|
الشعر ...من كؤوس الألهة الى شفاه المرأة ...
نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 19:48
المحور:
الادب والفن
أنها أزلية الرؤى التي مسحت بأجفان الضوء والكلمة والشعور علي باطن الذاكرة الإنسانية وصنعت صدي النص الشعري الأول، هذا الذي الذي يمضي الي المنتهي لكي يجد في جمالية اللحظة تجديد للوجود.وقديما كان الشعر يوازن اللحظة المطلقة في جعل البشر اكثر اقترابا من الفردوس.وهو ما ظل قائما حتي زمن متصوفة بغداد ودمشق وبخاري والشرود الذي سكن عمر الخيام ليقول:ان لحظة غيبة دائمة لاتعود إلا مع حنان القصيدة. عودة رسمت شكلا ميتافيزيقيا للرؤيا التي قاد علي هداها المتصوفة حربهم مع الذين يعيبون عليهم انهم يغيبون من ادني لحظة حس.وكانوا يجدون في المكان ذائقة لبدء المعركة من خلال أناشيدهم لمحاكاة من يودوا من نقطة (دكة)الجامع وصولا إلى النقطة المضيئة في العلا القصية.وكان الشعر هو سهاهم التي يطلقونها إلى هناك مقيدون بفكرة مشعة ونداء منغم مع نبضات قلوبهم فصنعوا صيرورتهم من ذلك الإحساس الكبير الذي مكنهم ليكنوا أباطرة لتشتت الروح المضيئة بالهيام والغرام والتودد. انهم يكتبوه ليكونوا.مغامرون أشداء للتوثب من اللحظة الحارة إلى الفورة المشتعلة بأثر المكان والزمان والخاطرة.وهو ماصنع منه الفلاسفة رؤاهم وحكمهم واستنتاجاتهم لخلق المسار المفترض للمشي البشري الصحيح. حتي قيل أن الفلسفة في رسالتها الخالدة وجدت من الشعر وقود ومضة العبارة الدالة. وربما ما كان ينصح فيه بياجيه مرضاه عندما يصل الي درجة اليأس قوله:اذهبوا إلى سونيتات شكسبير. ظل الشعر حارس الفنار والأبدي المهيمن علي شواخص الزمن.وكان منذ أن هبطت حواء بمحفة الدمعة مع بعلها آدم ع يمثل الحاجة لتكون رغبة نمت بعد حين لتصير رسما علي جدار كهف ثم حجرا لبناء بيت ثم صولجانا لتنصيب ملك ثم كأسا نذريا لاقامة قداسا في المعبد.انه أذن بدء التحولات والهاجس الأول لصناعة المعني في الشعور.وكان أهل سومر قد تركوا مآثر وجدانهم علي الألواح علي شكل قصائد فولدت الأساطير ومضت تبشر برؤيا الحاجة للوجود القائم والخالد.وحتما ملك اوروك في سيره الطويل إلى نبتة الحياة كان ينشد شعرا ليتصبر علي وعورة الطريق وأهواله وبعد المسافة. يظل الشعر يسعي لتبرير خلق الوجود بهذه الفنتازية المتعددة الصور والسابحة في أنواء فضاء نتعلق به كبندول برج الكنيسة ولا يشدنا إلي نقطة الثبات سوي قانون الجذب، وهو (أي الشعر) صانع ماهر لما تريد أن تنتجه دواخلنا المكونة أصلا من مجموعة أحاسيس قابعة في زاوية ما وتنتظر لهذه الوثوب إلي الضوء حيث يتنظرها عنوان عريض لشاهدة قول يطلق عليها اصطلاحا (القصيدة). يشغل الشعر مساحة الذهن دون تواجد كتلوي أما هو مجرد رؤية لتخيل مشهد أو وقيعة أو ردة فعل إزاء ما نتعرض له، وهذا الأشغال لا يتواجد عند الجميع، أنما حافز التملك متوارث بقدرية طبيعية تنمو مع الموهبة والمثاقفة وهناك ما يدعوه أرسطو (المحفز القادم من العلا) وما يعتقده محي الدين ابن العربي أنه (المؤثر الساطع، وجوده فن، وصناعته جنون، وفي النهاية نحن له بسجود لأنه مصنوع وليس مطبوع، ومن صنعه الذي أوجد فينا هذه اليقظة) وحتما هو يقصد اليقظة القدرة الإلهية كما يقصد ذلك الفيلسوف أرسطو. يرسي الشعر أنماطا من التخيل تتعدد ألوانها وأغراضها ولكنها في النهاية تقع ضمن دائرة الشعاع الإلهامي للخيال البشري ومن خلاله نقدر علي استحضار لحظة الغياب والتمتع بما تملك من جمال في يريق المعني وموسيقي الكلمة وفي هذا المدار المتخيل نضع أنشودة المطر لبدر شاكر السياب أنموذجا، فهي واحدة من بواكير الحداثة الشعرية العربية المتميزة والمليئة بشحنة العاطفة الجديدة وربما هي بهاجسها الوجودي مثلت واحدة من مقتربات صحوة الحداثة لما حفلت القصيدة بشكلها الجمالي وموسيقاها العميقة وروحها التي رسمت في مأساتها الصورة المستعادة للحزن الإغريقي أو دمعة أيوب وحزنه الأسطوري. ليس للشعر وطن رغم أنه أكثر بقعة في الكون تحتوي علي خرائط لتضاريس لا تحصي ورغم هذا تشعر أن كائنا كالشعر ربما آتي في لحظة بدء كوني من كوكب أخر ليسكن الأرض ويرينا شجن أن يرتقي المرء بوجوده إلي مكان آخر غير هذا المكان المحصور بين قطبين. قطب في الجنوب وقطب في الشمال. يأتي الشعر عندما نصاب باستباق ما لحقيقة أن نكون تحت تأثير خد مشفرة الرغبة للتلاوة وليس القول وتراهم (أي الشعراء) ينساقون لنمط معين من شعور لا يتجانس مع الرابط الحياتي، أي انهم يهيمون بفضاءات تتحرر فيها احساسات الواقع لتبدو شيئا أخر فيه من الهلوسة والارتقاء بالمكان والكلمة الشيء الكثير، انهم يتلون الموسيقي من الأفئدة فيما تلي الموسيقيون الموسيقي من آلات متعددة ولهذا كانت روح الشعر تبدو مثل هيجان الجسد حين تتحرر من ذاكرة اللحظة لتنصب كلمات وبحور علي الورق ومتي تنتهي مودة التواصل بين الرغبة البعيدة واللحظة الأرضية تنتهي القصيدة إلي خاتمة قد يدخل عليها فيما بعد تصحيح وتعديل وحذف وإضافة لكن لحظة التوهج والخلق الحقيقي مرت ولن تعود أفكر ببوذا..وبوذا يفكر بي. وما بيني وبينه كالذي بين صفاء النبع والمشاعر الغامضة. أنه يفكر بكونية الشعر وأنا أفكر بكينونة الرغيف والرصاصة وما بيننا يبدأ بسؤال أجابته تبدأ:كن معه وتعلم من حركة أجفانه) وما بعد ذلك فلكل مسار محطة يتكأ عليها بعد رحلة التعب، ورحلتي مشتغلة بهيام اللحظة ومستعيرة شغاف فم الأنثى وساعية لتكوين إمضاءات الوصل علي جسد الجملة، فما يقوله الصامت يردده ألف لسان.). تلك رؤية بوذا للعالم مستنارة بالإشارة ومستندة إلي أزل من ميتافيزيقيا الميكانيكا ما يدور يتحول في الأخر إلي موج بحور أقف عند تلك الرؤية، أتخيل فيها ما يمكن أن يحل بنا لو أن الأرض لم تحو الفلاسفة والقديسين والأنبياء. سنكون يبابا، يشتبك فينا هوس المنجنيق وفوهات المدافع فيما لا يدخل الشعر موائد الصفاء ولحظة السكر أو انطلاق ما في الذات من الشجن اللوعة إلي رمش تغازل مكرا مع حزمة ضوء تحت شفتي أمراه جميلة. ومودة شعر لا تمل حتي بإنجاب الأنبياء مادام القول الكريم يقول (أن من البيان لسحرا). وعلي أديم الكلمة المشعة كيراع تتحرك رغبة القول في إنسانيتنا ونحاول أن نجد مدركا لما نقوله فنلوذ بالصفاء الذي يمتلكه الأخر ومنهم العزيز بوذا. والبوذية أحد غنوصيات العالم القائمة علي تجريد الذات من كل محفزات وأشكال دنيويتها، إنها التعالي والذهاب إلي عالم ذرة تراب فيه تجبرك علي مسح العوالق ولاصدي كلمة مشوشة تحتاج إلي تفسير، إنها روح مدورة وتتحرك في محيط سديم من التأمل وقراءة الأفكار أخري. وماهي الأفكار الأخرى: أنها (خليط من لذة نصنعها بإيعاز من غيب لانراه ولكننا نحسه يتحرك بين أصابعنا وفي خفقان قلوبنا، وفي نومنا نراه مثل فلاح البستان قادم إلينا بسلة الثمر). لهذا فأنه قائم علي لحظة التأمل بقدرة حسه ولا أثر للجسد أو القوة، ما تمنحه لنا طاقة الروحية هو ما تمنحه السماء البعيدة لمن يختار هذا المنهج، من هكذا نبع تأتي الأفكار وتهيمن علي وجودنا وهذا في حكم القدر والمقدر يحتاج إلي تمرين صعب. ذلك أنك حين تود تنشئة الذائقة علي سياحة الذهن ورقته عليك أن تنزع جسدا وتلبس أخر وهو ما تسعي إليه البوذية تماما وما يفكر به الراقد تحت ظل نخلة المني ينتظر تدفق موسيقي الزمن الذي أمامه وفي رجاء أسطوري يتمني أن تسكت كل البلابل ويبقي الذي يتمناه وحده مغردا في سياحة العاطفة وصناعة الكلمة وتأويل الحلم إلي افتراض وجوده هائما وسابحا في ذاكرة الشعر التي نلبسها بياض الثوب وبياض النية وبياض التصور.. يقول غاستون باشلار:إن الأمكنة تخلق سحر القصيدة بحسيتها وربما مكان سقوط الدمعة اجمل مثال لذلك: يمضي هاجس باشلار إلى الدمعة، ومعها يمضي هاجسي إلى الشعر. الشعر الذي يُحلينا إلى متعة الروح قبل متعة فهم كلام المغزي. إنه معني أَن تكتشف، ومعني أن تعيد بناء بيت الذاكرة،ومعني أن تقود خطاك صوب الأفق الأوسعَ من أجنحة ضوء العتمة التي تريد بها أن تصنعَ من تخيل الإغماض ما تود أن تمتلكه (الوطن، الوردة، المرأة، لحظة صفاء البال. وسياحة الميتافيزيقيا). فهو أي (الشعر) رؤيا لما قد نراه في أطياف الكلام فقط، وعدا ذلك فإنه يبث رؤيته بالشجن والإدراك والوقيعة ليلازمنا ظلاً يبدأ في لحظة طفولتنا المستعادة وينتهي بنا إلى إغماضه الأبد الأخير. وسط هذه الرؤى يصبح إنتاج النص من المكان الممكن الأول في جعل الخيال الطافح كائناً علي ورقة، يمتلك المشاعر والمشاهدة والبوح والمعني، وبتلك الأشياء يبدأ الشاعر صنع كائناته وتسويقها لمن يدرك إنهم معه في الفهم وفك مشفرة المشاعر والتضامن. فمن دون آخر، لا يمكننا أن نصنع إحساسنا بجمال. دون أمكنة نرتديها قمصاناً لصباحات نستقبلها بقراءة مفترضة ومتخيلة لا نقدر أن نكمل يومنا إلى آخر نبدأ منه من جديد. الأمكنة لحظة أرضية يدركها الشعر حين تفترض لحظة ما، أن عليك أن تبتعد عن بساطة وجودك، ليأتي التخيل منقادا بما تحس أو تري، وكلها بأسقاطاتها المتعددة تخلق هاجس الكلام وفكرته (غرفة، موسيقي، حرب، منفي، حب خاسر، طائر في قفص، انفصام شخصية، بوح طافح بكل شيء، رؤيا متصوفة، سُكر، خيانة، نجوي). كلها تستقر في مربع ضوئي في مرآي المخيلة لتطلق بعد ذلك فراشات الضوء إلى حديقة الورقة أو شاشة الحاسوب، ليكون جماعا، وهذا الجماع ينتج، وليبدأ مشوار أزمنته بين الذكورة والأنوثة، والغريب انه يبدأ بحجم دمعة ولينتهي بحجم جبال الهملايا، ربما اكثر، إذا قدر للقصيدة أن تذهب من مكانها إلى درب التبانة. إذن.المكان خطوة النص إلى الطريق الذي يريد أن يسلكه والمكان الذي يتمني أن ينتهي أليه، كما تنتهي خطوة الجندي بعد مفارقته صخب الحرب. هذه الخطوة التي تُقرأ بمستويات لاتحصي من الفهم يعدها آرسطو خيالا ًمتعدد الاتجاهات، ولكنه في النهاية هبة من ربات السماء، ويعتقدها أرثر رامبو ملائكة يمنحونا الوحي لأننا نتأملهم من خلال نافذة البحر غير عابئين بفوضى البحارة. فيما يشكل مكان استقرار الشعر وانتقاله هاجس نفسي قلق ومحسود كما عند السياب حين يستقر مكان الشعر فيه بكتاب ليحسده بعد ذلك كقوله: يا ليتني أصبحت ديواني لافر من صدر إلى ثان... قد بت من حسد أقول له يا ليت من تهواك تهواني....! إذن انتهي مكان الشعر ليكون صدر امرأة. فأين تنتهي أمكنة الشعر عند أولئك الذي نفترضهم من خلال نتاج ما يحلمون به ويمطروه علينا حبرا من دموع القصيدة وموسيقاها. نقرأ رؤي الشعر من خلال أمكنة تتحول عندها بتحول ميتافيزيقيا المهجر والنأي والتفكير بصناعة عالم جديد، عالم ليس فيه سوي عطر ما نريد أن نمنحه للآخرين وأن نُخلص اليائسون من مرارة انهم لم يسمعوا الشعر بقدر ما يسمعون الفقر والحرمان والعوق الذي يصنعه الحظ السيئ للشعوب المبتلاة، بالزنوجة وأمراض الصحاري والغابات الاستوائية وإمبريالية مايكروسوفت. هذه مقدمة مختصرة ومبتسرة لهاجس مشروع كتابة قصيدة أتت به مشاعر من موسيقي اللحظة التي تسكننا في غفلة عن الذي يحدث في عالم تأدلجه أمزجة الدبابات والساسة والطفرات الشعرية المتعالية والرموز الورقية وبعد الذي يجلبهم حظ الشهرة في غباء الموهبة... أضع الكتابة الشعرية عند مستوي وعي ما يكمن في العمق الذي امتلكه.أفكر في لحظة الاعتقاد أن الوعي الحسي هو وعي تصنعه نبؤة لا تقدرها لحظة واعية إنما الصدفة هي من تضعنا عند الكلمة الولي من النص..لهذا سأجانب الوعي واتركه يخوض نقاشات المقهى واسعار الخضروات والصوابين والكتب وادخل في قيلولة انتظار القصيدة الساحرة.تلك التي تمنحني هيجان الوعي وانفجار غدة العطر في دماغي ومن ثم تحولني إلى رخ هائل يحمل سندباد الكلمة وشهرزاد الحكاية إلى مدن أساطيرها بهجة النساء وأرغفة خبز الفقراء وحزن الفلاسفة ومضاجعة الجنرالات لخطط المعارك. إنها قصيدة سقراط والبحتري واخمانوتوفا والبياتي وكافافيس الذي كنت دوما أضع صمتي في صراخه الداخلي وبهجته السرية فأكتشف إن الشعر مذاقا لطعم يترواح بين كل درجات التذوق (مالح،حلو،حامض، مج، ماصخ (ليس فيه ملح ولاسكر أي بدون طعم)... يضع كافافيس القصيدة عند عدة مستويات من باطنه السحري، ويعيد فيها بنا الغموض الذي يعتريه من أثر شهوات بعيدة، لهذا يأتي نصه بهيمنة انفعالية ولكن يصاحبها سر غامض من لذة موسيقية هادئة لتنبئك إن الشاعر يكتب ليستحضر وليس ليقول عنه الآخرون انه كتب قصيدة.لانه في بهجة ليله وقيلولته وسره العميق لم يفكر يوما ما أن ينتبه له العالم ويضعه جنبا إلى جنب مع شيلر وشكسبير وبول فاليري ورينيه شار.كان يكتب لانه يعتقد أن حواسه وحاجته مشدودة لزمن ابعد حتى من ريشة المؤرخ وسيف المحارب الهليني.كان يدون في قصائده سيرة لزمن خفي وبهجة غامضة لشيء هو قد لا يدرك خفاياه إلا من خلال ما يريد أن يستحضره فيكتب نصوصه القصيرة ولكنها تضج بانفعالات تعجز عن استحضارها مئات كتب الشعر... كنت في الرؤيا الشعرية أضع كافافيس في مخيلتي عندما أريد أن أقود شموعي إلى ليلة فتنة النص.وكنت أحيط عرشي الذي افكر من خلاله بهالات لا تحصي من الأشكال المفترضة.لهذا تأتي ملائكة الإلهام تحمل مع ابتساماتها الطاقة التي تدفعني إلى التجاسر لأعريها ومن ثم انسج علي مساحات أجسادها المرايا سطور القصيدة، وربما هذه المقاطع التي تأتي تطبيقا لهذا الهاجس المسكون بدهشة العقل والحرف والخُبل يمثل تطبيقا للحظة المعاش، تلك اللحظة التي تدركنا قبل أن ندركها، وتسكننا قبل أن تسكننا، وتهيم بنا قبل أن نهيم فيها: (تطبيقات شعرية لهذا الخُبل وما تمنحه لنا مرايا أجساد الملائكة. (1) من علل التفكير بالشيء الجميل..إن الهوا في دعابة الشوق يصير غيمة.كلما تمطر.المطر بدون حياء يخلع قمصانه ويرمي سعادته علي أفواه الفراشات...! (2) النشوء بدء عندما ابتدأ خلق البشر في الجنة ونزلوا الأرض.منذ تلك اللحظة.دونَ القدر اسمك في سجلات من سيولدون بعد أزمنة وقرون وحضارات.وحتما كان هناك إشارة وسهم بين اسمك واسمي، لأني أيضا سأولد معك في ذلك الزمن.وهذا ما يسمى في معاجم الفقه:القدر الولادي لعصفورين.! قدر اعتبر صدفة الفيس فيه سعيدة لان اشراط صداقة الوطن في عيون واحدة من أميرات اور وبابل وعفك تساوي عندي إغواء ألف شقراء من نساء برلين.! (3) الشجون لغة العيون.فيما لغة المرايا موسيقي المشط...! (4) يقول المتصوفة...الآمال غاية المعذب بهواه.فهو يصنعها لتطعمه الرز مع النور.والخبز مع الشفتين والدمعة مع رعشة اليدين...هذه الغاية فيَّ محاولة جعل الآمال تصالحا مع الآتي من الزمن.وحتما ذلك الآتي سيأتي بعربة الذهب الأسطورية وأنت السندريلا القادمة من أساطير العراق، التي تجلسين فيها... أمي ستضحك من هذه الحكاية.وتقول:عشقك شقيٌ أيها الولد!... (5) قد يعتقد البعض أن عبادة الحبيب إشراك وكفر.لكن الأمر غير هذا.ففي لوعة الشوق لواحدة ما يجعلنا نسمي ونردد ونهمس حتي مع خيال القمر:تعالِي أيتها الملكة، أن سفينة نوح وصلت ومازلتِ بدلالكِ الإغريقي تتأملين جسدكِ أمام المرآة!... (6) أذوب في سكركِ.اعطش في زمزمكِ.ابرد في فرنكِ.ارتعشُ في حضنكِ.أتأوه في موسيقاكِ...ونهاية المطاف أموت في حياتكِ.إنها سيرةٌ ذاتية لنجمةٍ كَحلتْ رمشها بالموسيقي وتقدمتْ بطلبِ وظيفة:عارضةُ أزياء!... (7) الشجن من علل الروح.ومن سعادة الروح.أنها وقت الوسائد تتحول إلى نخلة تهز رطباً لواحدةٍ تصنعُ من شفتي حبيبها خبزاً لكل جياع العالم!... يقول شاعر فرنسي اسمه بيير جان جوف: الجوع قاس كالنساء العاريات. حملت هذه العبارة واسكنتها كتبي الشعرية.فقط لأقول لكم.كان الجوع نبياً ، ولم يعتنقهُ سوي الفقراء.......! (8) ما أردت سوي.ما أراد،هذا الذي عاشرني بمودته وغضب بغيرته ورماني بصدره عندما حربي معه.قبلتهُ المدفع. ورصاصة العشق.وشظية اللهاث.أنا من أول خواطر طفولتي، خاطرة تقول:حربي معك أنني عشقتك.ونسيت فروض المدرسة..........! (9) كلما القدرية تصبغ أجفانك بلحظة موعد لغرام يد بيد وشفتين بشفتين.انقاد كما عصا الأعمى إلى ارصفتك البلور..أتمدد عليها.واترك للمارة تغطيني بأجفانك الدافئة...! (10) نزل الوحي في سرير المطر...أطربتهُ غفوتكِ..وسكنه نعاس الطريق، ولكنه تمالك يقظته.و دون تحت أجفانك هذا القول المأثور: قبل أن تلبس الغيمة قميصا وتضع كحل البرتقال علي أجفانها، وقبل أن تقبل السنبلة غرام الفلاحات، قبل أن يبتكر بيكاسو صلعته الخضراء ويغوي بها كل غجريات أسبانيا..قبل أن يأتي لينين بقبعة البطاطا ويملأ بها بطون الروس.وقبل أن يعلن عرفات دمعة كوفيته الحمراء..كنت أنت علامة فارقة مثل شامة علي خد واحدة أرادت إغواء نبي من أهل الشام..فأهداها كتابا من بريق قلبه.فكنت اجمل جملة في دعاء الفقير لخبزته........! (11) هي بهجتك.من يطعمها غيري ويريق عليها الماء إن عطشت وإن سكنت دمعتها شفة الحزن بكبرياء قيصر...عندها قميصي أمزقه والبسهُ الريح ولأجلكِ أصير نورسا ومركبة فضاء وسندباد صبغ جفنيه بخجل أسطورتك.واليك أتقدم وأمد كفاً من الجوع والعشق والمرايا واهمس: انظري فيها أيتها الفل،كم يريد هذا المتصوف أن يصنع من عينيك أهرامات جديدة ؟ الشرقيات وانت منهن.هن أهرامات أحلامنا وحنائننا المعلقة.والسنونو الذي ترك شتاء البلطيق وجاء إلى دفء نظراتكن الساحرة..! (12) دع. ما يدع.والبس ما تخيطه الوردة ذوقا للفراشات بعرسها..وانزع عندما الغيمة بشهوة تفاحة تهمس فيكَ.بدنكَ معطراً بأنوثتي.لا تتأخر وأطعن فؤادك بقبلتها.......! في انتشاء ما حدث قالت: حسبتك من أهل عطارد.عندما طرقتَ الباب.وعندما فتحته.فاجئني وجهكَ.فقد كنا مولدين معاً....! (13) جدلا نكون...جدلا نصعد الغيمة وتمطر فينا تساؤلاتها.جدلا نكتب لنكتشف ما تخبئه الحروف في ثيابنا.جدلا نولد ونكبر ونموت في لحظة نريد فيها فردوسا بحجم حناننا الذي نغدقهُ علي شفاه الورد... جدلا نؤمن بالله وبالكتب وبالرغيف وبالثورة وبالغرام وبالسريالية وبموسيقي باخ وبتهوفن... جدلا نجلس عند بوابات الدمعة نحسب المارة وآلائي ينتظرن حضهنَ في عربات القطار والتروماي.. جدلا..مسكتُ تفاحتكِ واشتهيتها وقضمتها.فهبطت من سقف بيت الطين..إلى قاع نهديكِ.. فكان البركان وكان السُكرُ وكانت الصلاة..! (14) شاحب الوجه لا يشبه شاحب الروح.فشحوب الوجه قد ينتهي بخبر سعيد أو رشفة ماء.لكن من يمسح شحوب الروح إذا أحست بوهن من جفاء واحدة....؟ (15) الشِعرُ حاجة روحية. والشَعرْ حاجة الأصابع لتمرير المشط.ومابين الشِعرْ والشَعرْ سوادَ الحِبرْ.واحدٌ نصبغُ فيه.والآخر نكتبُ فيه..! (16) الصباح يؤرخ يومنا الجديد.والليالي تؤرخ ذكرياتنا القديمة..! (17) اذهب إلى نافذة علي البحر.فأجد آمالي تمسك ذاكرة يوليسيس. ليس كل روما تحن الي الروماني، فهناك متغير يصنع أوطاناً أخري، ولهذا حَملُ الوطن في المنافي دائما يورثنا المشقة. ولكنها مشقة بطعم خاص....! (18) جميل ان تقول: تهون...غدا يفتح البحر نافذة آمل أخرى لطيران النوارس..! وجميل أن تقول: أكون...حتي لا يعبر فوق خواطرك كعب عالٍ وبغيرته المعروفة يكسر زجاج نوافذ قصائدك..! فالنورس طائر يدلفُ البحر وعينيه علي الأرض.لأنه يعرف إن مكتبيٌ ينتظره ويريد أن يطبع صورته علي بطاقات البريد....!
(19) يسكننا الشعر.بالرغم من الازدحام الذي يسكن أجسادنا من أثاث وقدور طبخ وكتب ووسائد وأطفال يردون رضعات حليب وأجهزة موسيقية. انه بين كل هذه الفوضي يختار مكاناً هادئاً تحت أجفاننا..! (20) اشتهي أن اقضم التفاحة الحمراء.عندما لا أجد ثورة تجتاح جسدي....! (21) بدون وطن.حتي القمر يكون ليله بهيماً..! (22) النجم الذي يعطش في الليل.يسقيه نعاس النساء.والشمس التي تعطش في النهار يسقيها عرق جبين الكادحين. والدمية عندما تعطش.لن يسقيها سوي احمر شفاه من قبلة طفل لها.أمي عندما تعطش لن تسقيها سوي صورتي المعلقة علي الجدار...! (23) حشرت لهفتي فيك من خلال عبارة واحدة.ضع لسانك علي لساني لنكون أبكمين...! وبرؤيا أجمل لتلك الوقيعة سأقول لك:مدي لسانكِ لأقطعه بلساني........! (24) الصوفي الحقيقي.هو الموسيقي الحقيقي الذي غزل من الضوء جملته الفاتنة في هوي من هو فوق رأسه..! (25) من أنت حتي أكون أنا.ومن أنا حتي أكون أنت...لقد أتلفنا الروزنامات عند حافة الخجل.. وما كان بيننا قبضة ريح وغمامة عابرة.. أنت أردتني.وأنا استجبت. وفي محنة الشفتين.. أصابني خرس عينيك..وهربت بعد ذلك......! هذه رومانسية مصنوعة من نستلة المارس.. تذوقها سارتر بشهوة..فمنحنا حلويات الوجودية......! (26) لك وحشة عندما تحضر..ولك وشم عندما تغيب... لك وردة في بهاء الخاصرة تنبت كما طعنة الشوق لواحدة دمعتها حبة كرز... واحدة صنعها الله من غرور المجانين.. كلما تمزقت ثيابهم بشهوة الضوء.. منحوا المدن غرامها المستحيل......! (27) المرأة الفاتنة.!. في العيون شاهدة لفتنة نظرتك البرتقالية.. غدا يتدلي الثلج من شفاه الأرز.. فيطعمه جمالك بلقطة سينمائية... لحظتها... قمر في نعاس البحر سيخلع ثوب النوم.. ويتمني حوتٌ يلتهمه!... (28) لا تشاهد من يريد أن يراك.اغمض عينيك وأتركه يشعر انكَ ناظره.لحظتها خجلكَ يصير مرايا..وهي تتحول الي وردة في كأس عصير!... (29) إذا.أتيت. سأشرع بابا للمفاجأة واريقه في فنجان قهوتي... أتذوق فيه رحيق اللحظة موسيقي الرمش وغاية من مدن عينيك تفتح للبحر رؤي جديدة عن هاجس أن تكون المرأة هاجس أممي يذكرنا برغبة التصالح بين البوارج وقراصنة البحر.بين الديك ودجاجته المدللة.بين المتطرف والمسالم.بين الأغنية والمذياع القديم... بين كل شيء.. لقد أضفت عينيك في البوم طابعا وبريدا وساعيا يفتش عن عناوينك بين الكواكب.........! (30) حافية.أفكارنا.عندما معانيها سائبة... وعندما تشرب دهشة المعني..سترتدي أشواقنا مجاريبنا.......................... هذا ما كان يفكر فيه أفلاطون وقد هيأ حلمه لكتابة الفصل الأول من جمهوريته... أحيانا.من دهشتي ببلاغة صمتكِ.. أريق العسل علي نهديكِ. وأنت تريقينه علي أفواه جياع أطفال العالم!...
ألمانيا 2010
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخبز والمصائر ...واللحظة الشهوة .!
-
برجيت باردو ...قطة باريس .وفقمة الأغراء كله ......!
-
اشتباكات الغرام في يوم وليلة........!
-
الدكتاتور العالمي ...شرقي بامتياز..........!
-
العراق والأطفال ومونيكا .!
-
الحس واللمس والمداعبة .....!
-
المنطقة الخضراء ...منطقة الناس الفقراء .......!
-
جنوب المعدان ..جنوب الطليان .........!
-
بريمر ...وطن البرحي والخستاوي.........!
-
مافي الصدر ...ليس سوى المطر ............!
-
الليلة ....ستهبط الالهة بأجنحة النخل وخبز الفقراء...!
-
بروكسل ( قطة وحمالة صدر وجنوب ).....!
-
الموت اشتياقا .والاشتياق موتاً و ( عضة الشفتين )..!
-
كاترين دينوف ..الآلهة الفرنسية القبيحة ..................!
-
الفنانة ماجدة الرومي ..عضو البرلمان العراقي ...!
-
خواطر مارلين مونرو ..خواطر رامسفيلد ....!
-
مشهد من قتل فتاة يزيدية رجماً بالحجارة ..!
-
تزويج الاطفال ...أنسانية دون غشاء بكارة .....!
-
عضة الاباتشي.!
-
للناصرية ..للناصرية ( صديقة الملاية رامسفيلد )
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|