أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الحبيّب - ثلاثة عبادلة














المزيد.....

ثلاثة عبادلة


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 00:32
المحور: الادب والفن
    


تنويه: هذه أقصوصة لافتة وصلت اليوم إلى بريدي الالكتروني، يبدو أنها منقولة من مدوّنة لمجموعة ما، لكني قمت بإجراء تحسينات على أسلوب كتابتها وتنقيحها ما أمكن.
____________________

يحكى أن قبيلة تعرف باٌسم "بني عرافة" وقد سُمّيت بذلك نسبة إلى تميّز معظم أفرادها بالمعرفة والعلم والذكاء. وقد برز من هذه القبيلة شيخ حكيم، كان لديه ثلاثة أبناء
سمّاهم جميعاً باٌسم واحد هو: عبدالله، ذلك لحكمة ما في ذهنه. مرّت الأيام فحان أجل الشيخ ليُتوفّى تاركاً وصية لأبنائه يقول فيها: عبدالله يرث وعبدالله يرث وعبدالله لا يرث.

فما ان قرأ الإخوة وصية الوالد حتى وقعوا في حيرة من أمرها، لأنهم لا يعرفون من بينهم الذي لا يستحق شيئاً من الإرث. وانتهوا بعد مشورة وسؤال إلى الذهاب إلى قاضٍ
مشهود له بالعدل والفطنة. قرّروا الإحتكام إليه ولو أنّ البلدة التي يعيش فيها بعيدة عن محل سكناهم. وفي الطريق إليه وجدوا رجلاً يبحث عن شيء ما؛ إذ سأل: هل رأيتم جملاً؟ ردّ عبدالله الأول بسؤال: هل الجمل أعور؟ أجاب الرجل: نعم. وتساءل الثاني: هل هو مقطوع الذيل؟ نعم. وتساءل الثالث: هل هو أعرج؟ نعم.
هلّل الرجل على أنّ الثلاثة لمحوا الجمل، لأنهم وصفوه بدقة. فتساءل مغتبطاً: أين رأيتموه؟
قالوا: لا، لم نره. ففوجئ الرجل متسائلاً في نفسه: أنّى لهم هذا الوصف ولم يروا جملي؟ حتى اتهمهم بالسرقة وناشدهم الذهاب إلى القاضي. ردّ أحدهم: بل نحن ذاهبون إليه فتعال معنا. وصل الرجال الأربعة إلى القاضي وتناوب كل من الطرفين على شرح قضيته. وبعدما انتهى من الإصغاء إليهم قال: إذهبوا الآن لترتاحوا من عناء السفر.

أمر القاضي أحد خدّامه بأن يقدم لهم وليمة غذاء وأمر آخر بأن يسترق السمع منهم أثناء تناول الطعام. فدار بينهم الحوار التالي؛ قال عبدالله الأول: إن المرأة التي أعدّت لنا الطعام حامل. وقال الثاني: إن اللحم الذي نتناول لحم كلب. وقال الثالث: إن القاضي ابن زنا!

وفي اليوم التالي، قام الخادم المعني بالمراقبة بإخبار القاضي عمّا جرى. ورأى القاضي بعدئذ علامات من الإرتباك واضحة في ملامح الخادم فدعاه إلى أن يفضي ما في جعبته. أجاب الخادم-بعد تردّد: هل تلتمس لي العذر والعفو فيما أبلغك. القاضي: ليكن لك. الخادم: ذكر الثالث أنّ سيادتك إبن زنا- أرجو عفوك يا سيدي كما وعدت. فذهب القاضي إلى تلك المرأة فوجدها حاملاً فدُهِش، لأنّ المُحدّث لا يعرف المرأة ولم يسمع عنها من قبل. كما انطلق إلى الجزّار ليسأل: ما الذي ذبحتَ يوم أمس؟ قال الجزّار: كلب. القاضي: لماذا؟ الجزّار: لم يكن في حوزتي غنم ولا ماعز. فذهل القاضي من معرفة العبادلة بالأمر إذ لا يعرفون من هو الجزار. وذهب القاضي أخيراً إلى أمّه يسأل
عن هويّة والده الحقيقية. فوجئت الأم واضطربت وترددت طويلاً قبلما قالت الحقيقة. ولقد توقعت بأن ابنها (القاضي) يُصاب بصدمة، لكنّ صدمة القاضي الفعليّة كانت موضوع أولئك العبادلة. فاستدعاهم وصاحب الجمل ليحلّ القضية برمّتها.

هكذا سأل القاضي عبدالله الأول: كيف عرفت أن الجمل أعور؟ قال: إن الجمل الأعور غالباً ما يأكل من جانب العين التي يرى بها ولا يأكل الأكل الذي وضع له في الجانب الذي لا يرى. أمّا أنا فقد رأيت في المكان الذي ضاع الجمل آثار الأكل فاستنتجت أن الجمل أعور.
وسأل عبدالله الثاني: كيف عرفت أن الجمل كان مقطوع الذيل؟ قال: إنّ من عادة الجمل السليم أن يحرّك ذيله يميناً وشمالاً أثناء البراز، ينتج من ذلك أن البعر
يتفتت على الأرض، إلا أني لم أر ذلك في المكان الذي ضاع الجمل بل العكس، رأيت البعر مكوّماً فاستنتجت أن الجمل مقطوع الذيل.
فسأل القاضي أخيراً عبدالله الثالث: كيف عرفت أن الجمل كان أعرج؟ قال: رأيت ذلك من آثار خفّ الجمل على الأرض فاستنتجت أن الجمل كان أعرج.
فاقتنع القاضي بأقوال العبادلة وأذن لصاحب الجمل بأن ينصرف. ثمّ عاد القاضي ليستجوبهم:
كيف عرفتم أن المرأة التي أعدت لكم الطعام كانت حاملاً؟ أجاب عبدالله الأول: لأن الخبز المقدّم في الوليمة كان سميكاً من جانب ورفيعاً من جانب آخر، ذلك ما لا يحدث إلا لطاهية ذات بطن كبير ما دعاني إلى استنتاج الحمل.
القاضي: وكيف عرفتم أن اللحم الذي أكلتم عائد لكلب؟ قال الثاني: إنّ لحوم الغنم والماعز والجمل والبقر تكون حسب الترتيب التالي: شحم ثم لحم ثم عظم. أمّا لحم الكلب فيكون: لحم ثم شحم ثم عظم- هكذا عرفت.
القاضي- منتظراً هذه اللحظة: وكيف عرفتم أني ابن زنا؟! أجاب الثالث: لأنك أرسلت شخصاً يتجسس علينا وغالباً ما يفعل ذلك الأشخاصُ الذين ولدوا من طريق الزنا. ردّ القاضي: وهل تعلم؛ لا يعرف بابن الزنا إلا ابن زنا! بعدئذ صرّح له: إذاً أنت الشخص الذي لا يرث من بين إخوته، بعدما تفوّهتَ بما لا يليق.



#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنْ تتُوبا إلى اللهِ فقدْ صَغتْ قلوبُكُما...- التحريم: £ ...
- هل المقصود بالنكاح: الزواج؟
- المرأة أوّل شاهد على قيامة المسيح
- أصبح عندي الآن مزهريّة
- فن الكتابة وعار السرقة
- سابعاً: شطرنج السيدات
- الشطرنج تاريخاً وعِلماً... سادساً
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً... خامساً
- جامعة الدول المتوسطية
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً... رابعاً
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً وفنّاً وأخلاقاً- ثالثاً
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً وفنّاً وأخلاقاً- ثانياً
- هل «تعلّق قلبي» لاٌمرئ القيس؟- ثانياً
- هل «تعلّق قلبي» لاٌمرئ القيس؟- ثالثاً
- هل -تعلّق قلبي- لاٌمرئ القيس؟
- الشطرنج تاريخاً وعِلْماً وفنّاً وأخلاقاً- أوّلاً
- مع سيداو والجرأة على إنصاف المرأة
- تجَسُّدُ الإله لو يُفهَمُ مَعناه
- هكذا قرأتُ القرآن ١٠ سورة الفجْر- ثانياً
- أسجوعة الخفاش


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الحبيّب - ثلاثة عبادلة