أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إكرام يوسف - في بيتنا أمل














المزيد.....

في بيتنا أمل


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 01:53
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


عندما بلغني أن المتطوعين في الحملة الداعمة لدعوة الدكتور محمد البرادعي من أجل التغيير، فشلوا ـ بسبب المضايقات الأمنية ـ في الحصول على مكان عام يعقدون فيه اجتماعًا كانوا قد خططوا له ليوافق يوم ميلاد الدكتور البرادعي. وسألني ابني الناشط ضمن احدى الجماعات المؤيدة للتغيير عما إن كنت أمانع في أن يجتمعوا به في شقتي المتواضعة. كان طبيعيًا أن أرحب، بل وأعتبر الأمر شرفًا كبيرًا أن أستضيف نخبة من المصريين الحقيقيين بمعدنهم الرائع؛ أولئك الذين امتلكوا الوعي وإرادة النضال من أجل تغيير يعيد لمصر وجهها الأصيل ويضعها في المكانة التي تستحقها ويستحقها شعبها.
قبل الموعد المحدد توافد على البيت مجموعات من أروع زهور بساتين الوطن، باختلاف مشاربهم الفكرية وتوجهاتهم: من المنتمين للحملة الشعبية لدعم البرادعي، ومجموعة يسار من أجل دعم البرادعي، وحركة كفاية، وحركة 6 أبريل ، وحزب الوفد، وغيرهم... حوالي مائتي شخص بينهم فتيات محجبات وغير محجبات وشباب ملتحون وحليقو الذقون، مسلمون ومسيحيون من مختلف الأعمار. وكنا قد قمنا بتخزين الأثاث في حجرة واحدة، ووضعنا مقاعد المستأجرة من فراشة قريبة على أساس أن الحضور لن يزيد عددهم على مائة شخص.. ففوجئنا بزيادة العدد على نحو اضطرنا لخلع أبواب الشرفة حتي يقف فيها البعض، ووقف آخرون على السلم عند مدخل الشقة، بل أن البعض اضطر للوقوف في المطبخ! حوالي ثلاثة ساعات ونصف الساعة لم يتململ أحدهم أو يشكو من التعب.
لا أعرف للمرة رقم كم التي يؤكد فيها البرادعي أنه ليس مرشحًا لرئاسة الجمهورية، وأنه مجرد داعية للتعديل الدستوري وإقامة الديمقراطية في البلاد؛ ليس بيده سلطة، ولا يأتمر حزب بأمره، وليست له جريدة تنطق باسمه. مثله مثل الكثيرين من الناشطين من أجل التغيير ، لا يختلف عنهم إلا في كونه شخصية لها مكانة دولية تتيح له حرية أكبر في التحرك، أوحت لناشطين عديدين أن يعتبروه رمزًا لحلم التغيير.. نعم، هو رمز حقيقي، لكن بعضنا اعتاد فيما يبدو على فكرة القائد المعلم والزعيم الملهم، والمخلِّص الذي يمتلك عصا سحرية تحقق لنا ما نشتهي من دون عناء. على الرغم من أن الرجل أكد أكثر من مرة أنه لايمتلك مصباح علاء الدين، وإن كان يمتلك روحًا تطمح للتغيير، وأنه سيخصص جهوده للوقوف في صف من يهدفون إلى التغيير مهما كان اختلاف الرؤى بينهم وبين بعضهم، أو بين بعضهم وبينه. لم يقدم الرجل نفسه إلينا باعتباره الثائر المناضل الذي سيقود الجماهير وينظمهم ويعلمهم آليات التحرك من أجل تغيير النظام. فلماذا يطالبه البعض بما لم يعد به؟ ولماذا ينتظر منه البعض أكثر مما طرحه؟ قال لهم بصراحة إنه لن يحقق لهم التغيير لكنه يطمح إلى أن يكون معهم وهم يحققونه.
علينا أن ندرك أننا لن نحقق التغيير الحقيقي إلا عندما نؤمن تمامًا أن الشعب هو صانع التغيير، وأن التغيير لا يمكن توصيله بنظام "هوم دليفري"، و الحرية لا بد أن تكون "مدفوعة الثمن مقدمًا"، ولن ننتزعها إلا بعد دفع هذا الثمن كاملاً. علينا أن نتذكر زمنًاً كان آباؤنا يتلفتون حولهم عندما يحاول أحدهم أن يلقي نكتة على مسامع صديقه، وصرنا الآن نستطيع الخروج في المظاهرات وعقد الاجتماعات رغمًا عن أنف النظام، ليس لكون النظام أصبح أكثر ديمقراطية، وإنما لأن آباءنا دفعوا الثمن اعتقالاً وتعذيبًا واستشهادًا؛ وعلينا نحن أن نواصل سداد الثمن حتى تتحقق لأحفادنا الحياة التي يستحقون.
عندما شرف بيتنا باستضافة هؤلاء المناضلين من أجل الحرية؛ منهم من جاء من أسوان، ومن جاء من قنا وأسيوط ومن السويس ودمنهور والاسكندرية؛ شحنوا بطارية التفاؤل في وجداني، وازددت إيمانا بهذا الشعب الذي لن يموت أبدًا.. دروس التاريخ تؤكد أن المصريين يمتلكون طاقة هائلة على الصبر والاحتمال، لكن غضبتهم تكون عاتية عندما ينفد هذا الصبر. فاحذروا غضبة الحليم التي لن تبقي ولن تذر. وتذكروا دروس عام 1977 عندما ظن الجميع أن هذا الشعب استكان للخنوع، فجاءت انتفاضته في 18 و19 يناير لتقلب جميع الموازين، وتؤكد خطأ حسابات من راهنوا على خمول الشعب وجموده. ويبقى إيماننا ثابت: الشعب هو الباقي والخالد، والأفراد إلى زوال. وإذا كانت دولة الظلم ساعة، فها قد مر منها بعض الوقت، ولم يتبق إلا دقائق.. هانت!



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا..؟
- جنازة عسكرية لشهداء العيد
- تأملات مصرية غير كروية
- العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 2-2
- العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 1-2
- مصداقية البديل.. أعز ما تملك
- إلا أزهار البساتين!
- احذروا.. إنهم يحرفون البوصلة! مسميات ثورية بنكهة المارينز
- انتبهوا.. إنهم يسرقون الحلم!
- هلوسات.. بمناسبة يوم المرأة
- أزمة .. وتعدي 22
- أزمة .. وتعدي 1-2
- صعوبة ألا تكون سوى نفسك!
- المشتومون في الأرض!
- غزة قبل عشرة أعوام 2-2..البديل الثالث
- لا وقت للمزايدة.. الكل مدان
- قبل البكاء على لبن يسكب
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إكرام يوسف - في بيتنا أمل