مصطو الياس الدنايي
الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 18:24
المحور:
الصحافة والاعلام
تكريم المفكر العراقي البروفيسور كاظم حبيب من قبل حكومة إقليم كردستان
مصطو الياس الدنايي / سنونى
على مدار يومين متتاليين ( 16 ، 17 / 6 / 2010 ) احتضنت قاعة بيشوا التابعة لمبنى وزارة الثقافة في اربيل / عاصمة اقليم كوردستان .. فعاليات مهرجان تكريم الكاتب و المفكر العراقي المعروف كاظم حبيب ، حضرها نخبة مميزة من المثقفين و رفاق كاظم حبيب في درب الصداقة و النضال السياسي ، بالاضافة الى المسؤولين في حكومة الاقليم ، و نخبة من الاعلاميين و الكتاب في مختلف المناطق الكوردية .. و يأتي هذا التكريم دلالة على شكر و تقدير حكومة كوردستان ( قيادة و شعباً ) للكاتب و المفكر العراقي المميز و مواقفه النبيلة ازاء قضية الشعب الكوردي و كوردستان حتى نال صفة صديق الشعب الكوردي ..
نبذة مختصرة عن سيرة المفكر و الكاتب كاظم حبيب : كاتب و سياسي عراقي .. ولد في كربلاء سنة 1935 .. سجن في العهد الملكي من سنة 1955 – 1958 .. تعرض للاعتقال سنة 1978 و غادر العراق .. شارك في حركة الانصار الكوردية من سنة 1981 – 1984 و كذلك ما بين عامي 1987 – 1988 .. متزوج و له بنت و ولد .. من نتاجاته الفكرية و العلمية الاقتصادية :
• بحث في إنتاج واستهلاك الحنطة في العراق ، مطبعة المعارف. بغداد / 1971.
• ثلاث كراسات عن إنتاج الحنطة والشعير والرز في العراق .
• أراء في مفهوم وقضايا الإصلاح الزراعي ، بمشاركة الدكتور مكرم الطالباني . منشورات مكتبة بغداد ، بغداد / 1971 .
• دراسات في التخطيط الاقتصادي دار الفارابي ، بيروت مكتبة النهضة . بغداد / 1974.
• ملامح تطور التعاونيات الزراعية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية .
فعاليات اليوم الاول من مهرجان التكريم – الفترة الصباحية - ( الأربعاء 16 / 6 / 2010 ) :
• كلمة ترحيبية بالحضور
• النشيد الوطني العراقي ( موطني ) ، و النشيد الكوردستاني ( ئةى رةقيب )
• كلمة السيد نوزاد هادي / محافظ اربيل : نرحب بالضيوف الكرام في كوردستان ، كم نحن سعداء كشعب كوردستاني في تكريم شخص حارب الديكتاتورية و ناضل من اجل الشراكة الوطنية الحقة .
• كلمة اللجنة التحضيرية ، ألقاها الدكتور شمال حويزي : تحية للحضور و لصديق الشعب الكوردي و الذي دأب على تسخير نتاجاته الفكرية من اجل تفعيل الاخوة ما بين أطياف الشعب العراقي .. بالتأكيد لتكريمه هذا تقدير واضح لجهوده الطيبة و التي بذلها في سبيل مستقبل أفضل للشعب العراقي بشكل عام و الكوردي خاصةً ، و لا شك ان هذا التكريم هو تقييم للمثقفين جميعاً و نصرة لدعاة الحرية و مقارعة الظلم و غرس ثقافة المحبة ما بين المجتمعات .
• كلمة رئاسة مجلس اقليم كوردستان ، ألقاها السيد ( كاوه محمود ) / وزير الثقافة و الشباب : نحن جميعاً و من منطلقات مختلفة قد تكون متنوعة و مواقع مختلفة ، الا أننا نتشارك في أمر واحد الا و هو روح المواطنة و الشراكة الحقيقية .. لذا ، رفع كاظم حبيب الانسان المناضل و المفكر الانساني ، شعار البيشمركياتي من خلال السلاح الفكري و بقي يساند الشعب الكوردي من كل الجوانب .. ان هذه المفاهيم نابعة من روح كاظم حبيب الذي كتب عن الايزديين و الكلدانيين و الصابئة على حد سواء .
الاخوة المشاركون و الحضور .. ان حضوركم هو تكريم لثقافة كوردستان .
الصديق كاظم حبيب .. لك حصة في كوردستان كما لأي منا ، و لا يجوز أن يُرحب بك في بيتك و انما أنت بين أهلك و ناسك .
• كلمة الوفود و الشخصيات المشاركة ، ألقاها الكاتب احمد رجب / عضو لجنة رعاية المهرجان : كاظم حبيب ، رمز و دلالة لقَزَح المجتمع العراقي بكافة ألوانه .. لذلك ، كانت المبادرة منا و دعوة الى وزارة الثقافة بتكريمه و تأمل لجنتنا على ان يكون مثل هذا التكريم بشكل سنوي من اجل لم كافة القوميات و المذاهب في هكذا محافل ثقافية .
• الشاعرة المغتربة بلقيس حسن : تحدثت عن البروفيسور كاظم حبيب قائلة .. لقد حمل هذا الشخص قضايا كثيرة على عاتقه من قضايا المرأة و الشعب الكوردي ، كما شاركت بقصيدة تغنت فيها بحب الوطن ، منتقدة الواقع المرّ الذي يعيشه (( هذي بلادكم الزهية و البهية ،،، رقصةً صارت و جرحٌ لا ينام )) ، و في مقطع آخر عبرت عن استيائها ازاء حالة معينة (( نعلن الموت الأخير ،،، لكل امرؤ يرتدي زيّ النبي )) .
• كوران كاكاي / قائممقام حلبجة : أهدى هدية أهالي حلبجة للدكتور كاظم حبيب ، تقديراً لكتاباته و مواقفه الانسانية من جرائم ضرب حلبجة بالاسلحة الكيمياوية .
• هدية وزارة الثقافة و الشباب و لجنة رعاية المهرجان للحفل الى صديق الشعب الكوردي كاظم حبيب ، قدمها الدكتور كاوه محمود .
• كلمة للدكتور كاظم حبيب : يسعدني جدا ان أكون بينكم ، شكرا للجميع ، شكرا للأخوة و الأخوات في حلبجة على تكريمهم لي ، و شكرا للرفيق عقراوي بنقل هذه الوقائع على فضائية كوردستان .
• قدمت الفرقة القومية الكوردية ، لوحة فنية راقصة جسدت التراث الكوردي .
الفترة المسائية لليوم الاول من المهرجان – الساعة الرابعة عصرا – قدم فقراتها الاستاذ دانا جلال :
*كلمة البروفيسور تيسير الآلوسي : الحديث عن كاظم حبيب ليس سهلا ، كونه تركيبة من الثقافة العراقية و العربية العامة . ولد سنة 1935 ، و شارك والده بتزويد رفاق ثورة العشرين ، ولادته في كنف عائلة متنورة . و مع هذه التفاصيل كانت فترة الثلاثينات و الدخول للأربعينات مرحلة مهمة بالنسبة للمجتمع العراقي . حيث لم يكن هناك تسييس الدين ، بل كان هناك تقديس للدين ، من هنا كانت العلاقة بين العراقي البسيط و من يهتم بالفلاح البسيط و العامل و المثقف .. انتمى البروفيسور كاظم حبيب الى الحزب الشيوعي سنة 1953 ، في مرحلة حياته الأولى ، شبابه لم يخلو من المغامرات العاطفية . يبدو و ان طابع التعددية في كربلاء وقت مرحلة شبابه كانت حالة مساعدة و حافزاً لعلاقة شخصية بين كاظم حبيب و المجموعات الأخرى ( قومياً و فكرياً ) ، وفرت له الأرضية المناسبة في التعرف على طبائعهم .
في كربلاء ، بلدة كاظم .. كان للدين التعددي السهل تواجد مقبول ، و نتيجة تلك التعددية كانت السمة الرومانسية المميزة . في خضم ذلك ، كان الدكتور كاظم حبيب من المستمعين المميزين للقرآن الكريم . هذا الموضوع له علاقة بين رجل متفتح ، متمرد على المظالم الموجودة مع المجموعات التي تمارس الطقوس الدينية الشيعية . ممكن ان نسميه تلك المرحلة آنذاك ، مجتمع مدني مع التحفظ على كلمة ( المدني ) .
اليوم مرت 75 سنة من عمر كاظم حبيب ، البروفيسور ، الكاتب ، المفكر ، المسرحي الذي قدم عدداً من الاعمال المسرحية مشاركة مع الشباب في كربلاء خلال مرحلة شبابه .
ان الشاب المتمرد في مرحلة شبابه ، مرحلة النموذج ، بلا شك ستكون فدائية ( صفة البيشمركه ) ، و الدكتور كاظم حبيب ميَّال الى المسالمة و روح التسامح ، بإمكاننا تشخيص الحالة ( فدائي ، تسامح ، شيزواجية ) .
اللحظة التي تفرض في اوضاع مرحلة التحدي تكون شخصية التسامح أمراً واجباً ، و من كلمات كاظم حبيب (( لقد فقدنا الكثير من الطيبين من الانصار لأسباب لا يمكن تبريرها بأي حال .. أشعر بالأسى لفقدان هؤلاء )) .
لم يكن دخوله في مبدأ الفدائية ( البيشمركه ) ان يكون عدائياً او محارباً ، بل كان يريد التعبير عن الانسانية السلمية .. يدرس المجتمع العراقي بشكل مفصل مع عدم حصول عملية التنوير الديني ، و مع الاشارة الى انه ذكوري . يأتي القضية هنا الى انها ليست فقط دينية و انما ضعف القوى الديمقراطية و هي قضية مؤسساتية و اجتماعية كبيرة . و المرأة العراقية ظلمها الدستور مع ان علاقة المتدينين معها لا تزيد عن ذلك التفكير بالجنس .
و موقف كاظم حبيب من القوميين يتلخص في انه واحد من ابرز الذين مُنحوا لقب صديق الشعب الكوردي ، و هذا يعني ان الكورد منفتحون و يرغبون تنمية العلاقات مع المحيط و الآخرين . و الموقف من القضايا القومية هو موقف أممي .. و كاظم مع موقف فدرالية كوردستان ، مع ان العراق لا يمكن ان يكون بفدرالية غير التي على شاكلة فدرالية كوردستان .
*كلمة المؤرخ كمال مظهر : انتمى كاظم حبيب للحزب الشيوعي سنة 1953 ، و وضع نفسه سريعاً في قيادته حتى أصبح عضواً بارزاً في اللجنة المركزية للحزب المذكور . له مواقف متميزة تجاه الشعب الكوردي ، و لا يسعني الا ان اذكر هنا رجلاً مميزاً آخر ( غائب عن احتفالنا هذا ) .. انه زهير كاظم عبود ، و الذي لم يبخل على الكورد بجهوده و فكره الانساني .. لذلك ، فأن هؤلاء يستحقون لقب أصدقاء الشعب الكوردي .
أتذكر جيداً أن الدكتور كاظم حبيب كان مهتماً جداً بي ، حينما مرضت و تعهد بدفع كافة مصاريف السفر الى الخارج و العلاج و مراجعة الطبيب .
أن علاج الجروح في العراق بحاجة الى أناس أمثال كاظم حبيب الكربلائي .. بل نحن بحاجة الى آلاف من كاظم حبيب كي نعمم ثقافة تقبل الآخر في المجتمع الكوردستاني و العراقي بشكل عام .
*كلمة عيدو بابا شيخ : استغل الفرصة بالتحدث عن الايزديين و ديانتهم و بصفتي فرد منهم ، خاصة و ان من بين الحضور في هذه القاعة مفكرون و علماء دين خارج اقليم كوردستان و العراق ، و لزاما أتطرق الى فلسفة الديانة الايزدية و نظرتها لبقية الاديان و التعامل معها حتى و لو باختصار .. فقد تعرض الايزديين الى شتى انواع الظلم و تعرضت ديانتهم للتشويه سواء متعمدا او جراء عدم الدراية الكافية بها .. حيث كانت جغرافيتهم تمتد الى منطقة الزاب في كوردستان ، و باتوا الآن منحصرين في منطقة سنجار و الشيخان ، و قد كتب البروفيسور كاظم حبيب عن الايزدية كثيراً بشكل منصف ، مشيراً الى معاناتهم ، و شارك في مختلف الفعاليات التي أقيمت باقليم كوردستان او في الخارج ..
شارك بعض الحضور في المشاركة مع كلمة عيدو بابا شيخ و كما يلي :
• كمال مظهر : أؤيد تماما ما ورد في كلمة عيدو بابا شيخ 100 % ، بحيث ان هناك وثائق و كتب تاريخية تثبت و تؤيد انه في القرن التاسع عشر كانت مناطق جغرافية الايزديين تمتد الى الزاب في منطقة ( التون كوبري ) .
• الدكتورة نرمين قالت : يجب علينا الانصاف جميعا حينما نكتب عن التاريخ لاسيما عن الايزديين ، و أتمنى من الجميع ان ينصفوا الايزديين لأنهم تعرضوا للظلم عبر التاريخ .
• الأديب فاضر ثامر : يمكن وصف حالة التعامل الطبيعية مع الايزديين و ديانتهم في العراق الجديد و تقبّله بحالة التعايش الصحي .
*كلمة الاستاذ زهير الجزائري / مدير وكالة أصوات العراق : معرفتي بالدكتور كاظم حبيب كانت في الجبل ، حيث كان أول تماس مباشر لي مع الطبيعة و أنا ابن المدينة الذي يتوجه الى الجبال .. حيث كانت ( حركة الانصار ) .
كانت الفكرة السائدة حينئذِ هو العمل العسكري ، و كلما كان الاندماج مع الجبل .. كان التراجع الثقافي و بروز الحسّ العسكري . لذلك كان دور كاظم حبيب في تفعيل المدرسة الفكرية و تدريس الرفاق النظريات الفكرية .. كان مكاننا يضم ( الطبيب ، الرياضي ، الأستاذ ، القصاب .. الخ ) .
كنا في العام الرابع من الحرب العراقية – الايرانية ( 1984 ) ، و كان الوضع صعب جداً .. هنا تعرفت على شخصية القيادي الحزبية و الطبيعية ، لقد كان كاظم حبيب دقيقاً جداً في مواعيده و ملتزماً بالالتزامات الحزبية .. كان الى حد بعيد حريص جداً في ان يشارك بالعمل اليومي المنهك ، يحب التعرف على الأشخاص فرداً فرداً من خلالي .
كان و باستمرار حريص أيضاً في ان يكون لنا برنامج ثقافي من خلال نتاجات مسرحية و نحن في مرحلة النضال بالجبل ، لم يكن كاظم حبيب متمرساً بالكتابة الصحفية في بداياته الكتابية حتى تعلم أخيراً ذلك الفن الكتابي .
كاظم حبيب موجود في الخارج ( جسماً ) ، لكنه يتواجد في العراق دائماً .. و طول فترة تواجدنا معاً في الجبل ، كنت اكره مصطلح كلمة ( التعاطف ) مع الشعب الكوردي ، و انما كنت و لا زلت مؤمن بطبيعة الكتابة النقدية لكاظم حبيب ازاء بعض الامور في كوردستان .. و هذا ما يثبت تفاعل المرء مع الحدث .
في مرحلة نضالنا بحركة الانصار ، تعرفنا على مراحل ثلاث :-
• التكيّف مع الطبيعة
• اختلاط مختلف الأديان و القوميات في أماكن ذلك النضال .
• الايمان بالقضية عندما تكون هادفة .
علما أن أربعة اعلاميين من مناطق الايزدية في الشيخان و بحزاني و سنجار ( الياس نعمو ختاري و خيري لاسو ، خدر خلات بحزاني ، مصطو الياس الدنايي ) .. شاركوا في المهرجان الانف الذكر ، بصفة إعلاميين .
#مصطو_الياس_الدنايي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟