أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - مأزق الحقوق الفلسطينية وأزمة القيادة التاريخية















المزيد.....


مأزق الحقوق الفلسطينية وأزمة القيادة التاريخية


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعاني الفلسطينيون على اختلاف مواقع تجمعاتهم، ظروف عيش بائسة، تتفاوت حدة بؤسها بين موقع وآخر، لكنها جميعا وفي المحصلة تشترك في أنها تواجه سياسات؛ بعضها فاشي وعنصري وتمييزي حاد، وبعضها لا يدخل في باب السياسة أصلا، قدر ما يشكل "العداء الطبيعي" مادة نظرته إلى الفلسطينيين؛ كشعب من "الغوييم" أو "الغرباء"، الأمر الذي بات يستدعي مؤخرا مواجهتهم بشعارات "الأولوية"، من قبيل "نحن الأول"، أما "الآخر" ومن ضمنه الفلسطيني؛ فهو إما في القاع، أو في مؤخرة ما يُزعم أنه ركب التقدم الاقتصادي والإجتماعي والمعيشي بشكل عام، ويجب أن يبقى كذلك، مهما استجدّ من متغيرات محلية أو إقليمية أو دولية.

لكن المفارقة المضحكة – المبكية، أن أصحاب شعارات "الأولوية" لبلدانهم، بدوا ويبدون، بلا مصداقية ومن دون جدية في التعاطي إيجابا، مع شعاراتهم التي وضعت أنظمتهم وشعوبهم، في سياقات ومجالات نقيضة، لما يفترض أن يجري تشريعه ليصب في مصاف المصلحة العامة، وإذ بتلك "الأولوية" تتحوّل أو هي لا تتجاوز حدود المصالح الخاصة، لهؤلاء وأولئك من "سدنة الأنظمة"، في دفاعهم عن دولة موهومة، الدولة غير المرئية وغير المجسّدة، فكأنها المجرد "المقدس" الذي لا ينبغي الاقتراب منه أو تجسيده، وإلاّ.. فقد "قدسيته"!.

وفي لبنان، وإذ نتفهّم واقع الانقسامات والتوافقات الطوائفية المتمذهبة، والتي لا تنتمي إلى عالم السياسة أصلا، بل هي إلى عالم الغرائز أقرب؛ فإن منح الفلسطيني كإنسان حقوقه المدنية والإجتماعية، لا يضيف ولا ينتقص من واقع هذه الطائفة أو تلك، هذا المذهب أو ذاك، ولا يضيف أي قوة إلى أي منها، إلاّ في حسابات الهواجس والأوهام والعُصاب الذهني المنتمي إلى أطر العنصريات الفاشية والتمذهبات الطوائفية، فلماذا هذا الموقف المعادي للحق الإنساني الطبيعي لشريحة بشرية معينة، صدف وأنها لجأت إلى هذا البلد، ذات يوم من أيام نكبة العام 1948، أي منذ أكثر من 62 عاما. وهذه الشريحة تعاني آلاما مضاعفة من قبل العدو، كما ومن قبل الصديق أو الشقيق وحتى في علاقاتها البينية. ومن المؤسف أن ظلم الأشقاء العرب من سدنة أنظمة اللادولة أو الأنظمة الاستبدادية الأبوية – البطركية، أشدّ وأمضى، رغم ظلم أولئك السدنة من طوائفيي التمذهب الديني أو السياسوي لـ "رعاياهم"، الذين لم يبلغوا في نظرهم بعد، سن الرشد المواطني، لا إزاء حقوقهم الطبيعية، ولا تلك المكتسبة، في إطار ما يسمى النظام الديمقراطي المزعوم و أشباه الدساتير الموهومة.

أما هواجس التوطين، فهي ليست أكثر من "مصادقة إيمانية" موهومة، حين يخرج أصحابها باستنتاج قطعي ونهائي، أنه لن يكون هناك عودة للفلسطيني إلى أرض وطنه، وأن الأقرب إلى التحقق في الواقع، هي مسألة التوطين، وكأن "نضالات" أولئك المنافحين عن عنصرية طوائفية ومذهبية سمجة، إزاء عدم منح الفلسطيني حقوقه المدنية والاجتماعية في بلدان لجوئه، سوف تنجح بالقطع في رفض مسألة التوطين، في معزل عن الوضع الإقليمي والدولي، وفي عزلة عن السياسة؛ بينما المسألة أبعد من ذلك وأعمق، تتعدى إطار التهجير القسري إلى أي بلد آخر. وفي المقابل، إن سياسات تهجيرية جديدة، لشريحة لم تعد تتحمّل أعباء التهجير، ليست هي الأنجع لمحاربة التوطين، بل إن منحها حقوقها الطبيعية، هو وحده السبيل المفضي إلى إمكانية متابعة نضالاتها الوطنية، تأكيدا لحقها في العودة إلى ديارها، لا العمل على توطينها حيث هي.

وإذا كانت حقوق الإنسان الإجتماعية والمدنية لا تتجزأ، فمن الخطيئة تصوير الأمر وكأن هناك تعارضات بين الحقوق الاجتماعية والحقوق المدنية للفلسطينيين في بلدان اللجوء، كما يجري تصويرها في لبنان، وعلى ما تحدث البعض في مجلس النواب. كما أن إقامة تعارض آخر من قبيل ذاك التساؤل الذي يقول: "لماذا يعطي لبنان الفلسطينيين حقوقهم، فيما لا يعترف الفلسطينيون بالدولة اللبنانية؟" وهو تساؤل مغرض، يقوم على تزوير الحقيقة الساطعة كالشمس، وإلاّ وإذا ما حاولنا تصحيح المقاربة المقلوبة، فإننا نقول، أنه ولأن الفلسطينيين يعترفون بالدولة اللبنانية، فإنهم يطالبونها الاعتراف بحقوقهم، تلك التي تشكل وجه العملة الآخر لمسألة رفض التوطين، لا الإقرار بها، والمضي باستخدامها كفزاعة لدى كل أولئك المهجوسين بالخطر، على نظام هم أنفسهم يحاولون الانقلاب عليه، وتجييره وتكريسه لمصالحهم النخبوية الخاصة، وتجييش الطائفة وكسب عداوة الطوائف والشرائح الاجتماعية والطبقية الأخرى، بذريعة الدفاع عنها.

لهذا بالتحديد ينبغي تصحيح الخلل القائم بين منطقية الحقوق ولا منطقية مسألة التوطين، بمعنى تجاوز الربط اللامنطقي وإزالة الالتباس والتعالق اللامنطقي كذلك؛ بين منظومة الحقوق التي تنتمي إلى الحق الطبيعي للإنسان، وبين التوطين كمسألة سياسية، يناضل الفلسطينيون منذ 62 عاما لرفضها، وإلاّ كانوا قبلوا قرار التقسيم حين صدوره، وكفوا اللامؤمنين بحقوق الإنسان وغير المؤتمنين عليها؛ شرور القتال والمنافحة عمّا يعتقدون زورا أنها حقوق طوائفهم، فيما هي حقوق أقل القليل من نخب المتورطين بالدفاع عن سلطة أبوية، طالما اعتقدوا ويعتقدون أنها حق لهم دون غيرهم من أمثالهم.

إن عدم انتماء الفلسطيني إلاّ لقضيته الوطنية، كقضية تحرر وطني من الاحتلال الإحلالي الصهيوني، وفرت عليه سابقا، كما توفر عليه الآن وفي المستقبل، أو هذا ما يجب أن يكون؛ انتماءات فرعية ضيّقة؛ قوموية أو إسلاموية، وفي إطاراتها الأضيق الطوائفية والمذهبية، ما يعني أن الأصل الذي يقود الفلسطيني نحو أهدافه الوطنية العليا هي علمانيته الحقة، أما تلك الظواهر الإسلاموية، فهي نتاج مراحل من استعداء الفلسطيني، والتوظيف الاستعمالي السلطوي والمخابراتي لبعض أفراد أو بضع تيارات أضاعت بوصلتها، وخلطت حابل الهدف الوطني بنابل الشعارات الدينية الفئوية القاصرة، والمقتصرة على تحقيق أهداف موهومة وغايات مزعومة. خصوصا في مرحلة التراجعات والهزائم التي أصابت الحركة الوطنية الفلسطينية، بافتقادها بوصلة القيادة التاريخية الموجهة لكامل نضالات الشعب الفلسطيني الوطنية، وخروجها عن مسار المسؤوليات الجسام التي غيّبت وتغيّب معها أفق التحرر الوطني، لا سيما ونحن نشهد سيادة تلك الأنماط الكالحة من سلطويي المهام الآنية التي انتهت معها مهام مرحلة كفاحية، طوت وانطوت معها إمكانيات تطويرها حالة كفاحية وطنية عامة، منها يمكن للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، بلورة قيادته التاريخية الواحدة والموحدة، عبر آليات ديمقراطية ضرورية، أمست تتناسب وحالة فقدان المناعة التي أشاعها الانقسام، وأوصلت الشعب الفلسطيني إلى ما أوصلته من ترديات النكوص، وتراجعاته عن بعض إنجازات كان يمكن تطويرها.

إن حالة الحقوق الاجتماعية والمدنية في لبنان واحدة من حالات مماثلة، كما في الجليل والمثلث والنقب والضفة الغربية وقطاع غزة، وكافة مناطق الشتات القريب والبعيد، تتطلب خطابا فلسطينيا جامعا وموحدا لا يتجزأ، ولا يجري تجييره لأحد، وهذا ما تقع مسؤولياته على عاتق حركة وطنية فلسطينية جديدة ترث تلك القديمة، دون أن تتخلى عن الأساسيات المكوّنة للكيانية الوطنية التي مثلتها منظمة التحرير الفلسطينية، عبر إعادة استنهاضها وبنائها لعناصر إجماعها الائتلافي ووحدتها الجبهوية الشاملة، وعناصر مبادأتها ومبادراتها الوطنية الخاصة، النابعة من إرادتها المستقلة.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممكنات -اللاحل- التفاوضي واستحالاته!
- الدوران الأوروبي حول عنق زجاجة الأزمة
- قلق مصيري غائب ورضا سكوني خائب
- دولة تنتجها المفاوضات باختلالاتها لن تكون دولة فلسطينية
- تعافي الاقتصاد من باب العودة إلى السياسة
- نحو مقاربة تعريفية جديدة للقضية الفلسطينية
- في الطبائع المتلونة للاستبداد الآسيوي
- ابتذالات الانقسام الفلسطيني وأضراره الانحطاطية
- اليونان.. نموذجا وضحية أولى للأزمة
- وطن النكبة.. الأرض التاريخية للشعب الفلسطيني
- الفلسطينيون ومأزق التفاوض على المفاوضات!
- مفاوضات لا تعد إلاّ بالفشل
- مفاوضات التقارب وترياق الوعود العرقوبية
- رقابات تفتيش فسطاطية تتناغم و-حسبات- تكميم الأفواه
- تهويد القدس والتصدي لمشاريع أسرلتها
- المقاومات الحلولية والوطن المغيّب
- قناع الترانسفير الجديد والمهمات المتجددة
- ستارت 2 : آمال التوقيع ومنغّصات المصادقة
- حتى توراتيا لم يكن هناك -قدس يهودية موحدة-
- حذار لعنة تديين الصراع


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - مأزق الحقوق الفلسطينية وأزمة القيادة التاريخية