أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - الإشكالية المنطقية في علة الخلق والخليقة














المزيد.....

الإشكالية المنطقية في علة الخلق والخليقة


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 00:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل البدء حينما كان الأزل يضم غياهب العماء حيث اللا شيئ اعتلى الله سدة الألوهية في سرمدية الإنفراد والتوحد يتفقد ممالك اللاوجود فلا قيود للأزمنة ولا التزام بحتمية الأمكنة الله وحده ظافر بالربوبية والخلود متمتع بالحرية المطلقة تغمر أنواره الكون الفسيح الذي بلا تخوم في الفضاء .
لكن الله في علياءه سيحدد ساعة تجليات الكائنات ولا نعلم ما الحكمة الملغزة التي جعلته يدعو العالم بما فيه إلى ساحة الوجود أي ما الحكمة في خلق وإيجاد الأشياء والكائنات وهو بالتعريف غني عن العالمين ؟ مازلنا لا نعلم سر هذا الإستدعاء فإذا قال في محكم كتابه : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( الذاريات -56 ) تساءلنا وما حكمة التكليف بالعبادة والله لا ينتفع بطاعة ولا يتضرر من معصية ؟
لقد تم اختيار ساعة الإبتداء لطرح المخلوقات من الكمون إلى الظهور للبقاء المؤقت حتى يرث الأرض وما عليها . سيدشن الله صدور الأشياء والموجودات بسخاء منقطع النظير ملايين المجرات التي تسبح كالعناقيد في الفضاء الفسيح أكداس وأكداس لا تحدوها التصورات وتخطئها الحسابات تضم مليارات النجوم التي تتسكع في المدارات تدور هائمة متنافرة بعضها عن بعض متباعدة نحو السحيق اللانهائي عدا دوامات السدم المتزوبعة بالغاز والغبار والإشعاع لكن الله وسط هذا الكون الفسيح سيختار بقعة وحيدة أشبه بنملة في إستاد رياضي كي ما يرسي فوقها الجبال ويغمرها بالمحيطات جاعلاً البراكين تتقيأ حممها من اللافا والمصهورات التي ستنشئ اليابسة كي ما تضم أمم الطيور والبهائم والحشرات وأمم البراغيث ومفتتي الأجداث والفيروسات ولنا أن نسأل ماحكمة خلق البراغيث والتماسيح والخنافس والجراد ؟ وليس في خلقهم وإيجادهم فحسب بل في حمكة فرض الموت أيضاً عليهم فما الغاية والحكمة في حياة وممات البراغيث مثلاً ؟ وإن كانت مكلفة ( بفتح اللام ) فإي حكمة وراء ذلك التكليف ؟
أنه كرنفال هائل من ملايين المخلوقات المتصارعة من أجل البقاء دون أن تفهم ودون أن تعي صيرورة الوجود وديمومة الحياة لم ولدت ولم تموت ولم طرحت أصلاً في الوجود ؟ لكن الله يزيد في الخلق ما يشاء مانحاً الحياة والموت بلا أي سبب منطقي فإذا انصرمت الأيام الستة أصبح الله بالكون محيط ومحاط .
مشيئته تتفقد عناقيد المجرات في تمددها كفقاعة متوسعة خلال شتى الإتجاهات ها هو الأزل أزله والأبد أبده فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في كون طوع قبضته عليم بسكناته بصير بقلاقله لكن تشرئب الإشكالية المنطقية فمن في الكون يعرف أن الله هو الإله ؟ من يعرف أنه الحق رب الفيوضات ؟ فهل من مجيب ؟ فمن غير المعقول أن تعي الجمادات شيئاً لأنها لم تمنح عقلاً ولا لغة ولا لسان كما أنه من غير المعقول أن تعي البراغيث والتماسيح حقائق الإلوهية وذلك أيضاً لأنها لم تمنح عقلاً ولا لغة ولا لسان فمن إذن في الكون يعرف أن الله هو الإله ؟ لذا شاء الله أن يُعرف بصورة غير معرفته بذاته فما عرف الله إلا الله نفسه فمن في الكون يعرف أن الله هو الإله ؟؟
فمهما جابت سفنه شطآن المجرات واقتحمت سدم الغاز والغبار والإشعاع و مهما عبرت مشيئته أحافير الأزمان و مهما ألجمت أرادته أعنة البدايات والنهايات لكون هائل الضخامة بالغ الإتساع وأخرج الخبئ في السماوات والأرض ستظل الإشكالية المنطقية لخالق واحد في سرمدية الإنفراد والتوحد فمن في الكون سيخاطبه الله ويستمع لأوامره ؟ بل يعي كلامه ويفسر حديثه ويفك شفرة رموزه ولغتة ؟ فكيف إله بلا عبيد تطلبه ؟
عبيد تتضرع ساجدة قبالته ؟
عبيد ترتعد فرائصهم لحضرته ؟
عبيد يكون لهم رباً وإلهاً ممجداً عبيد ينهون بنواهيه ويأتمرون بأوامره
عبيد ينعمون بفراديس جنته
عبيد مستذلون في أروقة معابده
فمن في الكون يقوى أن ينازله ؟
من يجرؤ أن ينازعه؟
ففي قبضته تلابيب كون طيّع إن شاء أحياه وإن شاء أخمده .
لذا شاء وأمر وقضى أن يأتي بجموع رعيته كي ما تعرفه و تتبدد الإشكالية المنطقية وتقر الرعية له بالإلوهية الظافرة ..



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة السكن الإلهية
- طرائف عن مباهج العورة وهاجس السوءة
- الفضائل شأن إنساني محض
- باب تكليف الشياطين وحفظ أعمالهم
- هل للأصنام مسؤولية جنائية؟
- تأملات يوم الخندمة يوم فر صفوان وعكرمة
- عن التكتيك السماوي والتكتيك الأرضي
- البينة المفقودة والغائبة
- القضية المغلقة و الوقوع بين محالين
- الغيب المقروء هل يصمد الغيب طويلا
- اشكالية الصفات الحسنى والأسماء غير الحسنى
- بين مكة وجرينتش يا قلبي إحزن
- الأعتداد في أحكام المعتدات
- عن التصنت والإستماع سألوني
- دلائل الكشف العميق عن القتل العميق
- المناظرة العجيبة
- الطهارة المزعومة
- آل جحش والظلم المستباح -3-
- آل جحش والظلم المستباح -2-
- آل جحش والظلم المستباح


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - الإشكالية المنطقية في علة الخلق والخليقة