وأخذت بنفس المنطلقات التى ينطلق منها الخطاب السلفى والذي يتقول به السلفيون ليل ونهارا فى الفضائيات ومن على منابر المساجد وفى الزوايا بل وحتى فى الخطاب اليومى العادى بين الأفراد
فأى حجة يملكها بعد ذلك الأقباط والناشطين بإسمهم فى مواجهه هذا الخطاب والذى يستهدفهم أحيانا ؟ إذا كانواهم أيضا من مستخدمى مفرداته ومؤيدين للمتقولين به ؟
لقد خذلت الكنيسة المصرية الأقباط عندما عسرت حياتهم ومنعت بعضهم من تكوين أسرة وخذل الأقباط أنصار المجتمع المدنى عندما إنقادوا بطفولية الى هذا الخطاب الدينى الذى يدغدغ المشاعر ويغيب العقل ويغيب عن الواقع...



#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبح الدولة المدنية كنسيا
- بين يوسف زيدان وسيد القمنى
- فرنسا والنقاب
- المتأقبط
- لا فتات من زمن فات
- القيادات المنقادة
- إطلالةعلى السينما المستقلة
- قصيدة النثر والأدب
- حول نظرية المؤامرة
- حول بيع أراضى مصانع النحاس
- ضد البرادعى
- الأقباط والقومية العربية
- نضال المرأة من أجل الكرامة
- الطلاق الفورى و الطلاق الغيابى
- فى نقد العقل العربى
- الصمت الذى صنع فقها
- الصحافة الدينية والمرأة
- دفاعا عن سيد القمنى
- تناقضات البخارى فى روايات ليلة القدر
- السلفيةالارثوذوكسية


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الفتاح السرورى - الخسارة المستترة للأقباط