اعلانات لكهرباء العراق الوطنية

يوسف ألو

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بين الفترة والأخرى نشاهد على شاشاة القنواة الفضائية المتعددة خاصة التجارية منها والتي تتلقى مبالغ طائلة من وزارة الكهرباء العراقية بشكل خاص والحكومة العراقية بشكل عام مقابل بث الأعلان لثواني معدودة على شاشاتها ! طبعا يكون هذا العمل محببا ومطلوبا عندما يكون هناك كهرباء يستحق الأعلان لتوعية المواطن الذي لم يعد يهتم بهكذا نوع من الأعلانات لسبب بسيط هو ان الكهرباء الوطنية تزور المواطن لساعات لاتتجاوز الأربع في احسن حال فماذا يفعل المواطن خلال الأربع ساعات التي لاتكفي لتبريد قليلا من الماء له ولأطفاله كي يشربها او تشغل المروحة لتهف بعض الهواء الذي قد يسعفه بغفوة تعوضه سهر الليل من الحر وحشرات الصيف التي باتت لاتحصى نتيجة أكوام الأوساخ المتراكمة في الشوارع والساحات في حر الصيف اللاهب او يستغلها التلميذ ليلا ليدرس على ضوئها مستغلا هدوء الليل ! .
اي اعلان تحتاج كهرباء العراق يا سادة يا مسؤولين ؟؟
سوف اورد هنا آخر صرعة للأعلان عن الكهرباء العراقية كنت شاهدا عليها حيث قضيت يوما كاملا بليله مع ( المهتمين ) بهذا الشأن ! وهي بالحقيقة احدث طرق السلب والنهب والفساد الأداري وكما خطط لها بعيدا عن اعين السلطات المختصة والجهات ذات العلاقة ! هنا لم يأتي طرحي هذا تطبيقا للمثل العراقي المشهور ( الثور لما يوكع تكثر سجاجينة ) .
اليكم حكاية ا‘لأعلان بالتفصيل :
قبل اكثر من شهر اتصل بي احد الأصدقاء وهو من اللاجئين العراقيين في تركيا وانا ايضا اتواجد في تركيا بصفتي لاجيء وطلب مني المشاركة في اعلان تنتجه وزارة الكهرباء العراقية لغرض الترشيد للطاقة الكهربائية فأستبشرت خيرا في باديء الأمر وقلت له : اكيد الكهرباء عندنا تحسنت ويتطلب وضعها ترشيد للأستهلاك وهذا بدوره بحاجة لأعلان قوي ومؤثر ولذلك لجأت وزارة الكهرباء العراقية للشركات التركية المنتجة للأعلانات التجارية لتنفيذ الأعلان ( الصفقة ) !!!!!
بالحقيقة اعجبتني الفكرة ليس لمال قليل ( لم يتجاوز 200 دولار لمن ساهم في الأعلان لعدة ايام ) دفعوه للمشتركين بل لكوني صحفي وهذه فرصتي للتعرف على ما يدور في هذا المجال , ولدى ذهابنا للمكان الذي تم تهيئته كي يشبه مناطق الأهوار في جنوب العراق وبعض مناطق الأرياف في العراق وجدت الكادر الفني المتكون من شركة تركية لأنتاج الأعلانات التجارية ومعها شخصان امريكيان متفقان معها ! اما عن الجانب العراقي فكان هناك لجنة من وزارة الكهرباء مكونة من عدة اشخاص بدرجات وظيفية مختلفة احدهم مدير عام في ديوان الوزارة ( حسب قوله ) , حاولت التوغل بالموضوع دون ان يعلموا باني صحفي وبالنتيجة النهائية وبعد ان اكتمل تصوير الأعلان وعدت توصلت الى مايلي :
1- احدى الدول المانحة تكفلت بمبلغ من المال قدره ملائين الدولارات حسب اللجنة ( لم اتمكن من معرفة الرقم ) قالوا انه مخصص للأعلان والعلم عند الله !!
2- لم ينفذ الأعلان في العراق بسبب تردي الوضع الأمني على حد قول لجنة وزارة الكهرباء !
3- الشركة المنتجة للأعلان والتي اختارها الأشخاص الأمريكيون ( حسب لجنة وزارة الكهرباء ) تتمتع بسمعة عالمية في مجال انتاج الأعلان وان الأعلان سوف يكون جاهزا بوقت قياسي جدا لحاجة الوزارة الماسة اليه !!
هذه حقيقة شاهدها بام عيني ملائين الدولارات لأعلان عن الكهرباء قد لايحتاج الى ربع مليون بالكاد وكان بالأمكان انتاجه بواسطة الكفاءات العراقية العالية في مجال الفن والأنتاج وتوفير البالغ التي منحت للشركة التركية ! ماذا يعني اللجوء لدولة اجنبية لأنتاج اعلان لاحاجة له اصلا ولعدم وجود مسبباته ثم لماذا لاتمنح هذه الأموال للعراقيين الذين هم بالتأكيد أكفا من الشركة التي لجؤا اليها في تركيا والأعلان لم يظهر حتى يومنا هذا بالرغم من مرور اكثر من شهر على تصويره .
بعد كل ما تقدم ماذا يقول رئيس الوزراء العراقي اولا ومن بعده وزير الكهرباء المستقيل ومن ثم هيئة النزاهة التي عليها ان تحقق بمصير ملائين الدولارات المصروفة لأعلان لاحاجة لها به اصلا !! حيث كان بالأمكان استغلالها لأمور في غاية الأهمية واحوج ما يكون شعبنا لها , كيف تم اختيار اللجنة المشرفة على الأعلان ؟؟ ولماذا تركيا وليس العراق ؟؟ وما هي كلفة الأعلان الحقيقية ؟؟ وكم هو المبلغ المخصص ومن هي الدولة المانحة ؟؟
كل هذه التساؤلات نضعها امام من يهمهم الأمر في هذا الموضوع وعلى رأسهم هيئة النزاهة كي يتعرف الشعب العراقي لما يحدث ( من جوة العباية ) والوجه المخفي من ألاعيب من تسول لهم نفسهم العبث بأموال الشعب .
يوســـــف ألـــــو

#يوسف_ألو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات