أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - درس للسياسيين العراقيين ....علَّهم يفقهوه فيأخذوا به














المزيد.....

درس للسياسيين العراقيين ....علَّهم يفقهوه فيأخذوا به


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 13:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل أكثر من شهر جرت في أكبر مقاطعة ألمانية من حيث عدد السكان الإنتخابات المحلية لإنتخاب البرلمان المحلي الذي سيسعى إلى إنتخاب حكومة جديدة للمقاطعة من بين الأحزاب الفائزة في الإنتخابات . لقد فازت في هذه الإنتخابات خمسة أحزاب بنسب متفاوتة لم تؤهل اي منها للإنفراد بتشكيل الحكومة . كما ان نتائج الإنتخابات هذه لم تؤهل الإئتلاف السابق المتكون من حزبي الديمقراطي المسيحي والحزب الليبرالي ألإستمرار بالحكم وذلك لعدم حصول تآلف الحكومة هذا على الأغلبية البسيطة . وعلى جانب المعارضة المتكونة من الحزب الإجتماعي الديمقراطي وحزبي الخضر واليسار تجمعت أكثرية الأصوات التي يمكنها تشكيل الحكومة من قبل أحزاب المعارضة هذه . إلا ان هذه الأحزاب الثلاثة في المعارضة لم تفلح بالوصول إلى إتفاق حول إئتلاف حكومي يتجاوب مع البرامج السياسية التي طرحتها هذه الأحزاب كل على إنفراد أثناء الحملة الإنتخابية . ثم جرت محاولات بين مختلف الأحزاب تجاوزت صيغة الإئتلافات التقليدية التي كانت تجري ، وبشكل عام ، بين الحزبين الديمقراطي المسيحي والليبرالي من جهة وبين الحزب الديمقراطي الإجتماعي وحزب الخضر من جهة أخرى . أما حزب اليسار الذي دخل على الساحة السياسية الألمانية منذ بضعة أعوام ، بعد إئتلاف قوى اليسار في حزب واحد ، والذي أصبح قوة لا يستهان بها على عموم الساحة الألمانية بعد أن كان نشاطه مقتصراً على القسم الشرقي منها ، فإنه لم يحظ بالتآلف الحكومي مع أي من هذه الأحزاب إلا في مقاطعة برلين التي يشارك في حكومتها الآن مع الحزب الديمقراطي الإجتماعي .
وظلت المفاوضات تدور في هذه المقاطعة ترافقها ، وبكل إهتمام ، متابعات الحكومة المركزية والساحة السياسية الألمانية عموماً وذلك بسبب الحجم السكاني لهذه المقاطعة التي تلعب دوراً مؤثراً في السياسة والإقتصاد الألمانيين . إلا ان كافة المفاوضات بين الأحزاب المختلفة لم تُحقق اية نتيجة يمكن على اساسها التوصل لتشكيل الحكومة الجديدة للمقاطعة . وهنا فجَّرت رئيسة الحزب الديمقراطي الإجتماعي القنبلة التي قلبت مفاهيم السياسة الألمانية ، بل والعالمية ايضاً . إذ انها صرحت بعدم موافقتها على إجراء إنتخابات جديدة لأنها ستكلف المقاطعة مبالغ إضافية لا داعي لها . كما انها صرحت بأنها لا تسعى بعدئذ إلى اية مفاوضات جديدة لتشكيل الحكومة لأنها لا تريد رئاسة مثل هذه الحكومة . لقد كان بإمكان حزبي الديمقراطي الإشتراكي والخضر تشكيل ما يسمى بحكومة الأقلية التي ستحظى بأصوات حزب اليسار بين آونة وأخرى ، لكن رئيسة الحزب الديمقراطي الإجتماعي رفضت ذلك ايضاً . والقنبلة التي فجرتها هي أنها وضعت برنامجاً للحكم من خلال وجودها في المعارضة . لقد قالت بأن حزبها وحزب الخضر سيتصديان لكل مشروع تضعه الحكومة التي إستمرت في عملها لحد الآن وسيبطلان جميع المشاريع التي لا تتفق مع سياسة هذين الحزبين في تحقيق مصالح المقاطعة ، وهي تعول في هذا المجال على أصوات نواب حزب اليسار الذين لا يقفون إلى جانب الحكومة التي يعتبرونها يمينية رجعية. هذا العمل السياسي الذي هو جديد من نوعه والذي بلور مصطلحاً سياسياً جديداً يعكس فكرة الحكم ليس من خلال العمل ضمن الجهاز الحكومي ، بل من خلال مقاعد المعارضة ، نحتاجه اليوم في وطننا العراق لتثقيف سياسيينا به وبدور المعارضة في رسم سياسة البلد ، علّهم يفهمون محتواه ويعملون به فيريحوا الناس من تصريحاتهم المملة وتأويلاتهم الجاهلة الساعية للوصول إلى كرسي الحكم ليس إلا وليكن بعد ذلك الطوفان . ولكن عراق اليوم لا يتحمل طوفاناً طائفياً قومياً شوفينياً عشائرياً مناطقياً اكثر من هذا الطوفان الذي هو فيه اليوم والذي مزق لحمته وشتت أهله ونهب ثرواته واستمر في حرمان مواطنيه مما كانوا يأملون بالحصول عليه من خدمات وعيش رغيد بعد أن حرمتهم البعثفاشية من كل ذلك لأربعة عقود من الزمن . لم نسمع من سياسيي العراق اليوم ما يوحي بأن دور المعارضة البرلمانية سيكون له الفعل المؤثر في السياسة العراقية في السنين الأربع القادمة . الكل يمد ما إستطاع من عنقه ليكتشف إغنى منابع النهب والسلب في الوزارات السيادية وغير السيادية ليطبق القول على خزائنه وممتلكاته حينما يسألها هل إمتلئت ...؟ فتقول هل من مزيد ..؟
الدروس تُعطى عادة لمن يمتلكون بعض الوعي لإستيعابها ، وبعكسه فإن مثل هذه الدروس ستصبح في عداد المهازل التي يجعلها الجهلة مدعاة للضحك والإستهزاء وهم لا يعلمون ، وربما يعلمون تماماً ، بأنهم يستهزئون بانفسهم ويضحكون على بعضهم البعض . إلا ان التاريخ اثبت لنا بأن ضحكاً كهذا سوف لن يطول . وكل ما نتوجه به ، وبإخلاص ، إلى سياسي العراق اليوم هو أن نقول لهم : لتكن لكم عِبرة بمن سبقوكم ممن ضحكوا على مآسي شعوبهم وأثروا على حسابها .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء العراقي بين الساهرين عليه والمتلاعبين فيه
- مَن وأين هم اللصوص إذن ...؟
- حملة للتضامن الأممي مع الصوت الإعلامي الحر - روج تي في -
- إلحاح المجلس ألإسلامي الأعلى على ما يسميه - حكومة الشراكة ال ...
- وهل يمكن إصلاح ما خربته البعثفاشية ...؟؟؟
- فصل المقال في تفسير حدوث الزلزال
- شتائم تحت العمائم
- لغط لا معنى له
- آذار الوطن ... آذار الحب
- حينما تتراكم القمامة ...
- لماذا هذا اللف والدوران ..... يا حكومة ؟
- واقع المرأة العراقية بعد التغيير
- إتحاد الشعب في مواجهة التخلف الفكري
- أخلاق - الكفار - و أخلاق - المسلمين -
- إتحاد الشعب ومسؤولية التغيير
- إتحاد ألشعب ... البديل ألأحب
- ساهموا في الإنتخابات ......ولكن ......
- سياسة التهاون مع البعثفاشية .... هذا ما آلت وما ستؤول إليه
- إنتخبوا البعثفاشية وأعوانها.....إن نسيتم هذه الجرائم أو تناس ...
- بضاعة الدين بين العرض والطلب في سوق الدعاية الإنتخابية / الق ...


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - درس للسياسيين العراقيين ....علَّهم يفقهوه فيأخذوا به