أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله العطوي - الشيخ أخرجني من الدين , الملحد أعادني إليه ..!















المزيد.....

الشيخ أخرجني من الدين , الملحد أعادني إليه ..!


عبدالله العطوي

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 07:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل نهاية القرن العشرين وبدء الألفية الثالثة كانت ولازالت اغلب مجتمعاتنا العربية شديدة الانغلاق نحو أي أفق وحيثما كان منشأه , اقطاعياتنا العربية تتبع خصوصيات تحددها الطغمة الحاكمة في كل قطر بحسب مصالحها وولائاتها الداخلية والخارجية , تخشى النقد بشده , وهذا التشديد امتصّتة الشعوب ايضا إما بسبب إرهاب الدولة او قناعة تقتصر على الضروريات في البقاء ليس كمواطن بل كسجين معفى عنه حتى اشعار اخر .
في بيئة كتلك كانت منابر الدولة تمارس التنويم المغناطيسي لهذه الشعوب , تخدرهم يوميا بنشرات الاخبار المحلية استقبل وودع ثم حالة الطقس ثم السلام الوطني و " تششششش " , تنام لتستيقض مفزوعا من مكبرات الصوت على عنق المآذن , تهرول الى مدرستك لتردد لاهثا نشيدهم الوطني , والذي تستفرغة مع اول عودة للوعي , مجدولة هي الحصص والأيام تماما كما يحرص الحاكم على سلامة عقلك , ويتم اختيار المعلمين بحسب نوعه " تابع ام مفكر " , لا يدعون مجالا لهروب وعيك خارج الاسوار او حتى الى عمق المنطق البسيط , يتخلل اليوم الدراسي اجتهادات غير منهجية ولكنها ممنهجة منذ البدء , خطبة عن عذاب القبر , موعضة عن تحريم التفحيط والتدخين وقطع الاشارة او كتابة رسالة حب , ينتهي اليوم الدراسي مكللا بـ"العصر " حتى اخر رمق الطفل .كل خطوة الى البيت او الى المدرسة او الى المسجد تزيدك اجرا في الاخره وتقتطع منك عمرا في الحياة , نهرم قبل اواننا من اهوال يوم القيامه , تجاعيد وجوهنا في سن المراهقة بسبب الشجاع الاقرع والدابه , يكرسة وسواس قهري كل نهاية اسبوع , يوم الجمعه وليمة الشيخ في عقول العباد , يوم عطلتنا يتحول الى يوم الهلع الاسبوعي , كم كنت اكرهه ..!
كل محاولة للتساؤل تعني تمردا يوجب العقاب او التوبيخ على الاقل , بل قبل ذلك يجب ان لا تعطى فسحة من التأمل , لابد ان يتم حشوك تماما حتى يسيل البكاء من اذنيك .
الرمز المقدس " الشيخ / المطوع " مسموع الكلمة كامل البهاء بذقنة الطويل ومشلحه تتقدمة المبخرة اينما حل , رأية غير قابل للجدل فهو مخول من الله بالحديث , هو اكثر الناس فهما فلا تسأل غيره ولا تقبل رأي غيره ان خالفه , هو اثر الله على الارض بل ان شخصة الكريم منزه تماما كخيالات الملائكة في عقول الاطفال , حتى اصبح طموح أي طفل ان يكون شيخا اذا كبر , ليس طبيبا او مهندسا او رائد فضاء , بل كل الفضائات تفتح لك ان كنت شيخا تتحدث بما قال الله وقال رسوله .
حين كان يتحدث عن الموت وشخوص الابصار واهوال القيامة وايمائاته البهلوانية تدخلك في المشهد الموحش حد البكاء والهلع , ثم لا تكون النجاة الا باتباع اقواله , فإن كان في موسم جمع اموال أمر بالصدقه , وإن كانت امريكا بحاجة الى تجنيد في رد السوفييت رغّب في الجهاد , وإن كان الملك يشعر بالمغص حرضنا على فضل الدعاء لولي الامر . وفي الختام دعاء لا تفهم عباراته الا ان كنت متخصصا في علم النحو والبلاغه العربيه , ونحن نردد آمين ,
وفي أول فسحة للاستقلال مارست المحذور من التساؤل , بدات بالبحث / القراءة الحرة / التأمل ,جميعها كانت تقودني الى شيء واحد , انني ضحية هذا الرمز " الشيخ " , وان كل ما حولي هي كذبة اجتماعية عظيمة بدأت بالضرورة النفسية والحاجة للامن , واولها ذلك الرمز وايقونة التخدير المنبرية , فهو اكبر كاذب واحقر لص واخبث مصاص دماء , هو حيلة حكومية لاقناع الشعب بشرعيتها , وفي نفس الوقت هو صندوق جباية , فالذي يبكي على المنبر ويخوفك من عقاب السرقه والكذب , يمارس تزوير الصكوك وملكيات الاراضي لحساب نفسة او حساب امير , من يحرم عليك النظرة المحرمه في التلفاز يتداول اشرطة الافلام الاباحية تحت مكتبه او يمارس الزنا في مزرعته الخاصه ..!
سقط الرمز وسقط معه الدين واسقطت الألهه حين عرفت ان كل المذاهب والاديان تحتفي بمثل هذا الرمز على طريقتها , في حين ان هذا الرمز في كل دين يمارس نفس الدور.
وصلت الى تلك القناعة كمن وصل اخيرا الى ميناء سلام , حاولت ان الملم انسانيتي لنفسي / لطفولتي / للأخر الذي كنت ادعو علية بالموت لانه هو الاخر ضحية مسكين , حاولت التآلف مع من حولي , هذة الطبيعة باشجارها واحجارها لم يكن الاستمتاع بها لذاتها الجميله بل لتسبيح اله لا اعرف اين هو , وكمن يحاول الانتقام اكثر اخذت الملم كل حجة تثبت بطلان الجهل المستشري , كل كتب التاريخ النقد الديني الفلسفة العلم الطبيعي بقدر استطاعتي , وكل استدلال مؤيد اعلقة واحتفي به اكثر , سعدت بحريتي لاعوام مرت سريعا , بهجتي للتحرر من ذلك القيد المسمى الله والدين والشيخ كانت لا تضاهى .
وكما في نهاية كل حفلة تعيد ترتيب غرفتك / افكارك , وكان التقديس فقط لصاحب الفضل الاول في هذا الخلاص التأمل/ العقل , وجدتني مبتعدا عنه في هذا الازدحام الجديد , فتسائلت مرة اخرى هل انا فعلا خارج القيود؟ ام انني استبدلتها فقط؟
وفي كل مرة كنت اطرح هذا السؤال وحيدا على شاطئ البحر بجانب الميناء القديم وبقعتي المقدسه , وفي لحظة متكدسة بالشك , تذكرت مقالا علميا عن قدرات العقل وطاقته التي لا يستخدم منها الفرد اكثر من 6% , فتسائلت ايعقل ان يكون عقلي قاصرا الى هذا الحد؟ فكم غاب عني بسبب هذا القصور؟ وإن كان هذا القصور مثبتا عن طاقاته فماذا عن افكارة الناتجه ؟ هل اغفل منها شيء او سقط سهوا؟ كيف تتشكل مسارات الفكرة في العقل ؟ وماذا يؤثر بها ؟
اخذني هذا التساؤل مرة اخرى الى بحث جديد وهذه المرة كان التخصص بين الطاقة والعقل , وبين القراءة والممارسة والتطبيق اخذتني عوالم اخرى , ابتدات بالذرة والنواة وانتهت باليوغا .وكل نوافذها المطلة من الكابالا و الأولغا و NLP ... الخ ,
وفي لحظة شك ثالثة وجدتني اخوض في علوم اسطورية مشتته , وكلما تعمقت اكثر ادركت جهلي اكثر , حتى كادت تنشأ فرضية الجنون وقصور العقل في 6% .
حاولت ان الملم منطقي العلمي واعيد ترتيبه من جديد والبدء من الثوابت في العلم . الذره وعاء الطاقة الاول ولبنة البناء لكل شئ , هو الثابت الوحيد في خضم هذا المتحرك , من اين اتت ؟ فلا يمكن وجودها بالصدفه ولا يمكن نشوئها من العدم !
اين مصدرها ؟ وكيف ؟
وجودها كرابط بين كل الاشياء حولي يقتضي توحدها في صناعه واحده , وغموض شكل الطاقة فيها لا يحتمل الا ان تكون من مصدر موحد للطاقه . هذه الطاقة الاولى من اين اتت ؟ من حرك العجلة اول مرة لتدور كما في نظرية النشوء والانفجار العظيم .
هنا توقفت لعجزي , وكانت الحقيقة الوحيده ان هناك شيء ما خلف هذا كله , ايا كان شكله او شكلها , شعرت برغبه لان اقول له "شكرا " لهذه الحياة الجميلة . شكرا لهذه الحركة الاولى التي انشأت بسببها هذه السماء الرائعه وهذه الطبيعه الخلابه , هذا الهواء وهذا الماء .
هنا توقفت عن كل شي وبدأت ابحث عن طريقه يصل بها صوتي حاملا كلمة شكرا فقط , شعرت برغبه في البكاء لعجزي , وتعبي بعد هذه الدوامه المرهقه التي لم اؤؤكد فيها شيئا غير عجزي عن استيعاب كل شي ,
كنت اجلس متربعا فوق بقعتي المقدسة وخلوتي الشاطئية واردد كلمة شكرا بابتسامة ملؤها الحب لتلك الطاقة العظيمة , وفي لحظة تنبه وجدتني أطبق طريقة عبادة !!
وعند محاولة بحثي في الذاكرة المهترئة عرفتها . وقفزت صارخا وجدتها .. انها البوذيه..
هي الطريقة الصحيحة لأقول كلمة شكرا ..
لحظتها وجدتني أناقض نفسي , فبعد كل تلك الدلائل التي أثبتت إن كل الديانات كانت وسيلة لاستعباد الإنسان واخضاعة لشهوة السلطة , أعود الآن ؟ كيف أفكر ؟
لم أجد بدا من إعادة نخل المسلّمات من جديد . فاخر قناعه ان هناك شئ ما خلف هذا كله , وأنا اشعر بحاجتي لان أقول له شكرا ولكن كيف ؟
بدأت بقراءة الدين البوذي بحياديه , وخرجت بقناعه انه لا يمكن أن يكون بوذا اله . هو رجل نبيل جدا وافكارة رائعة للإنسان . ولكن هناك من عبث بها بعده فليست هي الطريقة التي سأتبعها , في تلك الاثناء كان صوت داخلي يحدثني عن الإسلام , وكنت أرد عليه انه دين قمع واستبداد عايشته فلن أعود إليه , لكن التزامي بالحيادية كمنهج و قراءة المنطق كتطبيق قادني لقراءة كل الديانات ولكن بشروط خاصة , أولها أن ابحث عن المؤسس هل يستحق الثقة ؟ ثانيا إن اقرأ رسالته كما كتبها هو , وليس كما يقال عنه .ثالثا ابحث عن عملية تطبيقها . ومدى تأثيرها على الإنسان ومجتمعه .
صعوبة البحث كانت تكمن في قلة المصادر الموثوقه , ولكن مع ذلك وجدت ملامح تشابه كثيرة بعضها جميل جدا والكثير منها كان سيء .
ولكن أهم استنتاج كان إن هناك خالق لكل هذا العالم ونحن نجهله فعلا ولكن جهلنا لا يعني عدم وجوده ولكن لأننا لا نستطيع الاستيعاب أكثر , وفي نفس الوقت أن اغلب ما كتب عن هذا الخالق لم يكن حياديا أبدا , فهو إما يتطرف لتقديس مخيف أو يتطرف لنفي سخيف . وفي حال أن هذا الخالق حاول مخاطبتنا فعلا فأن يد البشر لم تكف عن تشويه رسائله لأغراض خاصة لم تهتم إلا بمصالحها . فهم غالبا ما يضيفون أو يشطبون , وحتى في حالات التسليم بان رسالته لم تتغير فان التعسف في التفسير يقود إلى أفكار كارثية تسبب بها من يدعي الوصاية على تلك الرسالة من الخالق

الآن ربما لا تعنيكم أي طريقة اتبعتها لأقول " شكرا " , ولكن اشعر بأهمية أن انقل لكم هذه العبارات .
( كن حياديا في قراءاتك, فتبعيتك لمتحدث باسم الدين وتسليم عقلك له لا تختلف عن تبعيتك لمتحدث أو كاتب مخالف له, فكلاهما يحاول أن يستعمر عقلك !! )
(لا تستعجل عقلك فطاقاته ليست خارقة , دع الفكرة تأخذ وقتها حتى يضئ لك نور , وتذكر أن الحياة لا نعيشها بعقول فقط وكأننا مجموعة من الأدمغة محفوظة في مادة هلامية ومرصوفة على سطح مكتب ) هناك أشياء لا بد أن نعترف بعجزنا نحوها , وأخرى تسير بنا حتى بجهلنا..
( اغلب المفكرين أساء لهم أتباعهم وخصوصا من حاول تفسيرهم (مثال لينين وستالين) , كذلك الدين فهو كفكرة في أصلها عظيمه ولكن أساء لها أتباعها أو من تبنوا تفسيرها وشرحها ( مثال الإسلام والشيخ ) ).

قبل الختام أقول
شكرا لقلوبكم
لعقولكم المستقلة / لحريتكم
شكرا بمعنى كلمة شكر



#عبدالله_العطوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضة مستهلكة


المزيد.....




- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله العطوي - الشيخ أخرجني من الدين , الملحد أعادني إليه ..!