أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة














المزيد.....


السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من كل الأخبار التي تدفع إلى البكاء والحزن والكآبة في مختلف الوسائل الإعلامية لما تحمله من صور الدمار والقتل إضافة إلى ما تفعله الكوارث الطبيعية وتخلفه نتائج التغيرات المناخية، يظل هناك مكان للضحك بصوت عال. فقد وجدت نفسي فجأة أضحك بشكل هستيري ومسموع جعلني أخشى أن يراني أحدهم من نافذة غرفتي ويعرف أني وحيدا ومع ذلك أضحك بهذا الشكل الغريب وأنا أنظر إلى شاشة التلفاز مع أن الشاشة لم تكن تعرض مشهدا سينمائيا أو مسرحيا كوميديا. لم يكن على الشاشة سوى صورة لكبير مفاوضي السلطة الفلسطينية صائب عريقات. ما كان يقوله دفعني إلى الضحك الهستيري من دون رغبة في الضحك. ولاحقا فكرت واقتنعت أن الأعضاء المسؤولة عن الضحك في جسدي هي التي اختارت هذا التصرف من دون إرادة مني أو حتى رغبة. وهذا ما جعل هذا الضحك يلفت انتباهي. فليست هذه أول مرة أضحك في حياتي.
ولكن حين فكرت في ما صرح به عريقات اقتنعت أن الضحك يمكن أن يكون له وظائف غير التعبير عن الفرح. كان عريقات يقول بجدية توحي لمن يراه لأول مرة أنه جاد ويعني ما يقول وأن ما يقوله يتمتع بأهمية بالغة. فقد أكد أن استمرار إسرائيل في ممارساتها من استيطان وتغيير لمعالم القدس لا تهدد المفاوضات غير المباشرة وحسب، وإنما يمكن أن تؤدي إلى انهيار العملية السلمية برمتها.
إنه كلام عجيب من رجل يقود المفاوضات مع إسرائيل منذ عشرين سنة تقريبا باسم حقوق لم تتوقف إسرائيل لحظة عن أخذ ما تحتاج إليه منها. فلم يكن للمفاوضات ولا لهؤلاء المفاوضين أي دور ولو في حماية عائلة واحدة من مئات العائلات التي تصادر أملاكها ومنازلها. ولم تستطع جهود هؤلاء الأبطال وقف الاستيطان طوال هذه الفترة، بل العكس تماما، فالعالم كله يعرف أن الاستيطان في ازدياد متواصل مع استمرار المفاوضات. ودائما كانت إسرائيل توحي للعالم أن عملية السلام مستمرة مع الفلسطينيين وأنهم قريبا سيحصلون على حقوقهم ما يعني أنها تشكل أفضل غطاء لما تقوم به. لذلك كنا دائما نسمع التصريحات الأمريكية والإسرائيلية عن قرب التوصل إلى حل الدولتين. وكان أبرز هذه التصريحات ما وعد به الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بأن يتحقق هذا الحل في العام2005. جاء ذاك التصريح في الفترة التي كان مطلوبا فيها تهدئة خواطر العرب، وليس الفلسطينيين فقط، مع بداية احتلال العراق والتمهيد لاحتلالات أخرى في المنطقة تحت يافطة ديمقراطية القتل والتدمير واليورانيوم المنضب.
لم يتأخر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن الرد على عريقات. ففي اليوم التالي صرح أن الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تولد قبل 2012. وبالطبع هذا لا يعني أنه يريد لها أن تولد بعد هذا التاريخ. لكن هذا قد يعني إيحاء لعريقات ومن معه أن لا يتسرع ويعلن أنهم يريدون وقف المفاوضات قبل ذاك التوقيت لأن إسرائيل قد تكون انتهت من هدم ما تريد من البيوت الفلسطينية وتهجير من تريد تهجيره وبناء المستوطنات على ما بقي من أرض للفلسطينيين.
ولم يتأخر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن توضيح الموقف الذي يخدم ليبرمان والحكومة الصهيونية ويرفع الحرج عنهم إذ صرح في اليوم التالي قائلا" أما نحن فسوف نستمر في المفاوضات". وبذلك يبدو محمود عباس وكأنه يعتبر المفاوضات قدرا لا خلاص منه أو واجبا قائما بذاته من دون السعي لتحقيق هدف محدد في زمن محدد، أو كأنه شعر أن وقت إعفائه من مهمته وإحالته على التقاعد قد اقتربت بعدما لم تعد إسرائيل بحاجة إلى هذا الغطاء الذي كاد يفقد قيمته. وبعدما استمرت المفاوضات عشرين سنة من دون تحقيق شيء للفلسطينيين سوى مجموعة من الوعود والمؤتمرات وزيارات الوفود بينما استطاعت إسرائيل قضم معظم الأرض الفلسطينية وتحويل قسم من أبناء الشعب الفلسطيني بقيادة السلطة الفلسطينية إلى حراس لأمن إسرائيل.
الجديد في هذه المرحلة أن ليبرمان يضن على محمود عباس حتى بتقديم الوعود. فلم يعد لدى محمود عباس ما يقدمه. ولم تعد إسرائيل بحاجة حتى إلى إعطائه المزيد من الأوهام والوعود التي كانت ضرورية له كغطاء لمواصلة المفاوضات. فهل بقي لنا ما يمكن أن يضحكنا في هذه الرواية سوى هذا الإصرار على الاستمرار في المفاوضات؟



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-
- التسامح...القيمة المنسية في قراءة - عزازيل-
- عباس نموذج لعقم النظام العربي
- يكاد عباس يقول خدوني
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية
- يكذبون وعلينا أن نصدقهم
- البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب


المزيد.....




- بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى ...
- أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت ...
- المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما ...
- الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
- ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
- رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
- ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ ...
- لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول ...
- الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
- مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة