|
التخلف العصري مستورداً....؟
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 08:13
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
البضاعة المستوردة يجب أن تتميز بالجودة أو السعر الأدنى المنافس للبضاعة المحلية ، والبضاعة الجيدة تطرد البضاعة السيئة ، في كل مدينة أحياء منها الراقية بسكانها المثقفين والأثرياء وأبنيتها الفارهة وهناك الوسط وهناك أيضاً الأحياء الفقيرة في كل شيء ، ومن المستحيل أن أحداً من سكان الأحياء الراقية قد رحّب بأحد من سكان الأحياء الفقيرة كمقيم دائم في حيّه الراقي ، قد يتسلل حديث نعمة إلى تلك الأحياء ولكنه لن ينسجم مع عادات وتقاليد وسلوك قاطنيها ، أوروبا التي دفعت ثمناً باهظاً من الوقت والدم وأكثر من خمسين مليون ضحية في الحربين العالميتين حتى استطاعت أن تتحرر من آفات و معوقات التخلف وولادة الإنسان الجديد العصري وبعقليته العلمانية بعد أن ودّع السلطات الدينية المعوّقة لمسيرتها الحضارية في دولة الفاتيكان ولتفصل الدين عن سياسة الدولة وتعم الديمقراطية الحقيقية وتسود نعمة الحرية ، وليتحرر العقل الغربي ويزدهر بالإبداع الرائع في كافة المجالات وبالأخص في العلم منها براً وبحراً وجواً ليزيد من رفاهية الإنسان وسيادته وتوديع عصر الديكتاتوريات وركنها في متاحف التاريخ وعبر أفلام السينما ، وبانفتاح هذه الشعوب إنسانياً أوقعت أنفسها في خطأ حضاري جسيم وبنية حسنة وسمحت لرعايا دول أخرى متخلفة في كل شيء أن تعيش بينها نافضة عن كاهلها عبودية واستبداد حكوماتها والكثير من مجتمعاتها ، فيصطدم بالواقع الحضاري وانه إنسان فعلاً ويمكنه أن يبدي رأيه الشخصي دون رقابة وانه حر بكل معنى الكلمة ، انها ولادة جديدة له .. ومع صدمة الحرية والحضارة ، هل لهذا القادم المستورد أن يستوعب هذه النقلة النوعية في حياته الجديدة وينسجم مع مجتمعه الجديد بعاداته وتقاليده البعيدة جداً عما ألف إليه ، أم انه يبقى مكبلاً بقيود السلف ولا يخرج عنها ، بل انه يحاول أن يرسخ عاداته وتقاليده ويعمل ضد المجتمع الذي استضافه كمواطن حر ، ليعض اليد التي قدمت له سبل العيش الكريم .. هذا ما سيرد به أحدهم الذي اندمج مع الشعب المضيف بكل إيجابياته عبر مقاله المنشور في الحوار ، أنه سكن في حي مدينة افرنسية 47 عاماً أمضى نصفها بهناء وحبور وعبر ثقافة الشعب الفرنسي وحضارته ولكن العشرين سنة الأخيرة انقلبت بعادات وتقاليد الحي الفرنسي رأساً على عقب بفضل النازحين المستوردين من الشرق التعيس ويقول الأخ أحمد بسمار عبر مقاله خواطر و فشة خلق :...ماذا أجيب وأنا أقيم في هذه المدينة الفرنسية من 47 سنة. في نفس الحي. وفي نفس البيت. خلال العشرين سنة الأولى لم أر أية امرأة محجبة. ولا واحدة. لا نقاب ولا حجاب ولا حتى فولار أو غطاء رأس بسيط..بالرغم من أن حينا مختلط وبه عائلات مشرقية عديدة...ثم رأيت أول الفولارات بأشكال زينة مختلفة..ثم بدأت التنانير تطول أكثر.. ثم أولى الجلابيب واللحى.. وبدأ حينا يشبه بيروت أكثر وأكثر.. وبدأ تكاثر الحجاب والنقاب يزداد بشكل ملحوظ..حتى أصبح الموضة الدارجة للطفلات من دون الخمس سنوات...ولم يعد حـيــنـا يشبه أية مدينة فرنسية عادية...واختفى الهدوء..كما اختفت النظافة العامة... من سنتين أبحث عن سكن آخر.. في حي آخر.. ولو في مدينة صغيرة أو قرية قريبة من المدينة الكبرى التي تبنتني والتي عشقتها فوهبتني العلم والاختصاص والمعرفة, ووهبت لأولادي العلم والثقافة والاختصاص والمعرفة وعشق الحريات العامة والإنسانية والتفاهم مع الآخر وفولتير وبلاتون وجان بول سارتر وأغاني باربارا. أشعر أنني مرغم للهجرة من جديد, مثلما هاجرت من بلد مولدي من زمن بعيد نسيته.. نسيته!!!...ألا ترون يا أولادي.. أنا لا أهاجم الإسلام.. ولا أي دين آخر.. ولكنني أكتب بعض الخواطر.. وقد أكتب بعض الخواطر العابرة....وأنا أحبكم.. كما أحب جميع البشر...(انتهى) ولنترك السيد أحمد بمعاناته ولننتقل مع الأخ محمد الرديني وهو يروي جانباً من الاستيراد التخلفي ونتائجه المخجلة عبر مقال نشره في الحوار تحت عنوان لماذا يحدث هذا ،هل من مجيب?? حالة اولى: آلاف الازواج في بلاد المهجرانفصلوا عن زوجاتهم صوريا حتى يستلموا راتب الاعانة الحكومية مضاعفا، عدا مخصصات الاطفال، والادهى من ذلك انهم يتفاخرون بذلك الانفصال ويقولون لك ان هذا المال آت من خزينة الكفار ونحن اولى به وحين تريد اطالة النقاش معه لتصل الى قناعة معين يستأذنك وهو يركض : اسمح لي فقد حان موعد الصلاة. حالة ثانية: وبما ان اصحاب اللحى لاهم لهم سوى التهديد والوعيد لكل من يخالف شريعة الله الجنسية فقد توصلت الزوجة المحجبة في بلاد المهجرالى انه حان الوقت لتخفيف الوطء الزوجي وعليها او عليه فصل فراشه او فراشها ولامانع عندها ان تنام مع الاطفال اذا اقتضى الامر فهو اهون بكثير من غضب رب العزة عليها وهي ترى نفسها بعد هذا العمر المديد وقد انهال عليها زوجها بالقبل التي لاتجد لها طعما وتحاول بكل ادب ان تبعده عنها وتقول بيأس : مالي خلك اليوم ارجوك، خليها بكرى. حالة ثالثة: كان البيت الزوجي قبل سنوات خلية نحل حين تستعد الزوجة او الزوج لاستقبال الضيوف ، الزوجة تمسك الورقة والقلم مخافة ان تنسى شيئا من المأكولات او المشروبات نسيت ان تعدها والزوج يمسك "المكناسة" وينظف الصالون وهو يغني " على درب اليمرون اريداكعد و...."، ولكن الانقلاب فلش كل شيء فالزوجة الان تختلي بنفسها في غرفة النوم لتتأكد من حجابها الابيض وهل هو مكوي بشكل جيد وهل رأته زوجة ابو ماجد من قبل ام لا بينما يرتكن الزوج في زاوية الصالون جالسا على ركبتيه ومستعد لتلاوة آيات من الذكر الحكيم دون ان ينسى سجادة الصلاة التي يضعها في مكان يلفت انظار الضيوف ثم ينهض ليعدل وضع اللوحات وهي صور للائمة ومجموعة فرس النبي او ابداعات الخط الكوفي في كتابة "لا اله الا الله الحي القيوم لاتأخذه سنة ولانوم". ويتمنى الا يسأله ابو ماجد عن صور الاولاد واعضاء الاسرة الاخرين التي كانت معلقة في الصالون قبل فترة. ولان حجم التلفزيون اكبر من ان يرفعه لوحده ليضعه بعيدا عن الانظار فقد اعد مايقوله للضيوف من ان هذا التلفزيون يفتح فقط لمعرفة وقت الصلاة وسماع سور من القرآن الكريم. ماذا حدث ايها البشر..؟؟؟ انكم تعيشون في جنة الله على الارض، لكم فيها بيت مسور بحديقة غناء مهدى من الدولة بايجار رمزي وسيارة لم تحلمون بها طوال حياتكم وراتب تقبضونه بالعملة الصعبة من بيت المال عدا مخصصات علاج الاسنان والعيون ودفع فواتير الكهرباء والماء. ماذا حدث لكم حتى تديروا ظهركم للبلد الذي اواكم وتنعتوه بالكفر والالحاد وما دريتم ان بذرة الالحاد جاءت معكم وستبقى معكم الى ماشاء الله (انتهى)كما ننتقل مع الأستاذ سعيد علم الدين ،وعبر مقاله المنشور في الحوار ، وهو يعري هؤلاء المستوردين إلى بلاد الغرب ويكشف الكثير من فضائحهم وهو يقول : للتذكير بعينة من الأمثلة المخجلة والتي تقدم للعالم صورة متخلفة وبشعة عن العرب والمسلمين في المهاجر: مفتى أستراليا الشيخ الهلالي يرى المرأة من خلال عقله البالي وشبقه الجنسي الحلالي كتلة من اللحم المكشوف، وبأنها تعرض نفسها للاغتصاب عندما تخلع على الشواطئ. وبعد ان قامت في وجهه حملة اعلامية عاد لينكر ثوابته على التلفزيون الأسترالى وهو مرعوب الوجه مصفر اللون يتلعثم بكلماته المتقطعة لكي لا يقع بغلطة جديدة تكلفه الطرد بلا عودة من بلاد الحرية والرغد والسعد الاسترالية الى بلاده البائسة الجائعة المصرية، محملا الرجل المسؤولية، معترفا بحق المرأة بأن ترتدى البكيني يا عيني، بل والأكثر من ذلك أن ترتاد شواطئ العراة ممارسة لحريتها الذي اصبحت مقدسة في نظر ابو زيد الهلالي. بهكذا مشايخ متخلفين لا عجب ان تحدث امور يندى لها الجبين. حيث يتم ارسال البنات القاصرات من بلاد الغربة للزواج غصبا عنهن في البلاد العربية والاسلامية، وبالتالي تدمير مستقبلهن. فتاة لبنانية لم تكن بلهاء اتصلت بالشرطة طالبة وضع اسمها على لائحة الأشخاص الممنوعين من مغادرة أستراليا، كي تتمكن من تفادي زواج خطط له والداها وأفراد من أسرتها. وهكذا منعت الشرطة الأسترالية العائلة من تسفير ابنتها إلى لبنان بهدف تزويجها رغماً عن إرداتها،...وفي هذا الشهر حدثت نفس القصة مع قاصرة موريتانية تم تزويجها غصبا عنها من اربعيني موريتاني حيث قضت المحكمة الاسبانية بسجن والديها. وفي فرنسا التي حرمت النقاب مشكورة على هذا الإنجاز. تظهر فيها لكثرة ملايين المسلمين الفضيحة تلو الاخرى، ومنها المنقبة الفرنسية وهي الزوجة الرابعة لمواطن فرنسي من أصل جزائري يدعى إلياس حباج لديه 17 طفلا من أربع نساء والكل مع اطفالهن يعيشون بالتحايل على المساعدات الاجتماعية أي على حساب دافع الضرائب الفرنسي. والأنكى من ذلك ان هذا الزوج هو ناشط اسلامي من جماعة التبليغ! وعن ماذا سيبلغ؟ عن المجازر التي ارتكبها الاسلاميون في الجزائر! نكذب ونتسول ونحتال على القانون ونريد بعد تكرار هذه الفضائح الاخلاقية من الغرب ان يحترم المسلمين، الذين لا يحترمون لا البلاد التي يعيشون فيها، بل ويحتالون على قوانينها ويساهمون في نشر الفساد والرشوة فيها وتخريب حضارتها.... توقفوا عن تدريب وتخريج وتسليح وتمويل وتصدير دفعات القتلة الإرهابيين قبل ان تعترضوا على آلات المسح الكشفي في المطارات، التي كشفت عوراتكم قبل ان تنكشف حقيقتكم الدموية للبشرية جمعاء! ماذا قدمتم للإنسانية في العصر الحديث من منجزات غير الدكتاتوريات وهجرة ملايينكم المعذبة تسللا او عبر البحار، وتفشي حركات الإرهاب والشكوى لمجلس الأمن والنوح واللطم في عاشوراء وفج الرؤوس واسالة الدماء وزرف الدموع والبكاء على الأطلال! ومن لا يحترم نفسه ، ويكون مؤدبا في بلاد الغربة فلن يحترمه أحد وسيتعرض للإهانة تلو الأخرى(انتهى) والذي لم ينته هو ردود الفعل المستقبلية للدول المضيفة حيال مثل هؤلاء الضيوف الذين استوردوا بدافع إنساني ، ولله في خلقه شؤون ، وشجون ....؟
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألعلمانية مساواة في المواطنة واحترام الأديان والقوميات خارج
...
-
هل البرقع أوالنقاب زي اختياري أم إلزامي ...؟
-
هل النقد الجارح ينفع في إزالة لصقة التوارث الديني المزمنة ..
...
-
مهاجرون خارج سرب الحضارة ..؟
-
الإنسان أولاً ...؟
-
القرضاوي وتحكيم الشريعة والتكفير ...!؟
-
من يسرق رغيفاً تقطع يده ومن يسرق حرية إنسان يكرّم سيداً...؟
-
حرية العمال في عيدهم العالمي ...؟
-
الحرامي والحمار ...؟
-
واهجروهن واضربوهن ويكرم الإسلام المرأة ،وشكراً دكتوره فوزية
...
-
الإصلاح في الإسلام مابين الشعار والواقع ... ؟
-
الصلوات تزيد من مياه الأنهار والملاهي تُشحها.. ولله في خلقه
...
-
الحجاب فرض طقسي بيئي سابق للأديان ..؟
-
ونسأل من أين تأتينا البلاوي ومبدأ المساواة يرفضها القرضاوي .
...
-
الاعتدال في الإسلام حقيقة أم وهم ..؟
-
أين هي الديمقراطية في الوطن العربي ...؟
-
الوطن أولاً وأخيراً...؟
-
العلمانية الوطنية وديمقراطية الحداثة
-
استهداف أقباط مصر هدم للوحدة الوطنية فيها والبلاد العربية وا
...
-
نادين البديري ومسرح اللامعقول ...؟
المزيد.....
-
تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد
...
-
قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
-
وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا
...
-
مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو
...
-
الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر
...
-
مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
-
شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها
...
-
-نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام
...
-
ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
-
الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|