البصرة انموذجا

علي السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ثمانية وخمسين هي درجة الحرارة التي كانت كافية لخروج الاف المتظاهرين من اهالي البصرة الشرفاء احتجاجا على تردي الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي المستمر في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الصيف اللاهب هذه المحافظة التي عرفناها دوما بمواقفها الوطنية المشرفة الرافظة لجميع اشكال الظلم والاظطهاد والاحتلالكانت ولالزلت السباقة في الوقوف بوجه الظلم والاستبداد كيف لا وشرارة انطلاقة ثورة العشرين كانت من هناك مرورا بوقوف هذه المدينة الصامدة في وجهة الاعتداءات الايرانية اذبان الحرب العراقية الايرانية حيث دفعت هذه المحافظة كوكبة من ابناءها الشهداء فداءا لهذا الوطن وصولا الى حرب احتلال العراق عام 2003 والتي صمدت فيها هذه المدينة19 يوما بوجه الغزاة رغم شراسة وهمجية العدو فجميع جيوش التتار مر ت من هناك قادمة من قادمة من اراضي اخوة لنا لطالما دافع العراق عن عنهم فالاحرى بنا ان نسميهم (اخوة يوسف )واليوم تسجل هذه المدينة موقفا يضاف الى امجادها السابقة عندما خرج اهالي هذه المدينة في تظاهرة ضد الظلم والحرمان والاظطهاد الذي تمارسه الحكومة الحالية ضد ابناء الشعب فبعد سبعة اعوام من الاحتلال لازال العراق صاحب الخيرات والثروات النفطية الهائلة يتحدث عن الماء والكهرباء التي هي من ابسط حقوق الحياة اليومية للانسان العراقي وهذه الامور متوفرة في جميع بلدان العالم الغنية والفقيرة منها فلم نسمع يوما عن انقطاع التيار الكهربائي ولو لدقيقة واحدة في اي بلد عربي او اجنبي بل اصبح هذا الحدث احتفالا لدى بعض الدول حينما فالبرطانيون احتفلواقبل فترة بهذا الحدث الكبير حسب رايهم عندما اطفئ التيار الكهربائي لمدة خمس دقائق بعد خمسين عاما فكان هذا الحدث بمثابة احتفال كبير لهم ولو جائوا البرطانيون الى العراق لكانت جميع ايامهم اعياد بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء
ان البصرة التي تعتبراغنى محافظة في العراق والتي من المتوقع ان تكون العاصمة الاقتصادية له نظرا لااحتوائها على مرفىء مهم وحيوي وثرورة نفطية هائلة فظلا عن بقية الثروات الاخرى اصبحت اليوم كعكة يتقاسمها بعض السياسين واحزابهم المتنفذة فهم لايعرفوها الافي مصالحهم الشخصية وماصولة الفرسان عنا ببعيد التي لم تكن الاصولة للسيطرة على جميع مقدرات وثروات هذه المدينة وهذا مابدى واضحا من خلال شراء ذمم بعض العشائر قبل الانتخابات وغيرها من الامور الاخرى فالسيطرة على البصرة كانت سيطرة حزب وليس سيطرة دولة ونحن هنا لسنا ضد القانون لكننا نريد تطبيقه على الجميع ولمصلحة الشعب وليس ضده
فما جرى في البصرة اثناء التظاهرة السلمية والتي راح ضحيتها بعض الشهداء والجرحى ان دل على شيء فانما يدل على استهتار واستخفاف الحكومة باارواح العراقيين وضعف وطنية المسؤلين التي لاتاتي الامع الكهرباء الوطنية لساعة واحدة فقط فاذا كانت التظاهرة السلمية تقمع وتواجه بهذه الوحشية فما الذي تغير عن النظام السابق فذاك قمعي وهذا قمعي الاان هذا الامر مفرح بالنسبة لي فالحراك الجنوبي الذي بدء في البصرة كان له صداه في بغداد وذلك تمثل في التظاهرة السلمية التي خرجت في الكرادة احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي وهذا يدل على ان العراق لازال كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعت له جميع الاعضاء بالسهر والحمة وهذا دليل على ان الشعب حي وله الكلمة في مثل هذه الامور وليس بغافل عن مايجري في العراق فهناك صبر وللصبر حدود وطاقة تحمل فاذا انفجر يحرق الاخضر واليابس ومانريد قوله الان هو اذا لم تهب جميع المحافظات لوقف هذا الظلم فسيبقى الحال على ماهو عليه لسبعة اعوام اخرى وهذا مالانريد حصوله اننا لانحرض على العنف لكننا ندعو للوسائل السلمية ونرجو ان لاتواجه بالعنف كي لانقراء على الديمقراطية السلام

#علي_السعدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات