أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - طرائف عن مباهج العورة وهاجس السوءة















المزيد.....


طرائف عن مباهج العورة وهاجس السوءة


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 09:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبّر الخيال التوراتي من خلال قصة آدم وحواء بعد الأكل من شجرة (معرفة الخير والشر) عن هاجس العري والتعري كما جاء في سفر التكوين : " فقالت الحية إنما الله عالم أنكما في يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتصيران كآلهة عارفي الخير والشر ..فإذا أكلا من الشجرة .. فإنفتحت أعينهما فعلما أنهما عريانان فخاطا من ورق التين وصنعا لهما مآزر..فسمعا صوت الرب الإله وهو متمش في الجنة ..فنادى الرب الإله آدم وقال أين أنت قال إني سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فإختبأت قال من أعلمك أنك عريان هل أكلت من الشجرة التي نهيتك عن أن تأكل منها ..وصنع الرب الإله أقمصة من جلد وكساهما وقال الرب الإله هو ذا أدم قد صار كواحد منا يعرف الخير والشر الآن لعله يمد يده فيأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل فيحيا إلى الدهر فأخرجه الرب الإله من جنة عدن" [ سفر التكوين الفصل الثالث من 6 إلى 24 بتصرف ] ولأن القرأن جاء" مصدقاً لما بين يديه من التوراة" ( المائدة 26 ) و "ياأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم" ( النساء 47 ) و" فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة " ( المائدة 46 ) لذا فقد انتقلت الرواية إلى الخيال الإسلامي اقتباساً بنفس فحوى قصة العري وانكشاف السوءة مع احداث تغاير طفيف في الرواية نلمحه في قوله تعالى :" فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوأتهما "..." فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوأتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهاكما عن تلكما الشجرة ".و."يا بني أدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوأتكم وريشاً" .و.".الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوأتهما" ..( الأعراف 17 إلى 27 بتصرف ) و قوله : " فأكلا منها فبدت سوأتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى أدم ربه فغوى" ( طه 121 ) هاهي العورة والسوءة وقد لعبت بالخيال الإنساني على المستويين التوراتي والقرآني معاً دون كبير فرق في التصورات .
وقبل أن نقارن ونحلل أبستمولوجية الهاجس [ العورسوأتي] لدى الجماعات البشرية نؤكد عدم ورود أي ذكر للعورة أو السوءة لسائر المخلوقات الأخري سواء المخلوقة من النور كالملائكة أو المخلوقة من مارج النار كالشياطين و الجان وكأنها خصيصة فريدة اختص بها البشر وحدهم الذين ألهاهم التكاثر ولعبت بعقولهم الغريزة الجنسية ولعبت بشهواتهم التي لها صفة الدوام عكس الغريزة الحيوانية ذات الطابع الموسمي كالذي نجده لدى أمم الحيوانات . فبهيمة الأنعام لم تنل أي ذكر عن سوءة أو عورة .ونتساءل كيف تم الأرتباط بين الأكل من شجرة ( معرفة الخير والشر) حسب المفهوم التوراتي ومعرفة العري والتعري فهل أودع الله في الشجرة السر الألمعي حيث انكشاف العورة والممقوت كشفها ووجوب سترها لذا تشدد الأمر بعدم الأقتراب والأكل من الشجرة لأنه سوف تنتقل معرفة العورة والسوءة وليس معرفة الخير والشر عن طريق المضغ والبلع من أضابير الشجرة المحرمة إلى معدة آدم بألية سحرية لصيقة بسقوط اللباس ومن ثم انكشاف العورة فليس هناك أي رابط منطقي يجمع بين الأكل والعري .
هكذا ببساطة يجب على عقولنا أن تقبل تلك الفكرة المنسوبة إلى الذهنية الإلهية والتي تنص على أن أكل الثمار المحرمة هو السبب المركزي الذي أدى إلى انكشاف العورة واكتشاف المخبوء من الأعضاء الجنسية والتي استلزمت التستر والتغطية والتي اندرجت تحت المسمى الفقهي ( باب ستر العورة ) لذا تمخضت الأحكام الشرعية كي ما تنادي بضرورة ستر العورة أمام الله خالقها وبارئها ثم سترها عن عيون الناس من باب أولى . ونسأل ما ضرورة ستر العورة للمسلم وللمسلمة في الصلاة منفرداً في البيت ؟ أيعتبر العري في الصلاة سوء أدب ووقاحة كقوله : " مالكم لا ترجون لله وقارا ( نوح 13 ) فلم نستر العورة أمام الله في الصلاة منفرداً أليس الله هو الذي خلقها ؟ أليس الله لا تخفى عليه خافية ؟ فيصبح ستر العورة أمام الله تحصيل حاصل فلا تخفى عليه خافية كما أن أدم وعورته هي من سوّاها الله بيديه لأن الله هو الذي أحسن كل شيئ صنعه فكما خلق لنا الأنف والعينين والأذنين والشفتين فلم لا نسترهم أيضاً في الصلاة ؟ أليس في يوم الحشر سنأتي الله عرايا كقوله تعالى : " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة " ( الأنعام 94 ) و قوله : " وعرضوا على ربك صفاً لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة " ( الكهف 48 ) ومعلوم أن الإنسان يولد عرياناً ويحشر يوم القيامة عرياناً لذا فمسألة العري أمام الله لا مشكلة فيها ولا سوء أدب ووقاحة ولا استهجان ولا استنكار هذا ما يقودنا المنطق إليه . لكن ستر العورة أمام جموع الناس هو ما تخبرنا به علوم الأنثربولوجي عن مدى الضرورة التي حدت بالبشر إلى استحداث ألية التغطي لإعضاءهم الجنسية عن بعضهم البعض ..
وفي كتب التفسير قال الفقهاء في شرحهم للعورة والسوءة فقالوا : سمي الفرج عورة لأن إظهاره يسوء صاحبه ودل هذا على قبح كشفها و أن الله أوجب عليهما الستر (القرطبي 4 / 2614 – 2617 ) و حسب الرواية التوراتية قد اختبأ آدم من الله حياءً وعرف أنه عريان بعد أن بدت عورته وبالتالي سيراها الله فإضطر آدم الذي خالجه الشعور القوي بالخزي إلى التغطية الفورية لأحد أهم الأعضاء الكارثية التي يمتلكها ولا نعلم لم شّعر بالخزي كونه عريان؟ وكون جسدة ينطق بأعضاء مثيرة يجب سترها فكما أكدنا أنه لا ضرورة لستر العورة عن الله لأنه خالقها ولا ضرورة أيضاً لستر العورة عن زوجته حواء فليس ذلك من المحرمات إذن إذا راح يخصف من ورق الجنة كي يغطي عورته سألنا يغطيها من من ؟ وفقاً لتحليلنا السابق كما نعلم أن البدن بكامله تتساوي فيه الأعضاء فسيولوجياً وأن كل عضو منوط بوظيفة يؤديها لكن الأيات جعلت من أدم الخجول يسرع لأن يخصف من ورق الجنة ما وسعته قدرته إلى اخفاء المصيبة التي أودعها الله فيه وطبعاً حاشا أن ننعتها بالمصيبة فهي من نعم الله التي لاتحصى .
فالله هو الذي سوى خليفته آدم بيديه وكذلك حواء ووزّع على جسديهما جميع الأعضاء بحكمة واقتدار ثم نفخ في الجسد الطيني من روحه الإلهية فقد خلق آدم في أحسن هيئة وأحسن تقويم .إلا أن المدهش في الأمر هو الأرتباط غير المنطقي بين الأكل من الشجرة وهاجس العري في المخيلة الإنسانية وأن الشاهد و القرينة التي جعلت الله العليم البصير يعرف أن الخطيئة العظمى قد تمت و قد جاءت إثر الأكل من الشجرة المحرمة فحدثت الخطيئة والطرد ويا هول ما حدث .



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائل شأن إنساني محض
- باب تكليف الشياطين وحفظ أعمالهم
- هل للأصنام مسؤولية جنائية؟
- تأملات يوم الخندمة يوم فر صفوان وعكرمة
- عن التكتيك السماوي والتكتيك الأرضي
- البينة المفقودة والغائبة
- القضية المغلقة و الوقوع بين محالين
- الغيب المقروء هل يصمد الغيب طويلا
- اشكالية الصفات الحسنى والأسماء غير الحسنى
- بين مكة وجرينتش يا قلبي إحزن
- الأعتداد في أحكام المعتدات
- عن التصنت والإستماع سألوني
- دلائل الكشف العميق عن القتل العميق
- المناظرة العجيبة
- الطهارة المزعومة
- آل جحش والظلم المستباح -3-
- آل جحش والظلم المستباح -2-
- آل جحش والظلم المستباح
- السقف الأبستمولوجي للأساطير
- يسألونك عن مأزق النكاح


المزيد.....




- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - طرائف عن مباهج العورة وهاجس السوءة