أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 6 -














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 6 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 00:32
المحور: الادب والفن
    


إعترافات إمرأة
.........................
أنا مجرم

ذات مساء وجدته ينتظرني ببيته ليزف لي خبرا سارا . قال لي بأنه سوف يشتغل كاتبا عموميا
بإحدى الوكالات ثم أضاف قائلا / يبدو الآن أنه بإمكاننا إبرام عقد الزواج / أحسست بالسعادة تملأني ولسيما وكثرة القيل والقال سوف تنزاح عني إلى الأبد . وبعد أيام معدودة كان الزواج قد تم فعلا . إنتقلت إلى بيته بشكل رسمي بعد أن تم إفراغ الطابق الأرضي من طرف تلك العائلة
التي كانت تسكن هناك والتي عوضتها ببعض المال لكي توافق على تسليم السكنى إلينا.
إنقطعت عن تعاطي حبوب منع الحمل وبسرعة فائقة ومدهشة وجدتني حاملا منه . وكنت سعيدة
أكاد أطير من الفرحة فلطالما تمنيت أن يكون لي طفل أو طفلة تملأ علينا حياتنا ولما أخبرته بذلك
لم يبد أي اعتراض بل تمنى أن يكون الزائر الجديد أنثى . لكن بعد ذلك لم أدر كيف تبدل شعوره
وبطريقة مفاجئة أدهشني لما أسر إلي قائلا / إن هذا الجنين غير مرغوب فيه ولا بد من عملية
إجهاض / . لكنني عارضته بشدة وأنا في أعلى درجات الغضب قائلة / هذا الجنين سوف يرى النور رغم أنفك / لكنه كان ذكيا بجوابه فاستطاع إقناعي .
لقد نسيت أن أذكر أن زواجي الأول كان قد أثمر طفلا توفي والده بعد ولادته بسنين قليلة
وبقي تحت مسؤوليتي أرعاه وأحبه بجنون إلى أن تعرفت على أحمد حينئذ أصبحت كما لو أنني أتنصل من مسؤوليتي نحو إبني لأن وقتي كله صار للحب والغرام . وقبل الإنتقال إلى بيت
الزوجية قمت بإرسال إبني إلى أسرة والده أي عند جده . لكن هذا الأخير أعاده إلي بسرعة فائقة
وفي حالة يرثى لها ظنا منه بأنني أريد التخلص منه وإبقائه لديه . وعند عودته إلى بيتي لم يجدني هناك فالتحق بي بالبيت الجديد . فاجأني حضوره وأربكني واكتفيت فقط بالتحدث إليه
ومساءلته بدلا من تقبيله كما تتطلب الأمومة . وهذا هو السبب الأساسي في تغيير الأمور
وبروز فكرة الإجهاض . لقد إلتقط بعين الشاعر فلاشا مهما حلله بعقل العالم النفساني .
لقد ظن أحمد ما وقع لطفلي يمكن أن يحدث أيضا للوليد الجديد في حالة وفاته . فالمرأة صارت
في نظره عندما تعشق يمكن أن تستغني عن العالم بما في ذلك فلدة كبدها . فهذا هو لغز المرأة
كما يراه هو. فأقنعني بأن العبىء الأول والأخير سيكون على عاتقي لوحدي إذا لم أقم بعملية
الإجهاض . وأنه سوف يعود إلى أوربا . وقد رأيت ذلك تهديدا حقيقيا وجديا جعلني أقبل وأرضخ
لمشيئته .
إتصلنا بطبيب ( بولوني) الجنسية كان يعمل بالمدينة بإحدى المصحات وكان ربما هو الوحيد من
يقوم بهذه العمليات المشبوهة والممنوعة قانونا . داخل مصحة( كيتان) تمت العملية وكانت سهلة
لأن الجنين لم يكن قد بلغ الشهرين بعد. وقد تزامنت عمليتي مع عملية أخرى مماثلة لزوجة
مسؤول أمني رفيع المستوى بنفس المدينة . لما حضر ذلك المسؤول إرتبك أحمد ظنا منه أن
حضور الأمن كان من أجله . لولا زبونة أعرفها وهي أخت زوجة المسؤول الأمني أخبرتنا بأن
الرجل حاضر هنا من أجل زوجته التي تزامن إجهاضها بإجهاضي عن طريق الصدفة . وصارت
تستعرض بعضا من مشاكل الزوجين . هذا كان قمينا بأن يسترد أحمد هدوءه وتدهب وساويسه.
أتذكر لما أخرجوني محمولة على السرير المتحرك من غرفة العمليات وكان أحمد ينتظرني وهو
في حالة قلق علي. كان منزويا في ركن من أركان صالة الإنتظار لقد كان وجهه شاحبا يشرح
ما بداخله من قلق وحيرة وربما ندم أيضا وكنت أنا لازلت تحت تأثير المخدر وما أن وجدت نفسي أمامه حتى بادرته قائلة بعتاب حزين ومتسامح / رزيتيني أحبي / .
أتى أحمد بطاكسي ليحملنا إلى البيت وكنت مسنودة عليه وهو يلفني بدراعه وأحيانا بكلتا يديه وكنت شبه مدمرة جسديا وروحيا . في البيت إستسلمنا للنوم وقبل حلول الفجر إستيقظ أحمد
وهو حالة من الدعر والفزع . إستفسرته ما السبب فأخبرني بأنه رأى في الحلم الجنين الذي
تم إجهاضه رأى طفله وهو في ربيعه الخامس أو السادس بعينين سوداوين يخرج منهما ضوء قوي كضوء السيارة عندما ترسله إلى البعيد . كان متأثرا بهذا الحلم وكانت الدموع تنهمر من
عينيه وعلامة الخوف والندم باديتان على سحنة وجهه وكان يهمس بعد أن دفن وجهه بين كفيه
( أنا مجرم ... أنا مجرم ) .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- روح الشرق
- تناقض مدير جريدة المساء المغربية
- قصة إبني أمين مع مدرسيه
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا- 1 -
- لا أحد
- إرهاب الحانات والنوادي الليلية
- لفحات
- هزار وقمر
- الجنرال عطوان في تطوان
- صحافة - المعيور - بجريدة المساء المغربية
- طفولة
- النسيان المبتدل
- مجرد رأي في جريدة المساء المغربية
- لاشعور الكينونة
- اللعبة
- الهدوء المحتضر


المزيد.....




- جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن ...
- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 6 -