أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محسن ظافرغريب - ثورة الكبرياء والحرية وحقوق الإنسان















المزيد.....


ثورة الكبرياء والحرية وحقوق الإنسان


محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 00:09
المحور: مقابلات و حوارات
    


أ - متن

ثورة الكهرباء، صعكة كبرياء في قلب العراق القائح الجريح الذبيح، في غرفة عمليات ديمقراطية، حيث الشعب ينتظر أختبار الحرية؛ إذ ليس بالخبز وحده يحيا الوطن والمواطن ويثور على سبع سنين أخوة يوسف الدعاة الأدعياء!.

استقال وزير الكهرباء المهدس د. كريم وحيد إثر التظاهرات، ورئيس الحكومة المالكي أوعز بتشكيل لجنة عليا تتولى حل الأزمة بسرعة، والناس ما زالت دون كهرباء في درجة حرارة تصل 50 مئوية.

سبعة أعوام بانتظار "عام فيه يغاث الناس" (سورة يوسف)، ولم تحل المشكلة بل تفاقمت وصار الناس يعيشون دون كهرباء في حر أحمر مغبر، بيد أن ترياقاً عراقياً صاعقاً أحيا انتفاضة آذار المغدورة التي انطلقت شرارتها عام 1991م من حاضرة البصرة الطيبة الخربة الحلوب، فخرجت تظاهرات كبيرة في البصرة والديوانية والناصرية وكربلاء وديالى والحلة، تطالب بالكهرباء.

أسرار أزمة الكهرباء المزمنة في العراق

ما حقيقة انقطاع الكهرباء المستمر في المناطق الساخنة؟ ومن يستهدف الفنيين في وزارة الكهرباء؟!.

خبير الإعلام في وزارة الكهرباء في العراق "عزيز سلطان"، أنكر وجود أي حالات فساد في وزارة الكهرباء واعتبر أن التظاهرات التي تجتاح مدناً عراقية سببها أزمة الكهرباء وقد وجد الناس الكهرباء سبباً لإشعال أزمة سياسية، اعتبر سلطان أن الخلل يكمن في تشكيلة الوزارة لأن المهندس الذي يقود الوزارة لا يمتلك خبرة القيادة. واقترح الخبير عزيز سلطان حلاً عاجلاً للأزمة من خلال تشكيل لجنة رفيعة المستوى من خارج وزارة الكهرباء تتولى إنشاء المحطات وتسليمها الى وزارة الكهرباء. وبيّن عزيز سلطان أن العقود مع الشركات الدولية لإعداد محطات توليد جديدة غير مجدية لأن البنية الأساسية لاستقبال هذه المحطات لم تجر تهيئتها.

مدير أحد مشاريع وزارة الكهرباء سابقا (المهندس أبو مجد) وقد فر من العراق بعد تلقيه تهديدات وفضّل أن لانكشف اسمه قال إن مشكل الطاقة الكهربائية معقد موروث عن الحروب السابقة، لكن البلدان التي تعرضت إلى حروب تمكنت من تجاوز هذا المشكل. وقد حاول لانظام السابق تشغيل محطات توليد حرارية ضخمة في مناطق اليوسفية والرمادي وحمام العليل في الموصل، لكن بعد سقوطه ترك العمل على تعمير هذه المحطات. وتحدث أبو مجد عن الكهرباء في المناطق الساخنة باعتبارها تشكل تهديدا على العاملين في قطاع الكهرباء فذكر أن مناطق معينة من العاصمة مستثناة من القطع بشكل مستمر لسبب التهديدات التي يتلقاها أعضاء وزارة الكهرباء الذين لا يجدون من يدافع عنهم، كما أن المناطق المجاورة لمحطات توليد الطاقة هي الأخرى لا تخضع لبرامج القطع. وتحدث أبو مجد عن قصص الفساد شارحاً أن الاستثناءات عن القطع المبرمج هي واحدة من أسباب الأزمة لأنها شملت كل المسؤولين وأقاربهم والمنطقة الخضراء. معتبرا أن الفساد يبدأ من رب الأسرة ليمتد إلى باقي أفرادها. وتحدث عن تجربته مع أحد المسؤولين الذي كانت تصل الى بيته 8 ميغاواط من الطاقة وهي تكفي لتغذية منطقة بحجم البلديات وبغداد الجديدة والغدير. وأشار أبو مجد إلى أن وعد رئيس الحكومة بإصلاح الكهرباء خلال سنتين هو أمر مستحيل لسبب الفساد المستشري في كل مفاصل الوزارة، والكل يتسترون على بعضهم. وأورد أبو مجد أسماء مهندسين في بغداد وضواحيها تعرضوا للتهديد والقتل، أشار إلى التهديد الذي طاله شخصيا واجبره على ترك 25 سنة من الخدمة في الوزارة ومغادرة العراق للنجاة بحياته.

الصحافي "سيف الخياط" من عاصمة الحرية "باريس" راشق الصحافي "منتظر الزيدي" في مؤتمره الصحافي بباريس. الزيدي سبق ذلك رشقه الرئيس الأميركي (بوش الإبن) في مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس المالكي في "بغداد"، مصيباً يد رئيسه المالكي!

"سيف الخياط" مبينا أن من الخطير تسييس قضية الكهرباء، لأنه يمثل عودة الى منطق التخريب والاعتداءات على مؤسسات الدولة وإلى منطق الانقلابات العسكرية، وفي هذا الظرف يبدو أن القضية قد سيّست. وكشف الخياط أن أزمة الكهرباء قديمة وقد لجأ النظام السابق الى نظام القطع المبرمج في مناطق إقليم الشمال العراقي وجنوبي العراق. ثم تفاقم الموضوع بعد سقوط لانظام السابق. وعلّق سيف الخياط على ظاهرة عجز الدولة عن حماية موظفيها بالقول إن الملف العراقي معقد ومتداخل، كما أن الناس تعودوا على أن لا يصدقوا وعود السياسيين. وذكر الخياط تصريحاً أعلنه وزير الكهرباء عام 2007 وجاء فيه أن الدولة بصدد تهيئة محطات توليد محلية تساعد بشكل سريع على تجاوز الأزمة، متسائلا أين هذه الوعود؟ الإجابة على هذا التساؤل تتطلب فتح ملفات الفساد، وعلّق سيف الخياط على استقالة وزير الكهرباء وحيد في حكومة انتهت ولايتها منذ 3 شهور بالقول إن هذه الاستقالة لاتمثل شيئاً، وكان من المفترض أن يحاسب هذا الوزير قبل استقالته، وهو يعتبر في كل الأحوال مقصراً لأنه يقف على أعلى هرم الوزارة، معتبراً أن المسؤولية يجب أن تكون مشتركة ويجب مساءلة الجميع وأن يقدم المذنبون إلى القضاء. كما تطرق إلى وضع باقي الوزارات لافتاً إلى أن الحديث عن الثورة لن يجلب إلى الوطن سوى المزيد من المتاعب والصعاب، فالثورات على امتداد العالم لم تجلب سوى المآسي والحكومات الدكتاتورية.

هل أن التظاهرات يمكن أن تحل أزمة الكهرباء المزمنة؟! (تنوعت الإجابات): د. حميد من "بغداد" أشار إلى أن المظاهرات التي جرت في مدن العراق قانونية ودستورية، معبّراً عن فرحه لأن المظاهرات لم تكن مؤيدة للحاكم، وهذا يعتبر تطبيقاً عملياً لمبدأ الديمقراطية و معتبراً أن السنوات السبع الماضية شهدت إهمالاً وتهاوناً في ملف الكهرباء!.

ولننتقل إلى أنموذج الحريات في ظل عميد الحكام العرب

كشف تقرير بعنوان عنوان: "ليبيا الغد: أي أمل لحقوق الإنسان؟"، أصدرته منظمة العفو الدولية اليوم الأربعاء (23 حزيران 2010م): أن أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا تشهد تردياً ملحوظاً. وأن السلطات الليبية ترتكب تجاوزات لحقوق الإنسان وتسيء معاملة المهاجرين غير الشرعيين ممن يتم ترحيلهم إلى أراضيها من إيطاليا، والاعتقالات بحق المعارضين للنظام دون تهم واختفاء بعضهم دون أثر يذكر.

يقول مدير مركز الدراسات حول بلدان البحر الأبيض المتوسط (مقره جينيف) المتخصص في الشؤون الليبية، د. حسني عبيدي، أن تقرير أمنستي كان متوقعاً بإعتبار أنه قد تم السماح لخبرائها مؤخراً بزيارة ليبيا وإجراء تحقيقات شاملة في مجال حقوق الإنسان و"في السابق سمح (لمنظمة العفو الدولية) بزيارات خاطفة للجماهيرية الليبية، إلا أن الجديد في هذا التقرير هو أنه يشمل العديد من انتهاكات حقوق الإنسان هناك، مثل الإختطاف القسري، ووضع السجون، وقضية الحريات العامة". بصدد دور المنظمات الأوروبية المدافعة عن حقوق الإنسان في لفت أنظار صناع القرار الأوروبي إلى أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا، قال د. عبيدي: أن عدداً من منظمات حقوق الإنسان من بينها أمنستي قد طالبت مفوضية الإتحاد الأوروبي بتطبيق المعايير المتعلقة بحقوق الإنسان على ليبيا أثناء مفاوضاتها معها، ضمن ما يعرف بالجولة السابعة لمفاوضات الشراكة بين الجانبين. وقال عبيدي "تطالب هذه المنظمات باعتماد نفس الشروط التي طبقت خلال المفاوضات مع سوريا ومصر، وخصوصاً في مجال حقوق الإنسان، قبل إعطاء ليبيا وضع الشريك للإتحاد الأوروبي. لذلك فإن تقرير أمنستي يتزامن مع مفاوضات الشراكة من أجل توضيح أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا للإتحاد الأوروبي".

تعد ليبيا من الدول الغنية بالبترول والغاز الطبيعي، ومن شأن إقامة علاقات جيدة معها أن يستفيد الاتحاد الأوروبي اقتصادياً أيضاً، كما يقول عبيدي، لكنه لا يتوقع أن يقوم الاتحاد الأوروبي بالضغط على ليبيا ضمن مفاوضات الشراكة، لأن المستفيد الوحيد من هذه الشراكة هو الإتحاد الأوروبي نفسه، خصوصاً في ظل تحسن علاقات ليبيا مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتعتبر ليبيا الدولة الوحيدة التي لم تدخل إطار اتفاقيات الشراكة الأورومتوسطية حتى الآن، لكنها وقعت بداية الشهر الحالي اتفاق تعاون أولي يفتح الباب لإحراز تقدم في المفاوضات على اتفاق شراكة، ويشكل ملف حقوق الإنسان وأوضاع المهاجرين غير الشرعيين من بين القضايا المثيرة للخلاف في المفاوضات الأوروبية الليبية. وتعول عدد من دول الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً إيطاليا، على الاتفاق المبرم مع ليبيا لترحيل اللاجئين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء إليها، إلا أن أوضاع هؤلاء المهاجرين تعتبر، بحسب تقارير مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، مأساوية، والتي تشير إلى معاناتهم من الإضطهاد المستمر وانتهاك حقوقهم الأساسية من قبل السلطات الليبية، عدا عن خطر الحبس لأجل غير مسمى في مراكز الاحتجاز المكتظة. وكانت مفوضية اللاجئين قد أعلنت مطلع الشهر الحالي عن تلقيها أوامر من الحكومة الليبية بإغلاق مكاتبها هناك دون إعطاء أسباب، إلا أن "طرابلس الغرب" - التي استقلت عام 1951م وأعادها المعمر بالسلطة "القذافي" (1969- 2010م) إلى الغرب - أشارت إلى أنها لم توقع على اتفاقية اللاجئين عام 1951م أو على أي اتفاق تعاون مع مفوضية اللاجئين. إن المجتمع الدولي رفع منذ الحظر الذي كان مفروضا على ليبيا بسبب ملف لوكربي، وتحاول (طرابلس الغرب) منذ عام فرار صدام وحزبه من شرف المسؤولية في مواجهة غزو أميركا للعراق 2003م، أن تقطع مع ماضيها العدائي مع الغرب، وسعت طرابلس منذ عام 2006م إلى تطبيع علاقاتها مع واشنطن التي كانت تصنفها ضمن الدول الراعية للإرهاب، وتتفاوض ليبيا منذ شهور على اتفاقية شراكة مع الإتحاد الأوروبي.

ويطرح مراقبون تساؤلات حول مدى التزام العواصم الغربية بالدفاع عن حقوق الإنسان في ليبيا، بينما تشهد العلاقات بين طرابلس وتلك العواصم تناميا ملحوظاً في ميادين اقتصادية كالطاقة والتعاون الأمني لمكافحة الإرهاب.

حقيقة أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا

خصص تقرير أمنستي فصلاً كاملاً عن جهاز المخابرات الليبي وانتهاكاته لحقوق المعارضين السياسيين والمشتبه بتورطهم بصلات مع منظمات إرهابية وقال تقرير منظمة العفو الدولية إن السلطات الليبية "أخفقت في التقيد بالتزاماتها الدولية" المتعلقة بحقوق الإنسان، خصوصاً أن ليبيا عضو في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وركز التقرير على إساءة معاملة المهاجرين من دول جنوبي الصحراء، الذين يتم ترحيلهم من إيطاليا بموجب إتفاقية مع الحكومة الليبية، إضافة إلى حادثة سجن (أبو سليم) عام 1996م، التي راح ضحيتها نحو 1200 سجين بعد قمع إدارة السجن هناك لإعتصامات نظمها السجناء إحتجاجاً على سوء معاملتهم.

وخصص تقرير أمنستي فصلاً لجهاز الأمن الداخلي الليبي (المخابرات)، مشيراً إلى أنه يعمل خارج إطار القانون، خصوصاً فيما يتعلق بالاعتقالات التعسفية في حق من يشتبه بتورطهم مع مجموعات إرهابية. ويضيف التقرير أن هذا الجهاز الأمني مخول باحتجاز من يشتبه في ضلوعهم بمثل هذه النشاطات إلى أجل غير مسمى، عدا عن تعرضهم للتعذيب وحرمانهم من رؤية محام. بحسب تقدير منظمة العفو الدولية يقبع مئات من المعتقلين في السجون الليبية، بعضهم ممن قضى محكومياتهم أو ممن تمت تبرئتهم من قبل المحاكم.

أوضاع المهاجرين غير الشرعيين تتأرجح في مهب تقلبات العلاقات الليبية الأوروبية وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت العواصم الأوروبية والأميركية تتغاضى عن قضايا حقوق الإنسان في ليبيا مقابل حصولها على صفقات إقتصادية، قال الخبير عبيدي: إن هناك "رغبة ملحة من قبل دول ما يسمى بجنوب الاتحاد الأوروبي، مثل إسبانيا وفرنسا، وخصوصاً إيطاليا التي تعمل بقوة من أجل توقيع الاتفاقيات مع الجماهيرية الليبية.. هذه الدول تشكل قاطرة الاتحاد الأوروبي في علاقاته مع الجنوب وتقول بأنه لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا يجب احتضانها ضمن الشراكة الأوروبية المتوسطية". وقال عبيدي بأن الهدف من صدور مثل تقارير منظمة العفو الدولية تسليط الأضواء على أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا ودفع الليبيين للتفكيربأن مصلحتهم تكمن في تحسين أوضاع حقوق الإنسان في بلادهم وتحسين صورة البلد في المجتمع الدولي.
_______________________________

ب - هامش

في الجوار من ليبيا عقدة التصحر المعوضة بعلم أخضر وكتاب وضعته لجنة باسم الأخضر للقذافي، تونس الخضراء!.

غيب الموت الليلة الماضية في باريس بعد صراع طويل مع المرض بسبب مشاكل في الكلى، أحد رواد الفكر والسياسة في تاريخ تونس بعد الإستقلال (محمد مزالي) عن سن تناهز 85 عاماً، إذ توفي الليلة الماضية في مستشفى بباريس. وأعلنت مصادر رسمية في تونس اليوم الخميس(24 حزيران) عن وفاة مزالي.

خاض مزالي حياةً مليئةً بالإنجازات والصراعات السياسية والفكرية، ففقدت الساحة السياسية والثقافية في تاريخ تونس المستقلة أحد وجوهها التاريخية البارزة والسياسة والثقافة. تولى مزالي رئاسة حكومة تونس الخضراء بين عامي 1980 - 1986م، لكنه أقصي من الحكم وصدر ضده حكم بالإعدام بتهمة الفساد ومحاولة الإطاحة بحكم الرئيس بورقيبة، لكنه تمكن من الإفلات من العقوبة وفر خارج البلاد عبر الحدود مع الجزائر. وذكر في مذكراته أنه سار على قدميه ليلة كاملة كي يقطع شعاب جبلية على حدود البلدين. ومن الجزائر توجه إلى أوروبا، حيث عاش في منفاه بين سويسرا وباريس، إلى أن اصدر الرئيس الحالي زين العابدين بن علي عفوا عنه قبل عشر سنوات، وأمضى السنوات الأخيرة من حياته بين تونس وباريس.

ومن المقرر أن ينقل جثمانه وتجري مراسم دفنه يوم غد الجمعة في مسقط رأسه مدينة المنستير(160 كم جنوب شرقي تونس) مسقط رأسه، جوار مدفن بورقيبة ورغم ابتعاده عن السياسة في السنوات الأخيرة من حياته، وقد أشاد الرئيس التونسي "زين العابدين بن علي" في برقية تعزية لأسرته بخصال الفقيد وبمسيرته "النضالية الطويلة في ميادين السياسة والثقافة والتعليم".

نصف قرن فكر وسياسة

ظل مزالي إلى وقت قريب قبل وفاته، حاضراً في الساحة الإعلامية والفكرية والسياسية في تونس وخارجها، وصدر له أخيراً كتاب بعنوان "نصيبي من الحقيقة" وهو عبارة عن مذكراته حول نصف قرن من حياته السياسية والفكرية.

مزالي كان يقول عن بورقيبة إنه"الأب الروحي"له رغم أنه وقع حكم الإعدام ضده!. تخرج مزالي في جامعة السوربون وهو حاصل على الأستاذية في الآداب والفلسفة. كما تولى منذ كان شاباً مسؤوليات وزارية في الحكومات المتعاقبة في عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة. وعرف مزالي بكونه أحد واضعي سياسة التعليم في تونس بعد استقلالها. ويعتبر مزالي من دعاة الحداثة وتعريب التعليم والإدارة وأنشأ مؤسسات ثقافية وإعلامية من أهمها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التونسي الرسمي، وألف عديد الكتب وأسس مجلة"الفكر" التي تعتبر أعرق مجلة ثقافية في تونس، كما ترأس اتحاد الكتاب التونسيين، وهو عضو مدى الحياة في اللجنة الأولمبية الدولية. مزالي المثير للجدل في كتابه نفى أن يكون قد تآمر للإطاحة بالرئيس السابق بورقيبة وإنما كانت محاكمته، حسب ما ذكر في كتابه، عبارة عن قصة محبوكة مبنية على وشايات مقربين من بورقيبة الطاعن في السن. وذلك في إشارة منه إلى خلفيات الصراعات التي تفجرت بين أجنحة نظام الرئيس السابق بورقيبة في السنوات الأخيرة من حكمه، إذ كان خصوم مزالي يخشون من توليه رئاسة تونس في حال وفاة الرئيس بورقيبة الذي يعتبره مزالي "الأب الروحي" له، رغم أنه وقع على حكم الإعدام ضده.

وفي رده على الانتقادات التي كان يوجهها له خصومه السياسيون، كان مزالي يقول عن نفسه إن مشكلته الرئيسية كونه رجل فكر وثقافة وجد نفسه منذ كان يافعا في قلب السياسة، وبأنه ظل يتصرف دائما من موقعه كمثقف في عالم السياسة، كما يقول: "القائم على المكر".

الموسيقى لغة عالمية

وبحضرة رهبة الموت أيضاً، ذكرى موت مايكل (عاش نصف قرن من الزمن) في 25 حزيران 2009م السنوية الأولى. ولد مايكل جوزف جاكسون عام 1958م لعائلة إفريقية أميركية من الطبقة العاملة في مدينة غاري بولاية إنديانا، وبدأ مشواره الغنائي في الخامسة من العمر مع إخوانه الأربعة في فرقة جاكسون 5، التي تركها عام 1971م لبدء مسيرته المنفردة. إلا أن اسمه بدأ بالسطوع مطلع عقد ثمانينات القرن الماضي، بعد صدور عدد من ألبوماته الموسيقية وتصوير بعض من أغنياته بطريقة الفيديو كليب، مما حوله إلى شخصية مهيمنة في مجال موسيقى البوب. وصل جاكسون قمة هرم الموسيقى في ثمانينات القرن الماضي، بعد أبتكاره لعدد من التقنيات والرقصات المستخدمة في موسيقى البوب، والتي تبناها عدد كبير من الفنانين آنذاك. إضافة إلى ذلك ساعدت شهرته الواسعة، وخصوصاً لدى الأوساط الشابة، على تثبيت عدد من القنوات التلفزية المتخصصة في الموسيقى مثل قناة MTV. وامتد أثر مايكل جاكسون الموسيقي ليشمل أنماط موسيقية أخرى مثل الهيب هوب، والراب، والآر أن بي، والروك. دخل جاكسون موسوعة غينيس للأرقام القياسية بألبومه الموسيقي Thriller، الذي يعد أكثر الأعمال الموسيقية مبيعاً في التاريخ، إذ سجل مبيعات تقدر بـ110 مليون نسخة.

وتقديراً للأثر الذي تركه مايكل جاكسون على موسيقى البوب، وحصوله على لقب أفضل موسيقيي البوب في القرن الماضي، قام عدد من الفنانين بإعادة إنتاج أشهر أغانيه بألحان جديدة، فيما يعرف بنسخة الـCover. في عام 2008م أصدرت المغنية الألمانية الشابة ذات الخمسة والعشرين ربيعاً "جوانا تسيمر"، ألبومها الأول بعنوان "Showtime" أو (وقت العرض)، والتي قامت فيه بأداء عدد من الأغنيات التي نالت شهرة واسعة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي على طريقة الـCover. وبين الأغنيات التي أدتها تسيمر أغنية "لا أستطيع التوقف عن حبك I Just Can t Stop Loving You " لمايكل جاكسون، التي ضمنتها الألبوم احتراماً له.

في مجال موسيقى الراب فقد استعار مغني الراب الألماني الجنسية التونسي الأصل بوشيدو لحن أغنية Dirty Diana التي أداها جاكسون في العام 1988، لمرافقة نص أغنيته "عدو الدولة الأول Staatsfeind Nr. 1". وكانت أغنية بوشيدو هذه قد حصلت على المرتبة الرابعة في قائمة الأغاني الأكثر مبيعاً في ألمانيا لعام 2005م. منذ افتتاح أكاديمية الدراما بمدينة "رام الله" بالتعاون مع جامعة ألمانية. عمل مسرحي يُعرض في منطقة الرور الألمانية عاصمة الثقافة الأوروبية عام 2010م الجاري. موسيقى الديسكو والرقص، الكحول والعنف وتأثيرات صوتية وضوئية - هكذا يتصور طلاب مسرح فلسطينيون الدراما الإغريقية Antigone (أنتيغوني) في الوقت المعاصر، بعد تبنيهم إياها في عرض مسرحي يشكل جزءً من مشروع مشترك بينهم وبين طلاب جامعة فولكفانغ الألمانية بمدينة إيسن.

وفي مجال موسيقى الأكابيلا، أو الموسيقى التي تؤديها فرقة صوتية دون آلات موسيقية، أعادت فرقة Wise Guys الألمانية أداء أغنية Thriller الشهيرة بطريقتها الخاصة، وقامت حتى بإعادة تسمية الأغنية لـ"شيلر"، استذكاراً للأديب والشاعر الألماني المعروف فريدريش شيلر. وتتحدث كلمات الأغنية بطريقة كوميدية عن عدم قدرة الإنسان المعاصر على فهم نصوص أدبية من القرن 18م.

وعلى نقيض فرقة Wise Guys، أدى عازف الكمان الأميركي الألماني الموهوب "ديفيد غاريت"، أغنية Smooth Criminal، لمايكل جاكسون على الكمان دون غناء(يعد "غاريت" حسب "موسوعة غينيس للأرقام القياسية" أسرع عازفي آلة الكمان في العالم وأكثرهم إتقاناً لها)!.



#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاسوب بيدرالكرد وحساب أرباح كل عراقي
- صدى وادي الحضارات
- شغب الشعب ثورة
- لي فيها مآرب أخرى !
- المالكي شاهد زور؛ أعزلوه !
- إرث البعث الرث
- الدعاة استهانوا بالشعب وأهانوا الدين
- لا لكتابة البطر
- شرارة بصرة - بغداد انطلقت
- بغداد ألف ليلة
- جئتُ صيفاً ولونُ الثلج يغمرُني
- خارطة العراق على صوت العراق
- شجب جريمة بحق صابئة البصرة
- خراب إداري في البصرة
- المذهب ذهب الزمن النووي
- في سبيل التاج
- الليبرالية غربي الإتحاد الأوربي
- Ernst Jandl
- الداعية السوداني والمغني التركي
- خيانت حريت جمهوريت


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محسن ظافرغريب - ثورة الكبرياء والحرية وحقوق الإنسان