عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 3034 - 2010 / 6 / 14 - 21:39
المحور:
الادب والفن
مزدحماً كان القطارُ القديمُ
في حُلـُمي
صحوتُ ملوِّحاً بأسراري
وأحلامي التي بليل الشتاءْ
تقصرُ
كالنار ِ وكالنهار ِ؛
سألتُ المراقبَ الذي في يدهِ
راية ٌ حمراءْ
مثل أسرار القصيدة
- "ما وجهتـُكْ؟"
قال مبتسماً:
- "وهل من وجهةٍ أخرى
في محطتنا الوحيدة؟!"
يُجيبني بسؤال ٍ
ولا يدعو للصعود
وينساني
فأعود!
بلا قطار ِ!
أدري أن الجميعَ قد مضَوا قبلي
وليس من رصيفٍ في الجانب العاري
من هذه الأدغال
لذا يودّعني النسيمُ
والنورُ هنا
لأن ألف انتظار ٍسوف يُنسى
في محطات انتظاري!"
كنتُ أدري:
لقاؤنا الثاني مستحيلْ
فلن أراكْ
لذا بَكـَيْتُ
وكنتُ أدري:
ما تبقى برغم الشبابِ قليلْ
فتابَعـَني في ضَياعي من كثيفِ الحزن
ظِلّ ٌوصوتُ
فأغلقتُ بوجهي كلََّ باب
لأبحثَ عني؛
وكان كلّ ُ جدار ٍ هناك أعمىً
بلا ضوءٍ ولا صوتٍ ولا ريح ٍ
ولا شـُبّاكْ.
ولمّا تخنقـُني الأكاذيبُ هناكْ،
كما هنا،
يكون للدمع
رفـّة ُالرمل ِ النديِّ
ورَعشة ُالاشواكْ؛
فالتناسخ ُفي السما
طـُوْفانُ سرابْ،
ظلّ ُغروبٍ
لمستنقع النفس ِالخرابْ.
صَنـَعْـنا تماثيلاً ملوّنة ً
بالموتْ
فخـَلـَقـْنا من اللاهاتِ حشداً
كجيش الطين الذي
يلوّنهُ الصمتْ!
إنما نـَفـَسي الذي يشي بي،
لذا مطوَّق ٌ؛
فليس من علاماتٍ هنا
سوى راياتِهم رفرفتْ في الدخان
أكفانا ً لآمالي
فأعيادُهم ستحمل الأحزانَ أيضاً،
لأن الحزنَ واللهَ متـّحدان!
فبلا هُنيهةٍ من عيد الحقيقة ْ
تكون الأفراحُ أوهاماً هي الأخرى
تـُضافُ: عِبْءاً جديدْ،
فالرحيقُ هذا كاذبٌ
لأنّ في البذور مرارة ً
تـُضيفُ سُمّاً
للحديدْ.
وسباقُ الموت في الفوضى
يُعيد الدِّما لوجه اللهِ
حينَ شحوبهِ
فما الخسارة ُ اليومَ سوى
خسارةِ الأسياد
عند انتحار العبيد.
أفقتُ على الرصيف منتظراً.
أفات في الريح ِالقطارُ؟
أم سيأتي مع الأفـْق مقترباً؟!
لمن إذن
أرضُ الوطن؟
لمن تقف الأشجارُ مودِّعة ً؟
وكيف حين مرورهِ
بعصفةٍ كاسِرَة ْ ؟
لكنْ: من غيرُهـُنَّ إذا تكسَّرَ نصفـُه
نمت له أذرع ٌ في الخاصرة؟!
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟