رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 16:31
المحور:
عالم الرياضة
باتت عملية إدخال التكنلوجيا في مجال التحكيم في كرة القدم , أمراً حتمياً , بعد أن دخلت تلك التكنلوجيا جميع تفاصيل الحياة ومنها كرة القدم نفسها , فلماذا يُستثنى التحكيم ؟
لعبة كرة القدم اليوم تستخدم التكنلوجيا وأدواتها منذ بدء عملية إختيار اللاعبين وإعدادهم الى لحظة تسجيل الأهداف والإنتصارات , فلماذا يُصّر الإتحاد الدولي / الفيفا , بقيادة رئيسهِ / جوزيف سيب بلاتر , على رفض إدخال نفس التكنلوجيا في مراقبة المباريات ؟ ومساعدة الحكام في إتخاذ قراراتهم خصوصاً الصعبة والحرجة والمشكوك في أمرها ؟
لقد شاهدنا أخطاء عديدة للحكام غيّرت أو كادت , نتائج بعض المباريات في كأس العالم المُقامة حالياً 2010 في جنوب أفريقيا ومنها :
في مباراة الإفتتاح بين المكسيك والدولة المنظمة / ج أفريقيا , ألغى الحكم هدفاً للمكسيك وإعتبرهُ تسللاً , مع وجود لاعب أفريقي قرب خط مرماه , وقيل وقتها هناك نقاش في تلك الحالة .
بعدها بإسبوع ألغى الحكم المالي / كومان كوليبالي , هدفاً ثالثاً للأميركان ضد سلوفينيا وكانت النتيجة ستصبح 3 ضد 2 , بعد أن كان الأميركان متأخرين 2 مقابل لاشيء .
كل المختصين ومُحللي المباريات إتفقوا على صحّة الهدف بل لم يعثروا على تبرير واحد لإلغائهِ , و قال أحدهم : أحاول أن أتفهم قرار الحكم , لكنّي لا أجد ثغرة الى ذلك .
الحكم الغواتيمالي / كالوس باتريس , إحتسب هدفاً لنيوزلندة ضد إيطاليا , كان واضحاً أنّهُ أوفسايد , ( لاحظوا تأثير ذلك الهدف لو دخلت إيطاليا مباراتها مع سلوفاكيا وفي جعبتها أربع نقاط بدل إثنتين ) , ربّما ساعد هذا في إقصاء إيطاليا من الدور الأول , ومع أنّ هذا كان مفرحاً لي شخصياً بسبب عقم طريقة لعب هذا الفريق العجوز , لكنّ ذلك موضوع آخر
الهدف الثاني ل لويس فابيانو / البرازيلي , ( فريقي المفضّل منذُ الأزل ) , على ساحل العاج أو كورت دي فوار , كان بلمسه يد غير مقصودة , لكنّها ساعدت اللاعب على الإستحواذ على الكرة ثم تسجيلهِ هدفاً رائعاً وصاروخياً .
وفي نفس المباراة كان قرار طرد اللاعب البرازيلي / كاكا , متعسفاً أيضاً .
إذن لم يكن الحكم الفرنسي / ستيفان لانوي , موفقاً كثيراً في قيادتهِ تلكَ المباراة .
هناك عدّة حُكام كانوا رائعين في هذهِ البطولة وقلّما أخطؤوا في قراراتهم مثل الحكم الأرجنتيني / هيكتور بالداسي في مباراة هولندا واليابان .
لكن عموماً يمكن القول أنّ حكم مباريات كرة القدم سيبقى عُرضة للخطأ على مرّ الزمن .
لماذا ؟ لأنّ كرة القدم لعبة تشبه الحياة نفسها , فيها كل الأمور التي تبدأ بالتفكير والتدريب والعمل المثابر وتنتهي بحصد النتائج من خلال تعاون الزملاء وإبداعهم على المستطيل الأخضر وما يتخلل ذلك في تعاملهم وتصديهم للخصوم بشرف وأخلاق رياضية . وأحياناً بدونهم !
هل يُمكن أن تسير حياة أحدنا دون أغلاط ؟ مستحيل طبعاً
كذلك يحدث في كرة القدم , الحكم ليس إله لايغلط , وليس معصوم( المليجي ) , ولا هو كومبيوتر مُلقن بمعلومات ويعطي قراراتهِ حسبها , بل هو إنسان عادي لكنّه إختص في التحكيم لإمتلاكهِ بعض الميزات في قوة الملاحظة والعدالة النسبية .
أنا لا أتهم أيّ حكم بالتحييز لأيّ فريق عن قصد , لكن لن أعفيهِ من إحتمالية الخطأ في قرار معين , ففي النهاية هم بشر مثلنا , يصيبون ويُخطأؤن .
....
ميزانية الإتحاد الدولي / الفيفا , تطوّرت وتضخمت من مليون دولار عام 1970 , الى مليار دولار في العام الماضي 2009 , ويعود الفضل غالباً الى خطط رئيسها السابق , البرازيلي / جواو هافيلانج , وبالطبع الرئيس الحالي/ السويسري بلاتر .
وأصبحت عدد الإتحادات الوطنية المنضوية تحت لواء الفيفا / 208 إتحاد , أي أكثر قليلاً من الأمم المتحدة ( 192 دولة ) تقريباً .
وعملياً تقدّم الفيفا مساعدات للدول الفقيرة عبر برامج متعددة , فهي مؤسسة غير ربحية أو هكذا تصف نفسها .. ماعلينا
لكن ما السرّ وراء رفض الإتحاد الدولي إدخال التكنلوجيا الحديثة في مراقبة المباريات ؟ خصوصاً بعد أن تطوّرت الأمور الى درجة أنّ اللقطة تُعاد خلال ثواني ويمكن أن يصل القرار الصحيح الى الحكم عن طريق الهيدفون الذي يحملهُ حالياً ويخاطب بهِ زملائهِ المراقبين في المباراة ؟
هل هناك خلاف على صحّة هدف إنكلترا أمس / 27 يونيو , بواسطة اللاعب لامبارد , ضدّ ألمانيا , والذي كان سيعدّل النتيجة الى التعادل بهدفين بنهاية الشوط الأوّل ؟
ألا يختلف الوضع وخطط المُدرب عند دخول الشوط الثاني متعادلاً.. عن خاسراً ؟
ألم يؤثر الحكم الأوروغواني / خورخي لاريوندا على نتيجة المباراة ؟ مع إعتراف الجميع وفي مقدمتهم الإنكليز بأفضلية لعب الفريق الألماني .( مبروك ل محمد الحلو وكل مشجعي الألمان ) .
هل هدف الأرجنتين الأوّل لكارلوس تيفيز , في مرمى المكسيك , صحيح أم أنّه تسلل واضح ؟ ( مبروك لشامل وإبنه وكل محبي الأرجنتين ) .
لكن الحكم الإيطالي / روبرتو روسيتي ومساعدهُ لم يكونا عادلين .
في الواقع أسعدني عبور المانشافت الألماني , والتانغو الأرجنتيني لدور الثمانية
لكن أعود لأقول هذا موضوع آخر , لا علاقة له بتكنلوجيا التحكيم .
....
أعتقد بعد أن دفعت أمس إنكلترا , ثمن اللعنة القديمة / لكأس العالم 1966 على أرضها عندما أُحتسبَ لها هدف مشكوك في إجتيازهِ خط المرمى , أقول آن الأوان لمناقشة قرار إدخال التكنلوجيا في تحكيم المباريات .
وسأحاول شخصياً ترجمة رسالتي هذهِ وأعززها بروابط للأخطاء التحكيمية وأبعث بها الى موقع الإتحاد الدولي / الفيفا , فقد يطلع عليها بعضهم ويناقش كبيرهم / بلاتر.. فيها .
هذا إذا لم يكن قد تلقى آلاف منها منذُ يوم الأمس .
خصوصاً أن الغربيين إيجابيين في تعاملهم مع الحدث مهما كان حزيناً وكئيباً
فهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي ليلعنوا أخطاء التحكيم . وفعلاً لم نسمع الإنكليز اليوم , يناقشون في صحفهم تلك الحالة بقدر تركيزهم على أخطاء فريقهم ومدربهِ ,
وأتوقع سيكون ثمن خروجهم أمس معقولاً , لو تمّ إدخال التكنلوجيا الى التحكيم
وأنا شخصياً مثل ملايين من مشجعي اللعبة ومحبيها , سيصيبني الحزن والكآبة لو حُرمَ مثلاً كريستيانو رونالدو / أغلى لاعب في العالم , (سعرهُ 94 مليون يورو , ومرتبّه السنوي 13 مليون يورو ) , من هدف حقيقي , تعب في تسجيلهِ , حتى لو كان خصمهم هذهِ المرّة الفريق الإسباني الرائع بنجومهِ الكثر .
تحياتي لكم
رعد الحافظ
28 يونيو 2010
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟