أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لؤي الخليفة - ابداع عربي...سجادة لعد الركعات وثمة من يحسب حروف القران !!















المزيد.....

ابداع عربي...سجادة لعد الركعات وثمة من يحسب حروف القران !!


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 17:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت المدينة التي فيها نشأت وديعة دعة سكانها الذين اتسمت حياتهم بالبساطة والعفوية , يذهبون في الصباح الباكر الى اعمالهم ويتجمعون عند المساء في المقاهي التي انتشرت حول النهر , ولبساطتهم اللامتناهية او لاقل سذاجتهم , لم يكن باستطاعتهم سوى تقبل شكل واحد من المعلومة انحصرت في ان الله قدر كل شيء ... بدء من الارزاق وانتهاءا بالصحة ... وهو الوحيد الذي باستطاعته ان يقول كن فيكون !! .
ذات مساء كانوا كعادتهم يتبادلون في احاديثهم المعتادة , ونادرا ما كان احدهم يأتي بجديد , فهو ذات الحديث , ووجهات النظر هي هي كما في كل يوم ...في ذلك المساء وهم يصغون بشغف لما كان يقوله احدهم عن السراط المستقيم ... من اين يبدأ واين ينتهي ومتى يمكن للمرء ان يجتازه وماذا لو زل احدهم منه ...فأين سيكون المستقر ؟؟ ... في هذه الاثناء وفي نشرة اخبار المساء التي كان ينقلها المذياع , اعلن المذيع , ان رجل الفضاء (( ارمسترونغ )) تمكن من الهبوط فوق سطح القمر ... صمت الجميع وكأن صاعقة نزلت على رؤوسهم ... كان وقع الخبر شديدا , فقد بان الذهول على وجوههم والاستياء كان باديا على محياهم , وصاح احدهم ... كيف لابن ادم ان يتجرأ ويتجاوز على حرمات وملكوت الرب ... ولم يمضي وقت طويل حتى قال كبيرهم ... مالكم يا قوم ... هل صدقتم ما سمعتم ؟ , انها ليست سوى هرطقة وكفر ... اياكم وأن تسمحوا لانفسكم ان تفكروا بمثل هذا الامر , فالذنب سيكون كبيرا وسوف تحاسبون عليه يوم القيامة ... وما لبث برهة حتى صرخ باعلى صوته مستهزئا ... مساكين اؤلئك الذين يتوهمون انهم قادرين على جلب الذهب الذي خزنه الله في القمر !! .
كنت ومجموعة من الشباب نجلس بالقرب منهم , وكان الرجل حريصا ان يسمعنا ارائه وتحليله لهذا الحدث حرصا منه الا تصيب عقولنا (( لوثة )) العلم والتطور !! ... لم نستسغ نحن حديثه , وقلت له من غير الصحيح ان ننكرهذا الانجاز العلمي الكبير , فذات يوم كان ابائنا واجدادنا ينكرون وكما فعلت الان , بل ويرفضون تقبل فكرة ان تحل السيارة والطائرة محل الحمار والبعير , فما كان منه الا واشاح بوجهه عنا مرددا بضع كلمات لم نسمعها الا انها كانت بالتأكيد تنم عن عدم الرضا والاستهجان ...
احمد الله ان الاجيال الحالية تجاوزت تلك المرحلة , وصارت تغرف من منابع العلم والمعرفة بشغف , ولم يعد بامكان احد منهم ان يستغني يوما عن المنجزات العلمية والتكنولوجية الهائلة , رغم المحاولات التي يسعى اليها البعض من ضييقي الافق في نشر وترويج الخزعبلات والافكار الغيبية , سواء في البيت او المدرسة ودور العبادة او عن طريق وساءل الاعلام المصابة بامراض الجهل والتخلف ... والمسر حقا ان غالبية الشباب راح اليوم يخصص جل وقته للدراسة والبحث والاستزادة من العلم في مسعى لمواكبة العصر وليكون لهم دورا فاعلا , كما الاخرين , في حركة البناء والتطور , ولتكون نتيجة هذا الدأب اسماء لامعة يشار اليها في شتى المجالات وخاصة العلمية ... الا ان ما يؤسف له ان هذا التوجه لم يلقى لحد الان الاهتمام الكافي من قبل المسؤولين محليا وعربيا واسلاميا , وها هي
الدراسات والاستبيانات المعتمدة دوليا , لم تزل تضع بلداننا العربية والاسلامية في مؤخرة الركب وفي ذيل قائمة الابداع العلمي والمعرفي , وان كانت تشير لبعض الاسماء المبدعة ممن كان لها دورا فاعلا في بناء النهضة العلمية الحديثة ووضع اسسها الصحيحة ... وليس ثمة من يستطيع ان ينكر عددا من الاسماء لعلماء عرب ودورهم في النهضة العصرية , وتركهم بصمات واضحة على هذه المسيرة لما قدموه وانجزوه , ليس هذا فحسب , فها هي الدول المتطورة علميا وتكنولوجيا تشيد وتفتخر بهؤلاء العلماء وبامكانياتهم العالية وطاقاتهم الخلاقة . ولكن و ماهو محزن في الامر ان اغلب هؤلاء كان قد غادر بلداننا ليحط بهم الرحال في الاقاصي لبعيدة , حيث توفرت لهم سبل الابداع وطرق المعرفة الصحيحة .
قبل ايام وانا اتصفح الاخبار , لفت انتباهي خبران , الاول هو ان احد الشبان في تونس تمكن من اختراع سجادة بمقدورها حساب عدد الركعات التي تؤدى اثناء الصلاة ... ذلك ان المصلي وهو في ذروة خشوعه ومناجاته ربه يسهو احيانا ما كان قد اداه من ركعات , وهو امر كثيرا ما شغل بال المسلمين ... وبقدر ما اكنه من احترام لجهد هذا الشاب وما توصل اليه , اقول له ولغيره من المصلين الذين يؤرقهم هذا الامر ... ان الرب لن يحاسبكم ابدا على عدد الركعات ... قليلة كانت ام كثيرة , ولن يكون ثمة ضير ان كانت هناك ركعة زائدة او ناقصة , فالاعمال بالنيات وليس بالركعات ... واضيف , كم كان عظيما فيما لو استغل هذا الشاب امكاناته هذه في مجال اخر اكثر فائدة واعم خيرا , فما عسانا فاعلين بسجادته هذه ؟ واي خير يمكن ان تضيفه للبشرية ؟ ... واود هنا ان اقارن بين اختراع هذا العربي المسلم من تونس ووبين اخر , اختاره هنا كمثال فقط , الا وهو جهاز التنبأ بالهزات الارضية التي تتجاوز حدتها السبع درجات وتعد لنا عدد الايام المتبقية للهزة كي يكون بامكان السكان مغادرة المنطقة دون ان يصيبهم اي ضرر , من دون شك ان البون شاسع جدا فيما بينهما ,وتوضح ايضا الكيفية التي يفكر بها كلا الطرفين هنا وهناك ...
اما الخبر الثاني فكان عن عربي مسلم اخر , اعتكف في صومعته لاشهر عدة ليتسنى له حساب عدد كلمات القران وحروفها , ولنا ان نتصور الحرص والخوف والرهبة التي لازمته طوال تلك الساعات التي امضاها هذا المسكين وهو يعد ويحسب ويحرص ان يكون حسابه دقيقا خاليا من الاخطاء ... وكم من مرة راوده الشك فيما عده ليعيد الكرة ثانية وثالثة ... اية حكمة كان يبغيها هذا المغفل ؟ , وماذا استفاد المؤن او المسلم عندما عرف عدد الحروف والكلمات ...
انني استطيع ان اجزم ان مثل هذا وذاك الكثير , ما هو الا نتيجة حتمية واكيدة للتعليم الخاطيء والتوجيه الاحادي الجانب وفي اصرار بعض من الحكومات في دولنا الاسلامية والعربية على نشر الافكار البالية والمتخلفة , والاخرون ما صاروا على ما هم عليه الا بعد ان تمكن رجال الثورة والتمدن من فصل الكنيسة والدين عن الدولة , ليفتحوا بذلك الافاق واسعة رحبة امام البشرية .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنحول بعض المساجد الى مدارس ومنتديات علمية ودور سكن *
- افكار متواضعة حول المقالات والتعليقات المنشورة في الحوار الم ...
- أمحقة الكويت في سلوكها ازاء العراق ؟
- ألا ليت اللحى كانت حشيشا لنطعمها .... !! *
- وا حسرتاه على العراق ... اطفاله ونساؤه ((تباع كالرقيق )) !!
- هل اتفقت الاديان على اله بعينه ؟
- اطفال بلدي... لا تغتاضوا ان تخلى عنكم الرب !!
- المسيح ... واختلاف النص بين الانجيل والقرأن
- ظلاميو مصر يسعون لمصادرة رواية الف ليلة وليلة
- انه زوجي وليس ابي !!
- ثمة مسلم يريدني ان اكون معاقا او ذا عاهة ... !!!
- الكويت ...قزم توهم نفسه عملاقا !!
- دعوى امام هيئة اجتثاث البعث ضد الرب ...!!
- كان بعضهم (( يبزخ )) على انغام ب (( الروح بالدم )) ... !!
- ايعقل ان يكون ربنا الذي خلقنا (( ارهابيا )) ؟؟
- قناة الجزيرة الفضائية ... مالفرق بين الارهاب والمقاومة ؟
- الحجاب ... واللغط الذي فاق حده ..
- اانتم قادة العراق ؟
- بعضهم ارهابي مع سبق الاصرار
- المالكي وعلاوي ... كلاكما غير مؤهل


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لؤي الخليفة - ابداع عربي...سجادة لعد الركعات وثمة من يحسب حروف القران !!