أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوشعيب دواح - الجنرال و الكرة














المزيد.....

الجنرال و الكرة


بوشعيب دواح

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 04:39
المحور: الادب والفن
    



إهداء الى الشاعر عبد الهادي الروضي و الحارس الدولي و المدرب بادو الزاكي

دخل المقهى و في يده حزمة ربطات العنق! .ربما باع منها بعض الوحدات.بدا ذلك من خلال قسمات وجهه المتجهم ذي اللون الأزرق المائل الى السواد نتيجة تدخين سجائر رخيصة و تناول مأكولات باردة... هز رأسه نحو شاشة التلفزة
و هو يصيح " كرافاطه ، كرافاطه" .
محمد يحول عينيه عن وسط الشاشة و يقول بصوت خافت:
ماذا نريد بالكرافاطة ؟ ألخنق أعناقنا!" ويتابع بصوت حاد وسعه كبير :" منتخب مريض ، فريق مشتت" .
رد عليه صديقه العربي و أسنانه الأمامية غائبة " تفو ؟ شوف شوف على كرة! ".
مذيع المباراة تعب من التغطية بغطاء مفضوح و مكشوف. الفرق كبير بين ما ينطق به و بين ما يرى على وجه العشب الإصطناعي .المخرج ، صاحب الكاميرا يبدو أنه فقد أعصابه و أصبح يجعلها في ثلاجة عن طريق توجيه الكاميرا نحو حسناوات مغربيات.إحداهن عندما تكتشف نفسها على شاشة التلفزيون مباشرة تنط من مكانها و ترسل التحية... المنتخب الإفريقي يسجل الهدف الأول . جل المشاهدين ولجوا باب الصمت .أحد رواد المقهى إنزوى في زاوية خارج المقهى موليا ظهره لظهر الشاشة. ربما مصاب بصعقة رياضية قديمة .صعقة هزيمة المنتخب الوطني .وربما طلق متابعة الكرة منذ زمن بعيد مثل شعيب. شعيب لم يعد يهتز لسماع مباريات كرة القدم بعد صدمة عصبية قوية .انحرف نحو فنون الحرب . لعبة فنون الحرب يستطيع أن يدافع بها عن نفسه.العربي يصيح : " أوغاد، يعجبوننا في الانحراف و في شرب الشيشا في مقاهي فرنسا المنحرفة ."
رد محمد عليه :" أكنت معهم أيها المعتوه؟"." لا بل رأيناهم يدخنون الشيشا عبر الآنترنيت على موقع اليوتوب"." يخ على انحراف."
الكرة في الزاوية لصالح المنتخب المغربي ،العربي يصيح : " ها هو ، ها هو " الكرة تقدف من الركن بعيدة كل البعد عن الشبكة.العربي كان يأمل تسجيل هدف التعادل على الأقل.
غاب بائع ربطات العنق، بلعه جوف الدار البيضاء الكبير... . النادل يمشي جيئة و ذهابا بسمرته و جسده النحيف. المقهى يوم المبارة لا يحسبها النادل سوى شبكة. يوم المباراة طلبات كثيرة : قهوة بالحليب، قهوة بالشوكولاته ، قهوة مهرسة ، ليمونادا ، سجائر .وضع علبة السجائر في جيب " القميجة" قريبة من قلبه !.عيناه براقتان. يمسح كل مساحة المقهى بمجاله البصري حتى لا يضيع طلب إحدى الداخلين في شبكته. اللاعبون المغاربة كلهم أتوا من فرق أوروبية إلا لاعبا واحدا من البطولة الوطنية داخل التشكيلة. لم يلتقوا إلا في أسبوع .غياب انسجام و تركيز داخل الملعب المعشوشب ، الكبير الواسع و الجميل بأضوائه اللامعة و فضائه الواسع...
أتذكر شعيب و هو يروي لنا ذات ليلة مقمرة :" حينما كنا في الطفولة ، نلعب كرة القدم ، كنا نحلم أن نصبح لاعبين كبارا بشهرة واسعة الحدود .يوم الأحد نتسلل قبل دخول رجال الأمن الى الملعب .نخفي قاماتنا الصغيرة منذ الصباح الى ما بعد الزوال وسط الحشائش أو البيوت الخشبية بدون أكل ولا شرب . بعد الكبر اكتشفنا أن الكرة خداعة و خدعة و خداع مثلها مثل باقي الأشياء التافهة !؟.كنا نحلم أن نكون مثل بادو الزاكي و فرس و مارادونا ...لكن تبين أننا لا نتقن الكرة و لا حتى معرفة قانون لعبتها و مشاهدتها."
أحد لاعبي هجوم المنتخب الأفريقي ينفرد بالكرة و بطريقة بسيطة يسكنها في الجانب الأيمن من شباك الحارس المغربي .الهدف كان قاتلا. محمد يصيح " من أين أتوا بهذا الحارس البورجوازي المتعفن. حارس مرمى أبوه يدير شركة اتصالات! .حارس مرمى يجري حوارا بلغة انجليزية! .وا فين ايامك آآآآ زاكي" واحد وراءه يسب و يلعن " يلعن دين..." ويرشف آخر قطرة من كأس قهوته" الكل تجمد في مكانه .هناك من أصبح يشجع الفريق الزائر الإفريقي...
مدرب الفريق المغربي ينسل تحت أمطار الغبن. قنينات عامرة و فارغة تنزل عليه مدرارا . سب وشتم " يا ولد ...عيطوا على الزاكي " .أحد المتفرجين يثور " هل الكرة التي يحكمها جنرال هي كرة! ؟ انها عسكرة الكرة.انهم يضحكون على الشعب ، يهينون رآيته الوطنية ، المدرب يقبض شهريا أجرة مائة موظف متوسط، أو أجرة ألف عامل بسيط. شفارة يخ، هلكونا ، مصونا ، يحرق دين ..."
صفارة حكم المباراة تعلن على نهاية المقابلة بهزيمة المنتخب الوطني على ايقاع أغنية " descends faite vite descends .descends monsieur le président. Descends faite vite descends c’est la vrai vie qui t’attends... " التي يغنيها على مسامعي العربي المعتوه على إيقاع البوب في نهاية كل مبارة." أيها الرئيس تنحى. تنحى .الحياة الحقيقية تنتظرك وأترك الكرة تلعب في الهواء الطلق"...



#بوشعيب_دواح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحفي في الصحراء
- من الخيمة الى العاصمة
- الصعلوك الرئيس
- صرخة رجال
- بائع النظارات
- العطار الزيراوي
- أمير التسكع
- قصة قصيرة


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوشعيب دواح - الجنرال و الكرة