أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - هل تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟














المزيد.....

هل تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 23:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هنالك نوعان من الإرهاب: الإرهاب البدنى الذى تمارسه جماعات متطرفة تستهدف أبدان وأرواح المواطنين والإرهاب المعنوى الذى يستهدف مباشرة الحالة النفسية والمعنوية للضحايا. الجدير بالذكر أن الإرهاب المعنوى لم يعد لعبة تمارسها أجهزة تابعة للدولة بل يمارسها بعض المواطنين تجاه إخوانهم المواطنين. لقد نجحت جهود الدولة فى محاصرة الإرهاب البدنى غير أننا مازلنا نعانى من الإرهاب المعنوى الذى يعتبر أكثر خطورة لأنه يقوض الجهود التى بذلت وتبذل فى سبيل القضاء على النوع الأول من الإرهاب.

لقد ظل المجتمع المصرى يعانى الأمرين من الإرهاب البدنى الذى أودى بأرواح الأبرياء. من المعروف أن الرئيس مبارك بذل جهدا كبيرا للحد من هذا الإرهاب ولاستعادة الأمن والأمان إلى قلوب المواطنين إذ إنه كان يدرك بأن تقدم مصر لن يتحقق من دون أن تسود مشاعر الأمان. فالمواطن الذى لا يشعر بالأمن والأمان فى بلد ما لن يستطيع أن يقدم الكثير من التضحيات فى سبيل رخاء ورفاهية وطنه.

الغريب أن هنالك بعض معدومى الضمير لا يدركون هذه الحقائق التى طرحناها حيث تدفعهم طموحاتهم الشخصية الرخيصة إلى النيل من الهدف السامى وهو تحقيق الأمن والسلام فى نفوس قاطنى المعمورة. من الملاحظ أن بعض المواطنين الذين يحلمون بمواقع سياسية أو تنفيذية يلجأون إلى أساليب غير أخلاقية لترويع خصومهم. وهؤلاء الانتهازيون يفعلون ما يفعلون على اعتبار أن لهم علاقات شخصية مع بعض عناصر الأجهزة السيادية التى ربما لا تعلم شيئا عن مزاعم هؤلاء المدعين.

من المؤكد أن هنالك أمثلة عديدة من الإرهاب المعنوى لكننا نكتفى بتقديم ثلاثة نماذج حقيقية. النموذج الأول يتعلق بما حدث فى إحدى الكليات الجامعية منذ ثلاثة عشر عاما حيث تم إلغاء ندب أستاذة جامعية إلى إحدى الكليات وإسناد مهام التدريس لأستاذ آخر. المثير للدهشة أن هذا القرار لم يعجب عميد الكلية الذى كان يرغب فى استمرار الأستاذة فتوجه إلى الأستاذ البديل أثناء إلقاء محاضرة قائلا له إن هنالك جهة سيادية تريد التحدث معه على تليفون وكيل الكلية. فترك الأستاذ المحاضرة وألغى بقية المحاضرات وتوجه إلى مكتب الوكيل لانتظار المكالمة التى لم تأت. لقد كان هذا الموقف المروع كافيا لإلغاء محاضرات الأسبوعين التالين مما كان له أثر ضار على العملية التعليمية وعلى معنويات الأستاذ الذى لم ينس هذا الموقف حتى يومنا هذا.

والنموذج الثانى يتعلق بممارسات مدرس ينتمى لحزب سياسى حيث يسخر كل صلاته الحزبية وعلاقاته المختلفة لكى يفعل ما يشاء كأن يتقاعس عن إلقاء الدروس أسابيع متتالية ويتخلف عن كل الواجبات والمهام المكلف بها من امتحانات وخلافه وعندما تأخرت المكافأة المالية التى تقدم للمعلمين الملتزمين بأداء العمل توجه إلى الموظف المسئول وهدده بأنه سوف يشكوه إلى جهة ما. لقد كان التهديد شديدا لدرجة أن الموظف سقط مغشيا عليه بعد أن أصيب بانهيار عصبى كاد يودى بحياته.

أما النموذج الثالث فضحيته معلمة تربية رياضية نهرت تلميذة خليجية بمدرسة إعدادية خاصة بالإسكندرية حيث قام المدير بترويع المعلمة قائلا إن هنالك جهة سيادية سوف تقتفى أثرها وتؤذى أسرتها إذا لم تعتذر علانية للتلميذة إياها. لذلك رأت المعلمة أنه لا مفر من تقديم الاعتذار للتلميذة أمام جميع طلاب المدرسة ثم تقدمت باستقالتها. صحيح أن الوزير تدخل ورد الاعتبار للمعلمة وأجرى معها اتصالا هاتفيا وأعادها إلى عملها لكن تأثير ما حدث سوف يبقى محفورا فى ذاكرتها وذاكرة زملائها.

وخلاصة القول فإن الإرهاب المعنوى الذى استعرضنا بعض نماذجه من شأنه أن يدمر انتماء المواطنين ويؤدى تدريجيا إلى تفاقم الشعور بالغربة واللامبالاة وهذا بدوره ينعكس على الأداء وينتقص من فرص تحقيق الرخاء والرفاهية. لاشك أن هذا الوطن لن يحقق نهضة ملموسة إذا لم نضع حدا للإرهاب المعنوى الذى يمارسه البعض بغية تحقيق أهداف شخصية زائلة.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمار الديمقراطية
- أساتذة الجامعة والمرتبات
- دول العالم على سلم الديمقراطية
- نظرة فى الانتخابات البريطانية
- فين فارس؟
- من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟
- دور المتابعة الايجابية فى تطوير التعليم المصرى
- القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية
- مسلسل المستشار والإعلامى
- الشخصيات المتسلطة فى حياتنا
- الاضطرابات والانتهاكات العنصرية في الغرب
- الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟
- الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى
- النوبة بين التدويل والانفصال
- جامعة أسوان وشماعة المؤامرة
- الاستعمار الأجنبى: نعمة أم نقمة؟
- الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية
- القبض على مخرج سينمائى شهير
- الإعلام المصرى والموقف من السودان
- ظاهرة التدين الشكلى فى مجتمعاتنا الإسلامية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - هل تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟