إيمان أحمد ونوس
الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 09:48
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ثمة طروحات ومناقشات واستفسارات دائمة تبحث في طريقة تعاطي كل من الجنسين مع قضايا هامة وحساسة على صعيد الشخصية الداخلية من مثل الإخلاص، أو الثقة وما شابه من قضايا تمسُّ جوهر هذه الشخصية وعلاقتها بمحيطها اجتماعياً وثقافياً وقيمياً.
فمثلاً هناك من يطرح تساؤلاً حول: هل المرأة أكثر إخلاصاً في الحب من الرجل..؟!
وتأتي الإجابات متباينة الآراء، فمنهم من يقول أن المرأة أكثر إخلاصاً من الرجل بفعل تركيبتها النفسية والعاطفية، وأيضاً من خلال أمومتها التي تطغى إلى حدٍّ ما على كل ما عداها من أمور، فغالباً ما تمنحها هذه الأمومة الوفاء والإخلاص لأبنائها، وبالتالي ينعكس ذلك على علاقتها بالرجل فتكون مخلصة له أيضاً بذات النسبة من إخلاصها لأمومتها، بينما هو لا يعير هذه المسألة اهتماماً كبيراً إذ نراه يحب أو يتزوج ثانية دون مراعاة لأبوّته وواجباته إزاء تلك الأبوّة. بينما المرأة حتى إذا ما ترمّلت أو طُلِّقَت فإنها في كثير من الحالات تُرهن ذاتها وكيانها بالكامل لأبنائها والعناية بهم، وفي أحيان أخرى إخلاصاً لذكرى زوج رحل عن عالمها الدنيوي.
بينما هناك من يقول أن هذه الأمور نسبية لدى الجنسين، وأن هذه القضايا الحساسة لا تخضع لمقياس حرفي للمصطلح وإنما إلى عوامل نفسية وظروف محيطة تجعل من أحد الطرفين في معادلة العلاقة بينهما أكثر إخلاصاً من الآخر، لكن هذا لا يلغي إخلاص هذا الآخر في مواقف ومسائل أخرى.
وهناك فريق آخر يجد أن التربية الاجتماعية المضمّخة بالقيم والتقاليد السائدة التي تحاول إبقاء المرأة مقيّدة دائماً في حرملك العيب بشكل أزلي وفعّال أولاً، ومن ثمّ واجب الاهتمام بالأسرة والأهل، ولاحقاً بالزوج والأولاد والتفاني والإخلاص لهم بما لا يترك أمامها متسعاً للتفكير بقضايا تحتل عند الرجل حيّزاً أكبر، فالرجل وبحكم التربية الأسرية والاجتماعية والدينية ذاتها هي التي تمنحه الحرية شبه المطلقة وتفسح أمامه المجال رحباً للكثير من الممارسات التي تحرّمها وتجرّم المرأة لو ارتكبت إحداها. فالمرأة تبعاً لأصحاب هذا الرأي تُخلص نظراً للقيود الاجتماعية والأسرية، والتي تحتم عليها أن تظهر بصورة معينة للحصول على تقدير المجتمع ورضاه. وإذا نظرنا للموضوع من هذه الزاوية، فهل يمكننا أن نقول المرأة أكثر إخلاصاً من الرجل بالمعنى الحرفي..؟
وأخيراً علينا ألاّ ننسى أن لكل قاعدة استثناء لدى الجنسين، كما أن الإخلاص قيمة وصفة تلازم الإنسان عامةً رجلاً كان أم امرأة، والإنسان المخلص يكون مخلصاً في كل شيء، في عمله، وفي علاقاته الاجتماعية والإنسانية وكذلك الزوجية، وقد تتسم سلوكيات المرأة بنسبة أكبر من العاطفة تجعلها أكثر إخلاصاً، لكن هذا لا يمنع من وجود نماذج من الرجال غاية في السمو والإخلاص.
#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟