أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي سلامه - قراءة في قصيدة ( المِدْفنَة) للشاعرة :ورود الموسوي















المزيد.....

قراءة في قصيدة ( المِدْفنَة) للشاعرة :ورود الموسوي


محمد علي سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 20:42
المحور: الادب والفن
    


"ما نَحْـنُ إلاّ غيابٌ حاضرٌ
في حَـضْـرةِ المَدينةِ الخائنة ..!

للنِّـهـايةِ مَـوتٌ يَـليـقُ وقدْ لا يليق
سريرٌ أبيضٌ أو مَشْفىً حَـقير..!"


ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

إلي هذا الحدث .. لذات الصيغة في القصائد المجمدة ،والمحسوسة في نشاط ضياعها.. والمفتوحة علي النهايات للشخص وعالمه ،علي الحقائق في مورث الشعر الذي يخرج بنا أحيانا إلي نقطة ما ، ربما نضيع في أبدية النهاية ،وربما، لذات الصيغة التي تحدث جزء من جزء يصل لقمة التداعي والأحاديث التي تكبر فتعود من جسد الغيب ...لجسد الشعر .. للشاعر... لمن يقرأ له . فيما يجمع انتهاء هذه الحاجة ، تدافع هذه السيولة كتعبيرا جغرافيا للشخص الشاعر الذي يسكن نمطا ذاتيا مفتوحا علي العوالم الأخرى بتداعيات الكون والنهايات، وجزء العدمية وصلاحيات التوريث أو البقاء في مجمل الكتابة في الشعر كمحرك بحث داخلي للشخص ذاته . كل هذا بعيدا في عقيدة الشخص الذي هو بحاجة للخروج من مثول هذا التداعي الكوني ـ الجسدي في أحاسيس باتت تغزو الروح لتفر هاربة في حدثها الكتابي ، كمنقولة للبعيد ، مما يتواري في مغزى عقل أو نفقة بركان أو مصطلح نحو الجحيم ... والذي يرسي به في هذا النمط المتداول كـموفودا أسبق لشهية هذه العلاقة المتدافعة في كواكب الكون ربطا تشخيصيا للشخص وللطرق التعادلية لفكر المنظمات الذاتية في الكتابة الحرة ... المفتوحة علي الاتجاهات بتكليفها السامي من ارادة بعيدة ،كمصنف يحمل اسمه ،جودة ، شهرته ، خلاصته من فكرا وابتكارا وتعددا ، يرقد متدافع الأنماط التي تغزو البنية كعدول ما ، تجعل الطريق سهلا في الصعب وصعب في السهل الذي ينتظر تفعيله كحدث من الاثنين.
ان قصيدة (المدفنة لـ ورود الموسوي) بمثابة نفقات للعدالة المغيبة في المجهول ، حتي تحدثنا عن افكار تغذونا جميعا ، لحظة تأمل المصير وافتقار الجواب . إنها قصيدة الخطوط الحمراء واللغة السوداء في عدميتها ،قصيدة تجمع الشعرية في فراغها لتمحورا بات في الصلة نحو التجريد وتعرية الامور الحقيرة . لقد تواجدت نقاط لغة تستنهض لغة متروكة فينا ،تكون صورة الكتابة في عدمية الشخصية الغامضة في صمتها المحسوس . كل هذا حين بدأتها صورة من حاجة الروح للفرحة في البكاء للخروج بحكمة تشعل الأمر . إنها قصيدة تتدافع في سيولة حرة بعدد تقاربها في تواجد الشخص وأنماطه ، تقلب التصور العقلاني في متخذ الوعي ـ للاوعي الحركي ـ لتصادفه كمجمدا ينطلق منه رويدا رويدا في الحدث لبنية الشخص الشاعر في كونه الداخلي للخارجي من العالم والفضاء الأبعد للشخص ، إن الصورة التي خرجت بها ورود في قصيدة تعد بمثابة نقاط كبري في العقيدة الوجودية للشخص وتعادله البعيد للقيمة ،تعادلاً فكرياً للفكر ، لشأن الشاعر في الكتابة وتقليص الصورة بحركته في الكون ، مثولا بهذه البراهين الذاتية كما جد للصاعقة التي تبرر حدوث المطر أو انقلاب التوتر في سفن الرياح ،مع تجاهلا كاملاً للشمس ونور القمر هل سيشرقان أم لا ولهذا كله في الإبعاد وأكثر نحو الغموض .


أن الشعر عندما تكتمل منظومته يبدو جميلا في عنفه ، يخرج بصورته في رؤية الشخص الشاعر من تداعي عالمه ،وما يدفع الوجود للوجود ، للأحاسيس تواجدا لمراحل باتت تصنف ـ النقطة المرئية ـ علي أنها محسوسا بعد الاستعداد التام للتصور الفوتوغرافي ، هذه الفلسفة القابلة للكتابة ،المتحركة في تجمعات الصنف بصورة الشعر وتنقله بين عقائد شائكة لميزانية الشخص الذي هو بصورته في عنفوان المدن التي تصب فيِه تاريخها ،جسدٍ من عولمة الكون للتداعي الاستعماري ، رحلة الغرائز المفككة ،للكشف عن الهوية دون وعي ،في قصيدة، أو مفردة كتابية مرمية بلا تشخص . ومن هذا المنظور إلي بدء تواجد الصورة الشعرية كمرسي للعلو في تدقيق نقاط وجمل تعرت في الفرد ، باتت تخرج منها صورة الشعر التي هي بحاجة للحقيقية بألم وعناء بحثا عن الوفرة المنتشرة في الخبايا العالمة بصنف الحدث .
نعم: تأخذنا مثل هذه القصائد لفكرة الكتابة بعين الذي وجد فينا من متخذ لشعر حر يولد النمط في العقيدة المرجوة والمتواجدة في العادي من استشراف الغد بطاحونة تتدافع بسرعة ،جزء من جزء تصويري ،معزول في الانتصار الذاتي للخوف من شكوك هذا التواجد بأبعاد القيمة النفسية في سيكولوجيتها ، للتصنيف كفكر أيدلوجي مشخص للشخص في عقل يجره بكثرة للأسئلة والأجوبة التي لا تصلح للراحة.


إنها دهشة الشعر في منعطف الشاعر وعالمه في بيئته الكونية المحددة لحدود دول ، كون في المدن ، تاريخا فادحا ،عقيدة تستوطن الحاجة الماسة لها أولا كي ما تعيد بركات التمني ،وانتقال روحها في سمو الترجي بعيدا عن طوفان الحالة الوجودية بتعقيدات الشخص الذي هو بحاجة للسمو والراحة في عوالم النور والأحلام الجميلة .
إن ورود تخطت كل هذه الأجزاء وبدأت شاعرة في حدث القصيدة لتلم خبايا متعددة من هذه الأمور الموجزة في عقل الفلسفة ونشاطها كمجري للفكر والأحداث، فراحت تبني الشعر وحدها مفصولة تماما عن الغرابة للروح الزائغة الباحثة عن النور عكس الضحية للجسد ، هذا الصمت المخزون بعنف الانطلاق ،للتشهير بالعلاقة وبأحدثها الشائكة لهذا الريب والخوف في زمن محملا بجسد الطوفان نحو سلطة التعددية والمتاهات التي لا تفني إلا بحرب ذاتية في الشخص ، ليحدد الأنماط والأصناف، فكانت القصيدة علامة فارقة في حياة الشاعرة التي جسدت هذه الرحلة ،حركة دينامكية واحدة مفككة الإرجاء مترابطة الصلات والمغروسات الفلكلورية المتوالية في وجود ارض الشخص المفتوحة علي سطح الفراغ ، في فضاء الله تواصلا للنفس في مقتنياتها المحسوسة انقلابا علي الجمع في بساط العالم ، من دافع لدافع ، لمرحلة كبري. إنها قصيدة كتبت في البعيد من حدث الداخل ، لتبدو لنا علي أنها موجزة ، لكنها تحمل مطلق حالات متعددات في وجود الإنسان بإنسانيته المركبة كفكرة وبحث متواصل تجاه النور الأعظم تجاه الخلاصة ،، لننظر:


للرُّوحِ أجْـنِـحَـةٌ بَـيْـضَاءُ يَـغْـسِـلُـهـا الغيمُ بالنُّور
و للعيدِ بَـوَّابَـةٌ
تُـطِـلُّ منها بَـعضُ ذاكرةٍ وأمْـكـنَـةْ


تحتاج صفحة المفردة الواحدة في العقل إلي هاجس تدفعه النهاية في عمق تجريدها للمحسوس ـ بملامسة كون الروح والتأكيد علي خلق أجنحة بيضاء لها يغسلها الغيم بالنور "
مع ان هذا الترابط المعاد في لغة كاملة قديماً ،يصنع تواجدها ، حالة برؤية وقتية مدفوعة الأرجاء والتمني في شأن اللغة العملاقة بحدث إعرابها، والسؤال عن حاجة المنطق في الشعر للشعر ، هل الشعر بحاجة للصانعة أم للخلق ؟وما الفرق بين الاثنين ؟، نعم: ومن المغروس في أرض العقل الجاهزة للكل ،للخلق /للزراعة والصناعة وللحركة الكونية ولصنع مخلوقات أو لخلق مخلوقات وقتية بحاجة لها القصيدة لإتمام مهمتها فينا .
ربما لا نجد منعطفا للشعر ـ عاديا، ولكن! لن يهرب من مكانه لأنه يطرحك في جسد الغيب للشاعرة التي بدأت تكتب قبل أن نغسل ثيابنا ـ ننشره في الشمس ثم نعود به (للغسالة) أو نلحق به في ثلة المهملات لنتأمل أنفسنا عريا ليسنا بحاجة لكل هذا العناء ، وهذه القفزة تمثل مفاهيمية ما بعد هذه الحداثة التي أزعجونا بها ،الحداثة كرؤى في الانقلاب العقلي الذي هو بحاجة للتخريب، وأن سألت الشاعرة عن :بوابة العيد التي يطل منها بعض ذاكرة وأمكنة " وهذا غير مطلوب أطلاقا، ان نسألها عن شيئا واحدا، ولكنه ربما غير متوفرا في هذا العقد من الزمن ، ربما يسألها الكون والجيل الأبعد للمفاهيمية بقرون كبري ، يسألها التداعي وتحرره ، ولكننا بحاجة لشيء واحد بعيدا عن كل هذا، ان نؤكد علي أن تكون للروح أجنحة بيضاء يغسلها الغيم وبحاجة علي أن نؤكد أن يكون للعيد بوابة تطل منها بعض ذاكرة وأمكنة.
هذا النجاح في تركيبة الصورة وغرسها في مقتني المفردة الشاملة بحدث الصياغة لهو بعدا اكبر في تحقيق السعادة لنا جميعا في أمنيات نقر عليها في أسطورتنا الكونية بتنبؤاتها للشاعرة ، ربما ستخرج وتتحقق في القادم ، فلقد اخترقت هذا المفردات حاجز أبعد في بساطتها،ربما حين يقرأها أي احد منا يقول: عادية ،ولكنها نجحت في خلق جديد في بساطتها اللغوية ، في انطلاق حدود الابتكار للقادم من العالم ، لغة شعرية تفهم براءتها كاملا وتصر دائما علي ان حدثها ليس عاديا ،إنها لغة الشعر للشعراء الذين يعون جيدا بقصد أو بدون قصد ،تحديد الرؤى للغيب وللقادم في ملخص جمالي لهذا التخصص ، ومن عدمه ان تفوتنا هذه الأشياء لأنها تحتاج لمناهج ودراسة أبدية :

ريحٌ دُوارٌ صَفيرُ قِـطاراتٍ
وبعضُ مَـراجِـحَ مَشْـنُـوقَـةٌ مَـقـَاعِـدُها
كَـهْـلٌ يَـعْـبُـرُ المَـكانَ لا يدري هَـلْ كانَ حَـقاً ؟
وأيُّ المَـراجـيحِ كانتْ له ؟
هل كنتُ بينَ المَراجيحِ طفلاً أم جئتُ للكونِ بِـعُـكّـاز؟
ونَحنُ
ما نَحْـنُ إلاّ غيابٌ حاضرٌ
في حَـضْـرةِ المَدينةِ الخائنة ..!


"ما نحن إلا غياب في حاضر ، في حضرة المدينة الخائنة "
لو تركنا أنفسنا من كل القصيدة وعشنا مع هذه الأشطر القلائل بما فيها من المحسوس والمعدود، والتي تعدو متغايرا لمنظومة الكتابة المجهولة في نفيها للأشياء، مثل المدن الخائنة ، وطرق الغياب ، لحدث اجتماع داخلي لحركة المفردات في داخلك كمتذوق أو كمنهجي يحس اللغة فتسيره في رغبة لسحقها بألمها الجامح .

أن (ورودالموسوي) تصر في توازنها الداخلي علي أهمية دفع عجلة هذا التخريب ،هذه الخيانات اللعينة ،وقد يقر الشعر علي أن يظهر بقوته في صورة هذه المفردات التي تتولي مهام خاصة في القصيدة كفرق ( الكوماندوز )في الجيش، لتحقيق أكثر عنف في القتل أو الانتصار ، ولكن لتصنيف يعدو للقدرة لمنهج الخرائط المحسوسة في اللاوعي لهذا الشخص المحاط بكم هائل من الغرائب والأحداث ، في زمن باتت فيه الخيانات من سمات المدن والناس والمنظومات التي تتحمل مسؤولية التردي في العالم ،إنها لغة القصيدة في عدمية الانحطاط، فلقد تولت ورود مفاهيم كبري في مفردات تدل علي هذا الريب والتردي في العالم ولخصته في ( المدينة الخائنة ) في تمثيلها مفردات قاتلة عارية الوصول تدفع دمائها للتشهير بهذا الخراب وتعريته نحو الأحداث المؤسفة التي تألمنا ، للنظر /

""الريح ، القطارات ، المراجـيح ، الكهـول ، الأطفال ، الكون ، العكاز ، نحن
الغياب ، الحاضر ، المدن ، الخيانة""" /

والنقيض لهذا في اللغة بين عوالقها وتخصصها وتدارك تحديثها في الشعرية ،علي انها معولة للقابل منها في العلاقة بين الدال والمدلول لانجرار اللغة وراء قطارها في القصيد علي عكس نطاقها مخالفة للتيار تماما نحو ما يجمع فلسفة التحدث اليقيني نحو التشكيل وعلاقات تدشين الحفر المغايرة في نطاق اللغة المحسوسة والمتفجرة في داخلنا دون وعي كامل نركبها علي انها فن تشكيلي تُصنع درجات سلمه في قصيدة نثر أو مؤخرات مطلق الله لحدوث الكتابة فينا، لتبدو لغة الشعر لغة شعرية علي لسان الشاعر ،علي انه تشكيل يتلوه ضبط وتحررا لنتصارا ذاتيا في الوعي للإدراك التام لحظة المغادرة للوعي وانطلاقه في شعور ابعد من مدفونة/
"" دُوارٌ صَفيرُ ، مَشْـنُـوقَـةٌ مَـقـَاعِـدُها ، يَـعْـبُـرُ المَـكانَ لا يدري هَـلْ كانَ حَـقاً ؟، وأيُّ المَـراجـيحِ كانتْ له ؟، هل كنتُ بينَ المَراجيحِ طفلاً ، أم جئتُ للكونِ بِـعُـكّـاز؟، ونَحنُ ، ما نَحْـنُ إلاّ غيابٌ حاضرٌ، في حَـضْـرةِ المَدينةِ الخائنة ..! ""/
في تصوري البسيط بعيدا عن مناهج النقد وانطباعي الشخصي كقارئ أو متذوق بسيط فقط، اقصد في هذا الشأن ،تعادل هذه اللغة الشعرية نصاف استحقاق لتركيبها علي أنها مقطوعة موسيقية تعزف ألمها الخاص في سيمفونية الشاعرة التي تحمل مضامين كبري من تاريخ، وقراءة لرؤاي حقيقية تواجدت بها في دارسة وتاريخ وحدث ،مما دفع عجلة الشعر علي ان تتحرك قادرة علي تخطي كل العقبات في سيولة ويسر فاندرجت في مكانها الصحيح للتعبير وللحرية في سهولة :


للعُمْـرِ مِـئْـذَنَـةٌ يَـصْـعَـدُها الخريفُ
يَـهُـزُّ وريقاتِه
فتسقطُ في حُضْنِ نُسْوَةٍ كُنَّ خَبَّأنَ نِصْفَ الحقيبةِ في الدَّهاليزِ
عَـمَّدْنَها بماءِ النِّهاية
لَـمْ يَـكُـنْ أحَـدٌ هُـنَـاكَ وكُـنَّ
يُعَـصّـبْنَ عينَ المَصَابيحِ خوفَ وشايةِ النُّورِ للظِّـلِّ
خوفَ أنْ تُـبْـصِـرَهُنَّ المَـرايا
أو خوفَ التَّجاعيدِ يَـرسُـمُـها الضَّوءُ فوقَ جُدرانِ الوُجُوه
خَوفَ وشَايةَ الشَّعرِ للعُمرِ
عَـجـائزُ لا يُـبْـصِرْنَ غَـيْـرَ الأزْمِنَة..!

للنِّـهـايةِ مَـوتٌ يَـليـقُ وقدْ لا يليق
سريرٌ أبيضٌ أو مَشْفىً حَـقير..!


"للنِّـهـايةِ مَـوتٌ يَـليـقُ وقدْ لا يليق ، سريرٌ أبيضٌ أو مَشْفىً حَـقير..!"
لنبدأ من هذه النقطة كعنوان لوجبة سنأكلها معا في العدمية: لو تجددت اللغة الشعرية وتحدثنا عن صفات وأجانس الشعر لربما خرجنا بهذه الأسطورة المعادة في هذا الوقت لنعود بروح الشعر للطرح وللقراءة والتصنيف ،ان السؤال يطرح نفسه مرات في مقدمة هذه العلاقة التي ورثت هذه المنظومات طريقها لتعود في سيولة وسرعة هذا المنهج الملزم لهذه الحقيقة والقصاص في شأن هذه الدائرة لخرجنا جميعا بمعادلة تقف عند حد هذه النقاط لتؤكد علي منهجية هذه القيمة المتوالية في فكر الشاعر الذي تحرك في أبدية الصورة وحده بخطوات مرعبة .

إنها قصيدة (المدفنة) ولا أريد ان أغوص في عنواناها (المدفنة ) التي صورتها شاعرة ربما في مرحلة اكتئاب عظيم أو حدث نفسي مصنوع من انتقاله من وضع رديء ،بعيون هؤلاء العامة تصورا للنهاية وللعديمة ولموجز هذا البقاء وهذه الغرابة وتكفين القضية نحو الراحة (للنهاية موت يليق وقد لا يليق )هكذا وجدت نفسها في متصورها الشخصي تجاه العالم والنهاية العدمية لتكتب من فرط الدهشة الملموسة ذاتيا ثم تعود بمنهجية أحاطتها في معدول التصور العقلاني لفكر العدمية وشأن هذه المدفنة ،والغريب في معجم هذه الصورة الواردة من مدا انتقالها في القصيدة علي أنها علامات موقرة نحو الغضب تجاه الغيب لتجسيد هذه الرحلة ببقاء شامل مع تركيب علاقة الصورة وتواجدها في العدمية نحو اللاشيء:


لكَ عُكَّازةٌ هَرِمَتْ
وصوتٌ شَاخَ لــ كثرةِ ما اعْـتَـرَضْـتَ على الحياةْ
لَكَ هَامَةٌ أحْـنَـتْـها السِّنينُ لكثرةِ ما رَفَعْـتَ رأسَكَ عَالياً
لكَ بيتٌ يَـئِـنُّ وجُرذانُهُ مِنَ الجُوعْ
لا شيءَ لكَ الآنْ
أنتَ تَـعُـدُّ وُريقاتِ الخريف
مَـهْـلاً
لا تُـكْـمِـلِ العَدَّ
فالشِّتاءُ بَـردٌ قـَادمٌ
ولا حَطَبٌ هُـنـاكَ لكي تُـشْـعِـلَ المِـدْفَــنــــَة


سأسجل هنا بضع نقاط استوفت دهشتي لعلي مقتنع تماما بأن هذا الشكل من هذا النهج العقلاني لهو بمثابة نجاح للشعر ويحق للجميع ان بغوص في هامة هذه القصيدة ويثني علي هذه الشاعرة التي وردت هنا بأخلاق حميمة في تصور ابعد للحقيقة ، فكتب في سكون دون التوافد في غوغاء العالم الأحمق ودون ان تشاهد علاقتهم في حجراتهم الخاصة ، لقد واصلات نحو نقطة الله في مجريات الحكم التواجدي، بشر يستحق هذه (المدفنة) أو لا ؟ وان وصل بكامله فعدل ،ومات، واستيقظ ، ان الغيب يشاهد عدميتنا ويصر فينا نحو هذه التجاعيد وفوران هذا الشكل .
ان قصيدة (المدفنة) التي كتبتها شاعرة تمثل لها تلك القصيدة نقطة تحول في ترتيبها لوجودنا جميعا لأنها تشمل المنجز التقدمي من علاقة الإنسان بهذا الكون بالنهاية بمعادلة الفكر في تمحور الصورة للنهاية الشائكة .

ان الشعر يبدأ بعلوم متحررة ، وصولاً بحقائق القصائد التي ترمز ببنية البشر في فلسفة التواجد الأبعد ، أن الشعر طريق معقول للقناعات التامة وللدهشة والتخيل والسخط ، أن الشعر درجة كافية لاستلام جميع الشهادات في دراجة واحدة درجة شاعر يمتلك علوم وفلسفات الكون والإنسانية ، ان الشعر له طابع خاص عندما يحدثنا عنا ليلا ،أو في عدمية الكون او تواصل الحب والسلام والسكينة أو في الرعب وحدث النهايات .

لقد خرجت (ورود الموسوي) بكل هذا ، بطريقة حدثتنا فيها عن نشاط ما في العالم وحققت لها لغة نعتز بها لأننا نتذوقها وان لم يحدث ذلك تنافيا للأمر تماما ،إنه ... ومن عدمه ان لا نستطيب حركة الشعر ونلمسها كجسد للإنسانية في الحقيقية أو اللاحقية ، وصولا بالخيال والتطور العقلاني للأيام البسيطة التي سوف يحدثها الإنسان في الأرض، وتحدثها فيه ، أو ما يحدثه في منفي الزمن والتاريخ الطويل علاقة بالغد، ومما يشكل هذه الحركة علي أساس أن العقل ـ هو الناتج النهائي ـ والأحاسيس هي اللمسة الخفية في فكر الكتابة وتمحورها إذ تأتي بجزء للصورة لتكتمل في الذهن المراد مثوله بشعور أكبر لكمية الجسد في منفي الداخل ،، بيد أن كل هذه الأشياء لا تلقي بقيمة واحدة للإنسانية في حقيقة الكتابة ومنهج الشعر الذي هو بحاجة للتمويل كالبحث العلمي وان نتج هذا استطاع العالم أن يجد الحقائق كلها كدستور في منهج الشعر وارض الخيال ذات الطابع ، لترتبط بواقع البشر المتغير لحظة وداعا كاملة كالقصيدة التي سجلت أوراقها هنا في منعطف ارض الصورة الغامضة في بركان العدمية لحظة استشعار الشعر علي انه سيصل بنا ربما لنبكي أكثر أو نتحول في فناء الغموض من صناعة لصناعة جديدة داخل كتابة كالجسد لنا في عطاء هذا الشعر الذي يعود جديدا كلما مات في القصائد كنحن في السيولة نحو الانجراف تداولا لحروب البشر ، وفاسد القيمة ، حتي استطاعت ورود ان تجعلني أكتب هنا دون حقيقية ، لمن أنا في عوالم بات تصنع الحجة والتسول صناعة كالشعر الذي نفخر به أو ..لا، يفخر بشأنه علي انه مدار العمود ، وتوازيا لحفن العدم فينا فلا شيء يبكيكِ أيتها القصائد :أنت بحاجة للنوم العميق كي ما نرتاح جدا في الخلاء وسط تنميلات غامضة .

http://www.elnrd.com/notice/352.htm



#محمد_علي_سلامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهار العودة
- كيف أحبك هذا المساء؟
- العلاقات الضائعة
- قراءة في قصيدة (جيولوجيا الأنا) لجمانة حداد
- المسافات الرهيبة
- خلفية ضئيلة
- رحلة الثقافة والعالم الفاسد
- جهات غير معنية تقود العمل
- أنا وكل هذا !!
- شاعر وثلاثة دواوين -أحمد سواركة-
- قراءة في قصيدة (الدمعة) للشاعرة رشا عمران
- قراءة في قصيدة (لحظة كن ) لأسماء القاسمي
- فنتازيا المجهول
- خلق بريء ... دم قذر
- قصيدة النثر
- كيف تكون سعيدا هذا المساء ؟
- من اللاشيء
- محور في الثقافة
- أيدلوجيات لعقل فارق حدثه للحظة
- إسقاط فلسفي (2)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي سلامه - قراءة في قصيدة ( المِدْفنَة) للشاعرة :ورود الموسوي