|
لِلعَتمَةِ ذُبالَتي !
يحيى علوان
الحوار المتمدن-العدد: 3034 - 2010 / 6 / 14 - 18:42
المحور:
الادب والفن
" نقرأُ الحياةَ بصورةٍ مغلوطةٍ ، فَنَندِبُ حالنا أنها خَدَعتنا ! " طاغور غادرتنا الحكمةُ وأَهلوها ، وإلاّ ما كُنّا رضينا بما نحنُ فيه نُوَلوِل ْ..
لا حاجَةَ لأَحَـدٍ أَن يَستأسِدَ عليَّ بنصحٍ ..! أَعرفُ أَنَّ الذُبالةَ فَقَدَتْ سِحرَها الرومانسي مُنذُ دهـرٍ ! و أَعرِفُ أَنَّها لـمْ تَعُدْ تكفي لقهرِ ليلنا المديـ...ـــد ! وأَنَّ هناكَ مَنْ يرى ويخافُ أنْ تَفعَلَ فِعلَ الأفيونِ .. بَسمَلَةٌ وحَوقَلَةٌ ، لا تمنعُ الجرادَ عن إلتهامِ حقولِ خُبزنا وأحلامنا في - إنتظارِ "الرفيق غودو !"- ذُبالةٌ نحيلةٌ لا تَقوى على شيءٍ ، غيرَ إطالةِ عذابنا ..
وأعرفُ أنَّ من يُوقِدُ شمعةً ، يقابلهُ آخرون يُشعلون فتائلَ ديناميتِ " المُفَخّخات " وأَنَّ مَنْ يُضيءُ قنديلاً ، قدْ "يكشفُ" موقِعَه ، فيُغوي بإستدراجِ رصاصةٍ نحو الرأس !! مالعمَلْ ؟! أَنَنتظرُ حتى تنجلي و"تعتدَلَ" الأجواء ؟ فتَصُحَ المواقفُ وتغدو "صائبةً " 100% !؟ ويسهلَ القول ؟؟ أَمْ نَتلفّعُ بالصمتِ ، حتى يُحمِّلونا وِزرَ نواياهم ؟!
ها هيَ " عاصفة " أُخرى شرَّدَت الغربان * ، تقرعُ طبولَ الموتِ عندَ بابِ الجار ، هذه المرّة ، ولن نكونَ نحنُ وغيرنا بمنجى منها !! فكما أننا لا نملِكُ خياراً فيمن يكون الوالدان واللغة الأُم .. كذلكَ حالُ الجغرافيا ... بَلَدٌ آخر جميلٌ ذو ثقافةٍ عريقةٍ ، رُغمَ سَفالةِ حُكّامِه ، سيكونُ مرتعاً للدمار والخراب ، وساحةً لتجريب ما تَفَتّقَ به عقلُ "عزرائيل "! من آلة للموت ..
أَعرِفُ أَنَّ هناكَ مَنْ سيرميني بـ" نظرية المؤامرة !" ، التي هي نفسها مؤامرة ، فيطلِبُ مِنِّي أَنْ أَتوبَ وأَصومَ عن التشاؤم ...! ..........................
كما أَعرِفُ جيداً أَنَّ هناكَ كثرةً ، مِمَّنْ يدافعونَ بأسنانهم والسكاكين ، عن رأيٍ لهم ، لكنّي أُصلّي للسماوات والكواكب حتى لا تَتَحقّقَ "نبوءتي !" فتَسلَمَ أرواحُ الناس ...
* * *
الليلَةَ ، سأهجرُ الدارَ ، يا نـدى .. سئمتُ وحدتي والنسيان ، باذِخاً ، سأوْلِـمُ للذكرى ، تحتَ خَيمَةِ الظُلمَةِ ..كي لا تَتَفَرَّجَ عليَّ كامرةٌ فضولية ، ولا يراني الجيرانُ ، أستحضرُكِ بكلِّ طقوسِ السِحرِ .. أَرفو فتوقَ الرؤى ، أَستَنبِتُ الأمَلَ .. أَستَوْلِـدُ الشكَّ في يقينياتٍ كسولةٍ ، فللشكِّ ، يانـدى ، حَلاوَةُ تَمـرةٍ ، شهِيٌّ مثل الخيانة الزوجية ، مثيـرٌ كالخطيئة ، يشبه حُلُمـاً في خاطِـرِ شاعرٍ .. يبدأُ خيالاً مُباركـاً ، حتى يتقمَّصَ العناصِرَ كُلِّها...
تعالي ، إِسبَحي بجدوَلِ حناني إِليكِ ، شَرنِقيني بدِفئكِ في صقيعِ غُربتي .. يا بعيدَةً مثلَ فَنـارٍ ، يا قريبـةً مثلَ فراغِ صمتي ، ها هوَ عطَشي إليكِ يَقْرَعُ طُبولَهُ في صدري .. أَعَضُّ بهِ تلابيبَ أَيّامٍ كُنّـا سويةً ، عَلِّيْ أَستَولِدُ حُلُماً جديداً ، يُبهِجُني .. طالما غادَرتِني ، فبقيتُ وحيداً أُسامرُ لوعتي ....
وَحَقِّكِ تََعِبتُ من نَقْشِ إشتياقي إليكِ على خُدودِ الريـح ، منذُ زمنٍ بعيدٍ ، عَرِفتُ أَننا لا نحتاجُ أَن نَفقدَ الشيء ، كـي نُحِسَّ بمدى تَعَلُّقنا به !! هأنذا ، طفلٌ أَقرَعُ أبوابَ الحنينِ إليكِ ، إخطفيني من رحمِ الكوابيس ، إسحليني فوقَ إسفَلتِ ليلي .. تَعـالِي ، لَمْلِمي النورَ بماسَتِكِ وشَقِّقي ظُلمَتي .. إتركـي رَأسَكِ يطفو على صدري .. ::::::::::::::::::::::::: صديقَةَ وحشتي ، جَرجريني مِـنْ رمادي ، قوديني مِـنْ عصا عَمـايَ لدروبٍ لا ينسَكِبُ فيها الخَلقُ ، تعالِي سَقَيتُ حروفَ تَشَرُّدي مِـنْ بعدكِ ، أهفو إليكِ ، كـيْ آوي إليكِ ، نُكَسِّرُ جوزَ الصمتِ ، نُقَشِّرُ تُفاحَ الكلام بحكايا وقِصَصٍ ، دونَ أنْ نُخَوِّضَ فـي وحلِ التفاصيل ِ.. :::::::::::::::::::::::::::: تعالِي ، أَميرتـي ، أَنتِ خمرتي عَتّقتُها في سراديبِ الأمس ، أَينَ أَنتِ ؟ هلْ أَنتِ سعيدةٌ ؟ ... أَنا ، لا!! هلْ أنتِ غريبةٌ ؟ ... أنا ، نعمْ !! غريبٌ منْ دونكِ ، مُنذُ لَوّحتِ لي من خلفِ الحاجز ، وألصقتِ على زجاج المطار قبلةً ودمعَةً ، إنزَلَقَتْ أبطأَ من سُلحفاةٍ ، حتى تاهَتْ .. وعندما إلتَقَتْ نَظَراتُنا سقَطَ الصمتُ بيننا مثل صخرةٍ ..
تعالي ، بُنَيَّتي ، إِعتقيني منْ أُساري ، فُكّي شفرة َ حُزني .. أَبكَمٌ أَنا ، أتوقُ لِصَخَبِ حضورك .. أَمسكتُ عن الكلامِ ، والحرف مخافـةَ "الرقيبِ " وكمائنَ قُطّاعِ الإنعتاقِ .. كيفَ لي ، يا نـدى ، أنْ أَكونَ قاريءَ بختٍ ، ينتظرُ مثلَ يتيمٍ ، على أَبوابِ الفَرَجِ ، أَنـا القادمُ من كهوفِ اللا يقين ؟! لا أَقبلُ أَنْ أُرعى بقراتٍ تَسرَحُ في سهولِ الغيمِ ، كي تُحلَبَ على الأرضِ !! تَبّـاً لـ"فلسفةٍ زئبقيةٍ " تُناصِرُ الإنسانَ مُطْلَقاً ، وتنحَثُ "الملموسَ" ! تسترخي في خيامها على سفحِ البركان ... مُنتشيةً بأنها سَجَّلَت "موقفاً " وكفى !! كَرِهتُ عَسَسَاً يسرقونَ صباحاتِ الناسِ ، حتى ! سنتدَثَّرُ ، بُنَيَّتي ، في الصقيعِ بأحزانٍ أَصيلَةٍ كي لا ننحازَ لأَحَـدٍ **! سَنَرفِضُ أَنْ "يَسرِقَ " الشُهداءُ غَدَنا ، فَلَسنا حَفّاري قُبورٍ أو "سَدَنةً" لها !! يَعنينا ، "الشهيدُ الحي" أساساً.. هذا ، الذي يموتُ كُلَّ يومٍ قليلاً .. يتأَمَّلُ الجُثَثَ أو ما تَبقّى منها ، فلا يَجِدُ نفسه فيها .. يتَصفَّحُ بابَ "الوفيّاتِ والتعازي" فلا يَجِدُ إسمه ... أَيكونُ "قتيلاً أَو شهيداً مجهولاً"؟! ماتَ الماءُ ، هرَبَتْ الكهرباءُ .. وَلَّى الأمانُ خائفاً ... "عاشَتْ الديمقراطيّة "!! هذا "الشهيدُ الحي " ، الذي إنْ عادَ للبيتِ ، تَنُطُّ قُلوبُ أَهله بِصَعقَةٍ ، فَرَحَـاً بعودته ، فيتنفّسونَ الصُعَداءِ والنُزَلاءِ ! لأَنّ واحدَةً من " أَحصنَةِ طروادةَ " الحديثة ! ، المبثوثَةِ في كلِّ مكانٍ ، لمْ تُسَفِّره لـ"الجنان " عنوةً !! هذا ، الذي يَرتَجِفُ قلبُه ، إِنْ قالَ كلاماً ، بلُغَةٍ غيرَ مُحتشمةٍ "توافقياً"! سيجدُ نفسه ، في الشارعِ ، أو عندَ بابِ المنْزلِ ، أَو حتى في سيارةٍ .. في "حوارٍ !" ديمقراطيٍّ مع مسدسٍ ، على الأقلْ - إنْ لَمْ يكُنْ رشاشاً - وبكلِّ موضوعيةٍ ، علانيةً ، دونَ الحاجةِ لكاتمِ صوتٍ !! ...................... ...................... ......................
سأُقبِّل وجنَتَكِ ، وأَغفو باكراً كي لا يفوتني طيفُكِ ! تُصبحينَ على عَوْدٍ إليَّ ..
ـــــــــــــــــ * علم الحيوان لايُعنى بما نلصقه من خرافاتٍ وصفات على هذا الحيوانِ أو ذاك .. من خرافاتنا ، مثلاً ، أننا أَلصقنا النحس بالغراب ... ومنها "غُرابُ البَيْنْ "... لكن علماء الطيور إكتشفوا فيه قدرةً متطورةً على ماعند غيره من الطيور ، هي قدرته على إستشعار خطر العواصف ، قبلَ وقوعها ... ** الحَضَريُّ يُفاخِرُ :" النار فاكهة الشِتَه ، والما يصَدِّك يصطلي .." فيَرُدُّ عليه البَدَويُّ :" النار تاكُلْ جوفَك والفاكهة بجِلدْ الطِلِي _ الخروف_ "! إذا كانَ هذا هو "سؤالُ العصر والجماعة " !! فبماذا تُجيب ؟ سوى أَنْ تُلَملِمَ حالك وترحلَ إلى كوكبٍ آخر !!
#يحيى_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حَسَدْ
-
شمعةُ أُمي ، دَمعةُ أَبي
-
يوغا
-
هاجِرْ
-
مَنْ نحنُ ؟!
-
نُثار (5)
-
شبَّاك
-
سلاماً أيُها الأَرَقُ
-
نُثار ( 4 )
-
أَسئلةٌ حَيْرى
-
نُثار ( 3 )
-
نُثار ( 2 )
-
نُثار ( 1 )
-
...ومن العشقِ ما قَتَلْ
-
شذراتٌ من دفاترَ ضاعت / عفريتٌ من جنِّ سُليمان !
-
من دون عنوان
-
ما هو !
-
تهويمات
-
أهِيَ خطيئتي ؟!
-
بغداد
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|