أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشرى العزاوي - امرأة عراقية تحدّت الظروف من اجل عيشة أيتامها














المزيد.....

امرأة عراقية تحدّت الظروف من اجل عيشة أيتامها


بشرى العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 12:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


امرأة لم ارَ مثيلها في مجتمعنا العراقي ,قوية الإرادة, وجريئة بعملها ,بطلة تحدت كل مصاعب الحياة ,بنزولها الشارع العراقي ,وتقبلته بكل عيوبه ,وتحملت الكثير ولم تستسلم يوماً,كل ذلك لكسب لقمة العيش ومن اجل تربية أيتامها ,إن شجاعتها يفتقر إليها الكثير ,إذ إن سياقتها تمتاز بالهدوء أكثر من الرجال ,وأكثر انتباها ومتأنية أجدها,ولم أرها تخالف إشارات المرور,ونحن دائما نشد على يدها ,ونساعدها على تخطي مصاعب الشارع ,ومتساهلين معها بإعطائها حالة استثنائية في الوقوف بالأماكن الممنوع الوقوف فيها ,ذلك مساهمة منا في تسهيل أمرها ,لانها لو لم تكن محتاجة لما كانت تعمل في هذا المجال .
هذا ما قاله رجل المرور حسين عباس وهو برتبة مقدم بحق المواطنة رافده أم زينه التي أجرينا معها الحوار التالي :


ما الظروف التي أجبرتك للعمل في هذا المجال ؟
إن زوجي قتل في أحداث الطائفية ,وترك برقبتي سبعة أيتام ,وبسبب الظروف المعيشية الصعبة اضطررت إلى الاعتماد على نفسي لأوفر لقمة العيش لأطفالي , لأننا اصبحنا بلا معيل ,ففتحت أسواق ومحال للخضر لكني خسرت لان أغلبية الناس تأخذ بالدين ,وبعد محاولات عديدة التجأت إلى هذا العمل ,واشتريت الكيا بالإقساط ,فبدأت العمل بها ومكفية مصاريفي، فالذي يأتيني منها أسدد منه إقساطها كل شهر ,فعلي ان ادفع 600 ألف دينار , وأيضا للإيجار 350 ألف دينار, ولروضة أطفالي 75 ألف دينار,واشتراك المولدة 80 إلف دينار , وغير ذلك من متطلبات الحياة التي أثقلت كاهلنا .

كيف كان يومك الأول ؟
كان يومي الأول صعب جدا ,حيث انتابني الخجل كثيرا ,بسبب نظرات الناس القاسية ,وواجهت الكثير من المشاكل والمضايقات من بعض السواق ,الذين يعتبروني منافسة لهم إذ كانوا يسمعونني كلام لا يليق بمكانتي كامرأة ,لكن تحملت كل ذلك من اجل توفير لقمة العيش لأطفالي ,واستمريت بالعمل ليومي هذا والحمد لله على كل حال .
كيف كانت ردة فعل المقربين منك ؟
الكل بالبداية رفض ولم يشجعني احد لا من الأهل ولا من الأقارب ,وقتها حاججتهم وعرضت عليهم إن يكفلوني أنا و أطفالي بسد العيشة ,وأنا ألازم البيت ,والاعتناء بعائلتي , ولا اخرج للعمل ,لكن الكل بقي صامت ,ولم يتقبلوا ذلك, حينها تغير رأيهم واستسلموا للأمر الواقع ,وان هذا الزمن للآسف غيّر معنى الأخوة, وأصبح الكل يقول يا روحي في هذا
الزمن .

ماهي المواقف المحرجة التي مررت بها ؟
المواقف كثيرة: اذكر أول يوم نزلتُ فيه للعمل,احد العبرية جمع الكروة, وبالطريق أوقفني المرور, وأثناء حديثي معه نزل الرجل واخذ كروة التقبيطة كلها ,وموقف أخر يوم خلصت سيارتي بانزين ,وبقيتُ متحيرة بأمري, واسأل نفسي ماذا افعل ؟ فأخذت دبة البانزين الفارغة, وأردت أن أمد يدي ,واطلب بانزين من السواق المارة ,لكن ترددتُ عدة مرات, خجلا من الموقف , بعدها استجمعت شجاعتي وقواي, ومددت يدي فوقف الكثير لمساعدتي واستمريت بعدها بالعمل .

كونك امرأة هل يستغلونك الميكانيكيين؟
ان الميكانيكيين متعاونين كثيرا معي ,ولا يأخذون اجرة عمل أيدهم ,يقولون اعتبريه صدقة لأطفالك ,أما تكلفة المواد التي يضعوها للسيارة فيقسطوها لي ,واذكر أن سيارتي تعطلت بالطريق ,فاتصلت بالميكانيكي وبشهامة منه حضر ,واستأجر سيارة رافعة (كرين) وأخذها إلى محله, وأكمل تصليحها .إن بعض العطلات أحيانا لا تحتاج إلى مصلح ,فمن خلال عملي تعلمت بعض الأشياء عن السيارة ,واعتبر ذلك مهم ,مثل تغيير بوربرنات بالكلج وتبديل الدهن ,وفتح الكابريته, وتنظيفها وغير ذلك .


هل تشجعين المرأة على الاقتداء بك ؟
إني أحث المرأة على الاقتداء بهذا العمل ,فالعمل الشريف ليس بعيب ,لكن العيب عندما تمد يدها إلي الناس , أو تسلك طريقا يسئ إلى سمعتها ,فعلى المرأة إذا كانت أرملة, وبلا معيل ان تعمل من اجل أطفالها ,وإذا كان زوجها على قيد الحياة ,فلا مانع من إن تعمل وتسهل عليه الظروف المعيشية الصعبة .

ممن تتكون أفراد عائلتك ؟
إن لي أربع توائم ,زينه وسمر متزوجتان وبزواجهما قلت مسؤوليتي قليلا , وأيضا عندي مريم ومحمود أعمارهم ثلاثة عشر سنة ,إذ إن اتكالي يكون على مريم فهي تعينني وتهتم بإخوتها في غيابي ,أما محمود فيعمل مع أخي بالنجارة ,فرأيت إن اعلمه صنعة النجارة , أفضل له من السياقة والعمل بها ,لان تربية الشارع غير جيدة وفيها من السلبيات أكثر من الايجابيات .ولدي أيضا حسن وحسين هما بالروضة وعمرهم خمس سنوات ,وأخر العنقود رقية ,وعمرها ثلاث سنوات وتوأمها توفي ,هذه هي عائلتي واتركهم في البيت بمفردهم ,لكن رغم كل ذلك اشعر بقليل من الاطمئنان عليهم لان جيراني يعينوني ,وعينهم على بيتي وأطفالي, , فلولاهم لم اواصلت العمل, فانني اخرج منذ الصباح الباكر لحين مغيب الشمس, وأحيانا أتفقدهم وقت الظهيرة .


كيف يتعامل المرور ورجال الامن معك ؟
أن البعض منهم يرحبون بي كثيرا ,ويسمعوني كلام يشجعني على التواصل والاستمرار, مثلا يا أهلا بالبطلة, وبالعلم ,وبالمجاهدة وغير ذلك ,فهم متعاونين معي جدا, يمسهلين أمري ,ويتركوني اقف بالأماكن الممنوع لحمل الركاب,لكن البعض منهم يتقصدون مضايقتي, ويحرجوني أمام الجميع بطلبهم أن أقف على جناب , وابقي انتظر متى يقطع مزاجهم وياذنون لي بالسير , لكن للأسف يوجد مثل هكذا ناس في الشارع .

كلمة أخيرة تودين أن تضيفيها ؟
أناشد من خلال منبركم الإعلامي ,حكومتنا الموقرة بان تنظر لأمري وان تمد يد العون لي, والتخفيف من كاهل المعيشة بتخصيص راتب من وزارة الرعاية الاجتماعية ,لكوني أرملة علما إني قدمت عدة مرات ولم احصل على نتيجة ,فعسى ان تسمع الحكومة معاناتي وتخفف عن كاهل الحياة الصعبة .



#بشرى_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسوة المرأة
- الطلاق ونظرة المجتمع للمطلقة!
- المرأة ما تزال تعاني قسوة الرجل
- سبع سنوات مضت والعراق مازال يدفن ضحاياه
- أنفلونزا البطالة تعصف بالشباب العراقيين
- ازدياد التسول بطرق حديثة والحكومة لم تجد حلا للتقليل من هذه ...
- عراقيون يُقتلون....وسياسيين يتقاتلون على الكراسي


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشرى العزاوي - امرأة عراقية تحدّت الظروف من اجل عيشة أيتامها