الى اين السفر؟ 3

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 20:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

نستطيع ان نقول ان نظرة هيغل للتأريخ هي نظرة افقية واقعية حاضرة syncronic على خط عمودي زمني diacronic اي ان الثروة البشرية في فترة معينة او عصر معين (كالعصر الاموي و العباسي) من تأريخ الانسان اهم ثروة للانسان. لايجب ان ننسى ان افكار هيغل الثورية اتت قبل نظرية داروين. التأريخ اذن ليس بهذا المفهوم سلسة من الحقائق او الاحداث الزمنية تتعاقب انما تتحول هذه الحقائق نفسها الى تأريخ و من خلالها يتكون دور الفاعل في هذه الاحداث اي ان التأريخ هو نتيجة هذه الاحداث.

لقد ذهب هيغل خطوة ابعد عندما تكلم عن تأريخيتنا و دورنا في التأريخ كبشر.تأريخية او سيرة جمشيد ابراهيم من عائلة مسلمة تعلم الصوم و الصلاة في الطفولة و تحوله الى رفض جميع القيود الدينية و السياسية و الفكرية اليوم هو تأريخ يعكس العهود والمناطق التي عاش و يعيش فيها. وجودنا تأريخي له وجهين. بعبارة اخرى المناطق التي عشنا ونعيش فيها و تأريخ الفكر فيها في الامس و اليوم تشكل الوجه الاخر لما نحن عليه اليوم من عقلية و شخصية.

يتباهى الانسان العراقي اليوم بان بلده مهد الحضارات و العراق يسبح على بحر من النفط و لكن الواقع اللعين يقول له: نعم كان العراق مهد الحضارات في العهود البابلية و السومرية و الاشورية و لكنه اليوم ليس مهد الحضارات في عصرك انت يا عربي وشيعي و سني و كردي بعبارة خرى يا عراقي انت اليوم بعد عصر حزب البعث مريض تشكو من الجهل و نقص في الكهرباء و التعليم و قادر على انجاب ثلاثي اضواء المسرح صدام و عدي و قصي (مع اعتذاري لفناني العهد الجميل).

غزوات صدام لم تأتي من فراغ و لكنها نضجت من افكار و عقلية عراقية بعد ثورة 14 تموز. تكلم الزعيم العراقي الاول عبدالكريم قاسم على ان الكويت (بسبب نفطها) جزء من الكويت و الكويت ليست الا تصغير لمدينة الكوت العراقية كالحسن و الحسين (اسم صدام الثاني). اختمرت هذه الفكرة في افكار القائمة الاتحادية البعثية و القومية للطلبة مثلما نضجت فكرة كون ايران العدوة الاولى للعرب قبل اسرائيل في اوساط الطلبة العراقيين و اخيرا وصلت القناعة الى اوجهاعند صدام المجنون عندما اطيح بالشاه (الذي تنازل له صدام طوعا عن حقوق في شط العرب و الخليج مقابل وقف المساعدات للمتردين الاكراد) و رأى صدام فرصته بعد ضعف خميني عسكريا للتراجع عن جميع الاتفاقات و الهجوم على ايران و انتهى اخيرا بالتوسل بالسلام و استعداده لتقبيل حذاء خميني لاجل وقف الحرب الذي وصفه (خميني) بانه يقابل شرب السم.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات