خطاب الرئيس مبارك القادم

مصطفى عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 14:49
المحور: كتابات ساخرة
    

" الاخوة والاخوات :

كنت ولا ازال أرى أن حياتى كلها فداء لمصر . جهدى وعرقى .. عقلى وفؤادى .. خبرات السنين وتجارب الايام . إن حبى لهذا الوطن يسرى فى شرايينى منذ رأت عيناى الحياة . وفى كل لحظات الفرح والهم كان قلبى ينبض بحب مصر .

لقد دفعت ضريبة ذلك الحب من وقتى ووقت أسرتى سنوات طويلة ، لم أبخل فيها بجهد ولم أسئم من كلل ، ولم ارفض واجبا ، وكان دائما همى الأول والأخير هو ذلك المواطن البسيط محدود الدخل .

عشت سنوات وسنوات وأنا حريص على تطوير المجتمع والنهوض بالامة المصرية . وبلا شك فأنا راضى عما حققته فيما يتعلق بالبنية الاساسية والطرق والكبارى والكهرباء والخدمات العامة ، واعتقد أنه آن الاوان لتتحول مصر الى دولة عصرية متحضرة وتخطو خطوات حقيقية نحو الديمقراطية . والديمقراطية التى أعنيها هى تداول السلطة بشكل قانونى وسلمى يعبر عن ارادة المواطنين .

الاخوة والاخوات :

إن التغيير هو أعظم سنن الخالق لأنه يمنح الفرصة لأفكار وبرامج متنوعة أن تجد طريقها الى التطبيق . لذلك فقد قررت و- كلى يقين أن ذلك هو أفضل ما يمكن ان اختتم به حياتى – عدم الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة تاركا الفرصة لغيرى أن يقدم ما لديه . ولاشك أن ذلك القرار يستلزم اصرارا من جانبى خلال الايام القادمة على توفير كافة الضمانات اللازمة لانتخابات حرة ونزيهة تحقق أمل البسطاء فى اختيار من يحكمهم . كما سأقدم مقترحا لمجلس الشعب لتعديل المادة 77 من الدستور ليتم تحديد فترة الرئاسة بفترتين على الاكثر . وقبل انتهاء فترتى الاخيرة سيتم الغاء حالة الطوارىء ، وتيسيير اجراءات تأسيس الاحزاب والسماح للمراقبين الدوليين بمتابعة اية انتخابات داخل مصر .

الاخوة الاعزاء :

لا تصدقوا ما يردده البعض حول حكمتى العظيمة وشخصيتى الفريدة ، ولا تسمعوا لكلمات ساذجة تعتبرنى اسطورة ومثال نادر لا يتكرر فمصر ولادة وهناك كثيرون مثلى وربما افضل لكنهم لم تتح لهم فرصة المشاركة الحقيقية فى صنع القرار .

إننا نتطلع لعهد جديد يكون فيه للمواطن كافة الحقوق التى كفلها له الدستور فى ان يعتقد ما يشاء ويعبر عن رأيه بكل حرية . فالمواطن المصرى يستحق حياة افضل وحريات اعظم. واذ ارى أن قرارى بعدم الترشح قد يعيد الأمل فى النهوض بالامة فإننى أشعر برضا وراحة واتمنى أن تعود مصر رائدة وقائدة وعظيمة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . "

كانت هذه فقرات من خطاب الرئيس مبارك القادم فى ذكرى ثورة 23 يوليو .... هكذا حلمت وتمنيت .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات