رباب العبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 22:52
المحور:
الادب والفن
لـ طاحونة جدي العتيقه . .
وَ مياهها البيضاء - النقيه . .
يستثمروك . .
وبالصوت غصة لا تجرأ على مواجهة ما يحدث ! . .
يستثمروك . .
وبالقلب ألف طعنة وطعنة . .
أراهم يقتسمون الأموال . . ويوزعون جزءً منها على فقراء حارتنا !
أراهم يطبطبون على الخشبات والأسمنت . . خيفة أن يتحطم يوماً !
أراهم يحللون لـ أنفسهم ويحرمون علينا !
أراهم جيداً . . ولكنني أفتعل عدم رؤيتهم . .
أبتسم ساخرة من أفعالهم . .
أبتسم . . ولا أريد أن أوسخ يداي بما يفعلون . .
شئتِ أم أبيتِ أيتها الطاحونه . . أنهم يستثمروك !
لذا . . أبتسمي كما عودكِ جدي على الأبتسام . .
أو أغضبي . . وحطمي ما تشائين من تحطيمه . .
شئتِ أم أبيتِ أيتها الطاحونه . . أنهم يستثمروك !
يشربون مياهكِ . . حتى يشبعون . . وأن شبعوا . . قذفوا الحصى وأشياء تشوبكِ !
أنا لم أتنازل عنكِ . . فـ هذا أرثي . .
أنا لم أقم بـ أستثماركِ . . فـ أشياء جدي تبقى كما هي . . من وجهة نظري . .
ليت جدي يعود يوماً واحداً . . واحداً فقط . . لـ تتوقف هذه المهزله . .
ليت طاحونته تعلن عدم انكسارها أمامهم . . فلا ترضخ . . ولا تعمل لهم . .
ليت دفاتره تعود يوماً . . ممتلئة بالصدق وبالأشياء الجميلة . .
تنازلت لهم عن الطاحونة . . والفناء . . والأزهار . .
وأحتفظت بـ نظارته . . حبره وأوراقه . .
فـ شكراً جزيلاً على هذا الأرث القيم . .
فـ به رائحة الطاحونة . . ورائحة جدي . .
ولـ أحاديث معلمي الكبير. .
بقايا . . من صدق . . ودموع . .
التوقيع - حفيدتك الصغيرة . .
25 : 8 م
6 يونيو - 2010 م
#رباب_العبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟