أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - بديهيات متغيرة














المزيد.....


بديهيات متغيرة


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن العقل يفكر إستناداً على بعض المقاييس و المعلومات السابقة ... ومن الصعب أن يفكر العقل على أساس غير مألوف ...
مهما علت منزلةكل فرد الفلسفية .... لا يستطيع أن يفهم شيئاً جديداً إلا على أساس ما فهم سابقاً ...
إن النظرية التى جاء بها أينشتاين و تلك التى جاء بها بلانك , وما جاء بعدهما من بحوث ذرية عجيبة ... جعلت العلماء فى حيرة شديدة من أمرهم ... فالحقائق المطلقة التى كانوا يؤمنون بها قبل ذلك أصبحت فى ضوء الأبحاث الحديثة محدودة بحدود الأشياء التى نعيش بينها ... أما عالم الفلك الواسع و عالم الذرة الضيق فهما يجريان على نمط لا تصح فيه معاييرنا المألوفة ...
يقول أينشتاين : إن مشكلة العقل البشرى هى أنه يريد أن يخضع الكون كله للمقاييس التى اعتاد عليها فى دنياه هذه ... والمصيبة أن الإنسان مؤمن بأن هذه المقاييس النسبية مطلقة و خالدة و يعدها من البديهيات التى لا تجوز الشك فيها ... فهو إعتاد على رؤيتها تتكرر يوماً بعد يوم فدفعه ذلك الإعتقاد بأنها قوانين عامة تنطبق على كل جزء من أجزاء الكون ... جاء هذا الإعتقاد من العادة التى إعتادها وهو يظن أنه جاء من الحقيقة ذاتها ...
فالإنسان قد إعتاد أن يرى الأرض مسطحة و ثابتة فى مكانها , ثم رأى الشمس تخرج من الشرق و تختفى من الغرب ... فأعتقد أن هذا الأمر بديهى لا يجوز الشك فيه ... ولما جاء كوبرنيكس يقول بأن الشمس ثابتة بالنسبة للأرض , وأن الأرض هى التى تدور حولها ... أزعجه ذلك ولم يانس إليه إلا بعد كفاح طويل و لا يزال كثير من الناس فى عصرنا هذا لا يستطيعون التسليم به أبداً ....
يقول أينشتاين : إن الفضاء محدب وهو يلف على نفسه فيصير مثل الكرة ... وهنا تجابهنا مشكلة ... فالفضاء مكون من ثلاثة أبعاد : هى الطول و العرض و الإرتفاع ... وليس هناك فى الكون غير هذه الأبعاد الثلاثة ... فإلى أى جهة إذن ينحى الفضاء أو يتحدب ؟ ...
يجيبنا أينشتاين : بأن هذه المشكلة هى من صنع عقولكم و نتيجة من نتائج عاداتكم الفكرية ... ففى رأيه : أن الكون يحتوى على أبعاد أربعة لا ثلاثة ... والكون إذن ينحنى نحو البعد الرابع ... والبعد الرابع هو الزمان ...
لقد حل أينشتاين مشكلتى الزمان و المكان بضربة واحدة ... وصار الزمن و المكان واحداً فى نظره ...
حدث ان كسفت الشمس كسوفاً كلياً فى عام 1922 فذهب الفلكيون إلى أستراليا حيث كان الكسوف هناك تاما واضحاً ... وأخذوا يرصدون النجوز بالآتهم الدقيقة .... وقد اندهشوا حين وجدوا النجوم الواقعة وراء الشمس تظهر عندهم فى الرصد .... ومعنى هذا أن الشعاع الصادر من تلك النجوم لابد قد إنحنى حول الشمس و جاء إليهم ...
ولما قاسوا درجة إنحناء الشعاع وجدوها مطابقة لدرجة الفضاء كما تنبأ به أينشتاين ....
إن الأشعة إذن تتقوس عند مرورها فى الفضاء ... وسبب ذلك أنها تمر فى فضاء مقوس ... وبهذا نسفت نظرية نيوتن التى كانت تقول بأن شعاع الضوء يسير على خط مستقيم ....
كانت هندسة إقليدس تقول بأن الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين أما أينشتاين فقد فند هذه البديهية الإقليدية ... ففى نظريته أن الخط المنحنى هو أقصر الخطوط ... وذلك لأن الفضاء محدب ... ومن الضرورى إذن أن يكون سير الأجرام فيه مقوساً ... وبذا صار الخط المنحنى أقرب و أسهل من الخط المستقيم ... إذ هو يجارى طبيعة الفضاء ...
وهذا هو السبب الذى جعل الأجرام السماوية كلها تتحرك فى أفلاك كقوسة و ليس فى الكون جرم واحد يجرى فى خط مستقيم ...
كان نيوتن يعتقد أن تقوس أفلاك السماء ناتج من تأثير الجاذبية ... وهنا جاء أينستاين فقال : إن مفهوم الجاذبية جاء من عاداتنا الفكرية أيضاً ... فنحن نرى المغناطيس يجذب الحديد إليه فخيل إلينا أن الشمس تجذب الكواكب السيارة تجعلها تسيرحولها فى فلك مقوس ...
يرى أينشتاين أن نظرية الجاذبية غير صحيحة ... والأشياء عند سقوطها على الأرض لا تخضع لجاذبية الأرض كما زعن نيوتن ... إنما هى تسقط تحت ضغط التحدب الفضائى ....
فى مرة و اثناء متابعتى لبرنامج معلومات على قناة أخبارية ... وجدت أن الطائرة لا تسير نحو أمريكا على خط مستقيم ... بل كانت تسير على خط منحن ... إذ تمر على فرنسا و إيرلندا ثم تميل نحو جزيرة نيوفولند عبر المحيط الأطلسى ومن هناك تعكف نحو أمريكا ...
كنت أظن بأن الطائرة يجب أن تسير نحو أمريكا بشكل مستقيم و مباشر ... وهو الخط الأقصر و الأقرب حسبما تراءى لى فى حينه ...
إستولت الدهشة على عقلى آنذاك , وقد أبديت دهشتى لأحد الأخصائيين فى الطيرتن ... فكان جوابه أدعى إلى الدهشة من الأمر نفسه ...
قال الأخصائى : إن الخط المنحنى أسهل على الطائرة فى المسافات البعيدة من الخط المستقيم ... وذلك لإنحناء سطح الأرض ...
وتستمر الدهشة و تنتهى البديهيات ... .لكن كل ذلك يتوقف الى مدى حريتك فى التقبل ... والاقتبال ....



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحم التطور
- الخط الارتقائى
- ملخص للتطور
- الكهرباء الجوية والخرافة
- إختبارات نفسية
- الجزء الثانى - شطحات جنونية
- الخوارق
- الجزء الأول - شطحات جنونية
- الجبهة الإنسانية
- ما هى الحياة
- فن الحياة
- العبور
- معتقدات تطورية
- فكرة الموت
- الفكر و الصدفة
- معيار التطور فى الكائنات
- بزوغ الحياة
- التطوُّر الإنساني وضرورة التحول الروحي
- الروح العلمية و الإيمان بالمستقبل
- ( خذنى و كلنى ) فن التطور الإنسانى


المزيد.....




- مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
- مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا ...
- غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
- أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين ...
- أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب ...
- رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في ...
- ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة ...
- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - بديهيات متغيرة