|
تهاوين قبل الأوان
بلقيس حميد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 925 - 2004 / 8 / 14 - 10:06
المحور:
الادب والفن
في غرفة ٍ للحريم كان الحجاب ُ سميكا ً وكان التـنصـّت رغم الحجاب ِ عظيما فأدرج كل الرجالِ ِ مجالسهم في ثقوب الجدار بـُحـّت ليالٍ نادت عيون تلـّمست النهد غضـّا فجـُنت وزادت ثقوب الجدار .... جاء الصدى فحيحا ً لرائحة النوم ِ في سيقانهم ولون الدما ... 2.. أتت أنثى مخاضا ً كان كالموت ِ ووقتا ً مظلما ً حين التقت عين المولدة ِ بذاك الشيء للمولود تخفي مثلما تسرق تلعنها بتمتمة ٍ أتت أنثى.... ...3... فضيلة كل الفضائل ِ , كل العيون التي لن تريها عُشبك حين َ هوى حديدا ً ودمعا ً على عنقك ِ المشرئبة ِ كي يستدل الطريق صحتِ وصار زمانك ِ طقسا ً لكل ِ العصور دخلت ِ تقاليد عهد العبيد بغرفات ِ كل الملوك بخمر ِ الفجور بآه الإله ...4... خطيئة كل الرجال خطيئة شهواتهم لفخذ ٍ يصيح ُ وخصر ٍ تبعثرتُ والشاهد الأول كان أبي والتفاف العقال بباحة جدّي الذي لا يعاند .. حين التقى زمانك ِ طارت فراشات من عشقوا و(زيوس) ما كان إلا الجبان أتى بصغير ٍ فقير ٍ ووجه ٍ تـَصفـّر َ بالجوع ِ حدّ الجفاف تلصص َ أدخله ُ الباب بركلة رجل ٍ ودرهم خاف َ الصغير ولا من مجيب تلاه ُ بضربات ِ صعلوكه ِ المستجير كمن يستجير ُ بنار ٍ وأفرغ َ في وجع ِ الطفل أوحاله وسفّ سواها.. ...5.. منذ قرون أعلـّمه ُ الحب َ حتى غارت جفوني وسيـّان بين الحياة وبين البـَلـَه ْ.. خذوا زهرتي وامنحوني التفكر َ والأرق َ المستحب خذوا حفنة ً من شبابي لأحيا مع الريح ساعة تهدأ وساعة تصخب... دعوا ثورة الدم بمسرى التباريح تمطرُ فجرا ً ووردا.. نساء ٌ وحجرات خلف الحديد رمادا ونارا نساءٌ وأقفال أحجية ٍ لا تـُفك واحجبة ٍ لا تـُشق نساء ٌ ودمع ٌ تزيـّن بالكحل ِ والخجل ِ المستميت ِ إلى لمسة ٍ من حبيب ..... نلملم ُ بـُعد الدروب ِ ونكوى خطانا لئلا نئوب... .....وفي البحر أستقرئ العمر صخبٌ تراكضت ُ فيه .. وحلمُ أحلم ُ لم تكتمل نعومة أظفار أيامي َ الضائعات أحلم بالرقص يبكي صغيري حلمت ُ بأني أمثـّـِلُ في مسرح ِ الثانوية ِ كما كنت ُ آخذ دور البطولة ِ صفق َ الناس وحين الستار أفيق ُ هو الوقت دق َ ويومي َ يحفل ُ بالطبخ والكنس والـ...والـ... ... تمزقني أنت َ يا شبحا ً فيك َ الحبيب ُ تمثـّل سجاننا والعصور الفريدة منذ التقيتك َ حين رضعت َ حليبا مع الذئب ِ علـَمتك المستحيل ولمس ِ النساء. .....7... بالثمان زوجونا عليه ِ الضمان هو الشيخ ُ قال: ينضج ُ تمرك ِ أقطفه ُ وللإفك ِ أتركك ِ أمزقهممُ إذ لا من شهود يرون َ علامات حبك ِ ومص ّ الرحيق .. جمالك يزهو فتيا ً وإني لأفعل ما شئت كل الزمان لسرتك ِ وحمرة ِ خديك ِ نقطف ُ خصرك ِ ثم نقطف ُ رأس َ المعارض ِ فيهم أو رأس أبيك ِ إذا كان ممتنعا ً.. هبـّي بكأس الجمال فكـّي إساري وصبـّي فحيحك هاتي لدانة عمرك ِ كيما أتيه وأنسى العجائز أنسى موات الجسد حميراء أنت أزحت الستائر عن هوس ٍ وجنون وأغلقت بابا ً على سر ِ ماض ٍ رهيب فلولاك ما كان إلا المقدّس, والصوم والبلل اللا محبب.. ..8... أفتش عنك ِ بكل العصور أراك ِ تخطين دربا ً مع الفجر ِ للنصر ِ أو للهروب أراك ِ حين يقول ُ لها في الظهيرة تبيعين كل خوابي اللبن تعودين عند الغروب وجيبك ممتلئ بالنقود وإلا ..... ........ ....... دروب المدينة ِ تأكلها تكسدُ تلك الخوابي فينزلق الثوب برعشة تاجرة ٍ للجسد تبيع اللبن تبيع سواه... يولجه في الغروب بأثمان خمس أو ست (مغلية ٍ ) * للـّبن هلم ّ, صار َ المغيب تأخرت ُ دعني أبي يقتلني خذ ْ نقودك َ أخرج شيطانك َ اللا يكل ولا يستريح ..... وتـُطرق ُ كالصلب ِ حين َ المصانع تبغي اللحاق بركب ِ الزمان. .....9..... وكنت ُ استمعت ُ لها يوم قالت: افتحي منخريك ِ شمـّي هذي القصاصات والشَعر بعد احتراق ضمـّي هذي الرقية تحت الوسادة حين يعود ُ دعيه ِ يضاجعك ِ في الصباح مع الديك وإلا... سيرفع ُ عنك ِ الإله حياتك ِ بعد عام ٍ تموتين حتما ً... ....10.... لماذا لا تغتسلين كما الأخريات بماءٍ مقدس؟ أنت ِ عقيم وزوجك ِ يرنو لطفل ٍ يورثـّه العصبية واحتقار النساء أو الضرب بعد انتهاء الطقوس؟ لماذا تنامين غرثى قرب المرايا؟ كسرت ِ جمالك حين انتهرت ِ الشفاه ولم تصبغيها ولم تضعي في الوجه ِ بعض َ البياض... حمارك ِ من جبهة ِ الموت عاد يمد ّ اللسان َ ببعض المساويْ خوفا ً عليكِ حديثك مع جارتك البارحة كان سخيفا فلا تشتكي وسدّي نوافذ سرّك أنت أنثى عليك التصبر والصبر والاصطبار .................11........ يزفونني خائفة ً من الموتِ لزوج ٍ تزوج َ أختي قبل عام ٍ .. وماتت ذاك المكان ذاك السرير ننام جميعا وذاك الجسد اللاهث في مرض ٍ لا يعالج خمسة أولاد وأم وأب ٌ أصيب َ بنوباتِ داء تدخل حلمي تأخذ ُ منه ُ المكان والألفة الدافئة ......12...... وأنت َ تزوجت َ منذ سنين أخوك َ تزوج َ بعدك َ لديه ِ ثلاث هل في حر ِّ بعض النساء ِ حَجرْ؟ ........ توجعت ُحين ولدتك َ ثلاث ليال ٍ أعض ّ ُ اللحاف وأصرخ وحدي... كان َ الجميع ُ بعيدا ً وفي الغربة ِ برد ٌ وعينا حسود ٍ يسود ........يقول ويشهق من حبـّه ِ كل ُ الإناث تـُعدُ وتـُحصى وأنت التي لا تـُعد ولن يستطيع الرجال رؤية كل النوافذ ِ بنجم ِ سماك ِ وزهرة ِ قلبك ِ..... يطرح ُ عنها الحجاب هلمـّي إلى كأس ِ خمر ٍ دعيني أصلي أمام ضيائك من رآك ِ يصيرُ نبيا ً ويتبع ُ عشتار حتى الممات... وينفرج ُ الباب عن هيكل ٍ فيه أشجار تنورة ٍهفهفت في الخيال أحب ُ الثياب النسائية دوما ً بها كل لون ٍ وكلُ حنين ِ الطفولة ِ ألعاب كل الصغار فيها الشوارع في العيد تلهث ُ فيها الربيع تفتق َ فيها الفراشات سكرى وفيها الورود تلوّح أن تعالوا هنا الحب ُ والأمل المزدهر .......14.... تسللت ُ قبل الحنين اليك ِ وهاأنا ذا مشرك ٌ بالنصوص.. لك الله يا قمرا في الشتاء ينام ُ وحيدا ً مع البرد ِ والرغبة ِ القارصة تـُترك سبع سنين تحضن أقوالهم في عصور ِ تشتـتـنـا وعسر ِ النضال فلسنا القديم ولسنا الحديث كانت.... كجمرة نار ٍ فيها العطور ُ تقول: صعب ٌ أعيش بلا يد حبٍ وملقى حبيب تقول وتبكي بأني أحبه ُ حتى تداعيت ُ من سفر ٍ وقفار وأنـّي اعتركت ُ كثيراً لأقفل َ مفتاح قلبي عليه وأسمعه ُ يفرش ُ ثوبا ً لأنثى يعاقرها من وراء الصخور صوت اللهاث قوياً.. كانت كزهرة حـُب ٍ تخص ّ النوارس سيـّجتها أقاويل مَن لا تشتهيه وأنا كذلك دوما نـُحارب ُ حدّ الخضوع ِ أو الانتحار.......... ........ أتكفي عطورك كي تستريح النوارس في ساعديك؟ .........15..... تجيء بلا لغة ٍ أو كتاب حياة ُ المدينة ِ فيها الكثير فيها النساء تقصّ ُ الشعور وتمسح ُ بالعطر كل َ الجسد سجينة ُ منزلها والطبيخ وحين تزوج َ إحدى الأقارب دعتها العروس لتسريحة ِ شعر ٍ أبهجتها المرايا وكثرة ضوء المحل ِ وبعض الشعور الجميلة ِ حين َ التقت ْ بالعطور لأول حين قالت : أريج ُ الجنان هو العطر ُ أطيب من حنـّائـنا والبخور عادت ْ وفي الليل تشمم َ عطرا ً تشممهُ, بأمكنة ٍ وليال ٍ هاجَ وماج َ كبحر ٍ الجنون يابنة الـ... فيك ِ رائحتهن بغيّـا ً تصيرين؟ تجيئين منهن؟ تنامين قربي!!! سأقتل فيك الإناث وأقتل عطر البغايا.و..و..و وبعض بقايا....... ..16.... تقول ُ نضجت ُ دعوني أنام ُ لوحدي أمدّ الأصابع ساعة شئت أكوّن عرسي بناموسيتي والبياض أزغرد ُ صمتا ً أوزع ُ حلوى من الرغبات ِ على جسدي في الفراش أحس ّ ُ ساعة َ يهجم ُ سِحر الجسد أن البراكين َ في الجلد ِ تسري أكاد ....وماذا؟ كلـّي يريد التحرك كلـّي يريد التفوه أخشى وأخجل أنتم نيام ٌ بقربي وإني أختٌ وهذا أبي في الفراش ِ وأمي .......17..... هاهي تجلس ُ عند السرير ترقــّع ُ فقرا ً بلون الثياب تدندنُ (جم دوب توفي يا لوح * مدري أدكننك دكن مدري أشربنـّك فوح) هو العيد جاء بزوج مريض ٍ يريد حساء وأطفال جوعى فأين الجديد؟ وأين الفرح؟ وتأتي كبيرتها في المساء في يدها كتب ٌ يـُعدم ُ قارؤها يقطـّع إذا ما اكتشفوه حليمة؟ تريدين موتي؟ هاتي الشياطين أحرقها في الظلام وأحرق رأسك ِ إن تقرأيها إلهي أأذوي من الفقر ِ أو في السجون؟ أذلك عدلٌ؟ وتجهشُ مثل رقيق ِ الزجاج يـُكسـّرُ في صدرها ويـُدك على جرحها ببرود ............18......... وهاهي َ تبغي الحديث عن العلم ِ ساعة َ ترتعش الأمنيات تكونُ مهندسة ً أو وجاء النهار استعارت كتابا استعارته رآها ابن عم لها أراد تملكها مع خرافه ِ يوما رآها فثارت سياط ٌ وفاحت عفونة شيء عتيق رأها تكلـّمُ غير النساء تطلب منه كتابا دارت ظنون وطارت شرور رآها تحلق ُ في حلم ٍٍ عسير ٌ عليه بماذا يفكرُ؟ في خضم ِ سيول التصوّر تصوّر ماذا تصوّر َ؟ ليس إلا فراشا ً رقصا ً, وسرّاً خليعا ُ أين رآها تشحذ ُ عقلا ً لأرض ٍ بوار رآها وسكينه ُ في يديه ٍ هاهو ذا بانتظار المخيف وها ماؤه العكرُ لابدّ من اصطياد يجز ّ ُ الـ... دَمٌ دَمٌ دَمٌ في البراءة ِ... .... قوانينكم والشرائع ُ صفرُ هو الرأس ُ يصعب ُ أن تراه بلا جسد ٍ في الخلاء هو الرأس ُ فيه ملكوت الخيال وفيه العيون هو الرأس يصرخُ أين البشر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لاهاي /هولندا 1997 * مغلية : كلمة شعبية عراقية في مدن الجنوب بمعنى وعاء اللبن الرائب * شعر شعبي عراقي يرددنه النساء الفقيرات من شدة العوز
#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا القسوة على المعذبين أمثالنا؟
-
الإشعاعات القومية المسمومة لبعث العراق
-
أولويات الحكومة العراقية الجديدة
-
بأي حق يحرم أبناء العراق في الخارج من الانتخابات ؟
-
الأكراد في المنفى
-
طوبى لك يا إبرا هيمنا المصري ولديوانك العراقي
-
سوق الشيوخ
-
سجونهم وسجوننا
-
العودة لرموز الجمهورية العراقية
-
لنا نحن الملايين بالخارج صوتـنا, ولا بد أن يـُسمع
-
الشاعر سعدي يوسف والعيد السبعين
-
حقوق الإنسان في العراق, الى أين؟
-
الفنانة عفيفة لعيبي الإنعتاق والصعود الى النور
-
يا أصحاب القرار, أين محاكمة المجرمين؟
-
ويتحدثون عن السلام
-
أم ٌ... لأسرار ِ الروح
-
المرأة, والواقع المرير في العراق
-
بديهيات وحقائق
-
الحجاب , ليس فرضا في الإسلام
-
أيتها النساء , إتحدن
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|