أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد زين الدين - أحزاب اليسار بالمغرب وإشكالية التحالفات الحزبية














المزيد.....

أحزاب اليسار بالمغرب وإشكالية التحالفات الحزبية


محمد زين الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 17:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تفرض التحولات النوعية التي تعتري المشهد السياسي المغربي إعادة هيكلة أحزاب اليسار برمتها إما في اتجاه الاندماج أو التحالف لأن هذا المشهد ينحو اليوم نحو تحالفات اضطرارية ؛ وهو الأمر الذي بدأ ينتبه إليه جيدا قادة أحزاب اليسار إدراكا منهم بأن الاندماج أو التحالف يقوي الأطراف المتحالفة ويعزز آليات فعاليتها لا على مستوى التأطير أو تمثيل المواطنين بل أكثر من ذلك يخلق الاندماج أو التحالف تيارا عاما بإمكانه استقطاب أنصار ومتعاطفين معه.
وبالرغم من أن التحالف أو الاندماج يفضي إلى إفراز مشاكل متعددة ، بيد أن هذه المشاكل تبقى مسألة طبيعية في أية معادلة اندماجية أو تحالفية شريطة توفير أرضية ديمقراطية ترتكز أساسا على فضيلة الحوار وتؤمن بثقافة الاختلاف لا ثقافة الخلاف ،إذ أن تكريس ثقافة الاختلاف بإمكانه استيعاب صدمات ومضاعفات الاندماج أو التحالف.
بيد أن هذا الوعي بطبيعة تحولات المرحلة يقابله اكراهات متعددة تواجه أحزاب اليسار منها ما هو متعلق بعوامل موضوعية وأخرى ذاتية تتجلى في أزمة العمل الحزبي والأداء الانتخابي الباهت ومأزق العمل الاجتماعي، حيث فقدت أحزاب اليسار حضورها في المجتمع المغربي نتيجة لتخليها عن هموم وتطلعات المواطنين واشتغالها فقط على النخبوية واللحظة الانتخابية التي فشلت فيها بدورها؛ فمن أصل عشرة أحزاب يسارية هناك فقط حزبين استطاعا تجاوز نظام العتبة ألا وهما حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية، كما أن هناك معوقا آخر يتمثل في آفة التشرذم الحزبي التي يعاني منها الحقل الحزبي بشكل عام اليسار بشكل خاص على اعتبار أن جانبا كبيرا من تاريخ أحزاب اليسار هو تاريخ انشقاقات، فاليوم من أصل 36 حزب بالمغرب هناك عشرة أحزاب يسارية تتباين بل أحيانا تتناقض مرجعياتها الفكرية والمذهبية كما أن هناك عائقا آخر يقف في وجه تحقيق هذا التحالف أو الاندماج يتجلى في طبيعة الأهداف المرجوة منه ؛ فالمبادرات المقدمة في هذا الإطار لا تميز بين ما هو ظرفي وما هو استراتيجي مثلما لا تضع ضوابط قانونية وسياسية لهذا التحالف ؛ بل أكثر من ذلك لا تشتمل هذه المبادرات على آليات سياسية لتدبير الاختلاف داخل البيت اليساري ، وهي معضلة مركزية تعاني منها الأحزاب السياسية المغربية برمتها.
وبعيدا عن تحديد الضوابط القانونية تثير مسألة تحالفات أحزاب اليسار معوقا آخر يتمثل في مدى قدرة قادة هذه الأحزاب على إقناع أنفسهم أولا بضرورة التحالف أو الاندماج كخيار استراتيجي لامحيد عنه وثانيا حول مدى قدرتهم على إقناع مناضليهم بضرورة تقديم تنازلات متبادلة والتركيز على القواسم المشتركة - وهي كثيرة- عوض التركيز على نقط الاختلاف في سبيل تحقيق الوحدة ؛ بحيث يطرح هنا سؤال جوهري يتمثل في: هل مكونات البيت اليساري المغربي قادر على تجاوز هذه المعوقات أم يقتضي الأمر نوعا من الارادوية من أجل إعمال هذه الوحدة؟
إلى جانب هذه المعوقات تتحول مسألة تعدد المبادرات الرامية إلى تحالف اليسار المغربي إلى عائق في حد ذاته لأنه بالنظر إلى مضمون هذه المبادرات فإنها لا تشكل خطة طريق واحدة فبعضها يحكمه الطابع الظرفي المرتبط باستحقاقات 2012 فقط فيما البعض الآخر يركز على البعد الاستراتيجي ، بحيث يسعى فعليا إلى تحقيق تحالف استراتيجي في أفق بلورة اندماج فعلي لكل مكونات اليسار المغربي.
بغض النظر عن الخلفيات المتحكمة في هذه المبادرات يبدو اليوم أن حركية المشهد السياسي المغربي ستقود اليسار بمختلف تلويناته نحو ثلاث سيناريوهات:
السيناريو الأول: إبقاء الوضع على ما هو عليه ؛ وهو أمر مستبعد في ظل التحولات النوعية الراهنة، لأن نتائج الاستحقاقات الانتخابية السابقة أوضحت بالملموس أن ولوج المعترك الانتخابي بأحزاب صغيرة سيضعف كل مكونات اليسار لاعتبارات متعددة منها ما هو متعلق بطبيعة المقتضيات القانونية لمدونة الانتخابات ، فنظام العتبة أمسى يفرض ستة في المائة من مجموع الأصوات المعبر عنها، كما أن الحصول على الدعم المقدم من الدولة للأحزاب السياسية أصبح يتطلب خمسة في المائة من مجموع الأصوات أضف إلى ذلك أن تجربة دخول بعض مكونات أحزاب اليسار بمرشح مشترك أظهرت فشلها مما يتطلب الذهاب أبعد من هذه الإجراءات التدبيرية.
السيناريو الثاني: تحقيق الاندماج بين مختلف مكونات اليسار بالرغم من التباينات والتناقضات الفكرية والمذهبية مع إمكانية فتح مجال لوجود تيارات داخل الحزب كحالة الحزب الاشتراكي بفرنسا.
السيناريو الثالث: وهو الأقرب إلى التطبيق في المغرب والمتمثل في تشكيل تحالف سياسي في إطار فيدرالية حزبية، بحيث يحافظ على خصوصيات كل حزب ويركز على القواسم المشتركة بغية مواجهة تحديات المرحلة السياسية الجديدة، وهو التوجه الذي نجده حاضرا في النظام السياسي الألماني.
بالرغم من أن التحالف أو الاندماج أمسى يفرض نفسه بإلحاح شديد على أحزاب اليسار إلا أنه يبقى من المهم على معرفة تحديد طرق وآليات تدبير هذا التحالف أو الاندماج.
فأي الخيارات السياسية ستختطها أحزاب اليسار في أفق الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2012؟



#محمد_زين_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي جهوية موسعة لمغرب اليوم؟
- التمثيلية السياسية النسوية بالمغرب بين المعوقات المجتمعية وا ...
- أضواء على عمل مجلس المستشارين بالمغرب
- التقطيع الانتخابي بالمغرب بين المنظور القانوني.. والفعل السي ...
- صياغة القوانين الانتخابية
- الأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني علاقات تقاطع أم تكام ...
- جدلية الدولة الديمقراطية والأحزاب السياسية
- المجتمع المدني : المفهوم والدلالات
- المؤسسة الملكية ورهانات التحديث بالمغرب الراهن
- الشباب المغربي واستحقاقات 2007
- واقع وآفاق المشاركة السياسية للجالية المغربية بالخارج
- العمل الجمعوي .. والمجتمع المدني بالمغرب : أية علاقة؟
- صراع اللاحضارات
- سؤال الاصلاح الدستوري في مغرب التسعينات
- تصريف العدالة الانتقالية بالمغرب هيئة الانصاف والمصالحة نموذ ...
- تأثيرات أنماط الاقتراع على مسألة الانتقال الديمقراطي
- سريان النخب بالمغرب
- بناء مجتمع المواطنة
- عولمة الاعلام بين السياسة والاقتصاد
- الديمقراطية المعولمة


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد زين الدين - أحزاب اليسار بالمغرب وإشكالية التحالفات الحزبية