|
نداء ونصيحة للسيد مقتدى الصدر قبل فوات الأوان
حامد الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 924 - 2004 / 8 / 13 - 10:16
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ليس هناك أدنى شك أن كل إنسان حريص على مصلحة العراق وشعبه يشعر بألم وحزن شديدين على الدماء التي تراق ،والخراب والدمار الذي يحصل في البلاد جراء المعارك التي يخوضها السيد مقتدى الصدر ومناصريه الذين أطلق عليهم جيش المهدي في النجف والبصرة والعمارة والناصرية والكوت ومدينة الثورة ضد القوات الوطنية المسلحة ، من الشرطة والجيش العراقي الوليد، والسيطرة على المرافق العامة ومؤسسات الدولة في هذه المدن بدعوى محاربة قوات الاحتلال . وتمارس ميليشيات السيد الصدر من خلال هيمنتها على قطاعات واسعة من هذه المدن أعمالاً عدوانية بحق المواطنين ،وتخريب ممتلكاتهم ومحالهم التجارية، وحرمانهم من أرزاقهم ، بل لم تعد دور سكناهم تعصمهم من قذائفهم المميتة التي يطلقونها بشكل عشوائي مما أوقع العديد من القتلى والجرحى ، واضطر جانب كبير من المواطنين الهرب إلى مدن ومناطق أخرى آمنة هرباً من جحيم القتال والموت . ولقد أخذ حمى القتال داخل المدن يتصاعد في الأيام الأخيرة مما ينذر بمخاطر جسيمة على مستقبل العراق ، وتتصاعد الدعوات من قبل هذه القوى لتمزيق وحدة العراق في وقت يعاني فيه شعبنا أشد المعانات من الوضع الإنساني المتردي الذي يعيشه ، حيث فقدان الأمان ، وتوقف الأعمال وانقطاع الكهرباء في هذا الصيف اللاهب ،وتصاعد موجات الاختطافات والسرقات والاغتيالات والسيارات المفخخة في العديد من مدن العراق ، والتي تسببت ولا تزال بإزهاق أرواح المئات من المواطنين الأبرياء . ورغم كل المساعي الحثيثة والدعوات الصادقة من قبل الحكومة والقوى السياسية الوطنية للسيد مقتدى الصدر للإنظمام للمسيرة الوطنية الهادفة إلى إحلال الأمن والسلام في ربوع العراق،وإعادة بناء العراق الجديد والنضال السلمي لتحقيق الأستقلال الحقيقي الناجز للعراق ،وسحب القوات الأجنبية ،بعد زوال كل مبررات وجودها ،وممارسة العمل السياسي ، والمشاركة في المؤتمر الوطني لانتخاب برلمان مؤقت ، فإن كل تلك المحاولات ذهبت أدراج الرياح إزاء إصرار السيد مقتدى الصدر وجيشه اللا شرعي على مواصلة القتال ،ورفض إلقاء السلاح ،والاستفادة من العفو الذي أصدرته الحكومة والساري المفعول لمدة شهر اعتباراً من تاريخ صدوره في الجريدة الرسمية .وبعد كل هذا الذي جرى ويجري على الساحة العراقية من ويلات ومآسي ودماء وخراب يحق لنا أن نسأل السيد الصدر : • لمصلحة مَنْ هذا القتال ؟ وهل هو حقاً موجه ضد القوات المحتلة أم ضد العراق وشعبه ومصالحه الوطنية ؟ • إلا يصب هذا القتال في مصلحة القوى الصدامية الفاشية التي أذاقت الشعب العراق من الويلات والمصائب ما يعجز القلم عن وصفها ، والتي دفع أخوتنا أبناء الطائفة الشيعية ثمناً باهضاً من التضحيات ، والقبور الجماعية خير دليل على ما لقيه أبناء الطائفة على أيدي عصابة البعث العفلقية الفاشية ؟ • ألا يشجع هذا القتال الذي يخوضه السيد مقتدى الصدر وجيشه اللا شرعي غلاة السلفيين الظلاميين الذين اتخذوا الدين ستاراً لتنفيذ مآربهم الإجرامية بحق العراق وشعبه ، بالتعاون مع أعوان وفلول النظام الصدامي من الطائفة السنية في الفلوجة والموصل وبعقوبة وسامراء وتكريت والرمادي وحديثة وبيجي ، والذين يعيثون في البلاد فساداً وقتلاً وتخريباً للمؤسسات والبنية التحية للعراق من خلال سياراتهم المفخخة والاغتيالات والسلب والاعتداء على المواطنين وخطف الأطفال ورجال الأعمال والأطباء وأساتذة الجامعة وسائقي السيارات الذين ينقلون البضاعة والمواد الغذائية الضرورية لحياة المواطنين ، ويمارسون قطع الرؤوس بهذا الأسلوب الذي تقشعر له الأبدان ، والذي يمثل أعظم إساءة للدين الإسلامي ووصمه بالإرهاب . • هل يعتقد السيد مقتدى الصدر أن بمقدوره بهذه الأعمال أن يحرر العراق من الاحتلال ويطرد الجيوش الأمريكية والقوات المؤتلفة معها ، أم أن هذا القتال الذي يخوضه اليوم لا يحقق إلا الخراب والدمار للعراق ، وتحميل شعبنا المنكوب بنير الطغيان الصدامي خلال أربعة عقود وحروبه العدوانية التي ازهت أرواح الملايين من أبناء شعبنا ؟ • إلا يكفي شعبنا ما تحمله من العهد المندثر وحروبه الإجرامية لتدخله في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر . • لماذا تقدم لكم الطغمة الحاكمة في طهران الدعم المادي والسلاح والدعم البشري في حربكم الموجه ضد مصالح الشعب والوطن ؟ • هل تفعل إيران كل ذلك لوجه الله ؟ أم أن لها أهداف وطموحات بالهيمنة على العراق ؟ وهل من مصلحتكم هذا الارتباط بالنظام الإيراني ؟ • هل تعتقد أن الولايات المتحدة وحلفائها يمكن أن يسمحوا بأن يقع العراق لقمة سائغة في حلوق حكام طهران . • أنكم أيها السيد مقتدى الصدر تسيرون في الاتجاه الخاطئ الذي يسير بكم والعراق نحو الهاوية وسيحملكم التاريخ مسؤولية كل النتائج المترتبة على أعمالكم القتالية ، وليس لدي أدنى شك بأن نتائج هذه المجزرة التي انتم المسؤول الأول عنها ستكون وبالاً عليكم وعلى شعبنا ووحدته الوطنية . • لم يعد أمامكم المزيد من الوقت للتفكير ، فالأحداث تتسارع بشكل رهيب وهذا يدفعني إلى أن أتوجه إليكم بنادي القلبي المخلص أن تعلنوا وبشكل فوري وقف القتال ، والاستعداد لتسليم السلاح للقوات العراقية ، وأن توجهوا نداءكم إلى سائر مناصريكم في مختلف المدن العراقية بالالتزام بوقف القتال وتسليم السلاح ، وتعلنوا عن استعداكم للإنظمام للصف الوطني ، والمشاركة في المؤتمر الوطني جنباً إلى جنب مع سائر القوى الوطنية ، والتصدي لقوى الظلام السلفي والفاشية البعثية ، والمساهمة النشيطة في إحلال الأمن والسلام في ربوع الوطن ، وإعادة بناء ما خربته الحروب الصدامية ، وتحقيق الحياة الحرة الكريمة لشعبنا . • وبودي أن أقول أخيراً للسيد الصدر أن كل إنسان شريف ووطني غيور يطمح أن يرى العراق معافى وآمن ومتحرر من الهيمنة الأجنبية ، وجلاء كل القوات المحتلة بعد تحقيق الأمن والسلام في البلاد ، وسأكون وكل المواطنين الحريصين على مصلحة الشعب والوطن معكم في النضال من أجل خروج آخر جندي أجنبي من البلاد، وبكل الوسائل الممكنة والمتاحة . • وأخيراً أتوجه إليكم برجائي أن لا تضيع الفرصة في للحظة الأخيرة كي لا تحل الكارثة بالبلاد والعباد، والله من وراء القصد .
#حامد_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإرهابيون يحاربون الله بتدمير دور عبادته وقتل عابديه
-
أين الحقيقة في تصريحات المسؤولين ؟
-
ماذا أعدت القوى الديمقراطية لمجابهة قوى الظلام والفاشية
-
في الذكرى السادسة والأبعين لثورة 14 تموز1958 المجيدة
-
إقامة الجبهة الديمقراطية العريضة سبيلنا للتصدي للقوى الصدامي
...
-
استلام السلطة خطوة على طريق توطيد الاستقلال ،وبناء العراق ال
...
-
في ذكرى استشهاد القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو
-
من أجل قطع دابر الإرهاب والإرهابيين
-
مَنْ يتحمل مسؤولية إرهاب القوى الفاشية والإسلامية المتطرفة
-
هل يمكن أن يتوب البعثيون القتلة يا سيادة رئيس الوزراء ؟؟؟
-
في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران 1967 مسؤولية الأنظمة العربية في ا
...
-
القيادة العراقية الجديدة والمهمات الآنية الملحة
-
ماذا تخطط الولايات المتحدة للعراق ؟
-
هذه هي حقيقية مقاومة المخربين!!
-
أعيدوا راية 14 تموز،ومدينة الثورة لبانيها الشهيد عبد الكريم
...
-
أرفعو ايديكم عن العراق وشعبه!!
-
الشعب العراقي والخيارات المرة!!
-
أي كابوس دهانا - في ذكرى حملة الأنفال الفاشية
-
ماذا يريد السيد مقتدى الصدر ؟
-
التآخي العربي الكردي حجر الأساس الصلب لعراق ديمقراطي متحرر
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|