أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 14:54
المحور:
الادب والفن
كان النهار آخر ساعاته .. كانت أرضية المنزل تحنو ببرودة الرخام حتى العظم .. كنا ثلاثة أطفال نلاعب ببراءة الدمى المصنوعة من القماش .. أذكر تفاصيل مشاهدي بعدسة ذكية .. أخترق سطح الملمس حتى أغيب في جذر المعاني .. كان أبي حاضر الوجود غيبا .. كان شاب في أول هجرته .. ولقب اللجوء أول عنوان لهويته .. يحضرنا كل وقت وآخر .. وتبقى الصور شاهدا على مسار نشاطه .. تدريبات .. تشعرك كم هو حاضرا يتفجر قوة .. كان يأتينا ونحن نيام .. نصحو على شغب الصوت .. ليعاود الغياب .. ما كنت مدركة أبعاد الصورة .. فجأة في ذلك اليوم .. تهاجمنا الأقدام الهمجية .. تدفع بالباب بقسوة الغادر الناقم .. أقف أتأمل فوهات الأسلحة .. وأقدام ترتدي فولاذية الخطوة .. أين هو .. يصرخون في أرجاء المكان .. وينتشرون مثل ذباب أسود .. ألتفت إلى الباب لا أحد خلفهم .. يبحثون في المكان .. وهم يرمون سؤالهم .. أين هو ؟ عمن يبحثون ؟! .. كان سؤالي لنفسي .. كان واقفا قربي أحدهم .. مددت يدي أتحسس الرشاش .. فدفعني بعيدا .. ولربما بقسوة .. كان نظري على السلاح في يده .. عاد السؤال يتناثر مرة أخرى .. بعدها .. غادرتنا أصوات الأحذية تلحق بهم خطوات أمي .. ولهفة مشحونة لغلق الباب .. حتى توارت الخيالات بعيدا .. ولكن كان لغلق الباب فتحا لتوقع لم يكن في الحسبان ....
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟