أبو غريب - قساوة الذاكرة

فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 923 - 2004 / 8 / 12 - 09:58
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

قدرلابو غريب،السجن،قاعات التعذيب،ساحات الاعدام والزنازين الموحشة ان يكون كابوسا مرعباً في ذاكرة ومخيلة العراقيين طوال سنين رعب دكتاتورية الفاشيست البعثية ،وقدر له ان يكون مرة أخرى ذلك الكابوس والذكرى القاسية والمريرة في عراق ما بعد الدكتاتورية وصدام والتوحش البعثي ،فبعد ان شاهد العالم قاطبة صور الانتهاكات الشنيعة للجنود الامريكيين بحق المعتقلين في (ابو غريب)،فأن الادارة الامريكية قد أعلنت عزمها على أنزال العقاب بحق مرتكبي تلك الانتهاكات والممارسات رغم ان كل الدلائل والوقائع تؤكد أنها أي الادارة الامريكية وبنتاغون رامسفيلد مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تلك الانتهاكات وانها لم تحدث ألا بأيعازات واوامر من قيادات عليا في البنتاغون وال س أي أيه بدليل اعفاء الجنرال شافيز قائد القوات الامريكية في العراق بعد ثبوت تورطه في تلك الانتهاكات وموافقته عليها.

اليوم فأن عدة أشخاص من الشرطة العسكرية يقدمون الى المحكمة العسكرية على أنهم المسؤولين المباشرين عن تلك الانتهاكات لا بل ان احدهم قد حكم بالسجن لمدة سنة وأنزال رتبته إإإإأما ليندي أنجلاند هذه المرأة التي أظهرتها الصور في أقصى درجات السادية والتمتع في ممارسة التعذيب وأذلال السجناء،فأنها ومحققيها قد أعلنوا ان الجنود الذين أساءوا معاملة السجناء العراقيين في سجن ابو غريب كانوا يفعلون ذلك لمجرد التسلية او انهم كانوا يهرجون او للتنفيس عن أستياءهم إإإ

معادلة قاسية،أن كنت مستاءا ًفيمكنك التنفيس عن استياءك بتعذيب واذلال مجموعة من السجناء وينتهي الامر،ربما تكون سعيداً وفي أقصى درجات الاسترخاء.

في مطلق الاحوال ان كان ماحدث في( ابو غريب ) بأمر من قيادات أمريكية عليا او لمجرد التسلية والتهريج والتنفيس عن الاستياء ،فأن أبو غريب سيبقى مكانأ عصيا وقاسيا في ذاكرة العراقيين وان هدم وازالة هذا المكان المرعب قد يكون خطوة اولى في طريق ازاحة الرعب من قلوب العراقيين هذا الرعب الذي لا يراد له ان يزاح.

#فهد_ناصر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات