|
الكنيسة إحدي مؤسسات القمع التاريخية
محمد البدري
الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 10:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يتردد احد علي ما يسمي دور عبادة بقدر ما تردد المصريون. ولم يستهلك شعبا من الشعوب آلهة بقدر ما استهلك المصريون. ولم يجري قمع شعب بكل الامكانيات والقدرات الاستبدادية بقدر ما قـُمِعَ المصريين. فهل كانوا يصلون ويعبدون من اجل استدامة القمع ام من اجل زواله؟ فلو صدق التساؤل الاول لاصبح الامر وكانهم يستعذبون القمع فيدعون لاستدامته في مساجدهم وكنائسهم ومعابدهم الممتدة بطول البلاد وعرضها، وإما ان الهتهم جميعها لا تقبل رجائهم ودعواتهم وتتركم في ضلالهم يعمهون. وتصبح صلواتهم لا نفع فيها ولا رجاء من اقامتها ولا لزوم لها. اما إذا كان الطرح الثاني صحيحا فان تكرار المحاولة بالصلاة وبالدين هو الطريق الخاطئ لانجاز المهمة وبالتالي فان السر في بناء دور العبادة وجعلها تمتلئ بالمؤمنين المقيمين لصلواتهم هو من عمل الحكام لبقاء المصري متدينا اي مكبلا بالاستبداد ويصبح اللغز مفهوما وليس في حاجة الي ذكاء من نوع خاص؟
يعتبر المسيحيون المصريون انفسهم هم الاصل والبذرة الحقيقية السليمة التي لم تلوث للشعب المصري رغم ان الشعب المصري الحالي بكل طوائفه واعراقه ودمائه يحمل كل الجينات من مختلف الاعراق، وفي الثقافة يحملون كل الملوثات والفضلات من الثقافات والافكار والديانات والقيم التي اغتسل منها العالم المتحضر حاليا، فعالم اليوم هو عالم ديموقراطي، بينما لا يوجد في الشارع المصري سوي مخلفات كل الغزاة والتي مكانها الطبيعي صناديق القمامة. ولا يعني ذلك ان فرص الاستحمام ولو مرة واحده كانت متعثرة او لم تكن ممكنة فالنيل يجري وبه مياه تكفي لغسل شعوب باكملها بل ما اكثر حكايات التطهر والتعميد بمياهه زمن الفراعنة. لكن يبدو ان المصريين قد ادركوا انه بتلويث النيل وافساد مياهه فلن تكون هناك حجة لاحد لان يلومهم علي ما هم فيه، فقاموا بقطع مجراه في مشروع هللوا وغنوا له، وبتلويث مياهه فلم تعد الدموع الايزيسية هي مصدر فيضانه بل مخلفاتهم وفضلاتهم الفكرية والمعنوية والاخلاقية.
يردد المصريون وعلي راسهم الزعامات الدينية لاكبر طائفتين في مصر ويجاريهم السياسيين ككومبارس يقف خلفهم بانهم شعب متدين. ولم يحاول احد تفنيد بؤس هذه الفرية الظالمة الفاسدة. فلا التدين مفخرة ولا عدمها رزيلة. لكن الفضيحة تكمن فيمن يحاول ابعاد الانظار او تضليل البصر عن ان غياب العقل نجاسة وجريمة يعاقب عليها البشر في العالم الحديث بكونهم ارهابيين. فالتديين هو المكافئ لغياب العقل واحالة كل شئ الي الفضاء العام.
ارتكب المصريون اكبر الجرائم التاريخية العنيفة في حق انفسهم عندما استدعوا المسيحية ثم رحبوا بالاسلام، وفي قول آخر اقرب الي الصحة والصواب انهم اغتسلوا من المنطق والعقل والفلسفة بالمسيحية فاصبح العدوان عليهم سهلا باستخدام الاسلام كاحد ادوات الاستبداد المتوطنه بارض مصر. اليس التوحيد بتر وتشويه للتعددية؟ قريبا ستشهد مصر القضاء تماما علي البلهارسيا، اما الاديان فنحتاج الي امر آخر لعلاج امراضها.
فبعد العيش في ظل الحكم اليوناني البطلمي والروماني استدعي المصريون الفكر التوراتي العبراني في مرحلته الاصلاحية الفاشلة تحت مسمي المسيحية. ولم يكن للتوراه ان تظهر الي الوجود لولا الهكسوس وغزوهم للبلاد، اي قبل ذلك بحوالي الف ومائتي عام، وخروجهم يتباكون علي ارض تفيض فولا وعدسا وبصلا وقثاءا. اشتاقوا اليها بعد المن والسلوي المجاني رغم ان الفول والعدس والبصل تحتاج الي جهد وعرق وعمل لا اعتقد ان هكسوس الزمن القديم او اقرانهم عرب العهد الحالي يمجدونه. فهل يستحق طبق الفول وفحل البصل وطبق السلطة كل هذا العرق والجهد لحيازته مقارنة بسيخ واحد من اللحم المشوي بعد افتراس الراعي لاحدي غنماته؟ انه سؤال لا يساله الا من لا يعرف العمل لكنه معتاد علي التطفل علي ما هو امامه من ثروة، ثم يفسر الامر بأنه قربان او تضحية من اجل اله يحب رشاش الدماء وريح القطر (رحم الله ابي العلاء).
لم تكن المسيحية غلي طريق دمشق باكثر من محاولة تنظيف واغتسال من رزائل بني اسرائيل اتي دونوها في العهد القديم. لكن المصريين استدعوها كاختراع جديد والهه مستحدثة. فهل كان المصريون يهودا وفي حاجة الي اصلاح ما افسده الدهر؟ وهل حاجتهم للمسيحية ضرورة بقاء؟ ولماذا بقوا علي مسيحيتهم حتي بعد ان جاء دين اكثر قمعا ليحكمهم وتوارت المسيحية بين اسوار الكنائس والمعابد القديمة بل وقبل اصحابها اللغة ليصلوا ويرتلوا بها الي الههم القديم رغم عدم التيقن هل نجح الاله التوراتي في امتحان التويفل TOEFL العربي ليدرك ما يقوله المؤمنين القدامي بعد التجديد باللغة الوافده؟
اخضع المصريون روما بجعل المسيحية ديانه شعبية في مصر، فما كان للحكام هناك الا بالاعتراف بها لضمان الاستمرار والسيطرة واحكام القبضة. فهل يضحي حاكم بحكمه وسطوته وثروته وجاهه من اجل محاربة وهم والتمسك بوهم آخر؟ تاتي الاوهام جميعا او تذهب جميعا ولا يبقي سوي كرسي السلطة ذو الجلال والاكرام. انها فلسفة الحكم قبل خلق آدم وقبل ان ينكح حواء في عملية هي زنا واضح لا لبس فيه، فلا شهود ولا عقد ولا اشهار ولا دفوف. فلماذا يقولون آدم عليه السلام؟
لم يمر قرنين من الزمان من استيراد المسيحية حتي زادت القبضة تشددا في مصر. فمادام الناس في حاجة الي التشدد والقمع فليكن القمع إذن دينيا وبقوة السلاح من اكثر الشعوب جوعا وفاقة. هكذا اتي العرب لسد ما بقي من فتحات وحتي لا يتسرب اي ضوء الي المقبرة التي رضي العالم القديم ان يرقد فيها مطمئنا الي ايمانه وفي رحمة من صلي وسبح وسجد له لالاف السنين. فصحيح تماما انه كان استعمارا سياسيا، وصحيح ايضا انه كان استعمارا دينيا. ولكن ما علاقة التحرر الوطني بالاستقلال وبالافكار والفلسفة والدين. الم يغزوا الدين كل اوروبا دون عسكرة او حروب فتح. لكن الخيبة الكبري هو السكوت عندما ياتي الدين علي اسنة الرماح ومع صليل السيوف ثم يسكت المتنطعون بالايمان المسيحي عن الاستقلال.
ففي زمن البطالمة والرومان اصبحت الاسكندرية مسرحا للعب سيناريو الديموقراطية الذي فشل المصريون في محاكاته منذ وحد مينا القطرين. فجميع الالهه اجتمعت، المحلي منها والوافد، واختلطت الافكار من شمال البحر الابيض بجنوبه بل ان العناصر والاعراق باتت كلها في تجانس اجتماعي فريد. فالاسكندرية مدينة بحرية. لكن الفشل كان لها بالمرصاد حيث تاسسست عندئذ القاعدة الذهبية القائلة: إذا كان هناك دين صحيح فلا بد أن الثاني خاطئ. وإذا كان هناك دين واحد صحيح فجميع الاديان الاخري باطلة. بينما ظل الجانب الاجتماعي متجانسا مثله مثل الحاضر الحالي حيث يستحيل التفرقة بين المسلم والمسيحي، وختلط كل شئ لمن لهم عيون ايقونات واقنعة الفيوم وبحدقات زرقاء وخضراء وملامح بشرة ناعمة بيضاء مع اللون الاسمر والشعر الجعد. اختلطت العناصر والاجناس بحرية تناسلية وتزاوجية في نفس فترة اختلاط الافكار والاديان والفلسفات.
كانت الاسكندرية في منتصف الالفية الاولي بعد الميلاد بيئة صالحة ليخرج منها ما كان يمكنه تحاشي الدخول في عصور الظلام وكذلك ما كان يمكنه استكمال مسيرة العلوم النظرية تاسيسا علي مبادئ الهندسة لاقليدس والرياضيات لفيثاغورس والطبيعيات لارشميدس وجيش كبير من علماء مدرسة الاسكندرية في ذروة مجدها. وانتهي المشهد مرة اخري بماساة تحطيم المدرسة وقتل وسحل علماؤها باعتبار ان المصريون لم يكونوا قد اكتفوا بذل العبادة والتمسح بالالهه فاتي العزل والفصل والاحتكار فيما بين العقل والدين والعلم وبين المطالب والاحتياجات وبين الرغبات والاشباعات. عاد المجتمع للانغلاق وبالتالي امكانية نمو العفن والفساد. علي هذه الارضية تقدم عمرو ابن العاص فخورا مزهوا فالبيئة صالحة لقبول الاسلام مثلما يزهو الاسلاميين الان بنشر الاسلام في اكثر المناطق خرابا وجهلا كافغانستان والصومال.
يقول كثيرين لتبرير الانكفاء علي فسادهم واجتراره مرات ومرات ان المصري كان يقاوم بالدين الاستعمار الخارجي ويستشهدون بواقعة نابليون وافعال مشايخ الازهر مثلما حكي الجبرتي او ما جاء عند المؤرخين عن تلك الفترة الاقدم. وكمفتاح للفضائح التاريخية التي سجلها التاريخ كصحيفة للسجل الجنائي فهناك شاهدي عدل علي ما يحاول المصريين طمسه خوفا من الم الذكريات البغيضة في تاريخهم. الاولي عندما نقرأ تاريخ جزيرة فاروس التي قام الاسكندر بالردم ليصل بينها وبين الشاطئ الافريقي. فقلعة قايتباي الحالية تقع الان علي انقاض منارة الاسكندرية. للقلعة فلسفة وفكر مثلما للمنارة من فكر وفلسفة وشتان بينهما. فما هي مرجعية قيتباي وما هي مرجعية المنارة. وعلي نفس منوال المصير المؤلم للمنارات فوادي النطرون كمنفي اصبح ملاذا وقرة عين لسلالة الرهبان عزلا وتكفيرا للذين قتلوا هيباتيا وحطموا مدرسة الاسكندرية باعتبار علماء الرياضيات ملحدين في زمن سياده فكر المنارات!!!
فما اكثر الاقدام علي ارتكاب الاخطاء والجرائم واصحابها علي قناعة بانهم مؤمنون. فاخطاء التاريخ الديني والعسكري يعطي الحق في الاستعلاء بوضع القدم علي رقاب المهزوم او البناء فوقه أو ردمه طالما اصبح مكان العبادة هو المنوط به تبرير الايمان وان المجد العسكري اجدي من الارتقاء العقلي. اليس هذا ما تقوم به اسرائيل من حفريات تحت المسجد الاقصي. وقفت مرة امام مسجد المرسي ابو العباس وتسائلت هل يرقد الاسكندر تحته؟ تحول المصريين الي مسيحين والي مسلمين دون ان يدركوا ان الثمن كان علي حساب العقل في الحالتين ولنا في المعمار وشواهد الحضارات برهان علي كل مرة.
في عصرنا الحديث تكرر المشهد مرة اخري من جانبه الديني والعسكري وبشكل به من الابتذال والسفة والخفة ما يفوق جرائم الزمن القديم. فعندما قام عسكر يوليو باخذ الوطن عنوه بتسلمه من الانجليز بمباركة الامريكيين حسب وعود وودورد ويلسون بتقرير المصير استحضروا العروبة ثم الوهابية كدين جديد باعتبار ان اسلامهم السابق لم يعد مجديا، او ربما اعتبروا الوهابية إصلاحا للاسلام بعد فساده زمن الليبرالية مثلما كانت المسيحية اصلاحا لليهودية. متناسيين ان كل اصلاح لاي دين يخرجنا من النور الي الظلام او الي الحروب الدينية مثلما ادت ديانة البروتستانت دورها. فدورة القمع والاستبداد في هذين الشكلين من الحكم هما ابشع مما بقي طوال التاريخ وانه لا خلاص لهم ايضا الا بعدم بتكرار نفس السناريو الممل والمقيت طوال التاريخ.
هذا العام بدت في الافق فرصتين من الفرص القليلة من اجل تغيير الحال المصري. اولها مع البرادعي في حركة شاملة من اجل التغيير في السياسة والاجتماع والاقتصاد. والثانية في صلب من يقولون بانهم مصريون حتي النخاع في حكم محكمة تعطي حق ممارسة الجنس لرجل تقبع مؤسسة الكهانة المسيحية علي نصفه الاسفل لمنعه من حقه الطبيعي بعد ان استولت علي نصفه الاعلي بالايمان. فهل يتذكر مشايخ الكنيسة مهازل التاريخ فبل النطق بالحكم في قضية الزواج الثاني؟ أم ان علي الزوج الاستشهاد بآدم بانه كان عليه السلام اول زان في التاريخ.
وجد رجل مصري نفسه محروما من نعمة ربه ومكبوتا جنسيا بنعمة الكنيسة بعد ان طلقته زوجته في محكمة مدنية من خارج مؤسسة النكاح او الانفصال الكنسي. ولم تسال الكنيسة نفسها هل حرمان مواطن من حقه الطبيعي عدوان عليه ام ارضاء للمسيح؟ ولنتذكر ما قدمناه سابقا من ان السلطة - اي سلطة - لا يهمها سعادة المواطن بقدر ما يهمها شقاؤه. وكأن اختراع الدين وتبنيه من قبل السلطة تاكيدا للقول الشهير الحاجة ام الاختراع. وهل هناك من شقاء كالذي اكده فرويد في نظريته للتحليل النفسي من ان اللذه هو ما يجب كبتها من اجل طاعة السلطة علي الارض او في السماء. فتحقيق مبدا اللذة هو ضمان الديموقراطية الاول وهو ايضا اول اكتشاف تحقق في العالم القديم والحديث. لكن ما العمل ونحن نعيش بين ابنية ومؤسسات علي شاكلة قلعة قايتباي او المرسي ابو العباس او الكنيسة أو الازهر. كلها مقرات للسلطة الروحية تستمد اوامرها من مصدرين رئيسيين احدهما من السماء والثاني من احدي قلاع الدولة السيادية.
كان اول قمع في تاريخ البشرية يجري باخصاء وقطع الاعضاء الجنسية للخصوم. وهو مماثل للطرد من العمل في العالم الحديث. فالعمل مثل الجنس يحرران الفرد، وعلي المعترض العودة الي العلماء الاتقياء امثال ماركس وفرويد. فهل عرفت المشاعية البدائية الانتاج الا بانتاج البشر كاول ما عرفوه عن طريق اللذة؟ وللحرمان من حقه في العمل والانتاج حرموه من عضوه بالبتر. اما العقاب الكنسي بعد تحضر دام لاكثر من 7 الاف عام فاصبح بالحرمان من ممارسة العضو وظيفته وتركه يعذب صاحبه. انه عقاب اشد من البتر القديم، فيالها من كنيسة متحضرة!!! وأكثر تحضرا من بربريات العصر القديم.
حقوق الانسان وعلمانية المجتمعات المعاصرة تمنع عمليات التشوية كعقاب بينما تصر الكنيسة علي البتر النظري للبيدو الرجل المسيحي بحجة انه زني ومطلق اي خرج من رحمتها بجريمة اصبح سهلا الغاؤها بتغيير الدين حيث يوجد زبائن ودكاكين دينية من نوع آخر يقولون أهلا بالزناه وان كل شئ ممكن الا الشرك به. وجود الاسلام حقق حلولا ليس لانه مؤسسة ديموقراطية وحريات اعلي إنما لان القدر أو الزمن لم يمهل الوحي الاسلامي الوقت الكافي للخصم من انفلات الجاهلية العربية بانفلاتها الجنسي وحق الممارسة باعلي صورها (إقرأ كتاب عالم المعرفة العدد 80 بعنوان: الزواج عند العرب في الجاهلية والاسلام). فجميع مؤسسات الدين (اي دين) مهتمة اساسا بالقمع الجسدي. لهذا بدأ الخصم من انفلات الجاهلية العربية الجنسي حتي اربعة فقط، ولولا الشاه المسمومة في قصص السيرة لراينا شيئا ربما اقرب الي التبتل العذري.
وتتعقد القضية وتزداد استشكالا في مسالة الزواج الثاني عند الاقباط إذا ما غير المظلوم كنسيا دينه من اجل الحصول علي حقه الطبيعي بعد الطلاق. فالحكم بحق الزواج الثانى للمسيحي المصري المطلق، ليس سوي فخ بتحويل الحق الطبيعي للبشر الي قضية خلاف قانوني بين حق المواطن في الزواج او حقه في الزنا بعلم الكنيسة وبرعايتها، لان الرجل مازال مسيحيا اي ضمن رعايا الشعب الذي يراسه البابا دينيا. فتعدد الفتاوي في الاسلام ما يرتاح اليه ويجد فيه المطلق مخرجا أما فى المسيحية فيظل الأمر فى يد الكهنة، ولا يجوز مناقشة النكاح الا معهم.
فالارتباك المزمن في حياه المصريين بسبب بقاء الاديان بعد انتهاء صلاحياتها لم يوحد الأقباط خلف قيادتهم الدينية ليس فقط في قضايا الزواج والطلاق بل ايضا في السياسة. فحكم المحكمة هو خطوة باتجاه تاسيس دولة مدنية لازال تاسيسها ناقصا لكثير من التشريعات التي تعوق من يعتبرون انفسهم مصريون حتي النخاع كبناء دور العبادة دون قيود وتولي الوظائف الكبري والمناصب العليا في الدولة فليس من المعقول ان يظل مصري يدعي بمصريته الخالصة معزولا عن حقه في حكم الوطن كصاحب له لا يملك التاريخ ان يجد من يحمل صك ملكية لوطن بقدر ما لدي اقباط مصر! حكم المحكمة هو توسع في الحقوق بعد ان تم تحميل المصري بواجبات لا لزوم لها طوال التاريخ لكن الخوف كل الخوف من مواطنين يريدون الجمع بين الدين والمصلحة. فعادل امام طالب الامن ووزارة الداخلية بالفصل بينهما والا يعطل رجال الامن مصلحته السفلية في مقابل امن السفارة التي بالعمارة. فاطاعته الوزارة ولبت رغباته. فلاول مرة وبفضل معاهدة الصلح واقامة علاقات مع دولة اسرائيل تم فصم علاقة الجنس بالسياسة وبمعرفة الدولة وتحت رعاية جهازها الرقابي الامني الذي اصبح يمرر الجنس من اجل حماية بني اسرائيل – علي الشاشة البيضاء. فهل شاهد البابا شنوده الفيلم ليدرك ان هناك اولويات يتم فيها التضحية باشياء خاصة جدا لا تخصه ولا علاقة لاحد بها مقابل اشياء تهم الجميع في السياسة والامن. واعتقد انه عندما تتازم الامور اكثر سيتم التضحية بالدين من اجل السياسة ايضا. والا فليجيب البابا شنوده لماذا تغيرت الاديان وبقيت السياسة وكرسي السلطة وليس اي كرسي آخر. لكن البابا يريد ان يكون ملكيا اكثر من الملك فلا سياسة ولا جنس.
فصاحب الدعوى بالنكاح مرة اخري لجأ للدولة العرجاء بين المدنية والدين. فهناك طرق كثيرة يمكن للرجل بها تحقيق مبدا اللذة الذي تصر مؤسساسات الكهانة التاريخية في مصر بتسميته زواج والغزاه الجدد باسم نكاح. تبدا تلك الطرق بتغيير الملة الكنسية داخل مؤسسة الكهنوت المسيحي عامة، وهذا ما استقرت عليه الالعيب التي قبلتها الكنيسة. ويمكنه ايضا ان يتزوج خارج الوطن علي ارض الكفار في اوروبا وامريكا او الصين ويجبر الكنيسة علي قبول العقد. بل يمكنه ان يقول بالشهادتين فيتزوج علي حساب الخصم من تعداد شعب المؤسسة الكهنوتية الاقدم مصريا. فالتحايلات كثيرة ومتعدده لكن الطريق المختصر والاقصر حسب اولي مبادئ اقليدس الهندسية بان الخط المستقيم هو اقصر مسافة بين الرجل والمرأة يكمن في ان يتضامن مع اقرانه المسيحيين والمسلمين والعلمانيين لاستخراج قانون يحق للجميع فيه الزواج المدنى بدون سنه الله ورسوله او بدون سر مقدس. فهل هذا ممكن ام مستحيل؟ لو ان المصريين لم يهدموا مدرسة الاسكندرية ويقتلوا هيباتيا ويتنكروا لاقليدس لما خصوا انفسهم بالوصول الي المرأة عبر اصعب الطرق واطولها بالذهاب الي السماء لاستخارج تصريح زواج من هناك. فما اسهل الإجراءات الممكن اللجوء إليها علي الارض دون طلب بمباركة الكنيسة فى دولة تدعى تدين المصريين اي بربطهم في ساقية اسمها الايمان والغمامة علي اعينهم فلا يعرفون كم مر عليهم من التاريخ او كم قطعوا من اميال وهو وقوف في مكانهم بدون حراك او حق لا في الزواج او في السياسة.
#محمد_البدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشترك بين لينين وستالين والاسلام
-
إما الليبرالية وإما مالاخوليا العروبة
-
صديقي العزيز
-
العرب بين الاساطير والعقلانية
-
حوار مع د. طارق حجي
-
أهل السنة أهل المشاكل
-
جاء بمجلة الايكونومست
-
ويسألونك عن الروح
-
البديهيات التي لم تكن كذلك
-
عَمَّ يَتَسَاءلُونَ
-
الكفيل من سوءات العرب
-
تشريح المجتمع هو فضح لنصوصه
-
في ذكري عيد عمال مصر
-
هل الصدق من قيم الاسلام؟
-
نجاسة الطائفية في الجامعة
-
رد علي عبد المنعم سعيد
-
القطيعة مع اهل الهولوكوست
-
مكاسبنا الانترنتية
-
نظامنا في القرن الجديد
-
ذَلِك عبد الناصر ... أنا تؤفكون
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|