الجدار المجتمعي .. رد على الأخ فخري يوسف

حسن سقراط

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 09:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تمتلك العادات والتقاليد وكذلك الميثولوجيا مكانة مهمة داخل النسيج المجتمعي كونها تسهم مجتمعة في بلورة وصقل الشخصية الإنسانية واضعة محددات قيمية للفعل الأنساني فعلى الفرد أن لا يشذ عنها كي لا يعده المجتمع شخصا مارقا يحاول ان يزعزع تماسكه أويقوض وحدته المزعومة وبالتالي يعمل على الاقتصاص منه بطريقتين تمثل الأولى العقوبات المادية (كالقتل والرجم والسجن وغيرها ) أما الثانية وهي الأكثر شيوعا في الوقت الحالي فتتمثل بالعقوبات المعنوية ( التشهير والقذف و الازدراء والتكفير ..الخ ) وكلتا الطريقتين تقرهما الأعراف السائدة لذا فأن كل من يرغب في تغيير الواقع الاجتماعي علية ان يساير القيم المجتمعية ويمتثل لها ولو جزئيا وبذلك يعلم كيف يطوعها لتحقيق غايته في أصلاح الواقع عن طريق التثقيف والذي سيمثل زرع لبذرة التقدم وسط ارض الجهل والرجعية وكلما كانت إسهاماتك قادرة على استقطاب اكبر شريحة من المجتمع كلما كبرت هذه النبتة وأينعت قد لا تحيى لتقطف ثمارها لكن أعلم أن هناك من سيكمل الزرع بعدك وهكذا وصولا إلى بناء مجتمع تقدمي تسوده المعرفة ويعمه التعاون.
فالارتطام بالجدار المجتمعي يشج الرأس ولا يجدي نفعا لذا على أصحاب المنهج الراديكالي أن يهموا بدراسة المجتمع دراسة علمية امبيريقية قبل تطبيق مفاهيمهم الإصلاحية فلا نهم بأخذ كل ما هو جيد لنحشره كيفما اتفق داخل النسيج الاجتماعي المتماسك بل يجب في البدء أن نسبر غور الواقع كي نحدد الآلية التي سنتبعها لتغييره نحو الأفضل .
وأخيرا اشكر الأخ خيري يوسف على ما أبداه من موضوعية في التعليق على مقال (( التعليم بين الدين والمجتمع )) مجسدا اهمية الحوار المتمدن كبوتقة تنصهر فيها الأفكار وتتلاقح مولدة بذلك فكرا ناضجا قادرا على معالجة الباثولوجيا الاجتماعية المقيتة التي تعاني منها اغلب المجتمعات العربية في الوقت الحاضر.

#حسن_سقراط (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات