أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - يا أهل النوبة الغارقة : يمكنكم أن تعدوا أنفسكم للعودة














المزيد.....


يا أهل النوبة الغارقة : يمكنكم أن تعدوا أنفسكم للعودة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 11:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يبدو أن أهل النوبة الغارقة ليسوا في حاجة للمزيد من الشكوى في أركان العالم الأربعة من الظلم الذي وقع عليهم نتيجة السد العالي ، و من قبله خزان أسوان ، و لا بحاجة لإطلاق المزيد من المراثي على بلادهم الغارقة ، لأنه يبدو إنها ستطفو ، أو بالأصح ستظهر على السطح ، من جديد ، و قريباً .
السبب هو إن النظام الإثيوبي إكتشف أخيراً أن مبارك ليس أسد ، أو وحش ، كما يصور نفسه ، بل شتربة ، ذلك الثور الذي ورد في أحد قصص كتاب كليلة ودمنة ، و هو الثور الذي كان يرعب الأسد بصوته ، قبل أن يعرف الأسد إنه مجرد ثور ، آكل للعشب ، و كان من قبل يجر عربة سيده .
النظام الإثيوبي يبدو إنه لم يعد يأبه لخوار ثور شرم الشيخ ، و تهديده المستمر بالويل ، و الثبور ، و عظائم الأمور ، أو بالمختصر المفيد : بالحرب ، و شرع في بناء مشاريع على النيل الأزرق ، عابراً خط آل مبارك الأحمر ، بعد أن إكتشف إنه أخضر .
المشاريع الأثيوبية ، و كما يقال حاليا : ستستخدم لتوليد الكهرباء فقط ، و لكن عندما يكتمل كل البرنامج الإثيوبي ، و عندما تشرع إثيوبيا في إستخدام مشاريعها في تخزين الماء ، فإن المستقبل يلوح بأن حصة مصر الحالية ، سوف تقل في المستقبل بنسبة أربعين بالمائة .
أربعين في المائة نقص في الحصة المصرية المائية النيلية الحالية ، لا يعني سوى أن مياه بحيرة السد ، أو بحيرة النوبة ، سوف تنخفض تدريجيا ، لينحسر الماء بالتدريج عن مزيد من أراضي النوبة الغارقة .
لا يمكن الأن تحديد سرعة الإنخفاض في مستوى بحيرة السد ، أو بحيرة النوبة ، و لا يمكن تحديد متى ستبدأ النوبة في الظهور ، على الأقل جزء كبير منها ، لأن هناك عوامل عدة ، بشرية ، و طبيعية ، تتداخل مع بعضها البعض .
مثلا في العوامل البشرية ، هناك العامل السياسي الإثيوبي ، أو القرار الإثيوبي ، و هو مهم لأنه الذي سيتخذ قرار الإنتقال من مرحلة الإكتفاء بتوليد الكهرباء ، إلى مرحلة تخزين الماء ، بعد إتمام السدود التي تقام حاليا ، و هذا العامل أيضا تحكمه عوامل أخرى بعضها داخلي مثل الموقف في الداخل الإثيوبي ، و أخرى خارجية ، مثل مدى قوة إصرار دول أخرى بحوض النيل على تغيير الحصص المائية الموروثة عن فترة الإستعمار البريطاني .
كذلك هناك عوامل طبيعية ، فمثلا لو لاح في الأفق نذير بقلة مستوى الأمطار ، و بقرب مرحلة جفاف ، قد تتسبب في مجاعة هائلة بالقرن الأفريقي ، مثلما حدث في النصف الثاني من القرن العشرين ، فإن هذا قد يدفع النظام الإثيوبي للإسراع بتحويل طاقات مشاريعه إلى التخزين ، حتى بدون إنتظار إقرار الدول النيلية الأخرى ، فحياة أفراد شعبه هي التي تهمه في المقام الأول .
هناك أيضا عوامل بشرية مصرية ، مثل :
هل سيتستمر نظام آل مبارك في سياسته المائية السفيهة ، و التي أهم أعراض سفهها مشروع توشكى ، الذي يستهلك كميات هائلة من ماء النيل ، نظراً لمعدل البخر المرتفع للغاية ، بسبب طبيعة المناخ في منطقة توشكى ؟؟؟
و الأهم : مدى قدرته على التفاوض مع إثيوبيا ، و دول حوض النيل ؟؟؟
إنني - و كما ذكرت في مقال سابق - لن أتكلم في قضية ماء النيل إلا كمراقب ، و لن أتحدث كسياسي يقدم حلول كما ينتقد ، ليس لغياب مشروع للحل لدي ، بل لأسباب ذكرتها في مقال سابق ، و لا حاجة بي لإعادتها .
إنني أكتب لكي ألقي الضوء على قضية هامة ، و أنتظر مراقبا مجريات الأحداث .
أما لأهل النوبة الغارقة فأقول : يبدو أن بإمكانكم أن تعدوا أنفسكم للعودة .

30-06-2010

ملحوظة دائمة : أرجو من القارئ الكريم ألا يلقي بالاً للتشويه الأمني الصبياني للمقالات ، و هي العادة التي دأب عليها جهاز أمني مصري ، و هذا التشويه يشمل تشويه طريقة كتابة بعض الكلمات ، أو بالحذف و / أو الإضافة ، أو بكلا الطريقتين معا ، و ليكن التركيز دائما على لب كل مقال .

ثانيا : في مقال : خطوات صائبة للبرادعي ، و لكن ، ورد إسم جامع عمر بن العاص ، بدلاً من الإسم الصحيح جامع عمرو بن العاص ، و هذا مثال بسيط لتلاعب .

بوخارست - رومانيا



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوات صائبة من البرادعي ، و لكن
- المأمور قتل ، و لكن إسماعيل صدقي لازال حي
- التنوير ، كلمة يملكها المؤمن أيضاً
- و مغارات اللصوص تشجع على المزيد من السرقة ، حول الحسابات الم ...
- إنحدرنا حتى أصبحنا نطالب بالأساسيات
- لماذا لا تقبض حماس ثمن ما تقوم به بالفعل ؟
- الفرصة لم تضع لمبادرة مباشرة من حماس
- غزة ، إنضمام مؤقت ، كحل مؤقت
- شروط الإنضمام لنادي الأنظمة العربية المعتدلة
- عمر بن حفصون ، لماذا نبشوا قبره ، و مثلوا بجثته ؟
- هكذا سيتدخل نظام آل مبارك عسكريا في دول حوض النيل
- في قضية الردة ، لنخسرهم ، و لنكسب العالم
- المشكلة في البوصلة السياسية الإيرانية ، و ليست القنبلة
- علينا إعداد العدة لإحتجاجات ما بعد إنتخابات 2011
- كترمايا جاءت لجمال مبارك على الطبطاب
- السودان لن يقبل بأقل من التحكيم في حلايب
- للإخوان : هناك ما هو أكبر من غزة
- ما الذي يدفعهم للإخلاص لأوباما ، بعد أن طعنوا كلينتون في ظهر ...
- الخدمة العسكرية الإلزامية ، هذه سياستنا
- أغبياء ، لا يعلمون على من ستدور الدوائر


المزيد.....




- العراق يعلن مقتل -أبو خديجة- والي داعش ويعتبره -أحد أخطر الإ ...
- فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة و ...
- البحرية الملكية البريطانية تضبط مخدرات في بحر العرب
- غوتيريش: خفض واشنطن وعواصم أوروبية المساعدات الإنسانية جريمة ...
- مستوطنون إسرائيليون يخربون ممتلكات سكان قرية فلسطينية في الض ...
- نتنياهو يعلن قبوله خطة المبعوث ويتكوف ويتهم -حماس- برفضها
- الشرطة الألمانية تحقق في احتراق أربع سيارات تسلا في برلين (ص ...
- ترامب: الخبيث جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- إعلام: -الناتو- يخطط لزيادة قدراته العسكرية بنسبة 30%
- تجارب الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - يا أهل النوبة الغارقة : يمكنكم أن تعدوا أنفسكم للعودة