|
في المسألة المصرية 6 (الهوس الديني)
مينا بطرس
الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 21:02
المحور:
المجتمع المدني
دعت الجهات الرسمية في مصر منذ عدة سنوات إلي شعار الموأطنة.ووأوضحت أن هذا الشعار يوكد تساوي المصريون جميعا في الحقوق والواجبات أمام سيادة الدولة وجهاتها المختلفة. لكن هذا الشعار المطاط لم تحدد له أي ملامح أو معالم للسير في تطبيقة . كما أنها لم تحاول إستغلال مافي أيديها من قدرات سيادية وتنفذية وتشريعية. لتعضيد هذا الشعار ومعايشتة ليولد الشعار أخرس قطعت أيدية عن أي دور فعال لتقوية الأنتماء الوطني والألتفاف حول العلم الواحد. فمازل هناك شعور بالغربة بين الدولة والمواطن في ظل نظام اصابة الشيخوخة وترهل الدولة وضياع مفهوم الوطن لجأ المصريين إلي المسجد والكنيسة. بعد أنكسار للتيار القومي للعروبة بعد نكسة 1967.والألتفاف حول العودة للراديكالية وغزو ثقافة البترودولار التي أتت بعد عودة العمالة المصرية من دول الخليج ليتسرب الفكر الوهابي المتشدد لتصبح نبرة التكفير العلني المنتشرة الآن ملء السمع والبصر ضد الأفكار الليبرالية والحرية الفردية التي راي الراديكاليون أنها كفر. للأسف حتي( البرادعي) البطل في نظر نخبة المثقفين تراه يتحرك يوم الجمعةمن المسجد بعد صلاة يوم الجمعة, لكن لم يستطع (البرادعي) أن يتحرك يوم الأحد من الكنيسة لتأييد الرئاسة الكنسية لرجل الحزب الوطني القادم سواء كان مبارك او نجل الرئيس او اي شخص أخر مرشح من قبل الحزب. لذلك (البرادعي) لم يتحرك من الكنيسة رغم زياراته للقيادات الدينية للكنيسة المصرية في أعياد المسيحين السابقة. المسيحيون المصريون عندما يريدوا أن يتظاهروا لأجل نزاع تم بين القيادات الكنسية والدول المتمثلة في أجهزتها المختلفة. يتظاهرون في الكنائس يطالبوا بما يريدوا في ساحات الكنائس وليس عن طريق القنوات الشرعية . بالتالي إن دل علي شئ يدل علي أن رجل الدين المسيحي اصبح أكثر نفوذا في تاثيرة علي الشعب المسيحي المصري. ومن منطلق ان الحياة السياسية في مصر تفتقر للوعي السياسي ومع التأكيد علي ان الشريعة الأسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع حسب المادة الثانية للدستور المصري أضعفت لدي المسيحين المصريين الأحساس الكامل بحقوقهم . عندما حدثت الأزمة منذ اسابيع بين القضاء والكنيسة المصرية في قضايا الطلاق ولكي تهدأ الأمور اتفقت الجهات السيادية والرسمية بأعداد قانون للأحوال الشخصية للمسيحين في مصر لكن أختلاف البروتستانت الأنجليين مع الأرثوذكس بعد عدم اعتراف الأرثوذكس بزواج البروتسانت سيودي الأمر إذا لم يتفق الطرفان أن تتقدم طائفة الأنجليون البروتستانت الي الدولة حتي تمنح لهم حق تشريع خاص بهم وهلم جرا لكل طائفة قانون خاص بأحوالها الشخصية كالبهائين علي سبيل المثال. السوال الذي ينبغي طرحه إذا كان علي كل مصري ينسب في البطاقة للديانة المسيحية كمثال. علية أن يتزوج من الكنيسة ومباركة الكنيسة . هذا المواطن رفضت الكنيسة لأحد الاسباب أن تعطيه تصريح بالزواج رغم عدم أرتباطة بالكنيسة او عدم تدينة أو علمة باي أمور عقائدية أو طقسية بالدين المسيحي . فكيف من حقة كموأطن أن لايمارس حياته الأجتماعية لأنه من المفروض أن لايمارس طقوس لايعرف معناها . فحب الله والتدين لايورث فليس عند الله أحفاد . فإذا كان هذا الشخص ملحدا أو لاديني فلماذا لايتزوج مدني. أي انسان مهما كانت عقيدته له الحق أن يمارس حياتة الطبيعية . فإذا كان شخص نشأته الدينية معدومة واللحد بكل الأديان . كيف لاتحترم الدوله حقه في الزواج وأن يكون له أب وله أسرة . هل يجب أن ينسب الشخص الي الدين في مصر حتي يعيش حياتة الطبيعية ويمارس كل حقوقة. هل يجب أن يكون يهوديا أو مسلما أو مسيحيا حتي لو أسميا ليستطيع ان يعيش. هذا التقسيم البشري للمصريين يولد ويرسخ مفهوم التكفير والمقارنة. لأن كل شخص حتي في المسائل الحياتية سيظن أنه علي صواب وأنه الأدق وأنه علي حق. أنا لا أناقش قضية الطلاق هذا تخصص اللاهوتين ولكني اتكلم عن الحرية المطلقة التي تخضع لسلطان القانون والدولة . لايوجد شخص مرغم أن ينتمي لعقيدة اسما أو علي ورق . من يحمي حق الملحديين أو حق الذين يومنون بوجود الله ولايومنون بالأديان ولايومنون بوجود خالق .تقسم البشر وقع رئيس احدي الجهات الأكاديمية عندما رفضت مؤسستة أن تعطي صوتها للكاتب الروائي ( محمد البساطي) ياله من عار أن لايمنح قامة في الأدب المصري مثل (محمد البساطي) حتي ا لأن جائزة الدولة في الأدب بتهمة أنه شيوعي .كان علي (كامو ) الملحد الشهير ثاني أصغر من حصل علي نوبل إذا كان مصريا ان لايحصل علي جائزة الدولة لأنه ملحد. الأمر الشديد الغرابة أيضا ماقالتة أحدي الدأعيات الأسلاميات علي عدم جواز تولي مسيحي رئاسة مصر. هذا التصريح الذي جاء من أحدي الداعيات التي هي نجمة في البرامج الفضائية الدينية والتي يستشيرها الكثير عبر أتصالاتهم الهاتفية فبالتالي هي واحدة من الذين تشكل عقل وآراء المواطنين فإذا كان هذا الراي يأخذ به فعلي كل مسيحي في منصب قيادي لايصلح أن يكون تحت مرؤسية مسلم فبالتالي يجب أن نخسر كفاءة هذا المسيحي وعلي هذا المقياس تخسر مصر جهود كل من ترفضهم لأجل الحادهم او عدم اننتماءهم لدين. ماذا سيكون رد فعل المصريين في ظل هذا الهوس الديني إذا غير أحد أعلام الفكر والثقافة والفن دينة. هل سنرفض قيمتة الفكرية او العلمية لمجرد أنه أعتنق دين أخر. حتي اليهودية التي هي دين يعتبروة المصريون دين سماوي أعتنقة عدد ما من المصريين كعقيدة وأبتعدوا عن أي تأييد للفكر الصهيوني هل سنقبلهم كمجتمع. نحن بدأخلنا عدم قبول الفكر الأخر ونقول أن الأختلاف لايفسد للود قضية وفي الحقيقة يفسد كل ود بل يودي في كثير من الأحيان إلي الفرقة والعداوة.مصر تخسر كثيرا بثقافة التقسيم تلك فهي إن دلت . تدل علي ثقافة عشوائية يعاني منها المجتمع المصري . هي تحرم الكفاءات لأجل من هو الأقرب في الدين أو النفوذ أو الوجود الأجتماعي. عار علينا كمصريين أن نضع أي تقسيم حتي لو كانت ستار حقوق الأنسان فليس من المفترض أن تحدد كوتة للمرأة تحت مسمس حقوق المرأة. أو منصب معين يخدم كل فئات المجتمع المصري يملئة شخص ينتمي لدين معين . فيجب أن يكون المعيار هو الكفاءة وليس الأنتماء الديني.(لبنان) الديمقراطية الزائفة دار فيها هجوم منذ اسابيع قليلة بين النواب المسيحين والمسلمين بسبب رفض المسيحين أن يعطوا الفلسطينين حق الموأطنة. وكان رد المسلمين أن الأمر يرجع إلي جذور تاريخية منذ أحداث الفتنة الطائفية في لبنان في الربع الأخير من القرن العشرين . إذن نحن أمام نتيجة ومشهد فسر علي أساس ديني . ولد هذا التفسير من أرث الرحم التاريخي. نحن في هذا الهوس الديني الذي يزداد كل يوم في مصر يودي إلي زرع وغرس ثقافة التقسيم الديني. وبالتالي ثمار الغد مره. الأعلام شارك بأسلوب غير مفهوم في هذا التقسيم عندما يغطي موائد أفطار الوحدة الوطنية. وعندما يخرج لنا الأعلام كل فترة يؤكد الروابط الوثيقة بين المسيحين والمسلمين كأنهم يوكدوا علي حسب المثل المصري( الذي علي رأسة بطحةيحسس عليها) فكثرة الكلام عن الوحدة الوطنية والمغالاة في أظهار الوحدة الوطنية كأننا نستر عوارتنا أو أننا خائفين من شئ ما. جماعة (الأخوان المسلمين) الذي أصبح تيار يزداد نموا يوما بيوم مع شعور المواطنين ان الحكومة اداءها ضعيف.تيار طائفي يستغل الدين للوصول إلي السلطةبأفكار قديمة تلغي مبدأ المواطنة التي تنادي بها مصر الأن . في ظل نظام مترهل أصابة الشيخوخة كما ذكرنا سابقا. الهوس الديني مرض يتفشي في جسد مصر. مع ضعف الأنتماء والأحساس بالأنتماء والشعور بالغربة يزداد .ماذا يمنعك أن تحب كل أنسان حتي لو كان ملحدا مدام يعاملك بكل حب وأحترام. (رغم ذلك لمصر كل الحب)
#مينا_بطرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تدين التاريخ ( داود...ورمسيس الثاني)
-
في المسالة المصرية 5 ( الوطن العقيم !)
-
في المسألة المصرية 4 (مصر تمد قانون الطواري...حبر علي ورق)
-
في المسألة المصرية 3 (لبحث عن بطل)
-
الله
-
في المسألة المصرية(2)(عقل المواطن ...رجل الدين....النظام )
-
في المسالة المصرية(الأختلال..والأختزال)
-
الفكرة الزائفة
-
عذرا سيدي الوزير....كنت اعلم خسارتك
-
أزمة المثقف والكاتب المصري(2)
-
أزمة المثقف والكاتب المصري
-
رجل الدين ...والسياسة
-
من أوراق شاب مصري(المصباح السحري)
-
من أوراق شاب مصري
-
الحضارات والأديان
-
المواطنة.......عن أي شعار تتكلمون؟!
-
انا كافر...أنا ملحد
-
إينشتاين رئيس لأسرائيل
المزيد.....
-
إسرائيل تعيد اعتقال أسرى سابقين في الضفة الغربية
-
إبداع ورسائل كالرماح.. مغردون يصفون عملية تسليم القسام دفعة
...
-
حماس: الاحتلال يتلكأ في تنفيذ مسار الإغاثة والإعمار بغزة
-
حماس: الإحتلال يتلكأ في تنفيذ مسار الإغاثة والإعمار في غزة
-
مصر والأمم المتحدة تبحثان ترتيبات المؤتمر الدول لإعادة إعمار
...
-
-تيك توك- خابي.. من الفكاهة إلى سفير للنوايا الحسنة لدى اليو
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام شخص -تعزيرا- وتكشف ما أُدين ب
...
-
حماس تطالب الصليب الأحمر بتكثيف متابعة أوضاع الأسرى الفلسطين
...
-
مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس: الأسرى المحررون تعرضوا لتعذي
...
-
شبكة حقوقية تدعو لتحقيق العدالة لضحايا مجزرة حماة 1982
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|