أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - أزمة الكهرباء في غزة سياسية أم اقتصادية أم فنية أم جميعها معا؟؟















المزيد.....

أزمة الكهرباء في غزة سياسية أم اقتصادية أم فنية أم جميعها معا؟؟


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 18:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا أحد ينكر أن الكهرباء هي شريان الحياة جميعها، فبدون كهرباء تتوقف الحياة تماما وأهمها المياه التي لا تصلك أو تضخ إلا بالكهرباء فإن وجدت الكهرباء تدب الحياة في كافة أنشطة المجتمع المختلفة، وإذا انقطعت تنقطع معها كل أنشطة الحياة في أي مجتمع، ولن نتحدث هنا عن معاناة الناس المختلفة جراء ذلك.. بل سنناقش قضية كهرباء غزة بهدوء وبصدق كما نعتقد، وبدون إزعاج لأحد..! ويجب أن نعترف أولا أن وظيفة أي حكومة كانت هي: توفير الخدمات والحاجات الضرورية للمواطنين بأعلى جودة ممكنة وبأقل تكلفة ممكنة.. ولأن إنتاج الكهرباء وتوزيعها من الحاجات الاستيراتيجية لأي مجتمع فبقى هذا المشروع في أيدي الحكومات، وإن خصخص في بعض الدول، فقد ألحق بقوانين صارمة ضد الشركات المغذية للكهرباء فيما لو توقفت أنشطة المجتمع بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتضررت حياة الناس من جهة، ومن أخرى يجب أن تكون أسعارها رخيصة وفي متناول الجميع؛ لأنها تعمل على تنمية وتطوير أنشطة المجتمع المختلفة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية..
أما أزمة الكهرباء في غزة فقد بدأت عام 1989 في وهجان الانتفاضة الأولى عندما طالبت القيادة الوطنية الموحدة من مواطني غزة بالتوجه نحو العصيان المدني وأولها عدم التعاطي مع مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي؛ فالتزم أهالي غزة بذلك، وإن كان ذلك تخفيفا عن كاهل المواطن الذي بدأت مدخولاته بالتراجع فتراكمت ديونه المستحقة للبلديات التي كانت مسئولة عن توزيع الكهرباء الإسرائيلية.. وازدادت أحوال المواطنين الاقتصادية سوء مع استمرار الانتفاضة وإجراءات الاحتلال القاسية وبكل الأشكال، فزادت تلك الديون إلى حد أن كثيرا من الناس لم يستطيعوا تسديد تلك الديون حتى يومنا هذا.. علما بأن البلديات تلقت أموالا ومنحا كثيرة، لكنها لم تقم بمسح تلك الديون أو التخفيف منها سوى بعض الحالات القليلة..
حتى السنة الثانية لعهد السلطة الوطنية في غزة كان إمداد الكهرباء كاملة لها من إسرائيل، لكن السلطة الفلسطينية وحسب اتفاق أوسلو قررت إنتاج كهرباء فلسطينية لتغطية حاجات غزة من الكهرباء خصوصا أن الكهرباء الإسرائيلية لم تكفي حاجات غزة المتسارعة النمو، وأعتقد في حينها أن إسرائيل اقترحت تغطية كل احتياجات غزة باتفاق جديد وبسعر أقل من تكلفة إنتاج الكهرباء الفلسطينية، لكن السلطة الفلسطينية رفضت العرض الإسرائيلي من منطلق الاستقلال وتمهيدا للاستغناء عن الكهرباء الإسرائيلية.. إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن..! ومع تأسيس وإنتاج الكهرباء في غزة نشأ ما يسمى بشركة توزيع كهرباء غزة كبديل للبلديات التي كانت توزع الكهرباء، وبقت وظيفة هذه الشركة هي شراء الكهرباء من إسرائيل والمحطة الفلسطينية وتوزيعه بالإضافة لمسئوليتها عن الشبكة وصيانتها.. ومع دخول الانتفاضة الثانية بدأت أحوال الناس الاقتصادية تزداد سوء مما زاد من تراكم ديون المواطنين المتراكمة أصلا ووصلت حدودا خيالية من الصعب تسديدها حتى لو تحسنت الظروف التي لا يمكن أن تتحسن خصوصا بعد الانقسام والحصار.. وورثت هذه الشركة أعباء ثقيلة يستعصي عليها حلها والخروج من هذه الأزمة التي طالت، ومع مرور الزمن تزداد تعقيدا وتزداد مشكلات جديدة.. ومع هذه الحال ترهلت هذه الشركة وتضخمت مشاكلها إلى حد أنها تحتاج إلى إعادة تأهيل من جديد لمعظم العاملين فيها خصوصا من انعدمت لديهم روح المسئولية والانتماء للوطن والمهنة.. وهذه الصفة تلاحق كثيرا من العاملين في المؤسسات الخدماتية الأخرى سواء شركة الكهرباء أم البلديات والاتصالات أم الوزارات المختلفة..
بعد الحرب الأخيرة على غزة وضرب محطة توليد الكهرباء أصبح العجز كبير في تغطية حاجات غزة التي تتغذى بـ 60% تقريبا من إسرائيل والمحطة كانت تغطي الـ 40% الأخرى وفي حينها بدأت الشركة بتوزيع الـ 60% على كامل قطاع غزة وبالطبع لم يخلو ذلك من خلل هنا وخلل هناك حسب رؤية العاملين وتصرفهم مما أفرز مشاكل جديدة لم تكن في الحسبان.. وسارعت مصر الشقيقة بتخفيف بعض من العبء الجديد بتغذية منطقة رفح الحدودية حسب الكهرباء المصرية المتوفرة على حدودها ووعدت بزيادة الكمية في حال توفر خط للضغط العالي، وكما نشر في حينة أن بنك التنمية الإسلامي قد تبرع بمبلغ 30 مليون دولار تكلفة الخط الناقل إلا أنه حتى الآن لا نعرف أين وصل المشروع؟! وفيما بعد تم تشغيل مولد واحد من المحطة بعد تدخل سياسي ودولي في ذلك.. على العموم وصل حال الكهرباء في غزة بأنها تنقطع عن المواطن ما يعادل عشر ساعات يوميا، وتبريرات الشركة لذلك هو أنه لا يوجد كهرباء كافية وأحيانا تتوقف كهرباء المحطة تماما نتيجة عدم توفر الوقود الإسرائيلي أيضا..؟! ومن المعلوم أن أوربا تدفع قيمة هذا الوقود.. ومن المعلوم أيضا أن مساهمي محطة توليد الكهرباء يستلمون أرباحا منتظمة من البنك العربي؟؟ كيف يمكننا أن نفهم ذلك..؟؟ وكيف يمكن للمواطن المسحوق أن يدفع قيمة هذه المرابح في ظل انعدام الدخل؟
لا نعرف مقدار المبالغ التي تجبيها الشركة من المواطنين وبالطبع لا نعرف نسبة المواطنين الذين يلتزمون بسداد فواتير الكهرباء، ولا نعرف هؤلاء إلى أي شريحة ينتمون..؟ لكن من الواضح أن جزء كبير من السكان غير قادرين على تسديد الفواتير المستحقة عليهم، ونعتقد أن جوهر المشكلة يكمن هنا.. فالشركة لا يمكنها تغطية العجز الناتج عن ذلك.. فتستعيض عنه بقطع الكهرباء عن الجميع كي توفر كمية الكهرباء التي لا يمكنها تسديدها نتيجة عدم قدرة جميع المواطنين بالتسديد.. وفي هذه الحالة نستنتج أنه لا يوجد عجز عند الشركة لأنها تقوم بتوزيع الكهرباء على الجميع حسب قدرتها على تغطية التكاليف، وبمعنى آخر: حجم الجباية إضافة إلى ما تدفعه أوروبا ثمن الوقود وتخصم قيمته من ميزانية السلطة الفلسطينية هو كل التكلفة. وعندما يدفع عدد من الناس ما هو مستحق عليهم ففي ذلك تغطية لعجز الجزء الآخر؛ فهذا يعني أننا نتحول إلى مجتمع اشتراكي؟! فهل سنكون اشتراكيين في الكهرباء فقط !؟ هذا يقودنا للتساؤل عن الدور السياسي في هذه الأزمة، وبالطبع كما أسلفنا في المقدمة أن على الحكومة توفير الخدمات بأعلى جودة ممكنة وبأقل تكلفة ممكنة.. لكن من المسئول في ظل الفاجعة (الانقسام) التي نحن بها وصارت أزمة يستعصى حلها.. نعتقد أن المسئول عن إدارة حياة الناس وشئونهم هي حكومة غزة أو حكومة حماس التي ضربت بعرض الحائط موضوع الكهرباء وحملته للحكومة الشرعية في رام الله وفي نفس الوقت فرضت على شركة توزيع الكهرباء توظيف عددا كبيرا من عناصرها ومؤيديها مما أضاف أعباء جديدة على الشركة إضافة لأعبائها الضخمة، وكذلك سمحت عبر الأنفاق بتوريد أعداد هائلة من موتورات توليد الكهرباء التي باتت معظم بيوت ومحلات وورش غزة لا تخلو منها؛ لأن ذلك يعود بالفائدة الجمة من خلال الضرائب المفروضة على توريدها وكذلك من ضرائب الوقود اللازم لتشغيلها ونسيت حجم الضرر البيئي والخطر الناجم عن تشغيل هذا العدد الهائل من الموتورات حال تشغيلها.. إنه الجنون بعينه..! ولو حسبنا ثمن هذه الموتورات وثمن الوقود اللازم لتشغيلها لوجدنا أنها تشغل ثلاثة محطات للتوليد مثل محطة غزة..!؟ فمن المسئول عن ذلك ؟ ومن هو الذي عليه أن يحسب خسارة الناس القومية؟؟ أية حكومة هذه التي تعجز عن إدارة مشروع كهرباء صغير؟! ألا يستحي هؤلاء من أنفسهم عندما استنصبوا وزراء وغير ذلك.. بالطبع لا يمكن إخلاء النواب الذين انتخبهم الشعب من المسئولية، بل تقع عليهم كل المسئولية لأنهم لم يقولوا كلمة حق على الأقل..!
هذا هو الحال في غزة.. أزمة الكهرباء لا تختلف عن المشاكل الأخرى التي يعاني منها سكان غزة في ظل الحصار والانقسام، إن أية حلول قادمة لا تأخذ بالحسبان معاناة الناس والتخفيف عنهم لا تعتبر حلولا.. وعلى الشركة إن أرادت أن تحسن من عملها؛ فعليها أولا أن تكون شركة خدماتية لا تتأثر بالأمور السياسية، وأن تعوض الناس عن الأضرار التي لحقت بها جراء قطع الكهرباء وقبل كل ذلك عليها مسح كل الديون المستحقة لها من الناس وتبدأ من جديد عملها بإخلاص وأمانة وتؤهل العاملين لديها وتتخلص من الفاسدين الذين علموا الناس سرقة الكهرباء وتطبق قانون صارم على العاملين فيها قبل الناس.. أما الحكومتان فعليهما أولا النزول عن الشجرة إن كانتا تنتميان لهذا الشعب الذي تحمل الكثير من الاحتلال والأكثر من انقسامهما.. وباتت الناس لا تعرف على ماذا هم منقسمون وعلى أي كعكة يقتتلون؟! وفي موضوع الكهرباء عليهم تحديد سعر الكهرباء بما يتلاءم وظروف الناس وأحوالهم الاقتصادية وغيرها فالمكان الوحيد في العالم الذي يرتفع فيه سعر الكهرباء مع ارتفاع الاستهلاك هو في غزة..!



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب ونقد.. المرأة المبدعة في غزة أكثر عمقا وأفضل رؤية من الر ...
- غزة المجنونة..!وآثارها المنهوبة..؟!
- منتديات الإنترنت والسرقات الأدبية، أو الاعتداء على حقوق الكا ...
- جنون الحداثة وسلطتها على شعراء من غزة..
- فساد المنظمة الدولية (الأونروا) وإضراب العاملين فيها عمل نقا ...
- عفوا درويش على هذه الأرض من يصنع الحياة..!!
- الرئيس الفلسطيني -محمود عباس- هو الرئيس الديمقراطي الأول في ...
- مخيم أشرف ورهان حماس الخاسر!؟
- لماذا يخاف القاضي مواجهة المرافعة من محامية مكشوفة الوجه؟!
- نتائج الثانوية العامة 2009 تحت المجهر ؟؟
- التحديات وصناعة الإنسان؟!
- اتحاد الكتاب الفلسطينيين بين الماضي والحاضر
- كيف نعد أطفالنا للمستقبل؟؟ (2)
- كيف نعد أطفالنا للمستقبل؟ (1)
- مصطفى الحمدني المعلم الأول كان بمفرده حزبا وطنيا كبيرا
- الأسئلة النموذجية (كراسات الامتحانات) دليل واضح على جهلنا با ...
- النكبة ، اللجوء ، الإنقسام.. في الذكرى الحادية والستين للنكب ...
- معلمو وكالة الغوث الدولية بغزة ؟!
- الجندي جلعاد شاليط أصبح حصان طروادة للسياسة الإسرائيلية
- رواتب الموظفين واقتصاد غزة المنهار هو الغائب عن حوارات القاه ...


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - أزمة الكهرباء في غزة سياسية أم اقتصادية أم فنية أم جميعها معا؟؟