سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 15:12
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
انطلقت انتفاضة الشعب العراقي الجبار الذي ابدع عبر تاريخه المجيد في انتفاضاته واغنى تاريخ البشرية باساليب ووسائل الكفاح الجماهيري, وعزز ثقة الشعوب بقدراتها على تحرير نفسها والمساهمة في تحرير البشرية؟ كما القى الشعب العراقي الدروس والعبر على اعداء البشرية بقيادة الادارة الامريكية الى جانب استنفار كل طاقاتهم التدميرية وعرى جوهرهم المعادي للبشرية . فقد سطر الشعب العراقي اروع الصفحات في ثورة العشرين من القرن الماضي وعبر انتفاضات جبارة فجر ثورة 14 تموز/ 1958 التي وجهت ضربات قاصمة لاعداء البشرية في عموم منطقة الشرق الاوسط, فاستثار كل مكامن حقدهم على البشرية واستنفر كل طاقاتهم الاجرامية بدءا با انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963 ومرورا بمحتلف الانظمة الدكتاتورية وصولا الى احتلاله المباشر الذي نعيشه اليوم. واستخدمت الادارات الامريكية المتعاقبة كل ما في ترسانتها من وسائل واساليب تركيع الشعوب واذلالها دون ان تعي الادارات المعاصرة محتوى العصر الذي نعيشه ,عصر تحرر البشرية من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد عصر تحول العلم والتكنولوجيا القوى المحركة للتاريخ. فالشعب العراقي الذي يجثم على انفاسه ويحرمه من ابسط مستلزمات الحياة الانسانية دع عنك الحضارية وارجعه قرون الى الوراء, لايعدم الابطال الميامين في سوح النضال الجماهيري فهاهي جماهير البصرة وسائر المدن العراقية تفجر شرانق الصبر الطويل وتحولها الى طاقات جبارة قادرة على صنع المعجزات وفقا لمتطلبات العصر . فلم تعد الشعارات السابقة من اسقاط الحكومات واستبدالها بعناصر افضل هو المطلوب لان من سيحل محل القديم في ظل الاحتلال اما من نفس التركيبة التابعة للمحتلين والمهوسة بجمع اقصى ما يمكن من الثروة باسرع ما يمكن او حتى وطنية تخضع لترويض او ابادة في ظل توازن القوى الحالي . كما لم يعد تسطير المطالب الانية والملحة وتحويلها الى شعارات ترفع لتنفذها وزارات شكلت لتنفيذ مخططات المحتلين في تحقيق مصالحهم الاقتصادية والسياسية ولاسيما في تركيع الشعب العراقي واذلاله اولا ومصالحهم الذاتية ثانيا. ولم تعد تكفي التظاهرات والاعتصامات وما يرافقها من تقديم ضحايا ملأت سماء العراق بانوارها الخالدة, على الرغم من اهميتها باعتبارها المنطلق لوسائل واساليب اخرى ومحفزا لابداع الوسائل والاساليب الجديدة الملائمة لعصرنا وفي مقدمتها اخذ الجماهير مسؤلية حل مشاكلها . بدءا باحتلال ميادين العمل كمحطات توليد الطاقة وادارتها لمصلحة الجماهيىر وصولا الى الانتاج وابتكار وسائل واساليب جديدة ولاسيما في مجالات الطاقة. اذ لا يعدم شعبنا من المفكرين الافذاذ فهاهي زهى محمد حديد تبهر العالم بانجازاتها الهندسية وهاهي تكنولوجيا العصر ولاسيما الانترنيت تعج بالمبتكرات العلمية والتكنولوجية والتي اصبحت في متناول 20 مليون عرافي وفقا لاحصائية اذهلت العالم عن شعب كالشعب العراقي الذي رغم كل وسائل القهر والافقار يقدم الكومبيوتر على لقمة العيش.
فالى اغناء انتفاضة شعبنا بوسائل واساليب تحطم اسلحة المحتلين وادواتهم لتركيع شعبنا ونسف الاسس التي يقوم عليها استغلالهم واستعبادهم لشعبنا وشعوب العالم
سعاد خيري
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟