مؤيد العتيلي
الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 18:18
المحور:
الادب والفن
(1)
لِسَيِّدَةِ البَحْرِ ...
قَدَّمَ سَيْفُ بنُ نَخلَةَ
أَحزانَهُ
وانطَوَى ...
يَتَلَمَّسُ نَهراً تَدَفَّقَ
مِنْ بُقْعَةٍ دَاخِلَ الصَّدرِ
سَيْفُ بنُ نَخلَةَ
كانَ يُقاسِمُ سَيِّدَةَ البَحْرِ
زُرْقَتَهَا
ويُقاسِمُهَا صَوْتَهَا
ويُقاسِمُهَا الثَّديَ
وَقتَ الحِصَارْ
وسَيْفُ بنُ نَخلَةَ
يملكُ ذاكِرَةً
نِصفُهَا وَطَنٌ ...
وصَفَائِحُ مُخْضَرَّةٌ بالحَنينْ
وخيطٌ مِنَ الحُلْمِ
يُوصِلُ ...
ما بينَ سَيِّدَةِ البَحرِ
والبَحرْ ...
(2)
كانوا صَفَائِحَ
مَحْشُوَّةً بالرِصَاصِِ
ولَحْمِ الخَنَازِيرِ
والخَمْرِ ...
كانَ الجَنُوبُ عَنَاقيدَ
كانَ امتِدَاداً لِجُرْحٍ
تَوَغَّلَ
ما بينَ أرْدِيَةِ القَلبِ
والقَلبِ ...
سَيْفُ بنُ نَخلَةَ
كانَ يُمَارِسُ حُريَّةَ الوَصْلِ
ما بينَ أَردِيَةِ القَلبِ
والقَلبِ ...
سَيِّدَةُ البَحرِ ...
كانت تُضِيءُ كَحُلْمٍ
تَرَقَّبَهُ الأَنبِياءْ ...
(3)
هُنَا وَطَنٌ ...
تَستَقِرُّ على كَتِفَيْهِ
النُّجُومْ
وسَيْفُ بنُ نَخلَةَ
كانَ وحِيْدَاً يُقَاتِلُ
كانَ وحِيْدَاً
تُحَاصِرُهُ النَّارُ
والقُبَّراتُ الحَزِينَةُ ...
منْ كانَ يَعْرِفُ ...
سَيْفَ بنُ نَخلَةَ ...
مُذْ كانَ يَدفِنُ في الرَّمْلِ
حَرْبَتَهُ ...
ويُواصِلُ غُرْبَتَهُ ...
يَتَناسَلُ حُزْنَاً
وعَاصِفَةً ...
يُدْرِكُ الآنَ
كيفَ يُمَارِسُ سَيْفُ بنُ نَخلَةَ
حرُيِّةَ َالوَصْلِ
ما بينَ أرْدِيَةِ القَلْبِ
والقَلْبِ ...
ما بينَ سَيِّدَةِ البَحْرِ ...
والبَحْرِ ...
في زَمَنٍ
تَتَساقَطُ فيهِ الخُيُولُ
الهَجِيْنَةُ
والقُبَّرَاتُ الحزِيْنَةُ
تَهجُرُ أعْشَاشَهَا
في المَسَاءْ ...
(4)
هنا وَطَنٌ ...
تَستقرُّ على كَتفيهِ
النُّجومُ
وسَيفُ بنُ نخلةَ ...
يَجتازُ دَائرةَ الجُندِ ...
كَوكَبَةً من نخيل ...
فَينشقُّ صَدرُ الجَليلِ ...
عَنِ الفرَحِ المُتَدَثِّرِ
بالخُبْزِ ...
واللَّوزِ ...
ينسجُ كلُّ الصِّغارِ
لسيِّدةِ البَحرِ ...
أُغنِيَةً
وَرِدَاءْ
وسَيِّدَةُ البَحْرِ ...
تكتُبُ لافِتَةً
فوقَ أبوابِهَا
يسقُط الغُرَبَاء ...
(5)
هُنا وَطَنٌ ...
ونِسَاءْ ...
وَبَحْرُ فِلَسْطِينَ ...
يَمْتَدُّ دَائِرَةً
نِصْفُهَا
قَمَرٌ ناعِسٌ
وشِتَاءْ ...
ورَسْمٌ لطِفلَيْنِ
بينَهُما ...
حَبْلُ مشْنَقَةٍ
وَسَمَاءْ ...
#مؤيد_العتيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟