أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - أزمة السكن الإلهية














المزيد.....

أزمة السكن الإلهية


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 02:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أزمة السكن الإلهـية
أزمة السكن الإلهية هو تعبير جارح ينسب إلى عالم الحيوان المعادي للكنيسة [أرنست هاكل] رداً منه على كل من يتبنى الفكرة التعسة بأن الإله لا يتواجد إلا في الجزء غير المفسر من العالم أو غير القابل للتفسير نظراً لأن العلماء في رحلة استكشافاتهم الفيزيائية والفلكية والبيولوجية قد أثبتوا بأن القسم من العالم الذي تبقى للإله يضيق عاماً بعد عام فإذا خضعت جميع الظواهر للتفسير العلمي التحليلي فينتج عن ذلك منطقياً أن وجود الإله لم يعد ضرورياً لتفسيرها فقد أجاب العالم لابلاس بكل فخر نابوليون عندما سأله : لماذا لم يذكر الله مطلقاً في كتابه الشهير حول نشوء المنظومة الكوكبية قائلاً : ( سيدي إنني لا أحتاج إلى هذة الفرضية ) حيث بات العلم يستطيع أن يفسر الظاهرة دون افتراض تدخل فوق طبيعي [ كتاب تاريخ النشوء تأليف هويمارفون ديتفورت للناشر دار الحوار سورية اللاذقية ] هذة المقدمة فجرتها مجموعة الأحاديث التي تصف حجم العلاقة النسبية للمسافات بين السماء والأرض حيث يسكن الله وفقاً للذهنية الدينية في الأعالي حيث الأعماق السماوية بإعتبار أن السماء هي أشرف الأماكن رقياً وسمواً لكن إشكالية التواجد فوقكم في السماء هي الأكثر إيماناً وتصديقاً لعموم المؤمنين فهذا السكن هو ما تفتق عن المخيلة الإنسانية الأسطورية منذ أن وعت وجودها التاريخي هذة المخيلة قد استجلبت العناصر الخاصة بهذا السكن الإلهي و التي يستدعي وجودها منطقية وجود إله فليس من المعقول أن يحلق الله في الفضاء هائماً بل يلزمه سرير للملك و العرش بالمفهوم الأمبراطوري حيث يقودنا مفهوم العرش بكل آبهته وعظمته و أعمدته وقناديله كونه مخلوقاً كي ما يستوي ويستقر الله عليه وكقول معظم الفقهاء: أن العرش معلوم لكن الإستواء مجهول وقد أكدوا ذلك نظراً للمأزق الذي سيتمخض عن كون الله له حيز يحتويه وهو مما ينافي مبدأ ليس كمثله شيئ ثم تتصاعد التصورات بالمفاهيم كون هذا العرش على الماء وليس علي الهواء وهو محمول علي أكتاف ثمانية من الملائكة ثم يأتي تقسيم السماء إلى سبع سماوات طباقا يعلو بعضها بعضاً وكثيرة هي الأيات التي تؤكد لنا مفاهيم الفوقية لكنها لابد وأن تصل إلى نهاية حتمية أو تصل إلى حدود السكن الإلهي حيث سدرة المنتهى ولا نعلم على وجه اليقين ما الفرق بين العرش والكرسي ؟ و رغم نسبية تلك التصورات ومحدوديتها فقد ورد في ذلك حديث عن الرسول أنه قال : أن بعد ما بين سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام وأن كثافة كل سماء مسيرة خمسمائة عام .فإذا قال علماء الفلك أن الجزء المدرك من الكون يبلغ مسافة 20 ألف مليون سنة ضوئية فتظهر المسافة التي اكتشفها العلماء من الجزء المدرك يفوق بكثير جدا ما ذكر في الحديث . انظركتاب : تخريج العقيدة الطحاوية للمؤلف : الإمام الطحاوي تحقيق : محمد ناصر الدين الألباني .
فهل المسافة بين الأرض والسماء هي مسيرة 500 عام؟ قال النبي : (هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم, قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة) [رواه الترمذي، وقال حديث حسن] ولكن ماذا يعني (مسيرة 500 عام)؟ والعلماء يتحدثون عن عشرين ألف مليون سنة ضوئية ؟ وللحق رأينا أن الحديث لم يحدد لنا كيفية المسيرة، هل هي مسيرة 500 عام بسرعة الإنسان، أم 500 عام بسرعة البعير، أم بسرعة الريح أو بسرعة البرق، هنا قد حدد النبي المسافة بين السماء والأرض بخمس مائة عام،لكن مفهوم المسير وفقاً لمنجزات منتصف القرن السابع الميلادي هي مسيرة القوافل إلى الشام صيفاً وإلى اليمن شتاءً فإذا حددنا مسيرة القافلة بعدد الكيلومترات التي تقطعها يومياً وبحسبة بسيطة سنجد أن التوسع الذي أبداه الحديث سيصل بنا إلى العرش تقريباً قبل نجمتنا المتوهجة الشمس فنصطدم بموفور الأحاديث التي وردت من رواية العباس وأبي هريرة وأبي ذر مرفوعا ومن رواية ابن مسعود موقوفا وما رواه الدارمي في الرد على الجهمية ( ص 55 ) برقم ( 81 ) وفي الرد على المريسي ( 1 / 471 ، 519 ) وابن بطة في الإبانة ( 3 / 172 ) وابن خزيمة في التوحيد ( 1 / 242 ) برقم ( 149 ) والبيهقي في الأسماء والصفات ( 2 / 290 ) برقم ( 851 ) والطبراني في الكبير ( 9 / 228 ) عن ابن مسعود أنه قال : " ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مئة عام ومابين كل سماء مسيرة خمس مائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمس مئة عام وما بين الكرسي والماء مسيرة خمس مئة عام والعرش على الماء والله عز وجل على العرش يعلم ما أنتم عليه " فأخرجه اللالكائي في شرح السنة برقم ( 659 ) لذا كلما توسعت مراصدنا حتى حواف الكون تفاقمت لدينا أزمة السكن الإلهية تفاقماً لا تحمد عقباه .



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرائف عن مباهج العورة وهاجس السوءة
- الفضائل شأن إنساني محض
- باب تكليف الشياطين وحفظ أعمالهم
- هل للأصنام مسؤولية جنائية؟
- تأملات يوم الخندمة يوم فر صفوان وعكرمة
- عن التكتيك السماوي والتكتيك الأرضي
- البينة المفقودة والغائبة
- القضية المغلقة و الوقوع بين محالين
- الغيب المقروء هل يصمد الغيب طويلا
- اشكالية الصفات الحسنى والأسماء غير الحسنى
- بين مكة وجرينتش يا قلبي إحزن
- الأعتداد في أحكام المعتدات
- عن التصنت والإستماع سألوني
- دلائل الكشف العميق عن القتل العميق
- المناظرة العجيبة
- الطهارة المزعومة
- آل جحش والظلم المستباح -3-
- آل جحش والظلم المستباح -2-
- آل جحش والظلم المستباح
- السقف الأبستمولوجي للأساطير


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - أزمة السكن الإلهية