أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - سرقة وطن.. صار العراق: مشلولاً.. حزيناً.. فاسداً..















المزيد.....

سرقة وطن.. صار العراق: مشلولاً.. حزيناً.. فاسداً..


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 22:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد
بعد سبع سنوات على غزو/ احتلال الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق، تبقى البلاد فاقدة للاستقرار كثيراًً وممزقة جداًً. تشرذمت الأحزاب والجماعات communities إلى درجة عدم القدرة على إقامة حكومة بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات.. هذه الانتخابات التي طُُبّل لها من قبل الاحتلال ومناصريه بأنها ستكون نقطة انطلاق لعودة البلاد إلى حالتها الطبيعية. بل أن القادة السياسيين للاحتلال لم يبدأوا حتى مفاوضات جدية للمشاركة في السلطة.
"ما كنتُ أبداً بهذا القدر من اليأس العميق جداً حول مستقبل العراق.. فئة الحكم التي وضِعتْ في السلطة بعد العام 2003.. فضيعة terrible.. ليست لديهم أي قدر من السياسة عدا سرقة الدولة/ الحكومة،" وفقاً لوزير سابق. لا شيء من هذا ظاهر بوضوح للعالم الخارجي، لأن السياسة الأمريكية منذ العام 2008 أعلنت نصراً مشهوداًً، علاوة على نيتها لسحب قواتها.. هذا الأسبوع هو موعد هبوط القوات الأمريكية إلى 92 ألفاً، بحيث ينخفض عدد هذه القوات لأول مرة إلى أقل منه في أفغانستان. يُريد الجيش الأمريكي الحفاظ على أسطورة myth قدرته تحويل الحرب في العراق من خلال زيادة القوات surge، وخروجه بنجاح من الصراع.
هذا الزعم كان محل مبالغة exaggerated بشكل دائم. التمرد insurgency ضد الاحتلال الأمريكي، تجذّر في منطقة (الأقلية)، وبعد هزيمة هذا التمرد من قبل حكومة طائفة (الأكثرية) وقوات الاحتلال (2006-2007)، انحصر خيار (الأقلية) في إجراء ترتيب مع الأمريكان. التغيير الأكثر أهمية في العراق تمثل في التعامل مع حصيلة الصراع الطائفي (وليد الاحتلال) أكثر من التكتيكات المبتكرة للجيش الأمريكي (في العراق).. وهذا يفسر لماذا الجنرالات الأمريكان يجدون في ألـ surge في أفغانستان هذا العام، بأنه يُحاكي "نجاح" مثيله في العراق، في حين يبين في حقيقته نتائج مخيبة مماثلة للآمال disappointing results.
عُززت هيمنة السياسة الخارجية للجيش على الذراع المدني للحكومة الأمريكية من خلال حرب العراق. هذا الأسبوع فقط صوّت مجلس الشيوخ على مبلغ إضافي قدره 33 بليون دولارلصالح زيادة القوات surge في أفغانستان، في حين أن وزارة الخارجية الأمريكية تحصل على مبلغ إضافي قدرة 4 بليون دولار فقط. وهذه المبالغ الإضافية على قمة مبلغ 130 بليون دولار للعراق وأفغانستان سبق وحصل على موافقة الكونغرس لهذا العام.
العنف في العراق أقل بكثير عن مستواه قبل ثلاث سنوات، وبهذا المعنى فالبلاد في حالة "أفضل" مما كانت، حيث بلغ عدد القتلى المدنيين في فترة (الصراع الطائفي) بحدود ثلاثة آلاف شهرياً. لكن هجمات "القاعدة" الدورية لا زالت كافية لخلق الإحساس بعدم الاستقرار والقلق.. وبغية القضاء على أو حصر نشاطهم صارت شوارع بغداد مليئة بنقاط التفتيش والجدران الكونكريتية التي زادت من صعوبة تحرك الناس في المدينة..
صار العنف الذي يقلق المواطنين أقل من السابق، لكن الفشل في استبدال البطة العرجاء lame duck- حكومة المالكي- يُبرز عمق الانقسامات الطائفية بين المجموعات الثلاث (طائفة الأغلبية، طائفة الأقلية، الكرد).. كان سهلاً بما فيه الكفاية توقع حصيلة الانتخابات بأفتراض أن أغلب الناخبين سيصوتون طبقاً لولاءاتهم.. هذه الانقسامات التي أثارت "المذبحة" الأخيرة، ليست متجهة للاختفاء. لكن ما يجعلها تدميرية جداً هو النوعية الرديئة poor quality لقادة الأحزاب السياسية، مع الاستثناء الجزئي للكرد. أضاف الوزير السابق بإنه ينصب خوفه في أن العراق واقع تحت حكم نخبة من الحرامية kleptomaniac ruling elite.
عراقيون عديدون وصلوا إلى درجة من اليأس ليتهكموا بسخرية من وضع يرون فيه أن الحكومة صارت عاطلة dysfunctional في أفضل الأحوال وإلى درجة أن الفشل في تشكيل حكومة جديدة وفق الانتخابات الأخيرة لن يكون له سوى تأثير ضئيل.. هناك معنى في هذا الرأي، وهناك إشارات في بغداد بأن الفشل في إقامة حكومة جديدة، يجسد بداية شلل الماكنة الإدارية الحكومية المفككة أصلاً. على سبيل المثال، فأن 111 ألف وظيفة حكومية لا يمكن إملاؤها بدون قرار من البرلمان، بل وحتى القرارات البسيطة المطلوبة بقيت معطلة. أشتكى قائد سياسي بأنه لا يستطيع حتى الحصول على تجديد رخص الأسلحة لحراسه..
الانقسامات بين الجماعات communal divisions والشلل السياسي، يدفع بعض العراقيين إلى الخوف من تحول العراق إلى لبنان آخر. القوة/ السلطة ستبقى ممزقة إلى درجة لا يمكن اتخاذ القرار في ظلها، مثل تخصيص فرص العمل job allocated أو سياسة متابعة طويلة الأمد. يتوقع المعلق السياسي غسان العطية "حصول تقسيم واقعي". كما في لبنان. الانقسامات الداخلية تفتح الطريق للتدخلات الأجنبية. يشير وزير خارجية حكومة الاحتلال في بغداد إلى تعاظم تدخل دول الجوار في العراق بقيادة إيران وتركيا.. "وبالنتيجة فإنها لم تكن انتخابات عراقية، بل انتخابات إقليمية،" حسب قوله. كما هو حال تدخلات القوى الأجنبية في لبنان لتحقيق مصالحها أولاً. هذه التدخلات قد تقود إلى الاستقرار مؤقتاً، لكنها تعقد الأمور وتقود إلى مأسسة المشاكل في العراق institutionalizes Iraq s problems.
يمكن الابتعاد عن التناظر مع لبنان، فعلى خلاف لبنان وأفغانستان، يمتلك العراق النفط والإيرادات التي تمكنه من بناء دولة قوية وجيش قوي. "العراقيون قلقون جداً وعنيفون جداً إلى درجة أن النفط فقط يمكن أن يبقيهم سوية،" حسب عطية. حقول النفط العملاقة غير المستغلة بكفاية هي الآن محل تطوير من قبل شركات نفط دولية. هذا يعني أن الإيرادات النفطية ستتصاعد بصورة متزايدة في غضون سنتين. ليس للعراق القدرة (الزمنية) على الحل الآني لكل أو الجزء الأعظم من مشاكل مواطنيه بعد ثلاثين سنة من الحروب الخارجية والأهلية والعقوبات والاحتلال.
كردستان العراق المستقلة ذاتياً إلى درجة تقترب من الاستقلال التام، تواجه حالات فشل كثيرة كبقية العراق، مثل الفساد وقائمة رواتب حكومية ضخمة بحيث تترك القليل من المال لأغراض الاستثمار. لكن القيادة السياسية الكردستانية قوية بما فيه الكفاية والأوضاع الأمنية جيدة بدرجة مرضية كي تبدأ المنطقة بالازدهار. الرافعات Cranes (الاستثمارات) تهيمن على سماء أربيل- عاصمة الإقليم- في حين هناك القليل جداً منها ظاهرة في بغداد.
عهد النخبة الحاكمة الحالية في العراق قد يكون مؤقتاً. الكثيرون منهم يحاولون تحقيق أكبر قدر من النهب قبل عودتهم إلى منافيهم في أوربا، الولايات المتحدة، أو بعض العواصم العربية المتعاطفة. ربما لديهم ورثة قادرون abler. لكن الفشل في تشكيل حكومة جديدة، والفهم المتزايد بعدم شرعية النظام الحالي، يجعل العراق غير مستقر إلى درجة لن يكون قادرا على إعادة بناء نفسه.
ممممممممممممممممممممممممـ
Robbing the State..Iraq: Paralyzed, Dejected, Corrupt,By PATRICK COCKBURN, counter punch, May 28 - 30, 2010.
Patrick Cockburn is the Ihe author of "Muqtada: Muqtada Al-Sadr, the Shia Revival, and the Struggle for Iraq.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلوث ساحات المعارك باليورانيوم المنضب.. ولّدت محنة السرطان..
- المسيحيون العراقيون متمسكون بإيمانهم في المنفى الأردني
- قمة المخاوف العربية.. تتركز في سباق تسلح نووي إقليمي
- مشكلتان مصيريتان في العراق المحتل..
- الاضطراب السياسي في العراق يمكن أن يؤدي إلى الحرب الأهلية
- غضب عارم في الموصل بشأن إدعاءات حقيقية للتعذيب في سجن سري ل ...
- من محصلات الاحتلال.. الانتحار، الاختطاف، الدعارة، والمتاجرة ...
- إيران.. القنبلة والدببة السعيدة..
- الرياح العاتية.. الإبادة الجماعية السائبة
- اوباما يهدد إيران بالقنبلة النووية
- جرائم حرب في العراق وأفغانستان
- الولايات المتحدة تدفع باتجاه تصعيد العدوان في الصومال، لكنها ...
- تورط أطباء عراقيين في سرقة أعضاء بشرية
- حان الوقت للولايات المتحدة أن تعترف بحقيقة خطط إيران النووية
- الأمم المتحدة- اللجنة العليا لشئون اللاجئين: تصاعد حاجات الل ...
- العراق: استمرار النزوح الجماعي
- انقلاب طهران في العراق؟
- توني بلير.. صلات نفطية سرية في الشرق الأوسط
- عيد الأم العراقية
- مشكلة اللاجئ العراقي


المزيد.....




- انسحاب مرشحين محافظين من الانتخابات الرئاسية الإيرانية قبيل ...
- -أبو حمزة-: -كتيبة جنين- تمكنت من تفجير آليتين إسرائيليتين ش ...
- صحيفة: مصر والإمارات أبدتا استعدادهما للمشاركة في قوة أمنية ...
- مرشحون من أصول فلسطينية في الانتخابات البريطانية
- -نتنياهو في مواجهة الجيش الإسرائيلي- - صحيفة هآرتس
- إحصائية: زيادة عدد القادمين إلى ألمانيا عن عدد المغادرين في ...
- ليبرمان: إسرائيل تخسر الحرب والردع تراجع إلى الصفر
- الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يوقعان اتفاقية في بروكسل حول الضم ...
- بالفيديو.. منجم في ولاية إلينوي الأمريكية يتسبب بانهيار أحد ...
- غوتيريش: إصلاح مجلس الأمن الدولي يبدأ من منح إفريقيا مقعدا د ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - سرقة وطن.. صار العراق: مشلولاً.. حزيناً.. فاسداً..