اكبر حقل غاز اسرائيلى مقابل اكبر صحن تبولة عربي !!

خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 14:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

على نحو مفاجىء احتدم التنافس بين دول عربية خلال الاشهر الماضية للدخول الى موسوعة جينيس للارقام القياسية بانتاج اصناف من الماكولات والحلويات والملبوسات الشعبية بكميات وقياسات لم تسجل من قبل في الموسوعة. السباق على الارقام القياسية استهله مجلس بلدية نابلس الواقعة في الضفة الغربية المحتلة بتجهيز صدر كنافة بطول 200 متر شارك في صنعها حوالي مئة حلونجي ومن المتخصصين في صنع الكنافة النابلسية تحديدا وقدرت مدخلات المواد الاولية التي استخدمت فيه بعشرات الاطنان من الطحين والجبنة والسكر والسمن وعن عدد المواطنين الذين هرعوا من كل حدب وصوب لأخذ حصتهم من الكنافة اللذيذة فقد قدرتهم مصادر مقربة من المجلس بحوالي 3 الف مواطن ولاهمية هذه المناسبه فقد حرص رئيس حكومة تصريف الاعمال سلام فياض ان يشارك فيها حيث القى كلمة حماسية اشاد فيها بالمجلس البلدي الذي انجز هذه المهمة الوطنية بالمستوى المطلوب لدخول الموسوعة رغم الحواجز الاسرائيلية وغيرها من التحديات الصهيونية لينغمس بعد القاء كلمته في التهام صحن الكنافة حيث لاحظ خبثاء في المجلس ان شهيته واندفاعه في التهام الكنافة لاتقل عن اندفاعه في تطبيق وصفات صندوق النقد الدولي . وكان الاهم في صيرورة الماراثون ان العدوى قد انتقلت الى مجالس بلدية اخرى حيث بدأ حراك وتنسيق بينها لدخول موسوعة جينيس بصنع اطول كوفية تاكيدا للهوية وتحديا للاحتلال لصهيوني ولكن مساعي المجالس لم تكلل بالنجاح لعزوف المتطوعين عن صنع كوفية " لربع الكفوف الحمر بدون العقل ميالة ". في لبنان انتقلت صرعة الارقام القياسية الى احد المطاعم حيث استدعى العشرات من الطهاة ليقوموا بدورهم بصنع اكبر صحن تبولة وكان غريبا فى الماراثون العربي لصنع اكبر صدر كنافة واطول كوفية واكبر صحن تبولة وفيما بعد اكبر صحن كسكسي في المغرب ان الجانب الاسرائيلي لم يشهد حراكا على صعيد صنع اكبر قرص فلافل على الاقل رغم وجود ادلة تؤكد ان الاسرائيليين قد سطوا على المعرفة الفنية لمعظم الاكلات والحلويات الشعبية العربية بدون مقابل واخذوا يطرحونها في الاسواق وفي مهرجانات التذوق الدولية بأسماء عبرية . قبل ايام قدمت وسائل الاعلام الاسرائيلية تبريرات مقنعة لتباطؤ الجانب الاسرائيلي في مجال اختراق الموسوعة حيث ان اكدت ان العلماء الاسرائيليين ومعهم طواقم من الخبراء الاجانب
كانو مشغولين في التنقيب عن الثروات الطبيعية في اعماق البحر الابيض المتوسط واشارت نفس المصادر ان اعمال التنقيب التي شاركت فيها احدى كبريات شركات النفط الاميركية قد انتهت باكتشاف اكبر حقلين للغاز في العالم الاول اطلقت عليه اسم تمارا ويبعد 90 كيلومترا عن حيفا وتقدر احتياطياته من الغاز بحوالي 3 تريليونات قدم من الغاز والثاني اسمه لفيتان ويبعد عن شاطىء حيفا 30 كيلومترا ويحوي 16 تريليون متر مكعب . وبهذا المخزون الهائل من الغاز تكون اسرائيل قد اكتشفت اكبر حقول الغاز في العالم التي ستؤهلها لدخول موسوعة جينيس مثلما ستجعلها في غنى عن المساعدات الاميركية البالغة 3 مليارات دولار سنويا وايضا في غنى عن استيراد الغاز المصري الذي يراهن عليه المصريون باستخدامه كورقة ضغط على اسرائيل في الاحوال التي تقتضيها مصالح مصر السياسية والاقتصادية. والاهم من ذلك ان الحقلين سيشكلان مصدرا رئيسيا لتحلية مياه البحر الابيض المتوسط و لتزويد قطاعات الانتاج والخدمات بالطاقة الرخيصة وهذا اشد ما تحتاج اليه الصناعات والاستثمارات الزراعية الاسرائلية لغزو الاسواق العربية والدولية بسلع متدنية السعر . ويبقى السؤال : هل ستحتكر اسرائيل استخراج الغاز من الحقلين الواقعين فريبا من المياه الاقليمية لاكثر من بلد عربي فيما انظمة الاخيرة وشعوبها مشغولة في صنع لوازم بطونها البروتينية والنشوية ام ان الدول العربية المشاطثة ستطالب بحصتها من كعكة الغاز ؟ بالتأكيد اسرائيل وجريا على عادتها في نهب مياه وارضى وثروات جيرانها العرب لن تتنازل لهم ولو عن قدم واحد من غاز الحقلين وبالمقابل فأن " ربع الكفاف الحمر والعقل ميالة " سيفشلون في كسر الاحتكار الاسرائيلي وسيكتفون لاسترداد حقوقهم كاملة غير منقوصة في حقلي الغاز بتشغيل مدفعية الشجب والتنديد !!

#خليل_خوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات