أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سائد السويركي - مؤتمر دمشق ليس مؤتمرا توحيديا















المزيد.....

مؤتمر دمشق ليس مؤتمرا توحيديا


سائد السويركي

الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 12:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


مؤتمر دمشق ... ليس مؤتمرا توحيديا
ولن يلم شمل الكتاب الفلسطينيين


عندما عقدت سلسلة اجتماعات تشاورية في العاصمة السورية دمشق على مدار ثلاثة أيام ، من أجل توحيد جسم اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل والخارج ، تفاءلنا خيرا ، وقلنا أن الكتاب الفلسطينيين قد تجاوزوا حالة العجز والتبعية المطلقة للسياسيين ، وأن مجرد محاولتهم توحيد جسم اتحاد الكتاب ينم عن إحساس عميق بالأزمة على مستوى الداخل والخارج ... وتم الاتفاق الذي وضعنا أمام سؤال صعب ، هل نحن أمام نهاية أزمة ، أم أن الاتفاق بداية لأزمات جديدة ؟، ستعصف بما تبقى من أمل لدى الفلسطينيين في تجاوز حالة الانقسام ...

تمهيد لا بد منه

أولا لا يمكن تخيل إنسان فلسطيني عاقل يرغب في تكريس حالة الانقسام التي ستؤدي بشكل محتم إلى تطورات ستقود إلى الانفصال وتشكيل دولتين فلسطينيتين بلا وطن لصالح الكيان الصهيوني ، ولا يمكن أن نسمح لأنفسنا بعرقلة إي جهد مخلص سواء من الكتاب أو من غيرهم باتجاه إعادة توحيد جسم حكم عليه الوعي الفلسطيني الحزبي أن يصبح عدوا لنفسه ... ومع تقديري لكل الجهود التي بذلت في دمشق لتوحيد جسم اتحاد الكتاب الفلسطينيين ، إلا أن رأينا المتواضع هو أن هذا الجهد لن يؤدي لشئ ، لا هذا العام ، ولا الأعوام التي ستليه

تحديد المفاهيم ... أسئلة بلا إجابات
أراده المجتمعون في دمشق مؤتمرا توحيديا ، ولكني أجد صعوبة في تحديد مفهوم الوحدة بالنسبة لأطراف الصراع الداخلي ، الوحدة بين المشاريع المتناقضة والتي لا تبصر في مرآتها أحد سوى نفسها هو أمر مستحيل ، عندما يكون الخلل في الوعي ، يتم وصف العلاقة بين فتح وحماس كالتالي : هي علاقة بين مشروعين متناقضين ، كل منهما يطرح نفسه بديلا عن الآخر لا مكملا له ، وأن مشروع حماس هو مشروع إلغائي وإقصائي ولا يحتمل وجود الآخرين على أرضيته ، وعندما يتم محاكمة العلاقات الداخلية الفلسطينية من منظور شرعي ديني بحت ، فهذا يعني بالتأكيد من وجهة نظر البعض ، أن محاولة التوحيد من وجهة نظر المشروع الإسلامي تصبح كمن يحاول توأمة الحلال والحرام ، لأن الدين والعلمانية لا يلتقيان من وجهة نظرهم ، وذات الأمر ينظر إليه من منظور بعض المشككين بحركة فتح والذين ينظرون إلى دورها الذي لا يعترف بتغير الموازين السياسية والاعتراف بالقوى الأخرى التي أصبحت جزءا من نسيج المجتمع الفلسطيني
وهذا هو توصيف حركة حماس لموقف حركة فتح من فوزها بالانتخابات الأخيرة ...

لهذا السبب باختصار ، ينبغي حل أزمة الوعي والمفهوم ، قبل الحديث عن أي وحدة فلسطينية ، واستبدال الوعي الإقصائي بوعي آخر يحترم الاختلاف ويسعى إلى التكامل معه

الثابت والمتغير وأزمة الاتفاق

ورد في أحد بنود الاتفاق بين الكتاب في دمشق التالي
" الأساس العام للاتفاق بين الطرفين الذي رعاه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب هو الالتزام بالثوابت الفلسطينية حسب ما ورد في الميثاق الوطني الأصل لمنظمة التحرير الفلسطينية "
هذه الصيغة أعتقد أنها ظالمة ، رغم أنها تبدو براقة للوهلة الأولى ، وهذا يدفعنا للحديث عن العلاقة بين السياسي والثقافي ، ومرجعية كل منهما .
أعتقد أن الثابت الثقافي أو الإبداعي يختلف عن الثابت السياسي ، وأن السياسي لا يجب بأي حال من الأحوال أن يكون مرجعية للكتاب الذين يفترض بهم أن يظلوا حراسا على الحلم الفلسطيني ، الثابت السياسي لا يعتبر ثابتا ، لأنه قاد فتح بعد عقود من الصراع إلى الاكتفاء بمجرد الحصول على الضفة وغزة وشيء من القدس ، وهو ما دفع حماس للقبول بذات المعادلة في وثيقة الوفاق الوطني والذي جاء تأكيده على لسان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والسيد رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية ، ليصبح الهدف هو إقامة دولة على حدود ما ستنسحب عنه إسرائيل وصولا إلى بسطار الجندي الإسرائيلي الذي سيظل على مرمى حدود نكستنا في الخامس عشر من حزيران ، إن ذكر كلمة الميثاق الوطني في هذه الفقرة مضللة ، لأنها تعني أن طرفا سيقبل طوعا بسحب شرعيته النضالية ، والآخر سيضع المثقفين تحت عباءة الخطاب السياسي الحالي الذي يستند إلى تقديم خطاب أحادي مرتبط بالبندقية والصاروخ ، وهو على استعداد لمحاصرة كل من يرغب في إجراء مراجعة أو تقييم لأدواتنا النضالية السابقة بحجة أنه انهزامي ومنبطح .
أعتقد أن كامل الحلم الفلسطيني وبعيدا عن التنظير السياسي هو مرجعية المثقفين الذين يدركون موقعهم من الوعي الإنساني من خلال تفاعلهم مع هذه الإنسانية ، وأنهم غير مقيدين بالحيز المكاني والسياسي والتاريخي
السياسيون يموتون ، ويظل حلم غسان كنفاني ومحمود درويش وفدوى طوقان مرجعا للإنسانية كافة .

القدس الغائب الوحيد عن الاتفاق

إذا اجتمع المجتمعون في دمشق ، ووزعوا الحصص حسب التوزيع الجغرافي والسياسي وغابت القدس ، سقطت أو أسقطت .
يقول الاتفاق في أحد بنوده
" يعاد تشكيل اللجنة التحضيرية للأدباء والكتاب على أن يمثل الداخل ب 18 عضوا ، 10 أعضاء من الضفة الغربية ، و8 أعضاء من قطاع غزة تنطبق عليهم شروط العضوية إضافة إلى تمثيل الكتاب في فلسطين المحتلة عام ثمانية وأربعين والأردن "
المشروع الإسرائيلي يتخذ من مدينة القدس محورا لوجوده ، وما محاولات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في محاولة نقل سفارات وممثليات العالم إلى هذه المدينة إلا إشارة لموقع هذه المدينة من ماضي وحاضر ومستقبل الوجود الصهيوني على أرض فلسطين ،
لماذا تم إسقاط القدس من معادلة الكتاب الذين يفترض بهم أن يحرسوا حلم الفقراء في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يجعل من القدس المحتلة هدف التهويد والاستيطان بامتياز . هناك من الكتاب من يفترض ، أن القدس يجب أن تصبح جوهر وجودنا ، والرمز الأكثر قدسية في حياتنا .
ويفترضون أنه يجب نقل مركز ثقل كل المؤسسات الوطنية إلى القدس ، لذا ليس من الحكمة التعامل مع تمثيل مدينة القدس كجزء من الضفة الغربية .
القدس التي ابتلعها الحصار والجدران والتهويد لملامحها الشرقية لم تكن لتتخيل أن تسقط بكل هذه القسوة من وعي الكتاب الذين تذكروا حصصهم الحزبية

موقع المقاومة في اتفاق الوحدة

يقول الاتفاق الدمشقي في أحد بنوده
" الإطار الوطني العام الذي يسترشد من خلاله الكتاب ويعملون به ويؤكدون وحدتهم هو ثوابت قضيتنا وحقوقنا الوطنية ، ومقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ، ووحدة شعبنا وكتابنا ، ومقاومة الاحتلال "
الارتباك في المشهد الفلسطيني واضح وضوح الشمس ، لأننا سنجد مفاهيم متناقضة حول مفهوم المقاومة بالتحديد ، والموقف من العمليات العسكرية وإطلاق الصواريخ بشكل عام ... ولندرك أخيرا أن هذه المفاهيم نسبية وليست مطلقة ....
دعونا نتساءل .... منع إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ... هل يعتبر مقاومة أم لا ؟
منع إطلاق الصواريخ أو تنفيذ عمليات عسكرية انطلاقا من الضفة ... هل يعتبر مقاومة أم لا ؟
منع استيراد منتجات المستوطنات في الضفة الغربية من خلال الحكومة في رام الله ، هل يعد مقاومة أم لا
التركيز على وسائل المقاومة المدنية في غزة لدرجة إحداث شرخ كبير في الحصار بعيدا عن استخدام البندقية ... هل هو مقاومة أم لا ؟
سوريا ... البلد التي تعتبر جزءا من محور الممانعة والتي لم تطلق رصاصة واحدة دفاعا عن الجولان ... هل هي بلد مقاومة أم لا ؟
مصر التي ترتبط مع إسرائيل بمعاهدة سلام ، ومع ذلك فهي الجهة التي حاولت كثيرا أن تثني الفلسطينيين عن الذهاب باتجاه حالة الانقسام ... هل هي بلد مقاومة أم بلد إنهزامي ؟
السعودية الموصوفة بعلاقاتها مع أمريكا والغرب ، كيف يمكن قراءة دورها في اتفاق مكة ، هل كانت بلد مقاومة أم بلد انبطاح ... ؟
هناك آلاف النماذج المشابهة التي يجب ألا تدفعنا باتجاه الاستخفاف بضرورة تحديد معنى المقاومة ...
المقاومة لم تكن صاروخا ولا بندقية ، ولكنها نمط حياة ، وإرادة في المضي قدما في مواجهة الظلم بكل الوسائل المتاحة ، حتى ولو كانت عبر إضاءة شمعة وحيدة ، في ليل حياتنا الحالك

أسئلة أخرى على هامش اتفاق الوحدة
* كيف يمكن توحيد جسمين مختلفين ، اتحاد الكتاب الفلسطيني ، واتحاد الكتاب والصحفيين ؟
* ما قيمة الديمقراطية ، إن كان سيتم تجاهل نتائج انتخابات الأمانة العامة ، ليتم تشكيل جسم بديل غير منتخب يمسك بأوراق اللعبة وصولا إلى الانتخابات المشكوك في وصولنا لها أصلا في ظل حالة الانقسام
* ما هي معايير التنسيب لعضوية اتحاد الكتاب الآن ، وكيف يمكن ضمان شفافية في التنسيب تجعل من غير الممكن تحويل هذه العضويات إلى زخم جديد في الصراع الحزبي وحالة الانقسام الحالية

هناك عشرات الأسئلة التي تجعل من المشكوك فيه أن يوفر هذا الاتفاق أرضية صالحة لتجاوز حالة الانقسام في جسم اتحاد الكتاب ،
وأعتقد أن مهمة المثقف الآن يجب أن تبدأ من إعادة تشكيل الوعي الفلسطيني والانفلات من عباءة السياسي وتحديد المفاهيم المتنازع حولها بشكل واضح ...
والإثبات مرة واحدة وللأبد
أن ما يلزم السياسي لن يلزم المثقفين حراس الحلم

مقترح
إن كان الاتفاق الدمشقي قد منح نفسه عاما لتوحيد جسم اتحاد الكتاب ، وهو ما نشك في إمكانية الوصول إليه ، أسأل نفسي ، لماذا لا يعطي الكتاب أنفسهم عاما من الجهد يحاولون فيه سويا كسر روح الانقسام وفكر الانقسام ، عبر مشروع وحدوي شامل يعيد ترميم الوعي الفلسطيني المنقسم على ذاته ، فلينزل الكتاب والمثقفون إلى الشارع وليتفاعلوا مع مختلف شرائح الشعب الفلسطيني ، ولتمتلئ الصحف والمجلات ومختلف وسائل الإعلام بالفكر الوحدوي التنويري ، ولتعقد ورشات العمل في كل مكان والمؤتمرات الصحفية ، ليساهم المثقفون بكسر دوامة التيه والتعصب الحزبي التي وقعنا فيها .... فليثبت المثقفون في الطرفين أولا ... أن عاما قادما سيكون بلا تحريض على كراهية الذات حتى لو اختلفنا سياسيا ، عندها سنؤمن أننا لا نحتاج اتفاقا للوحدة يجمعنا ، لأننا سنكون عندها موحدين
مع خالص تقديري لكل من وقع على هذا الاتفاق
سائد السويركي



#سائد_السويركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبضات على هامش الحصار ( 4 )
- نبضات على هامش الحصار (3)
- نبضات على هامش الحصار
- الجهاد الإسلامي وأسئلة التنظيم والمنهج ... الهوية المذهبية
- الجهاد الإسلامي ... وأسئلة حول التنظيم والمنهج
- في المحرقة الفلسطينية كل هذه التضحيات ... ولا زلنا نردح لبعض ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سائد السويركي - مؤتمر دمشق ليس مؤتمرا توحيديا