خيري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 16:17
المحور:
القضية الفلسطينية
كل شىء من اجل المعركة و فلسطين هي القضية المركزية..!!!. فتحنا اعيننا في هذه الدنيا ومن اذاننا نسمع هذا الشعار الذي الصق بنا عنوة, لقضية لم تكن قضيتنا ابدا, انها قضية شعب يسمى فلسطيني. ثم بعده هي مشروع بقالية الحكام العرب فكانت لهم مصدر رزق دائم يؤمن لهم استمرار البقاء في الحكم وكم الافواه التي يريد اصحابها فتحها.
العرب مختلفون فيما بينهم في كل شىء يخص قضياهم القومية ولكن متحدون على شعار ان فلسطين هي قضيتهم المركزية رغم انها في الواقع ليست كذلك انما هي قضية صراع تاريخي ديني اسلامي-يهودي. انه نتاج موروث حقد الهي مذكورفي كتابه الذي ارسله من سمائه السابعة ووصف اليهود بالضالين والنجسين واولاد قردة وخنازير لانهم لم يعترفوا بمحمد كنبي ولم يعترفوا قبله بعيسى على انه المسيح.
هل ان وجود قضية مركزية لدى هؤلاء العربان يعني وضع القضايا الاخرى على الرف واعتبارها قضايا ثانوية ؟ ترك الحكام العرب بيوتهم خرابا في سبيل انقاذ واعمار البيت الفلسطيني, اقصد هنا بالحكام في دول العرب المستعربة وليس في العرب العاربة فهذه الاخيرة لم تكن يوما تعمل لا لفلسطين ولا لغيرها ولم تكن لهم هذه حتى ولو قضية ثانوية..
ان مفهوم القضية المركزية لدى العربان لا يعني القضية الاهم وانما القضية الوحيدة وترك القضايا الاخرى جانبا رغم ان اهميتها لا تقل عن اهمية قضيتهم المركزية .
وفي سبيل اسكات الشعوب الاخرى المشتركة معهم في الوطن هذه الشعوب الساعية الى العيش الكريم والتحرر, استعمل هرلاء العربان العنف لحد الجريمة والتطهير العرقي والابادة الجماعية بحق هذه الشعوب التي كانت تسعى الى تحقيق انسانيتها, والا فلماذا لم تكن القضية الكردية القضية المركزية لحكومات فاشية قومجية حكمت العراق رغم انها اقدم من القضية الفلسطينية واخطر على مصير ومستقبل بلادهم ووحدة العراق, وحتى انهم لم يعترفوا بالدول العربية كدول فسموها اقطار ,وتنازل هؤلاء القومجيون عن شط العرب نصفه او كله غير واضح لحد الان, على امل لن يبقى شعار امة عربية واحدة على قمم جبال لا تتكلم العربية ولم تكن يوما عربية على مدى التاريخ, فلم تستطع منحتهم هذه لايران ان تجعل الجبال تتكلم العربية ولا ان يبقى الشط الذي من المفروض انه عربيا ان يبقى كذلك.
نفس الشىء في القطر السوري رغم ان له قضيتان اقدم من القضية الفلسطينية وهما القضية الكوردية و لواء الاسكندرون, فالنظام فيها ينكر على الكورد حتى حق تواجدهم ولايمنحهم جنسية البلد الذي ليس لهم بلد غيره ولا يعترف بغير العرب ورثة لهذا البلد.
اما الاسكندرون فما هو الا هدية بسيطة لاحفاد الخلافة العثمانية وذلك عرفانا وشكرا لما قدمه اجدادهم لعرب سوريا بالاضافة الى انهم اخوان في الدين ولم يذكرهم كتاب الله الحكيم وينعتهم كما نعت اليهود, واتعجت لماذا لم يذكرهم رغم انهم حملوا راية الاسلام لفترة اطول من جميع اقوام امة الاسلام حتى العرب اصحاب هذه الراية.
ثم اضافت اليها هزيمة العرب الكبرى في عام 1967 والتي يشعر العربان بالخجل من هذه الهزيمة فاطلقوا عليها نكسة والتي لها نفس معنى الهزيمة ولكن بتعبير اخف و على امل ان ينهضوا يوما ما لان الذي يسقط فانه في قاموسهم لا بد انه سوف ينهض من جديد , اضافت هذه النكسة هما اخر يضاف الى الهموم السورية وهو خسارة الجولان وسقوطها بيد الاسرائيليين.اعتقد السوريون ان الطريق الى فلسطين يمر عبر لبنان وتغافل هؤلاء ان الطريق نحو قضيتهم المركزية فلسطين يمر ايضا عبر الجولان, فحركوا جيوشهم العظيمة وجنودهم الاشاوس لاحتلال شقيقتهم الصغيرة واضافوا احتلالا بعد الاحتلال الفلسطيني, ولكن كل هذه تهون في عيون القومجية العرب في سبيل القضية المركزية ولا مانع من احتلال لبنان اذا كان طريق التحرير يمر فيها.
ان نكسة 1948 كما يحاو للعرب من يطلقوا عليها كانت وبالا على لبنان, فاصبحت لبنان مستعرة فلسطينية حقيقة وواقع فكانت المنظماب الفلسطينية تسرح وتمرح في هذا البلد الصغير. تقتل , تسرق, تنهب, تهتك اعراض ...الخ. ولكان اليوم رئيسها اسماعيل هنية او محمود عباس بدل ميشيل سليمان لولا دخول شارون بيروت بدباباته وطرده القيادة الفلسطينية منها وما ترتب من جراء ذلك من نفي عرفات وقيادته الى تونس وتحرير لبنان من الاحتلال الفلسطيني,رغم ذلك فالى اليوم ليس للسلطة اللبنانية سلطة على المخيمات وسلاحها, ثم جاء ظهر على الساحة اللبنانية محتل ثالث هو حزب الله وايضا باسم القضية المركزية خطف القرار الشرعي واخذه اسيرا لهذه القضية.
الضفة الشرقية من الاردن تنازلت عن ضفتها الغربية للفلسطينيين ولكن هؤلاء ارادوا الاستحواذ على المملكة ككل وعندما دافع الملك حسين بن طلال عن مملكته من الاحتلال الفلسطيني سمى القومجية العرب حركته هذه ايلول الاسود رغم بياضها, ورغم انه حارب المحتل الفلسطيني الرابض على ارضه.
ارض الكنانة مصر ام الدنيا تحملت الجوع والفقر وتحملت الهزيمة وفقدت كامل ارض سيناء في نكسة حزيران وعندما استعادت سيناء كاملة باتفاقيات السلام مع اسرائيل انهال العربان عليها بكل كلام قبيح لا يمكن ان يقولها حتى اولاد الشوارع و اهانات عربية بمقاطعتها وعزلها ونقل مقر جامعتها العربية من القاهرة الى تونس ثم دفع رئيسها السادات حياته في سبيل القضية, كل ذلك لان مصر ارادت ان تطعم اولادها الجياع وتكسو اجسامهم العارية,و رغم عدم تنازلها عن القضية الفلسطينية.
لم يعر العرب الاحتلالات الاخرى اي اهتمام رغم انها من حيث التعريف لاتختلف شيئا عن تعريف الوجود الاسرائيلي على ارض الجولان او ارض سيناء.
الاحتلال هو احتلال سواء كان الاحتلال الاسرائيلي للجولان او الاحتلال التركي للاسكندرون او الاحتلال الايراني للجزر الثلاث ولا تختلف هذه عن بعضها الا اذا نظرنا اليها من المنظور الديني الاسلامي حيث ان المحتل الاول دولة يهودية والاثنتين الاخرتين اسلاميتين. ولا افهم لماذا لم يغض هرلاء العربان الطرف عن العراق عند احتلاله للكويت رغم انه عربي لحد النخاع واسلامي لحد ان قائده سليل ال البيت.
كنت طالبا في جامعة الموصل في سبعينيات القرن الماضي وكنت استلم سلفة الاقسام الداخلية مبلغا قدره 30 دينار عراقي لانني لم اكن اسكن في الاقسام الداخلية وكان الطالب العراقي الذي يسكن هذه الاقسام يستلم مبلغ 15 دينارا, هذه سلفة استقطعت مني عندما توظفت مهندسا في احدى دوائر الدولة, في نفس الوقت كانت المنحة التي تمنخ للطلبة الفلسطينيين هي 120 دينار!!!. ماذا يعني هذا المبلغ لناخذ مثالين للقوى العاملة العراقية, كان الجندي المكلف يستلم مبلغ 3 دنانير و750 فلس.و اول مرتب استلمته عند توظفي كان ستة وخمسون دينار , هل تعرف ماذا تعني هذه الارقام ؟. انها تعني ان قيمة الفلسطيني عند الدولة العراقية تعادل 30 جندي عراقي الذين هم مشروع دائم للاستشهاد وتعادل مهندسين يعملان في اعمار البلد.
عرف الفلسطينيون طيف يستغلوا القضية لماربهم الخاصة ويستغلوا ويحلبوا العرب على الاخر. كان معي طالبا فلسطينبا عندما كنا طلاب في الجامعة قال قولا لن انساه ابدا,قال :( ليس من صالحنا نحن الفلسطينيين ان نحصل على دولتنا الفلسطينية المستقلة , لاننا في وضعنا الحالي نحن احسن من اغلب العرب في بلدانهم و بسبب قضيتنا تنهال علينا المساعدات من كل حد و صوب بدون ان نعمل او نكدح, وبسبب جعل العرب القضية قضيتهم المركزية فواجبهم ان يصرفوا علينا بسخاء...).
تذكرت كلام زميلي الفلسطيني حينما شاهدت فيلما عن اوضاع الفلسطينيين,ثم شاهدت نوعية العمارة والبناء ورايت ان مادة البناء في غزة او رام الله وحتى في اية قرية فلسطينية هي افضل بكثير من بيوت الطين والحصران والتنك في بغداد ودمشق والقاهرة, وان مستوى التعليم في الفلسطينيين اعلى من بلدان هذه العواصم ونسبة الامية اقل من نسبتها في هذه البلدان بكثير.
ثم عرفت لماذا فرض الفلسطينيون حصارا على العرب ولا زالوا ولفوا قضيتهم في رقابهم واصبح العرب اسرى هذه القضية. وان الفلسطينيين بنوا مجدهم وتعاطف العالم على اجساد ليست لهم وقضية لم يستخدموها الا مطية للوصول الى امتيازات والحصول على اموال لا يستحقونها !!!!.
وبسبب هذه القضية التي لم تكن يوما قضيتي اعيش انا وكثيرا من ابناء بلدي العزيز في بلاد الغربة في الوقت الذي يعيش فيه ابناء القضية في بحبوحة سواء في داخل ارض 48 او خارجها . اعيش في بلد يحلو للاسلاميين ان يدعوه بلاد الكفر رغم انني لم اجد من الكفر ما وجدته في قوم خير امة اخرجت للناس...
#خيري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟