أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الوندي - الفنان الذي أهمله الاعلام الكوردي واحتضنه الاعلام الالماني















المزيد.....

الفنان الذي أهمله الاعلام الكوردي واحتضنه الاعلام الالماني


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 16:04
المحور: الادب والفن
    


للأسف الشديد يغيب الاعلام العراقي والكوردستاني عن المعارض التشكلية التي تقام في كثير من صالات العرض ( كونه حلقة وصل بين الحمهور والثقافة الفنية المختلفة ) ، وابتعاده عن اللقاءات والحوارات مع صاحب الشأن لإشاعة القيم الثقافية والمعرفية والجمالية ، وعدم الاهتمام بتشيع هكذا الطاقات والتي تخدم المجتمع بإخلاص وتفاني كبيران ، وبالتالي ظلت تلك الطاقات والإبداعات حبيسة الجدران ، من الطبيعي هذه الاهمال لها اثر سلبي في تنمية وتشجيع الفنان ، وخلق الفجوة والجفاء بين المجتمع وبين الفنانين التشكليين ، برغم ان الفن التشكيلي يمثل ركيزة من ركائز الثقافة والحضارة لكل شعب من الشعوب ، وانه جزء لايتجزء من الحركة الحضارية بل العاكسة للثقافة والحضارة في شتى العصور والأوقات .

يفترض على الاعلام العراقي بالعموم ومنه الاعلام الكوردستاني (بجميع قنواته المقروء والمسموعة والمرئية) لتخصيص جزء من الوقت لمتابعة عروض الفن التشكيلي والتواصل معه من اجل نشر هذا الفن بين الجماهير المتلقية على نطاق اوسع حيث يكون تشجيعا للفنان من تقديم اعماله وإقامة معارض تشكيلية له بصورة مستمرة ، لان الفنان يحتاج الى الرعاية اللازمة لابراز ابداعته وابتكاراته الفنية ولو كانت الاعمال تحتوي على الحد الادنى من متطلبات الفن مثل الحس اللوني والحس اللمسي لا بد هناك استيعابا نسبيا بين الجماهير.

هذه المقدمة لاهمال الاعلام العراقي ومنه الاعلام الكوردستاني للفن التشكيلي ومعاناته كما يعاني اخوته من الفنون الأخرى معاناة الاهمال ، وحثه على المتابعة واللقاءات التي تبني جسور للتواصل والتعارف بين الفن وبين الجمهور المتلقي ، مثلما يقوم به الاعلام الالماني المتنوع الذي يلتقي الفنانين من مختلف الجنسيات الذين يعيشون في المانيا ويتابع اعمالهم الفنية من خلال برامجهم للاطلاع على اخر مستجدات حياتهم الفنية وتعرف على كل ما هو جديد في عالم الفن التشكيلي ووصولها الى الجمهور الالماني .

وفي هذا الإطار حل الفنان الكوردي العراقي حسين محمد علي الوندي ضيفا على الاعلام الالماني الذي أشاد بتجربته وارتباطه بواقعية متناهية وقوة تعبيريه على لوحاته وبروح ذات شفافية عالية ، وهذه الكلمات جاءت خلال المقابلة التلفزيونية التي اجرتها الإعلامية الالمانية كرستيانة هابينشت ( Christiane Habe nicht ) مع الفنان التشكيلي حسين الوندي وبثتها شاشة الفضائية الالمانية NDR، إضافة الى الحوار الصحفي الذي اجرته معه بيتر براندهورست ( Peter Brandhorst ) في مجلة هايم بليس ( Hemples ) تحت العنوان الفنان العراقي ترك السلاح وحمل فرشاة الرسم ، وجاء ذلك على هامش اقامة المعرض الشخصي للفنان الوندي في احدى القاعات في مدينة كيل المانية تحت عنوان خانقين من خلال عيوني واستمر عرضه لمدة اسبوعين وتمثل بها الوجه الحقيقي لمدينته وهموم الانسان واحلامه وآلام المجتمع وآماله ، ومن خلال تلك اللوحات تبين للوندي اعمالا فنيا رائعة ومبلورة وحملت لوحاته الفنية أبعاد اجتماعية وسياسية بحيث استطاعت ان تلتمس الحالة الروحانية للمأساة والمعاناة لاهالي مدينة خانقين في العهد السابق والعهد الحالي .

وكان إمكانية الفنان اللعب على العلاقات اللونية بطريقة غاية في الجمال ( اشارة الى تقيم للاعلام الالماني ) لقد اتخذ منه وسيلة للتعبير عن القيم الشكلية ومن خلاله عبر عن جميع النواحي الجمالية الذي مختمر في عقليه وذهنيه ، وانه عرف كيف يوزع اللون في لوحاته بمهنية عالية وجوانب حية من هواجسه التشكيلية ، إذ جعل الرسوم وإيقاعاتها اللونية منسجمة مع بعضها في تأليف موضوعي وحبكة متجانسة في كل مكونات العمل الفني ، لذلك تمكن من إيصال الاحساس الى الجمهور الالماني الذي كان احد الاسباب للقاء معه من قبل الاعلام الالماني ، حيث قدم لوحاته التشكيلية بصياغة الحقيقية وفق نسق جمالي مبتكر الذي عمل على إثارة المشاعـر والوجدان الجمهور الالماني بطريقة اكثر صفاء ، بل ترك أثرا واضحا في ذاكرته ومن جانب اخر ترك تأثير على نفس وروح الاعلام الالماني .

تعامل الوندي مع لوحاته تشكيلية ( اشارة الى الاعلام الالماني ) بتقنيات حديثـة ووظفها بطريقـة معاصـرة كأيقونـة جديدة حيث كانت لهـا طعما خاصـا غيـر كلاسيكية وبعيدا عن التعقيد . واستطاع أن يرسـم له أرضيـة خاصة وأسلوب مميز التي يتماوج في ثناياها الانفعال والحس والشعور في اشباع العين قبـل العقـل ، إن اغلب أعماله بسيطة تلامس همـوم الناس البسطاء لذلك تمكن من تحضيرجمالية المأساة بمدينة خانقين وتعرض قضاياها بأسلوب المباشـر من خلال لوحاته لجذب المشاهد بسهولة وبساطة كبيرة ، واعكس في اعماله صدق وتفاؤل الفرد وآماله العريضة في الحياة .
حشد الوندي كل ضربات فرشاته من اعماله الفنية بشكل متمييز والإيهام في خلق الواقع وطرح افكاره الجرئية على سطح لوحاته ليخلق دهشة بصرية في إيجاد الإثارة والجذب ومعتمدا على المضمون وقوة الشكل الفني الذي يمتلك بروح ذات شفافية عالية وعلى فكرة ايحاءات الحقيقية والمؤثرة في اعماقه .
اننا نرى ان أغلب اللوحات التي ركز فيها الفنان على الألوان المتعددة ( حسب راي الاعلام الالماني ) ، ما هي الا حالات تراكمية لمجموعة من المناخات التي عاشها في أماكن طفولته في مدينة خانقين والالتصاق بارضها وترابها وموروث العادات والتقاليد ، فقد بدأ حياته هناك بتمتع بجمال المدينة وحب الطبيعية فيها ، لكنه لم يجد نفسه الا حين امسك بالفرشاة وراح يجد لنفسه طريقا للتعبير من خلال الالوان لتكون لوحاته مستوحاة من الحياة والطبيعة وما يدور حولها ويلفت نظره او يثير اهتمامه ممزوجا بأحلامه وخيالاته الخاصة واخرى تجريدية مع بعض التعبير الرمزي والتي وسمت معظم تلك الأعمال بالهموم والمعاناة اهله ، فاستطاعت ان يضعنا وجها لوجه إزاء عالمه المتفرد ، والذي لا يقل جمالية عن عالم الواقع .
وفي نهاية حديث الوندي للتلفزيون الالماني NDR من جملة الامور التي يعاني منها الفنان العراقي هي اهمال وسائل الاعلام للحكومة العراقية وكذلك حال في وسائل الاعلام في اقيلم كوردستان لهما وسعة الهوة بين الطرفين ، لذلك طالب الفنان حسين محمد الوندي من خلال الاعلام الالماني من الاعلام العراقي وخاصة الاعلام الكوردستاني (الذي لا يعرف شيئا عن الفنانين التشكيلين من الكورد وبالاخص في الخارج ولم يسمعوا بهم لانه لا يهتم بقيمة المبدعين) بمتابعة فعالية الفنانين التشكليين العراقيين وتعرفهم على الجمهور العراقي وعدم تهميشهم ، وعدم اهمال انتاجتهم الفنية ودعمهم معنويا ليرفع معنوياتهم وإظهار الجوانب الإبداعية والابتكارية لهم وكذلك تطور في الجوانب الفنية والتقنية والجمالية ليكونوا عناصر التواصل مع بيئتهم ومظاهر حياتهم اليومية وذلك لإعطاء المشاهد حرية أكبر في خطوات قراءة اللوحة الفنية الحديثة .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارتي الى الوطن بعد سنوات طويلة من الغربة (الجزء الاخير)
- زيارتي الى الوطن بعد سنوات طويلة من الغربة (الجزء الثاني)
- الاختيار الافضل في الانتخابات د رمزي نموذجا
- هل الناخب العراقي يشعر باهمية الانتخابات ؟؟؟؟
- الشهيد دهش الذي أدهش الجميع
- انقلاب 8 شباط وملحمة مدينة خانقين
- دول الجوار والمسألة الكوردية
- هل يسرى الاجتثات على من يلعب على الوتر الطائفي ؟؟؟
- العدوان الإيراني ومحنة الحكومة العراقية
- قرارات البرلمان العراقي اخطر من أنفلونزا الخنازير
- نكبات العراقيين يتحملها صراع القادة السياسيين
- عقراوي يحظى بتكريم وزارة الثقافة- اقليم كوردستان
- ثقافة التغيير أم تغيير الثقافة
- الشرق الاوسط بين ديمقراطية أمريكا وأزمة النخب العربية
- مدينة خانقين قندهار العراق
- الفيدرالية عاملا مهما لبناء العراق الديمقراطي
- قناة الفيحاء لم تطفئ شمعتها
- لاعلام الكوردي متى يخرج من شرنقته ؟
- ديمقراطية الفوضى ام دكتاتورية الاحزاب
- خانقين في عين الفنان التشكيلي حسين محمد علي الوندي


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الوندي - الفنان الذي أهمله الاعلام الكوردي واحتضنه الاعلام الالماني