أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-














المزيد.....

يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 02:12
المحور: كتابات ساخرة
    


مجرد ان حصلت على صفحة خاصة بي بال"فيسبوك". انهال عليّ أصدقاء أولادي المهووسون بالتصفح. كان أول المنـْظمّين لموقعي، "مثنى". شاب طيب القلب يثير الإعجاب بأدبه ودماثة خلقه. كتب لي يسأل عن صحتي مقدما أمانيه الطيبة لي ولعائلتي.. البارحة وبمجرد مشاهدة صورته أمامي، تذكرت بألم نبأ وفاة والده الذي فات عليه ستة أشهر. رحت مسرعا مستغلا أبشع استغلال كرم تكنولوجيا عصرنا الذهبي اللامتناهي، لأكتب لزميل مرح وسعادة أبنائي في أحلك أيام الضيق وتردي ظروفنا الامنية، الشاب الطيب القلب مثنى، مقدما أسفي على تأخر تعزيتي له بوفاة والده الفقيد. اليوم جاءني منه، رد مؤدب ومحيّر: "عمو.. شكراً على السؤال..المتوفي والدة والدي وليس والدي".. في الحال فتحت الفيسبوك وكتبت: ( لك شديد أسفي واعتذاري عن هذا الالتباس الذي يتحمله من أوصل لي هذا النبأ"اليقين"؟؟. لكن!! لا أدري ما أقوله لك في هذه المفارقة!!)...
حين يصيبنا مكروه او إحراج ما، تخوننا ذاكرة الكلمات!! من سواه! سيعينني ويتحمل أخطائي ويغفر لي الذنوب؟؟ ختمت رسالتي:( شكراً لله على كل حال).
أعاد لي هذا الموقف الحرج، نادرة ظريفة تحمل نفس المفارقة والمعني، لكن بصيغة أخرى منحتها الصدفة روحا كوميدية يتقبلها المقابل بود وربما بضحكة. قد يفرحنا موت شخص مقابل إحساس غريب ينتابك بأن روح الفقيد بعثت من جديد ومنحت الى آخر أكثر أهمية لديك من المرحوم نفسه.
المرحومة الحاجة أم خليل. شيخة "شمرية" مهيوبة، لها حضورها في كل المجالس حتى العشائرية منها. كريمة يد وعواطف ونفس يشهد لكرمها وخدماتها كل جيرانها، وبالاخص المسيحيون منهم. وكذلك عائلة حسقيل "ابو صباح" المقاوم! اليهودي الوحيد الذي بقى متمسكاً بوطنه ولم يغادر منطقتنا، لكنه لا يثق بأحد سوى، الحجية وأولادها. الحجية ام خليل، جدة، لها عدة أحفاد. حينها، كانت ترعى أمها المقعدة التي تخطت حاجز المائة عام. ورعاية الوالدين ايام زمان، مفهوم له دلالات دينية وأعراف أخلاقية. كرم روحي ونكران ذات بلا حدود. لا كقصص ما نسمعه الآن ملؤها خسة وانانية. رحم الله ايام زمان.هكذا كان كرم الحجية: خدمة "فيرست كلاس"!. إطعام أمها، غسلها، رفع الحدث الصغير والكبير من تحتها وتنظيفها على اكمل وجه.
كانت أمي صديقة الحاجة ام خليل. في حينها، وبقدر ما كانت امي تنظر لها باحترام واجلال لما تقدمه لامها من خدمات لا توصف. لكن هاجس أمي بالمقابل، كان أبعد. الخوف من الخرف وهول العجز المزري المتمدد أمامها بلا حراك. والشيء الأمر الذي يخيفها، ان لا تمرّ بموقف بائس كهذا وان لا تكون عالة لذل ومهانة القائمين على خدمتها والذي حسب ما رأته، خدمة مقرفة مهلكة لا يناسب الفضيلة وعمر الحاجة ام خليل، رغم عدم شكواها بالمرة.. صحيح، الله يرحَمْ أيام زمان!.
بعد فترة ذهبت الحجية ام خليل لحج بيت الله. وذهبت والدتها العجوز هي الأخرى الى رحمة الله. في اول مقابلة جمعت الحاجة ام خليل مع أمي، قالت لها أمي بلهفة وفرح:" ها حجية..بشـري مـاتـت!!؟؟..لم تبخل أم خليل على نفسها بالضحك. قالت والضحكة تخنقها: " إنـْزولْ عَليج أم سمير.. مَووَتـّيني من الضحك"!!.
عذراً حبيبي مثنى الطيب القلب..والعمر الطويل للوالد الحبيب..



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--
- يوميات هولندية (3)*- في الطريق الى أمستردام-
- - رحمة الله الواسعة من الجهل والجاهلية!!-_
- يوميات هولندية-8 - سوبرانو الحي الذي لا يطرب -
- الى أخي..- شيخ العارفين -
- يوميات هولندية-7
- قصة قصيرة- اعتداد -
- نوافذ الفنار
- يوميات هولندية -5: - نحيب من الجنة -
- يوميات هولندية- 6 - دون كيخوت وطواحين الدم -
- يوميات هولندية -4 : - حديث في السياسة والنار -
- - هُبَليات -
- - حلم -
- يوميات هولندية 2 (آنزهايمر )
- يوميات هولندية- 1 (إرثٌ وحقيبة )


المزيد.....




- الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين ...
- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-