أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - نظرة عن كثب














المزيد.....

نظرة عن كثب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الوقت الحالي لا تملك الدول العربية الجرأة الكافية لاعتقال المثقفين الليبراليين ولزجهم في السجون لأن ذلك يتعارض مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ومعتقلي الرأي والضمير وتكشف تلك العملية عن سوء نية الأنظمة العربية الحاكمة لذلك تلجأ عموم الدول العربية للإسلام من أجل تضييق الحصار على المثقفين والمبدعين لكي لا تنكشف نوايا الدول العربية المخبأة ,وهنا يظهر من أن الإسلام عقاب ترسله الحكومات العربية على كل متنور وعلى كل مثقف كما يرسل الله عز وجل الأمراض والزلازل والبراكين والكوارث على البشر عقاباً لهم على شرورهم , ولتلاحظوا معي حين تدخلون في الدول العربية على المؤسسات الثقافية وعلى القطاع الحكومي العام والخاص ستجدون أن المدراء والمتنفذون هم بسطاء جدا لا يملكون أي خبرة في الثقافة أو أنهم ممسوحون ثقافيا بسبب إيمانهم جميعا بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان , لذلك مرة أخرى الإسلام عقوبة شديدة اللهجة على المرأة فكل النساء المتنورات يتم قمعهن باسم الإسلام وكذلك كل مبدع ومثقف .

أنا لستُ ضد (لا إله إلا الله محمدا يا رسول الله) ولستُ ضد الديانات لذلك من الملاحظ أنني لا أكتب شيئا يسيء للمسيحية أو البوذية لأن المسيحية لا تتعرض للمثقفين بالشوارع وفي مؤسسات المجتمع المدنية أو قل لأنها لا تعيق حركات التمدن في العالم كله , ولم أجد كاتباً مسيحيا يتهم كاتبا بالكفر ...ولكنني أطالب علنياً بأن يسقط الإسلام الذي يتعارض مع تواجدي في مؤسسات المجتمع المدنية لإبداء رأيي عن المرأة وعن مؤسسات المجتمع المدنية وأنا ضد الإسلام السياسي الذي يعيق الديموقراطية وحركات التمدن , وكنتُ ذات مرة أجلس عند إحدى الزميلات وكانت تترأس تحرير إحدى الصفحات الثقافية فقالت لي : يا أستاذ أي كلمة تصدر في الصفحة يتصل بي عشرات الشيوخ الإسلاميين يطالبونني بأن لا تتكرر تلك الكلمة مرة أخرى وبصراحة أنا أخاف جدا منهم لأنهم متنفذون في أجهزة الدولة .

كافة النشطاء السياسيين في الوطن العربي يتعرضون للقمع بحجة الإسلام نفسه أو بحجة أن الثقافة والحريات تتعارض مع المبادئ الرسمية للعقيدة الإسلامية , وهنالك مصلحة مشتركة بين رجال الدين والبيروقراط الفاسد.

وقال لي اليوم أحد المتثاقفين : لماذا لايتعرض الإسلام في الغرب للانتقاد كالذي يتعرض له في الدول الإسلامية اليعربية ؟

والجواب بسيط جدا ذلك أن الإسلام في الدول الغربية لا ينتج المعرفة ولا ينتج الثقافة وغالبية المسلمين هنالك يخضعون لمؤسسات مجتمع مدنية عملت تلك المؤسسات على إخراج الغث من السمين , ولو مارس الإسلام هنالك سُلطة على الصحافة والثقافة والمؤسسات الإعلامية المرئية والمقروءة لحاربوه على الفور .

ولو جئنا مثلاً برئيس تحرير صحيفة عربية حكومية وجعلناه يترأس صحيفة فرنسية تصدر من قلب باريس ومنع هذا الصحفي كل الصحفيين من الكتابة في الجنس والدين والسياسة كما هي عادة الصحف العربية لكانت ردة الفعل عنيفة جدا.
إن كافة وسائل الإعلام العربية والكُتب والمقررات المنهجية تُكتب وفق أقدم الشرائع الإسلامية العقائدية لتتناسب مع السلطة الزمنية أو بالأحرى مع السلطة الدينية لتنتج كماً هائلاً من المعرفة مناهضة تلك المعرفة للحريات العامة والتعدديات الفكرية والسياسية .

إن الإسلام في الدول العربية هو المسئول الأول والأخير عن حالة التردي للمثقفين العرب وعن الحالة السيئة للكاتب والكِتاب العربي والمقررات المنهجية , ويتمسك العرب أو الزعماء العرب في الإسلام لأن الإسلام يحميهم من التعددية السياسية ويناهض الديموقراطية , لأن الديموقراطية ستجعلهم حتما ينزلون عن مقاعدهم ليحملوا حقائب سفرهم مغادرين معسكراتهم القديمة الجاثمة على صدورنا والآثمة .

فباسم الإسلام أنا ممنوع من الحركة ومن دخول المؤسسات الثقافية ولو كان وجودي فيها بشكل صوري وقد قالت لي إحدى الناشطات في اتحاد المرأة الأردني : أنا بصراحة يا أستاذ جهاد لا أقدر أن أستدعيك على الاتحاد لأن أطروحاتك متعارضة مع الإسلام , علماً أنها تلبس على آخر موضة , ولكن يبدو أن هنالك تدخلاً رسميا من قبل الحكومة لمنع المتنورين من إجراء النشاطات ولا يمكن منعي بأي حجة إلا بحجة الإسلام نفسه .
فلو أن الاتحاد النسائي الأردني في باريس !ماذا سيحدث لأهل باريس ؟ فورا سيخرجون للمظاهرات منددين بسقوط الإسلام .

وأنا من هذا المنطلق أندد وأطالب بسقوط الإسلام السياسي لكي أتمكن من العيش بكرامة في الأردن , فالإسلام أو باسم الإسلام العقائدي يُمارس ضدي سلطة سياسية قهرية قمعية.. أنا ممنوع من الحركة ومن النشاط لأن أفكاري عن الحريات وإطلاقها متعارضٌ مع العقيدة الإسلامية أو إن صح التعبير متعارضة أرائي مع البيروقراط وأجهزة الحكم, ولأن رؤيتي للديمقراطية تتعارض مع الانتهازيين والعشائريين والقبليين لذلك أنا خطر جدا على النظام الأردني ويجب استبعادي .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل يوصي أولاده قبل وفاته
- معاك قرش إبتسوى قرش
- طباخ الحاره
- رسالة من الأردن
- تعال
- الناس السكرانه
- السعادة السائلة
- خيانة سحرية
- بيت خالته
- بين أسامة بن المنقذ ودون كيشوت
- بلغوا عني
- حديث الإفك الثاني
- نعمة النسيان
- أنا رجل على البَرَكه
- الازدواجية أو تجزئة الاسلام
- اللمسة الذهبية
- ازدواجية الفكر الاسلامي1
- الاسلام ضدنا جميعاً
- فيلسوف من الشرق
- النزعة المسيحية


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - نظرة عن كثب